الفصل الأول
لا شكّ أنّ هذا النظام يريد تدمير العالم.
وإلا، فكيف يمكن تفسير ما يحدث؟
“كيف لا يمنحني ولو مهمة تطوير واحدة؟”
ها قد اقترب موعد امتحان القبول، ولم يتبقَّ سوى يومين.
بعد أن أجمعت أمري وعزمت على تنفيذ المهمات، لم يصلني حتى الآن أي مهمة واحدة.
مهما صرخت في داخلي: “مهمة! مهمة!” لم يظهر أمام عيني سوى:
‣ [ المهمة الرئيسية ]
❑ كن الأوّل على دفعة أكاديمية كْرانڤيير عند التخرج!
❑ عند النجاح: ■■ / عند الفشل: فناء العالم
وهذا كل ما هنالك.
حتى ليخال لي أنّ هذا النظام يميز ضدي عمدًا. فبينما يُغدق على البطل مهامًا يومية لتسريع نموه، ها أنا لليوم الثاني لا أحظى لا بمهمة يومية ولا حتى بمكافأة نجاح! تبا له.
بهذا الحال لن أخفق في التخرج بالمرتبة الأولى فحسب، بل قد أرسب حتى في امتحان القبول نفسه.
صحيح أنّه، في القصة الأصلية، اجتازت لوسي سانت الامتحان بصعوبة لتنتقل إلى الأحداث المليئة بالكوارث التي تسببها، لكن…
“بصراحة لا أستطيع أن أثق بذلك.”
الأصل أن نافذة الحالة هذه لا تُعرض سوى للبطل، أما أنا فأراها أمامي، وكأنّ هذا خلل في الإعدادات. وأكبر خلل على الإطلاق هو أنّني تجسّدت في شخصية لوسي سانت نفسها. وعليه، فإنّ احتمال رسوب لوسي في امتحان القبول قائم وبقوة.
لذلك لا بدّ من الاستعداد، غير أنّني لا أدري ما الذي يمكن أن أستعد له مع هذه القدرات البائسة.
‣ نافذة الحالة
❑ الاسم: لوسي سانت
❑ المهنة: رامٍ
❑ الخاصية: دقّة إصابة عن بُعد 1% (ثابتة)
❑ المانا: E
❑ الصحة: D-
❑ القوة الجسدية: A
❑ الرشاقة: E+
❑ الإدراك: F
❑ المهارات:
❑ قنّاص S
❑ تصادم C
❑ اختفاء عن الأنظار D
لقد كانت قدرات بائسة حقًا.
وما صَدمني أكثر من أي شيء هو أنّ “الإدراك” لدي في مرتبة F.
فكلما ارتفع مستوى الإدراك زادت دقة الهجوم والدفاع، وهو أمر جوهري خاصة لمن يستيقظ بقدرة القتال عن بُعد. لكن لوسي… إدراكها F.
لم يظهر وصف “دقّة إصابة عن بُعد 1%” اعتباطًا إذن.
“ولماذا، في خضم هذا كله، قوتها الجسدية وحدها بدرجة A؟”
ما حاجتها إلى هذه القوة المفرطة وهي رامية؟
فالأسلحة التي تظهر مع الاستيقاظ تكون معدّلة تلقائيًا بحيث تناسب حاملها. أي إنّ الفارس لن يعجز عن رفع سيفه لثقله، ولا الرامي عن شد قوسه لقساوته.
لكن… رامي بسمة إصابة 1%؟ تلك هي الكارثة بعينها.
“لكن لا بأس… على الأقل أستطيع حمل القوس.”
لو أنّ خاصيتها كانت “نقص في القوة (ثابت)” فلم أكن لأتمكن من حمل القوس أصلًا، و لكنت تركت هذا العالم يهوي إلى الفناء دون أن أحرّك ساكنًا.
وبما أنّ الإحصاءات ميؤوس منها، فلا بدّ من التحقق من المهارات، لعلها تنقذ الموقف.
ولوسي، على غير المتوقع، تمتلك مهارة من المستوى S.
لكن اسمها “قنّاص”… وكان وقع الاسم ينذر بالسوء. ومع ذلك ضغطت عليها لأتفحّصها:
❑ قنّاص S
⌕ مهارة نهائية: إذا أصابت السهم، فاحتمال الضربة الحرجة 99%.
احتمال الضربة الحرجة مذهل.
كأن النظام أراد أن يعوّض نسبة إصابة 1% بجعل الضربة الناجحة -إن حدثت- شبه قاتلة.
“لكنها مهارة ملتبسة.”
فأنا بالكاد قد أصيب مرة كل مئة رمية، وإن حدث وأصبت، هناك 99% أن تكون ضربة قاتلة.
المهارة رائعة في ذاتها، لكن مشكلة لوسي أنّ احتمال إصابة السهم أصلاً يكاد يكون معدومًا. وإن أخطأت، فسيكون من حسن حظي إن لم أجرّ على نفسي قطيعًا من الوحوش.
تنهدت ساخطة، وانتقلت لتفقد المهارات الأخرى:
❑ تصادم C
⌕ إعاقة: عند الاشتباك مع الهدف، ترتفع القوة الهجومية والدفاعية بنسبة 5%.
❑ اختفاء عن الأنظار D
⌕ تفادي: عند مواجهة خصم قريب المدى، يختفي المستخدم عن مجال رؤيته لمدّة 0.5 ثانية (إعادة الاستخدام: 15 ثانية).
بل إن هاتين تبدوان أكثر نفعًا.
فامتحان القبول لا يقتصر على الوظيفة الأصلية، بل يشمل جميع مجالات القتال، وتُجمع الدرجات في النهاية.
صحيح أنّ لكل مجال وزنًا مختلفًا في التقييم، لكن يبدو أنّ هاتين المهارتين ستُجديان في القتال القريب.
خصوصًا وأنّ لوسي تمتلك قوة جسدية من المرتبة A، وهو مستوى يجعل لها اليد العليا أمام معظم المتقدّمين للامتحان.
“ربما ليست طريقة الاستخدام هذه هو ما صُممت لأجله هذه المهارات… لكن لا بأس.”
فالأصل أنّها مُنحت لها لتتقن الرماية، غير أنّها عاجزة عنها، فلا سبيل لها إلا توظيفها لتعويض هذا العجز.
لكنني في الحقيقة لا أؤمن بأنّ لوسي ستلتحق بالأكاديمية بطريقة طبيعية.
ففي اختبار الرماية البعيدة ستفشل بنسبة 99%. ورسوب المرشَّحِ في مجال يخص وظيفته الأصلية يكاد يساوي رفضه قاطعًا.
“مع ذلك… ألم تلتحق لوسي بالأكاديمية في القصة الأصلية؟ فلا بد أن هناك مخرجًا ما.”
ربما قلّ عدد المتقدمين هذا العام؟
أو لعلّ دخولها كان عن طريق المحسوبية؟
*يعني الواسطة*
لكن، في القصة الأصلية، لم يرد أي شيء من هذا القبيل.
إنه مجرد أمل… لا أكثر.
“كيف لي أن أعرف تفاصيل قبول شخصية ثانوية؟!”
الكاتب لم يكلف نفسه حتى عناء سرد تفاصيل دخول البطل نفسه، واكتفى بجملة عابرة. فماذا عساي أفعل؟ إنّه الظلم بعينه.
***
طرق- طرق-
في تلك اللحظة، سُمِع صوت طرقات على الباب.
فأجبت باختصار: “نعم”.
فانفتح الباب بخفة، وبدت من شقّه خُصلة شعر بلون العسل تتسلل إلى الداخل.
“آ-، أ… أهلاً وسهلاً…”
فتاة تبدو أصغر من لوسي بثلاث أو أربع سنوات حيَّتني بتحية مترددة.
ترددت لحظة أفكّر إن كان يجدر بي أن أتصرف بخشونة كما تفعل لوسي في الأصل، لكنني سرعان ما قررت أن أكون على طبيعتي.
فلو اضطررتُ هنا أيضًا إلى تمثيل شخصية لوسي بحذافيرها، لانفجر رأسي من شدة الإرهاق.
“أهلاً. جئتِ للتقديم للامتحان فيما يبدو؟”
هزّت الفتاة رأسها بالإيجاب.
وهذا معناه أنّها ستكون رفيقتي المؤقتة في الغرفة.
فأكاديمية كرانڤيير هي الأكاديمية الإمبراطورية الوحيدة، التي تحظى بدعم مباشر من العائلة الإمبراطورية، وتمتلك موارد مالية ضخمة.
ولهذا وفّرت للمتقدمين القادمين لأداء امتحانات القبول مهاجع مؤقتة يقيمون فيها إلى أن ينتهوا من الاختبارات.
وهكذا كانت لوسي تقيم هناك أيضًا.
وبعد يومين من وصولي، ها قد دخلت رفيقتي المؤقتة أخيرًا.
“ما اسمك؟”
“ص… صوفيا! وعمري أربعة عشر عامًا.”
كما توقعت، كانت أصغر من لوسي.
لكن بما أنّ اسمها لم يظهر في ذاكرتي عن القصة الأصلية، فلا بد أنّها شخصية بلا أهمية، أو ربما رُفضت في الامتحان ولم تلتحق أصلًا.
أكملتُ أنا التعريف عن نفسي:
“أنا لوسي سانت، عمري سبعة عشر عامًا.”
فانفتحت عينا صوفيا البنيتان بدهشة.
أجل، لقد أدركت أنّني من النبلاء. أمر يثير الاستغراب، أليس كذلك؟ والأدهى أنّ عائلتي من بيوت النبلاء المرموقة فعلًا.
“يا إلهي، أنتِ تكبرينني بثلاث سنوات كاملة!”
أهذا ما أدهشها؟
كنتُ أظنّ أنّها اندهشت من شهرة اسم “سانت”، فإذا بها تتفاجأ من فرق العمر. شعرتُ لوهلة بالحرج.
لكنها لم تتوقف، بل واصلت الكلام بحماس:
“تحدثي معي ببساطة يا لوسي-نيم!”
“أأفعل ذلك إذن؟”
لم أرفض.
فحتى لو كان الفرق بين لوسي وصوفيا ثلاث سنوات فقط، إلا أن الفارق بين عمري الحقيقي وبينها هو تسع سنوات كاملة، ولهذا كان من الأسهل عليَّ أن أتعامل معها كطفلة.
وحين طلبتُ منها أن تخاطبني ببساطة أيضًا، قالت أن الحديث بلغة الاحترام أريح لها.
فبقيت أنا وحدي من تخلّى عن التحفّظ، لكنها عوّضت ذلك بأن صارت تناديني “أختي الكبرى”، فشعرتُ براحة في نفسي.
كانت صوفيا ثرثارة، تتحدث بلا انقطاع، غير أنّ طرافتها كانت تبعث على الأنس، فصرتُ أبتسم وأُجيبها بقدر مناسب.
“أختي، ما هي وظيفتك المستيقظة؟”
“رامية. وأنتِ؟”
“أنا مستحضرة الأرواح!”
“حقًا؟ لم أرَ مستحضر أرواح من قبل.”
في الحقيقة، لم أرَ أي وظيفة مستيقظة أخرى من قبل، لكنّ ما قلته لم يكن كذبًا. فرامٍ واحد رأيته من قبل… لوسي سانت نفسها.
لكن رد فعلي المندهش جعل صوفيا تطلق تنهيدة طويلة.
“المستيقظون ليسوا شائعين، كما تعلمين. في قريتنا كنت الوحيدة.”
“هذا مدهش.”
“لكن… يا لَلخيبة! ماذا لو رسبتُ في الامتحان؟ أهل القرية جميعًا يعلّقون عليّ آمالهم…”
اللعنة.
ما أن قالت ذلك حتى اجتاحني القلق فجأة.
لقد انتصف النهار، والوقت يمضي سريعًا. لم يعد أمامي سوى خيار واحد: أن أفعل شيئًا، أي شيء.
فقاطعتُ حديثها ونهضتُ فجأة من مكاني.
“أ- أختي؟”
“سأذهب للتدريب!”
سامحيني يا صوفيا.
لكن أختك هذه إن رسبت في امتحان القبول، فالعالم كلّه سيهوي إلى هلاك.
غادرتُ الغرفة على عجل وسط حديثنا، ولوّحت لي صوفيا بخجل، مرتبكة بعض الشيء. يا لها من فتاة طيبة.
ومن أجلها، ومن أجل والديها الذين شجعوها، عليَّ أن أنجح في امتحان القبول، مهما كانت قدراتي مثيرة للشفقة.
“تدريب خاص، إذن.”
يوم ضاع في إنكار الواقع.
ويوم آخر ضاع في انتظاري مهمة تطوير لم تأتِ.
ها قد ضيّعتُ يومين كاملين، ولم يبقَ أمامي سوى يومان لتعويض ذلك.
فتوجّهتُ نحو قاعة التدريب.
ولحسن الحظ، كانت الأكاديمية قد خصصت قاعات تدريب للممتحنين. لم أزر المكان من قبل، فتُهت قليلًا، لكن اللوحات الإرشادية قادتني بسهولة.
“واو… كم هي ضخمة!”
حتى وإن كانت القاعات متاحة بسبب خلوّ الأكاديمية من طلابها في عطلة، فقد كانت واسعة للغاية.
الآن عليّ أن أجد القاعة المخصّصة لي.
“القاعة رقم 36…”
كان الأمر يسيرًا، إذ رُتبت الغرف حسب الأرقام. عثرتُ على القاعة الأولى، وبدأت أتابع الأرقام المكتوبة على الأرضية حتى أصل إلى رقمي.
لكن عندها تمامًا…
‣ مهمة طارئة!
❑ شجّع ثيودور وِذَر في تحدّيه!
❑ المكافأة عند النجاح: بطاقة سحب عشوائية لمعدّات.
❑ الفشل: –5 نقاط من المودة.
ارتفعت عيناي على عجل، وفي اللحظة نفسها تلاقت نظراتي مع فتى يقف أمامي.
شَعر أسود حالك، عينان زاهيتان متألقتان، وجوّ يبعث على الكآبة يحيط به.
“ثيودور وِذَر…؟”
إنّه بطل هذه الرواية.
᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽᯽
ترجمة : 𝒩𝒪𝒱𝒜
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 1"