!مهمة طارئة!
: احضري درس الأكاديمية مع هايدن!
مكافأة النجاح: جهاز تتبع هايدن، تلميح عن المهمة التالية
/ في حالة الفشل: تنخفض نقاط مودة ثيودور –10
حتى بعد دخولي الفصل، لم أكفّ عن التحديق في نافذة المهمة. ولئلا أبدو غريبة الأطوار، فتحت كتابي أيضًا وتركته أمامي.
تأملت تفاصيل المهمة من جديد، ثم خلصت إلى فكرة واحدة:
“ليست سيئة أبداً.”
المهمة هذه المرة لم تكن بتلك الصعوبة. صحيح أنّ توقيتها كان مزعجًا للغاية، لكن لم يكن لها حدٌّ زمني صارم، وعقوبة الفشل مشابهة تقريبًا للسابق.
وإن كان محيرًا أن تُنقَص مودة ثيودور بلا سبب واضح… إلا أن الأمر لم يكن جللاً.
“ربما السبب أنّ المكافأة نفسها متواضعة؟”
جهاز تتبع هايدن، وتلميح عن المهمة التالية.
الأول لا فائدة تُرجى منه تقريبًا. ماذا سأفعل بموقعه؟ هل عليَّ مطاردته في كل مرة يختفي؟
“أرجوكم، وفِّروا عليّ ذلك…”
أدرت نظري إلى المكافأة الثانية. تلميح عن المهمة التالية… أهذا يعني أنّ المهام لا تُمنح فقط عند لقاء الشخصيات الرئيسية؟
“هذا النظام، كلما ظننت أنّي فهمته، باغتني بشيء جديد.”
على أي حال، لم تكن المهمة عاجلة الحل، فقررت أن أتمهل قليلًا. يكفيني أني ما زلت في بداية الفصل الدراسي، أحاول التأقلم. وليس لدي فراغ لمطاردة مهام جانبية كهذه، خصوصًا ومكافأتها ليست مغرية.
الشيء الوحيد المقلق هو: كيف أعثر على هايدن الذي يختفي هنا وهناك باستمرار؟
!مساعدة!
جرّب/ي “جهاز تتبع هايدن” بنسخة تجريبية!
(ملاحظة: النسخة التجريبية تُستعمل مرة واحدة فقط).
حتى هذا القلق أزاله النظام بكرمه، وكأنه يقول لي: “لا تقلقي، أنتِ تطاردين شخصًا يملك مهارات تنقّل، فلا بد من بعض الدعم.”
“وإن استعصى الأمر، يمكنني دائمًا إطلاق شائعة… سيظهر فورًا.”
مع أنني أفضل ألّا ألجأ لهذه الطريقة إلا في أقصى الضرورات. فالآن أصلًا، لوسي سانت غارقة في بحر من الشائعات.
أغلقت نافذة المهمة بعد أن رتبت أفكاري. وفي تلك اللحظة دخلت الأستاذة.
“مرحبًا بكم يا طلاب.”
كانت محاضرة اليوم بعنوان “أخلاقيات المستيقَظين”، وألقتها الأستاذة جوزفين، سيدة في منتصف العمر يفيض وجهها طيبة.
بدأت بصوت رقيق كأنها تحكي قصة:
“قبل ثلاثمئة عام، ظهر الوحوش فجأة فحلّت حقبة الفوضى. بذل الجميع أقصى ما في وسعهم لصدها، لكن أعدادها كانت في ازدياد…”
أه، إنها الخلفية التاريخية لعالم الرواية.
صحيح أنها مليئة بالثغرات بسبب ضعف قلم الكاتب، لكن القراء لم يهتموا كثيرًا؛ فما يهمهم كان رحلة البطل لا تفاصيل التاريخ. ولذا سرعان ما كفّ الناس حتى عن كتابة التعليقات الساخطة، وحلّ محلها صمت مخيف.
“وفي تلك الحقبة، ظهر المستيقَظون. قلّة في البداية، لكن أعدادهم تضاعفت سريعًا، حتى غلبوا الوحوش. ومنذ ذلك الحين، ونحن نُبقي أعدادها تحت السيطرة بعمليات الصيد الدوري.”
في الحقيقة، القول بأن البشر “انتصروا” مبالغة. الوحوش لم تكفّ يومًا عن الظهور. كل ما حدث أنّ البشر عقدوا معادلة صعبة مع الواقع: يقتلون بالقدر الكافي للحفاظ على التوازن.
“لكن مع مرور الوقت، بدأ بعض المستيقَظين بإثارة المشاكل. مستخدمين قوتهم الفائقة في ارتكاب الجرائم.”
سكتت لحظة ثم تابعت بحزم:
“وعندها اجتمعت الأمم لتوقيع اتفاق عُرف بـ ميثاق أخلاقيات المستيقَظين. وهو بالضبط ما ندرسه في هذا الفصل.”
نظرت جوزفين إلينا بجدية قبل أن تبتسم بلطف:
“قواكم يجب أن تُستَخدم دومًا للخير. من لا يستطيع تقبّل هذا، فله أن يغادر القاعة الآن.”
ساد الصمت الثقيل لحظة، ثم أردفت مبتسمة:
“لكن دعوني أطمئنكم، لم يغادر أحد في تاريخ أكاديميتنا بسبب هذا.”
ضحكت بخفة، فضحك الطلاب بدورهم، وعاد الجو لطبيعته. وهكذا مضى الدرس.
“الآن أفهم لماذا أدرج النظام هذه المحاضرة.”
حتى لو كان هذا الجسد جسد لوسي، فأنا من يحمله الآن، وبالتالي فإن المسؤولية عن هذه القوة تقع عليّ بالكامل. أحسست بثقل في صدري، كما لو أن النظام يذكّرني: “تحمّلي مسؤوليتك كمستيقظة.”
ومع ذلك، أومأت بهدوء مع بقية الطلاب.
…اللعنة.
لم أستطع فهم هذا النظام.
“أي عقلٍ مريض اخترع هذه الحصة؟”
كنت ألهث حتى يكاد النفس يختنق في حلقي، ورغم ذلك لم أفلح في كتم الشتائم.
“لا تتوقفوا! بقي عشر لفّات كاملة!”
“هـ… هـه…!”
“بهذه الهمم الواهنة، لن تصمدوا لحظة في هذه الأكاديمية!”
هل نحن في ساحة حرب؟
أم أنّ أكاديمية للمراهقين يجب أن تَحكُمها قوانين حياة أو موت؟
ساقاي بالكاد تتحركان، أنفاسي تتخبط كمن فقد طريقة التنفس.
“تبًا، لقد انتهيت.”
كيف كنت أتنفس عادة؟
شهيق واحد وزفيران؟
أم زفير واحد وشهيقان؟
ما إن اضطرب الإيقاع حتى صار صدري يحترق. عاجزة، استدعيت نافذة الحالة أمامي:
هل تود/ين استخدام نقطة واحدة لزيادة “القدرة البدنية”؟
“أوه!”
ضغطت بجنون على زر التأكيد مرارًا وتكرارًا.
نافذة الحالة
▸ القدرة البدنية: (D-) → (D)
“هـووف…”
أخيرًا… استطعت أن أتنفس من جديد. صحيح أن الأمر لا يزال مرهقًا بشكل يكاد يسحقني، لكن على الأقل بات رأسي يعمل بما يكفي للتفكير.
قبل لحظات فقط، لم يكن في بالي سوى فكرة: “أريد أن أستسلم وأترك كل شيء!”
“اللعنة على هذا النظام الحقير… هل يسخر مني؟”
هذه الحصة، أو بالأحرى “التدريب الأساسي 1″، ظهرت في القصة الأصلية أيضًا، لكنها كانت تحمل اسم “التدريب الأساسي 2”.
ومع ذلك، لم تكن قاسية بهذا الشكل! كانت في حدود ما يستطيع المستيقظون القيام به بسهولة.
على ما يبدو، هذا النظام الملعون أضاف إعدادًا من تلقاء نفسه:
“خلال هذا الفصل الدراسي، ستولدون من جديد بأجساد تليق بالمستيقظين.”
“…….”
“ومن واقع خبرتي الطويلة، أؤكد لكم أنكم إن تحملتم المشقة هذا الفصل فقط، فالفصل القادم ستتمكنون من إنجاز هذه التدريبات براحة تامة!”
كان المتحدث المدرِّب المسؤول، بزيّ التدريب وقبعة حمراء. يتحدث بثقة وكأنّه يوزّع وعودًا ذهبية.
بمعنى آخر: “سنرهقكم حتى الموت الآن، كي لا تتعبوا لاحقًا!” يا له من منطق أعوج.
كتمت شتيمةً كادت تفلت من لساني.
“بقي خمس لفّات!”
أي إننا أنهينا حتى الآن خمسةً وتسعين دورة كاملة حول ساحة التدريب هذه.
اللعنة…
انظروا إلى هذه الساحة الشاسعة! حتى لو كنت مستيقظًا، بعد الدورة الخمسين لن يجعلك تركض سوى إصرار يائس على البقاء.
“لو جعلوا الوحوش تركض مئة دورة هنا، ستموت من تلقاء نفسها…”
ابتسمت بمرارة لهذه الفكرة، وألقيت نظرة حولي – بالكاد أحرك عيني دون عنقي.
“ماذا عن ثيودور…؟”
آه.
لقد انهار بالفعل.
كان في أحد الأركان يتقيأ وهو يرتجف.
“هل عليّ أن أستسلم مثله؟”
فكرت للحظة… ثم جاء صوت المدرِّب:
“من يتوقف سيُجبر لاحقًا على إكمال ما تبقى وحده. مفهوم؟”
… انسوا الأمر.
إن كان عليّ أن أكرر هذه الجحيم لاحقًا، فالأفضل أن أنهيها الآن.
“آآااه—!”
صرخت مستنفدة آخر ذرة من طاقتي.
وكذلك فعل زملائي – أو بالأحرى رفاق محنتي – كلنا ركضنا معًا وكأنها معركة حياة أو موت.
وهكذا… اكتملت المئة دورة أخيرًا.
“عملٌ جيّد. استراحة عشر دقائق!”
سقوط جماعي.
انهارت أجساد طلاب الصف F جميعًا في اللحظة نفسها، وأنا بينهم. لم يعد يهم إن كانت هذه ساحة تدريب أو أرض معركة؛ أرجلنا لم تعد تحملنا، وكل ما تبقى أنفاس متقطعة ولهاث متواصل.
وباستثناء طالب واحد انهار تمامًا… أتممنا جميعًا المهمة.
أو ربما… باستثناء آخر أيضًا.
“هايدن، أيها الوغد…”
لقد أفلت من البداية! هرب من هذا الجحيم تاركًا إيّانا نتعذّب وحدنا.
هذا الدرس القاسي، لم يذقه إلا نحن، أما هو فقد أفلت بجلده!
“إن أمسكت بك، سأدفنك هنا في هذه الساحة…!”
عضضت على أسناني غيظًا، متوعدةً هايدن الغائب بعقابٍ شديد.
وفي هذه الأثناء، تقدّم المدرب نحونا بابتسامة ودودة وقال بلطف قاتل:
“الآن… ألف تمرين ضغط!”
…هاه. ربما كان من الأفضل أن أهرب أنا أيضًا.
فكرت جديًا بالفرار.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"