“يا ويلي… يبدو أنني نقلتُ مسافة طويلة دفعة واحدة يا لوسي…”
قال هايدن وهو يترنح بعد الانتقال الفوري، محاولاً أن يتكئ عليّ.
“قلتُ لك إن التلامس الجسدي غير الضروري ممنوع.”
دفعتْه إلينور بعيداً عني بحركة حازمة.
“هل أنت بخير يا لوسي؟ هل تشعرين بالدوار؟”
ثيودور، لسبب ما، كان قلقاً علي من دوار السفر الذي لم أعانِ منه أصلاً.
“آه، أنا بخير.”
أما أنا…؟
وسط هذا المزيج الغريب من الأشخاص، تذكرتُ أحداث الرواية الأصلية.
هناك أيضاً كان هايدن وإلينور يتشاجران باستمرار، فهما بطبيعتهما لا يتوافقان.
وكان ثيودور في كل مرة يكتفي بالابتسام قائلاً:
“كلامك صحيح… و أنت أيضا كلامك صحيح.”
‘غريب….’
الوضع مشابه للأصل، لكن هناك اختلاف بسيط، ربما بسبب وجودي أنا في المعادلة.
‘على أي حال، لا بأس.’
فلم يتغير جوهر المشهد كثيراً، وليس الأمر وكأنهما تشاجرا حتى التشابك بالأعناق.
على هذا النحو، وبعد انتقالين فوريين، وصلنا إلى محيط غابة كراغ.
وبقرار من إلينور، قررنا محو الدائرة السحرية للانتقال، إذ رأت أن السير من هنا سيكون أكثر أماناً.
“لماذا لا نتركها كما هي؟”
جادل هايدن قائلاً إننا سنحتاجها في طريق العودة على أي حال. لكن إلينور رفضت رفضاً قاطعاً، مشيرة إلى أنه إن بقيت الدائرة، فقد يعمل السحر بشكل خاطئ ويجرّ غرباء إليها.
وافقنا جميعاً على منطقها، ولم يجد هايدن بداً من محو الدائرة السحرية وهو يتذمر:
“أتعلمون كم هو مزعج أن أرسم واحدة كهذه؟!”
‘تحمّل قليلاً يا هايدن، فلاحقاً ستنتقل كالريح دون الحاجة لأي دائرة.’
وبعد محوها، واصلنا السير بلا توقف، فكان علينا أن نعود قبل وقت حظر التجول في السكن الجامعي… باستثناء هايدن الذي كان قد استسلم منذ البداية لفكرة السكن.
“لقد اقتربنا.”
قالت إلينور بعد دقائق من السير.
وحين رفعتُ رأسي، رأيت الغابة القاتمة أمامنا. ورغم أن الوقت ما يزال نهاراً، إلا أن داخلها كان مظلماً ومخيفاً.
وعند مدخل الغابة، كان هناك فرسان يحرسون المكان.
“الآنسة إلينور!”
تقدّم فارس بدا أنه الأعلى رتبة، وألقى التحية. فاكتفت إلينور برفع يدها بخفة رداً عليه.
“مرّ وقت طويل يا سير آرثر.”
“كنا قد تلقينا إشعاراً بقدومكِ، لكن هؤلاء…؟”
نظر الفارس إلينا بأدب.
“إنهم أصدقائي… سيدخلون معي إلى الغابة.”
“لكن… ما زالوا طلاباً في الأكاديمية، أليس كذلك؟”
“لن نتجاوز المدخل، فلا تقلق.”
“ولكن…”
بدا الفارس متردداً، إلا أن إلينور حسمت الأمر:
“سأتحمل المسؤولية كاملة.”
حينها تنحّى جانباً، وناولها إشارة ضوئية كي تستعملها إن واجهنا خطراً.
“لنذهب.”
دخلت إلينور أولاً، فتأكدتُ من ثيودور، ثم تبعتها.
‘آه!’
ما أن تجاوزتُ حدود الغابة حتى تغيرت كثافة الهواء من حولي.
صار ثقيلاً، غامراً، ومليئاً بضغط مروّع جعلني أحبس أنفاسي.
إلينور التفتت إليّ، وحين أشرتُ أنني بخير، واصلت السير. تبعَها كلٌ من هايدن وثيودور دون مشاكل.
“قفوا.”
قالتها إلينور فجأة وهي تتوقف.
ساد الصمت للحظات… ثم أحسستُ به أنا أيضاً، قبل أن يظهر.
“كيييخ…”
بشرة خضراء، جسد قصير متين، وسيف صدئ في اليد.
لقد ظهر غوبلن من وحوش الرتبة الرابعة.
حتى النظام نفسه أظهر تنبيهاً خاصاً هذه المرة.
‘على عكس المرة السابقة مع الكلب ذو القرن، يبدو أن هذه الرسائل تظهر فقط مع الوحوش الحقيقية.’
“كيك! كييك!”
ثلاثة منهم أمامنا الآن.
ومعروف أن الغوبلن عادة ما يسيرون في جماعات كبيرة، لذا لا بد أن هناك المزيد منهم.
“ما رأيكِ؟”
سألتني إلينور، و عيناها مثبتتان على الوحوش.
‘ إن جاء السرب بأكمله، فسنكون في ورطة.’
الغوبلن ليس وحشاً معقداً، لا نقاط ضعف محددة له، لكن بضربة جيدة في الموضع الصحيح يمكن سحقه.
المشكلة أنه حين يكونون بالعشرات، فقتالهم بمفردي يبدو مستحيلاً.
‘لكنني لست وحدي، أليس كذلك؟’
فالشرط في المهمة أن أقتل وحشاً واحداً فقط بمفردي.
أما البقية؟ فيمكنني تركهم لأصدقائي.
‘حسناً… يكفيني اختيار أسهل واحد بينهم!’
وإن لم يفلح الأمر…
نظرتُ إلى هايدن من طرف عيني، وفي تلك اللحظة التقت عيناه بعيني فأرسل لي غمزة.
‘يبدو أنه بخير إذًا.’
“إذن، حان الوقت لأقترح الهروب باستخدام مهارة الانتقال.”
إلينور لن تشكلَ مشكلة، لذا يكفي أن أطلب منها مساعدتي أنا وثيودور.
بعد أن أنهيتُ الحسابات في رأسي، أخرجتُ القوس. القوس الأبيض اللامع جذب انتباه الغوبلن.
“سأطلب مساعدتكِ فقط عندما يصبح الأمر خطيرًا حقًا، إلينور.”
هزّت إلينور رأسها بخفة استجابةً لطلبي.
ابتلعت ريقي بصعوبة. إن تحركت كما خططت في محاكاة الأمس، فلن تكون هناك مشكلة كبيرة. نعم، بالتأكيد.
***
“كياااا-!”
دق دق.
قلبي كان يخفق بجنون. هذه ليست دائرة سحرية وهمية، بل أول مرة أقاتل فيها وحشًا حقيقيًا.
وعندما واجهته مباشرةً، كان…
‘مقززًا!’
أغمضت عيني بقوة ثم فتحتهما من جديد.
لكن يبدو أن الغوبلن اعتقد أني تهربت بنظري، فاندفع ثلاثة منهم نحوي دفعة واحدة.
لكنهم ما زالوا داخل مدى رمايتي.
ليسوا قريبين جدًا ولا بعيدين جدًا.
“هُـو….”
سحبت الوتر بهدوء.
ثم أطلقت السهم.
“كيييك-!”
باباباباباك!
غرزت أكثر من عشرة أسهم في الأرض أمامهم. فتوقف الغوبلن الذين كانوا يندفعون بشراسة، مترددين للحظة.
‘الآن!’
انقضضتُ مباشرة على الغوبلن الذي كان في الوسط. بفضل تأثير مهارة التقييد، لم يجرؤ الآخران على الاقتراب مني.
إذن، سأنهي الأمر بضربة واحدة.
“كياااك!”
حين قلّصت المسافة فجأة، صرخ الغوبلن ولوّح بخنجرٍ مكسور باتجاه كتفي.
‘سأصدّه أولًا!’
صدَدتُ الخنجر بجسم القوس بسهولة.
ثم قبضتُ على سهم، ووجهته إلى عنقه—
“كـ، كههك-!”
…هاه؟
الغوبلن لم يُقتل، بل طار بعيدًا وارتطم بشجرة في الخلف.
‘اللعنة، نسيت أنه وحش قوي بدنيًا!’
فهو قادر على رمي المستيقظين بعيدًا، فما بالك بغوبلن من الدرجة الرابعة الذي يُصنّف أحيانًا من الدرجة الخامسة إذا لم يكن مع جماعة.
“كيييك…”
لكنه لم يمت، بل ظل يتأوه. وفي نفس الوقت، تحرّر الآخران من تأثير المهارة واندفعا نحوي مجددًا.
“تبا!”
سحبت الوتر بسرعة وأطلقت مهارة الرماية الكابحة. ثم انقضضت على الغوبلن العالق في الشجرة وغرست سهمًا في عنقه.
كك! مع الصوت، ظهر إشعار واضح:
[لقد قضيتَ على “غوبلن”!]
[مهمة جانبية ناجحة]
: لقد قضيت بمفردك على وحش من الدرجة الرابعة!
تحقق من مكافأة النجاح. (انقر!)
[تنبيه مهم!]
: تم تفعيل نظام المستويات! (المستوى 1)
لكن لم يكن لدي وقت للتحقق منها.
بوم!
ركلتُ الغوبلن الذي كان يهجم عليّ مباشرة، ثم غرست سهمًا في بطن الثاني الذي اندفع بعده.
[لقد قضيتَ على “غوبلن”!]
[لقد قضيتَ على “غوبلن”!]
[ ارتفع مستواك !]
بالنسبة لكمية التوتر التي شعرت بها، انتهت المعركة بسرعة شديدة وبسهولة.
فالغوبلن كانوا أضعف مما توقعت، كما أن إحصاءاتي كانت أفضل بكثير مما ظننت.
‘لكن… هل ارتفع مستواي فعلًا؟!’
دون أن أمسح الدم العالق على وجهي، فتحت واجهة الحالة.
[نافذة الحالة]
▸ الاسم: لوسي ساينت Lv. 2
‘إنها حقيقة!’
ارتفع المستوى بعد قتل ثلاثة غوبلن فقط!
صحيح أن الأمر سيزداد صعوبة مع ارتفاع المستويات، لكن في هذه المرحلة المبكرة، هذا معدل تجربة ممتاز.
لم أستطع إخفاء حماسي، فالتفت إلى الخلف. التقت عيناي بعيني إلينور. لكنها ما زالت متوترة، بوجه جاد.
“علينا أن نتحرك الآن.”
“هاه؟”
“بعد قليل ستأتي جماعة كاملة من هؤلاء.”
أشارت إليّ بيدها كي أعود. وهي على حق، فالغوبلن لا يتحركون إلا في جماعات.
لكنني تجمدت فجأة.
‘انتظر… جماعة غوبلن؟’
هذا يعني أن العشرات منهم سيتدفقون نحونا قريبًا.
وقد احتجتُ فقط إلى ثلاثة منهم لأرتفع مستوى واحدًا!
بمعنى آخر…
‘هذه فرصة ذهبية للارتقاء السريع…!’
“كيييييك——”
ومن بعيد، كان مصدر خبرتي الثمينة يقترب نحوي.
ابتسمتُ ابتسامة عريضة نحو الثلاثة الذين كانوا خلفي، ثم رفعت القوس مجددًا.
“لوسي؟”
حسنًا يا رفاق… دعونا نرتفع بالمستويات قبل أن نرحل!
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"