الفصل الثاني
ثيودور وِذَر.
الابن غير الشرعي الذي يُعدّ وصمة العار الوحيدة في عائلة وِذَر.
وهو نفسه بطل رواية “البطل يرى نافذة الحالة”.
“غريب… أشعر بشيء مريب.”
هل لأنني أراه الآن مجسّدًا أمامي؟
في ذهني كنت أستحضر أوصاف ملامحه كما وردت في الرواية، لكن أن تراه يتجسّد أمامك بالضبط كما كُتب، أمر يبعث على إحساس غريب حقًا.
ربما كنت أحدّق فيه بتركيز مبالغ فيه، إذ حوّل ثيودور نظره بخجل قبل أن يتحدث:
“أ… أهلاً…؟”
واو… إنه يتكلم!
ارتبكتُ للحظة، أرمش من الدهشة، قبل أن أدرك أنّه حيّاني، فبادرت بالرد:
“آ… ن-نعم، أهلاً بك…”
تلعثمت قليلًا في تحيتي، لكن البطل ابتسم بخفة. بدا كأنّه وجدني طريفة.
“أأنتِ هنا لتقديم امتحان القبول هذا العام؟”
خفتُ أن أبدو كفتاة غريبة الأطوار إن تركت الحوار هكذا، فتعمدتُ أن أسترسل معه. فأومأ برأسه إيماءة صغيرة.
وأنا بدوري مثلتُ الاهتمام برد فعله، بينما عدتُ أتفقد نافذة المهمة الطارئة:
⚠︎ مهمة طارئة!
❑ شجّع ثيودور وِذَر في تحدّيه!
❑ المكافأة عند النجاح: بطاقة سحب عشوائية لمعدّات.
❑ الفشل: –5 نقاط من المودة.
تشجيعه في تحدّيه؟ أهو يقصد امتحان القبول؟
“هل… جئت إلى هنا للتدريب؟”
أومأ مجددًا. عندها تأكدت. عليَّ الآن أن أشجّع البطل في امتحان دخوله.
‘أيها النظام، أنا مَن على وشك الرسوب! فلماذا تهتم بالبطـل؟!’
فثيودور وِذَر سينجح في النهاية مهما حدث، أما أنا فلا!
فهو يملك قدرة غشّ صريحة: مانا غير محدودة. صحيح أنّ بقية إحصاءاته متدنية بين E وF، لكن بفضل حدسه المدهش استطاع اجتياز الامتحان في القصة الأصلية.
ما أروع ذلك الحدس!
أما لوسي التعيسة فحدسها معدوم، تقضي وقتها كله في التساؤل هل أصابت سهامها الهدف أم لا.
“حسنًا… بالتوفيق في التدريب!”
قلت ذلك بدافع الغبطة، لكن في الأساس لأجل المهمة. ومع ذلك لم يظهر إشعار النجاح بعد.
“سننجح نحن الاثنين في امتحان القبول، أليس كذلك؟”
جربت تشجيعًا آخر، بلا جدوى. ما من تنبيه نجاح.
مستحيل… أليس هذا كافيًا؟
هذا القدر من الكلمات لمَن التقيته للتو يُعد تشجيعًا ممتازًا. لماذا لا يكفي؟
شعرتُ بالعناد.
“أنت قادر على ذلك!”
“…….”
“شد الهمة! ستنجح حتمًا! أنا أؤمن بك! سأدعم تحدّيك للنهاية!”
تغيّر وجه ثيودور مع كل جملة ألقيتها، على نحو يبعث على الغرابة.
أعرف، أعرف… بدا الأمر سخيفًا.
لكن لا مفرّ، كان عليّ إنجاح هذه المهمة بأي ثمن.
فالعقوبة لا تعنيني، لكن المكافأة… تلك البطاقة كانت ضرورية. في وضعي الحالي، أي غرض إضافي قد يساوي حياتي!
“أنت ستصبح بطل هذا العالم.”
هنا خرجت كلماتي أشبه بثرثرة بلا معنى.
لكن فجأة اتسعت عينا ثيودور البنفسجيتان بدهشة.
وفي اللحظة نفسها…
⚠︎ نجاح المهمة الطارئة!
❑ لقد بلغ تشجيعك قلب ثيودور وِذَر!
❑ تحقّق من مكافأتك. (Click!)
لقد نجحت!
كدتُ أصرخ من الفرح، لكني كبحت نفسي.
وقبل أن يلحظ حماسي، بادرتُ بوداعه:
“إذن… إلى اللقاء!”
شكرًا لك أيها البطل.
لوّحت له بابتسامة عريضة لم أستطع كبحها. وكان هو يحدّق بي بملامح أكثر غرابة مما سبق.
“لِماذا…؟”
ظننت أني سمعت همهمته خلفي، لكنني تجاهلتها.
وسرعان ما وصلت إلى قاعة التدريب رقم 36. دخلت وأغلقت الباب، فاشتعلت الأنوار تلقائيًا.
***
أخيرًا… أول دخول لي إلى قاعة التدريب.
“لنرَ المكافأة أولًا!”
بحماس شديد فتحت نافذة المهمات.
كانت رسالة التأكيد لا تزال تعرض: “تحقق من مكافأتك”. ضغطت على زر (Click!).
❑ بطاقة سحب عشوائي (درجة D)
⌕ تسحب عشوائيًا غرضًا من المستوى D أو أعلى. (استخدام)
آه… صحيح، السحب نفسه له درجات.
كنت قد نسيت الأمر، لأن البطل دائمًا ما يحصل على أشياء خارقة من أي سحب، دون أي اعتبار للدرجات. ومع ذلك، فالحصول على درجة D ليس بالهيّن. ضغطت على زر الاستخدام في الحال.
هووووش!
فجأة، عشرات البطاقات البيضاء المضيئة ظهرت من العدم وبدأت تدور من حولي. المشهد كان متقنًا بصورة أدهشتني حتى حبست أنفاسي.
“واو…”
تسارعت حركة البطاقات، ثم توقفت فجأة. لتطفو بطاقة واحدة أمام وجهي، فيما تلاشت جميع البطاقات الأخرى.
بطاقة واحدة لامعة تشعّ ضوءًا ناصعًا، وكأنها تحثني على الاختيار.
مددت يدي، مسحورة، وضغطت عليها.
❑ ورقة برسيم الحظ ذات الأربع أوراق (D): تزيد حظّك قليلًا ليومٍ واحد. (للاستخدام لمرة واحدة)
“تبًّا…”
كل هذا العرض المبالغ فيه من الأضواء والتأثيرات… كي يسلّموني في النهاية مثل هذا الغرض التافه؟ حقًا لم أجد ما هو أوقح من هذا.
أما البطل… فحتى لو حصل على تذكرة سحب من الدرجة D، تنقلب الاحتمالات المعجزة لصالحه، ويخرج دومًا بأغراض من الدرجة S. أيّ ظلمٍ أشد من هذا؟
“هذا الـ‘قليل’… إلى أيّ حد بالضبط؟”
هل هو قليل كفاية ليجعل لوسي تنجح في امتحان القبول؟
…طبعًا لا. اللعنة.
لم أكن لأطمح من غرض من الدرجة D إلى شيء كهذا أصلًا. في هذا العالم، يكفيني أن أتعامل مع نظام عديم الضمير وحده.
“يعني… لا أمل لي بأن أدخل الأكاديمية بالاعتماد على الحظ وحده.”
كان عليّ أن أجد حلًّا آخر.
وبينما كنت أغوص في التفكير، خطر ببالي فجأة أسلوب قد يبدو جنونيًّا.
“لكن… هل ينجح فعلًا؟”
إنه نوع الفكرة التي لا يمكن أن تخطر إلا على بال من يستطيع رؤية نافذة الحالة. طريقة مرهقة، لكنها تستحق التجربة.
“على كل حال… فلنجرّب.”
فعّلت المهارة.
***
يوم الامتحان.
الهالات السوداء تحت عينيّ وصلت حتى عظام وجنتي.
“أختي… هل أنتي بخير فعلًا؟”
سألَت صوفيا بصوتٍ مفعم بالقلق، فمظهري كان كافيًا ليُرعب أي شخص. ورغم أن عينيّ كانتا متخشبتين من قلّة النوم، حاولت الرد بلهجة مطمئنة:
“سأكون بخير… بمجرد أن ينتهي هذا الامتحان…”
“آه… صحيح…”
عند سماع كلمة “امتحان”، تهدّجت كتفا صوفيا هي الأخرى. أجواء قاتمة خيّمت على الأكاديمية.
لكن، ما من وقتٍ للقلق. كان علينا الخروج إلى قاعات الامتحان.
“إنه مزدحم… بشكل لا يُصدَّق.”
“صدقتِ.”
بمجرد خروجنا من مهجع الطلبة، واجهنا حشدًا هائلًا من المستيقظين الذين جاؤوا جميعًا للخضوع للامتحان. لم أستوعب أن امتحانًا لا يحقّ دخوله إلا للمستيقظين سيجذب هذا الكم من المتقدمين.
وبهذا، تأكدت الحقيقة المرّة:
هذا العام… لا أمل لي بدخول الأكاديمية بسبب قلّة المتقدمين. الطريق الوحيد الباقي أمامي هو الغش أو الحظ.
“إذن… سأراهن على الحظ.”
خاصة أن الغرض الذي سحبته كان في هذا الاتجاه أصلًا.
لم أستخدمه بعد، فمدته محدودة. كانت خطتي أن أفعّله عند بداية اختبار الرماية البعيدة.
“وأنتِ، أي اختبارٍ ستبدأين به؟”
“أنا… اختبار الرماية.”
تنهّدت صوفيا بشيء من الإحباط، ثم اعترفت أن التوتر ينهشها، خصوصًا أنها لا تعرف أحدًا غيري هنا. عيناها ظلت معلقتين بي وكأنها تستجدي دعمي.
يا صغيرتي… حتى لو نظرتِ إلي هكذا، فأنا لا أملك عصًا سحرية.
“ستكونين بخير. ستنجحين.”
لم أستطع سوى أن أُشجعها. على أيّ حال،حتى البطل شجّعته بكلمات مشابهة، فكيف لا أفعل مع صوفيا اللطيفة؟
ضغطت على شفتيها بقوة ثم قالت إنها تتمنى لي النجاح أنا أيضًا، قبل أن تختفي وسط الحشود.
“هه… أنا التي تحتاج الحظ أكثر منك.”
للحظة خطرت في بالي نافذة حالتي البائسة، لكنني تذكرت تدريبي المكثّف على مدار يومين متواصلين. بفضله ارتفعت بعض القيم القليلة:
نافذة الحالة:
❑ المانا: من E إلى E+
❑ الإدراك: من F إلى E-
تبدو وكأنها قفزات كبيرة، لكنها في الحقيقة لم تكن سوى نتيجة لأن قيم لوسي بالأساس منخفضة للغاية. الكل يعرف أن الترقيات السريعة لا تحدث إلا في المستويات الدنيا. أمّا عند الوصول إلى مستوى D، فحينها تصبح الترقية شبه مستحيلة.
“على أيّ حال… يجب أن أركز على الامتحان.”
اتجهت إلى ساحة اختبار القتال القريب. رأيت مجموعة من المستيقظين الواضح أنهم رماة، فتتبعتهم، وبالفعل وصلت.
“أنا متوترة جدًا!”
“كم مهارة عندك؟”
“أرجوكم، ساعدوني على النجاح…”
“آه، يبدو أنني بالغت في التدريب أمس… أشعر بالدوخه…”
المكان كان يضجّ بالهمسات المتوترة. لم يكن في الساحة سوى الرماة والسحرة، فهم أصحاب الهجوم البعيد. لم يكن منطقياً إشراك الفرسان أو المبارزين هنا، فامتحاناتهم منفصلة.
كان امتحان القبول في أكاديمية كرانڤيير مقسمًا إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القتال القريب.
الرماية البعيدة.
الدعم القتالي.
خلال ثلاثة أيام، يخوض المتقدمون هذه الاختبارات جميعها، اختبارًا في كل يوم. قد تبدو فترة طويلة، لكنها في الواقع سريعة وصارمة جدًا، فالأعداد هائلة والوقت ضيق.
وفوق ذلك… الاختبار المرتبط مباشرة بمهنة المستيقظ غالبًا ما يكون حاسمًا في نتيجة القبول.
ومع جسد لوسي البائس… فهذا الاختبار تحديدًا كان الكابوس.
“لكن… لنفكر في الاختبار الأول فقط.”
كان أول اختبار: القتال القريب.
لهذا درّبت جسدي ليلًا ونهارًا خلال اليومين الماضيين. في حياتي السابقة لم أقترب يومًا من أي قتال، لكن يبدو أن جسد لوسي، بفضل طاقة الاستيقاظ، قد تأقلم بسرعة مذهلة.
بفضل ذلك ، أدائي في التدريب فاق توقّعاتي.
“أستطيع… أن أنجح.”
شدَدت قبضتي بقوة. على أي حال، معظم هؤلاء الرماة والسحرة فاشلون في القتال القريب. خطتي أن أستغل تلك الثغرة.
وهكذا بدأ الامتحان الأول.
“كغاه!”
“…خذه إلى المستشفى حالًا!”
لقد… فشلت في التحكّم بقوتي.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمة : 𝒩𝒪𝒱𝒜
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 2"