الفصل العاشر
أكاديمية كرانڤيير العريقة.
الأكاديمية الوحيدة المدعومة مباشرة من العرش الإمبراطوري، والمتخصصة في “التدريب القتالي” للمستيقظين. على مر السنين، أنجبت عددًا لا يحصى من فرسان المستيقظين، بل وحتى ذلك الساحر العظيم الشهير كان من خريجيها.
وليس هذا فقط، بل إن مجرد التخرج من أكاديمية كرانڤيير يمنح صاحبه لقب فارس، بغض النظر عن أصله أو مكانته.
أما المتفوقون، فيُمنحون شرف الانضمام إلى فيلق صائدي الوحوش، أحد أفواج الفرسان الإمبراطوريين، بل وأشرفهم مكانة. وكان الانضمام إليه بمثابة أعظم تكريم على الإطلاق.
لهذا السبب تحديدًا، وبينما ظهرت العديد من الأكاديميات الأخرى الخاصة بالمستيقظين، بقيت كرانڤيير تحمل لقب “الأكاديمية المرموقة” بلا منازع.
“إذًا… أنتم، من الآن فصاعدًا، ستصبحون طلبة أكاديمية كرانڤيير الفخرية…”
لكن في تلك اللحظة، كان الطلاب الجدد على وشك الجنون.
“آه، وأرجو أن تتحملوا مسؤولياتكم على أكمل وجه… آه، وأتمنى أيضًا…”
لماذا هذا الخطاب لا ينتهي؟!
أخذت أنظر حولي بعينين نصف مغمضتين. القاعة الكبرى كانت مكتظة بالطلاب الجدد، وجميعهم كانوا بنفس حالي تقريبًا: وجوه خامدة، وكأن أرواحهم قد تبخرت.
مع أنهم بدؤوا الحفل بعيون لامعة وحماس واضح…
“آه… وبما أنكم مستيقظون، فيجب أن تحموا الضعفاء. قد يبدو كلامي تكرارًا… آه… لكن لا بد من التأكيد مرة أخرى…”
لقد فقدت العدّ لعدد المرات التي قال فيها “آه…”.
المحاضر كان أحد الدكاترة البارزين من خريجي الأكاديمية، لكنه على ما يبدو انغمس طويلًا في أبحاثه، حتى صار غير قادر على الحديث دون أن يملأ كلامه بآهات التردد.
خطاب واحد استمر ساعة كاملة…
كان عدد الملقين للخطب في هذا الحفل أربعة. وكلهم أطالوا كثيرًا. لكن هذا الدكتور تحديدًا حطم الأرقام القياسية، إذ ظل يتحدث منفردًا أكثر من نصف ساعة!
ومع كل جملة بدت وكأنها خاتمة ثم امتدت من جديد، كانت أعيننا نحن الطلاب الجدد تتحول تدريجيًا إلى عيون سمك ميت.
“أنا واثق أن طلبة أكاديمية كرانڤيير سيثبتون جدارتهم… آه… وأتطلع لإنجازاتكم القادمة!”
وأخيرًا… انتهى!
ارتفعت التصفيقات بشكل آلي تقريبًا من قِبل الطلاب، وأنا معهم، بينما كان عقلي يتساءل عن الفقرة التالية من البرنامج.
“التالي: كلمة من ممثل الطلبة الجدد.”
فجأة، استعدت وعيي تمامًا.
ثم تقدمت فتاة إلى المنصة. كل الأنظار، بما فيها عيناي، اتجهت نحوها.
كانت خطواتها ثابتة، خالية من التوتر. وقفت في وسط المنصة وقالت بصوت ناعم، لكنه قوي يفرض هيبته:
“أنا، كطالبة في أكاديمية كرانڤيير، أُعلن ما يلي…”
تابعت القسم بصوت متدفق وحازم. لم يكن طويلًا، بل كلمات قليلة رددناها جميعًا معها وانتهى الأمر.
ثم أنهت كلامها قائلة، بعينين ذهبيتين لامعتين:
“في اليوم الثاني من شهر مارس، السنة 501 من التقويم الإمبراطوري. ممثلة الطلبة الجدد: إلينور سَتِين.”
انفجر الحضور بالتصفيق، وغادرت المنصة بخطوات واثقة.
واو… إنها حقًا إلينور.
المحاربة النبيلة، إلينور سَتِين.
زميلة البطل ثيودور، والمتفوقة الأولى بين الطلبة الجدد.
وبالإضافة إلى ذلك… كانت من شخصياتي المفضلة في الرواية الأصلية.
تابعت شعرها الأحمر يتلاشى وسط صفوف الطلاب، وأنا أشعر بالأسف لانتهاء المشهد. وفي الأثناء، تقدمت فقرات الحفل بسرعة حتى وصلنا إلى الختام:
إعلان رسمي بقبول الطلبة. ولحسن الحظ، لم يطل مدير الأكاديمية في كلامه. ربما لأنه شاهد بأم عينه كيف كدنا نموت من الملل بسبب الخطب السابقة.
“أهنئكم من أعماق قلبي على انضمامكم إلى الأكاديمية.”
واااه!
ارتفعت الهتافات الجماعية، وهكذا انتهى الحفل الطويل.
***
الصف F، صحيح؟
الآن على كل منا أن يتوجه إلى الصف المخصص له.
كان توزيع الصفوف في السنة الأولى يعتمد على درجات القبول. وبما أنني بالكاد نجحت في دخول القائمة، فقد وُضعت في الصف F، وربما سيكون ثيودور معي أيضًا.
توجهت كما خططت إلى وجهتي، لكن الازدحام كان شديدًا. وفجأة وجدت نفسي مندفعة مع التيار البشري في اتجاه خاطئ.
حاولت أن أشق طريقي للخروج، لكني توقفت فجأة:
ماذا لو أصبت أحدهم عن طريق الخطأ؟
صحيح… قوة لوسي الجسدية كانت A!
لو اصطدمت بمستيقظ ضعيف نسبيًا، فقد يتعرض للإغماء فورًا. كارثة حقيقية.
وبينما كنت أتخبط عاجزة وسط الزحام…
شعرت بيد تمسك بذراعي فجأة وتسحبني بخفة:
“هل أنت بخير؟”
أول ما التقطته عيناي كان بريقًا ذهبيًا آسرًا. ثم تلت ذلك خصلات شعر حمراء وملامح أرستقراطية راقية.
إنها… إلينور سَتِين، نفسها!
“آه، شكرًا لكِ—”
كنت أهمّ بالانحناء شاكرة، لكن في تلك اللحظة ظهرت أمامي نافذة مفاجئة:
⚠︎ مهمة طارئة!
: اتركي انطباعًا قويًا لدى إلينور سَتِن!
❑ مكافأة النجاح: تذكرة سحب أداة
❑ عقوبة الفشل: تراجع المانا (من D- إلى E-)
.…ماذا؟!
كنتُ أحدّق في نافذة المهمّة التي بدأت أتعود عليها، وفجأة كدتُ أختنق من الذهول وأنا أقرأ عقوبة الفشل.
حتى الآن، كل ما كان يسقط هو “مستوى الود” مع الآخرين فقط! فما بال هذا النظام المجنون يهددني فجأة بإنقاص قدراتي؟!
وبينما كنت ألعن في داخلي، سألتني إلينور بوجه مستغرب:
“أأنتِ بخير حقًا؟”
صوتها العذب أعاد لي شيئًا من رباطة الجأش، فأومأت برأسي بصعوبة.
إلينور لا ذنب لها في هذا. نعم، لا بأس…
‘لكن هذا النظام اللعين—!’
كاد غضبي يشتعل مجددًا، لكنني أخذت نفسًا عميقًا وركّزت على نافذة المهمّة.
المطلوب هو أن أترك “انطباعًا قويًا” لدى إلينور ستين؟
رفعت بصري إليها. كانت أطول مني، ونظراتها توحي بأنها اطمأنت لحالي وتوشك أن تترك المكان.
‘لا! لا يمكنكِ الرحيل الآن! لو ابتعدتِ فسوف تصير المانا الضئيلة التي عندي أكثر بؤسًا!’
صرخت بها دون تفكير:
“لحظة…!”
“نعم؟”
أمسكتُها، لكن… لم أجد ما أقوله.
تذكرت كيف أن ثرثرتي الفارغة في المهمة السابقة بالكاد أنقذتني، وهذه المرة لن يرحمني هذا النظام المتعسف.
كان عليّ أن أطلق عبارة قصيرة، صادمة، ومباشرة.
شيءٌ يترك أثرًا قويًا… حتى لو كان محرجًا.
بعد نصف ثانية من التفكير، أشرت إليها بيدي بثقة مصطنعة وأعلنت:
“إلينور ساتين! سأتغلب عليكِ، وسأكون الأولى على الدفعة!”
…ساد صمت ثقيل.
إلينور حدّقت بي بدهشة، والطلاب من حولنا توقفوا عن الحركة كأنهم يشاهدون مسرحية مثيرة.
لكن نافذة النجاح لم تظهر بعد.
‘لا تقل لي…!’
اضطررتُ لإكمال ما بدأته:
“أنا لوسي سانت! تذكّري هذا الاسم جيدًا!”
وفجأة—
⚠︎ مهمة طارئة ناجحة!
❑ لقد تركتِ انطباعًا قويًا لدى إلينور ساتون!
(تحققي من المكافأة. Click!)
…لقد نجحت.
‘اللعنة…’
أما الطلاب الذين لا يعرفون معاناتي مع هذا النظام، فقد بدأوا يتهامسون:
“هاه؟ إعلان حرب من أول يوم؟”
“تلك الفتاة… جرأتها مذهلة.”
“أليست هي صاحبة المرتبة الثانية؟”
“لكن صاحب المركز الثاني هو ذلك الفتى المصدوم هناك، أليس كذلك؟”
“إذن من تكون؟ الثالثة؟ الرابعة؟”
في الواقع؟ كنتُ الـ181.
احمرّ وجهي من شدة الإحراج.
ظهرت نافذة: (تحققي من المكافأة. Click!)
لكنني صفعتها بعصبية وأغلقتها.
“هل سمعتم صوت الريح حين أنزلت يدها؟”
“تبدو حقًا متحسرة من خسارتها للمركز الأول…”
وبدأت الشائعات تتضخم حول لوسي سانت.
***
منذ أول يوم لي في الأكاديمية صنعتُ فضيحة.
والآن جلستُ في فصل F ورأسي غارق في الطاولة، أهرب من كل تلك النظرات الفضولية.
كان من الطبيعي أن يترك الخبر الطازج أثراً هائلاً بين الطلاب:
“أليست هي من تحدّت الأولى على الدفعة؟”
“لكن… لماذا إذًا هي هنا في فصل F؟”
“لا يعقل أنها تتحدث عن التفوق بذلك المستوى!”
رفعت رأسي فجأة، بعينين متوحشتين.
تجمدت المجموعة التي كانت تغتابني، وأطرقت صامتة.
‘آه… ما الذي أفعله؟ هؤلاء مجرد أطفال في مثل عمري.’
خفضت وجهي مجددًا.
سرعان ما عادت الهمسات، لكن بحذر، دون ذكر اسمي هذه المرة.
تنهدت في داخلي: ليت الأستاذ يأتي بسرعة.
ففي يوم الافتتاح، يقتصر البرنامج على لقاء الأساتذة وبعض التعليمات البسيطة.
وبينما كنت أغرق في أفكاري— ربت أحدهم على كتفي.
“لوسي.”
كان صوت ثيودور.
نعم… لقد تذكرت. هو أيضًا معنا في فصل F.
رفعت رأسي، متعبة، فبادر يسألني بقلق:
“هل أنتِ مريضة؟”
“هاه؟ لا، أنامتعبة قليلًا فحسب.”
متعبة من هذا النظام الملعون.
ابتسمت بتكلف، لكن طيبة قلب ثيودور جعلت القلق يزداد على وجهه.
كنت على وشك أن أؤكد له أنني بخير—
فجأة فتح الباب.
“فووو—”
ودخل رجل في منتصف العمر. حدّق بنا قليلًا وقال بلهجة حادة:
“مزرٍ… بحق السماء.”
كانت أولى كلماته صفعةً باردة.
ثم أمرنا بالخروج لنتبعه.
وبعد لحظات…
“كروووو—!”
وحش ضخم يشبه الكلب المتوحش، يقطر لعابه من بين أنيابه، يحدق نحونا كما لو كنا وليمة دسمة.
هكذا وجدت نفسي… وجهاً لوجه أمام مخلوق جهنمي.
‘ولماذا… لماذا أنا وحدي الباقية هنا؟!’
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمة : 𝒩𝒪𝒱𝒜
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 10"