كان ذلك لتحيّي أوفيليا، التي عادت بعد انقطاعٍ دام أسبوعين من إجازةٍ مفاجئة.
“واه! آينيل خاصتنا! إنه نائمٌ بعمق!”
على وجه التحديد، كان ذلك لتحيّي آينيل، على أيّ حال.
بالكاد ألقت إيرين التحيّة على أوفيليا، ثم أخذت المهد الذي كان آينيل بداخله من الخادمة.
كيف له أن يبدو بهذا الجمال وهو نائمٌ هكذا؟ تحوّل تعبير إيرين إلى ابتسامةٍ ماكرةٍ ثم ابتسمت لآينيل بإشراق.
“ألا ترينني؟”
وبّخت أوفيليا إيرين.
“لقد ألقيتُ التحية، أليس كذلك؟”
“ساعديني في حمل أمتعتي؟”
“ألا يوجد خادمٌ خلفكِ يحملها؟”
بقولها هذا، عجزت أوفيليا عن الرد. حدّقت أوفيليا بها بنظرةٍ خفيفة.
“الخادمة التي تُسرِع إلى الطفل بدلًا من السيدة حالما تراه …”
“هل يُشعِركِ هذا بالراحة؟”
“أوه. أشعر بالراحة كثيرًا.”
على أيّ حال، يُمكنني الاعتناء بجسدي بنفسي. من الأفضل بكثير أن تعطي الأولوية للطفل بدلًا من أن تعتني بي.
فكّرت أوفيليا، وهي تصعد الدرج ببطء، مُتّبعةً خطى إيرين.
“كيف كانت إجازتكِ؟ هل استمتعتِ؟”
“أجل. كان من الجميل أن نستنشق بعض الهواء النقي، ونرى مناظر طبيعيةً خلابة، ونتمشّى هنا لأوّل مرّةٍ منذ فترة.”
“وجهكِ يبدو رائعًا.”
“هل هو كذلك؟”
تناولتُ طعامًا جيدًا واسترحتُ جيدًا خلال إجازتي، فاكتسبتُ بعض الوزن.
ابتسمت أوفيليا بارتياحٍ وداعبت وجهها.
“بالمناسبة، ماذا عن السيدة أنجيلا؟ ألم تأتِ معكِ؟”
“لقد فعلت، لكنها ذهبت إلى الملحق فور وصولنا.”
“لماذا؟ لم تأكل بعد حتى.”
“هممم.”
لو أخبرتُها أنها منزعجةٌ منذ أيام لأنه قد تم تركها في محل الفاكهة كشيءٍ منسي، لضعفت سلطة أنجيلا.
هزّت أوفيليا رأسها.
“كانت متعبةً فقط.”
“أوه، هذا منطقي.”
لكن هل يمكن لشيطانٍ أن يشعر بالتعب…؟ شعرت إيرين ببعض الحيرة، لكنها تجاهلت الأمر.
“ماذا عن سيدي؟ لماذا لم يأتِ معكِ؟”
“لقد جاء، لكن نيل جرّه بعيدًا فورًا”
قد يكون هذا صحيحًا.
تم التخطيط لهذه العطلة دون علم نيل.
كان نيل ينتظر عودة سيلفستر، ويسأل كيف يمكنه الهرب دون إخباره. من المحتمل ألّا يعود سيلفستر إلى غرفته اليوم.
أومأت إيرين برأسها، وكأنها مقتنعة.
إذن، أوفيليا هي الوحيدة المتبقية، أليس كذلك؟
سألت إيرين بحذر، وتعابير وجهها غامضة.
“إذن سيدتي، هل ترغبين في الراحة اليوم؟”
“نعم، بالطبع.”
“لكن ألن يكون الأمر صعبًا؟”
لحظة سماعها ذلك، شعرت أوفيليا بقشعريرةٍ تسري في جسدها. كلّما كانت إيرين على هذا الحال، يحدث شيءٌ ما دائمًا.
“لماذا؟ مرّةً أخرى. ما الذي يحدث؟ ما الأمر؟”
ابتسمت إيرين بحرجٍ وفتحت الباب. أشارت إلى المكتب.
كان هناك كومةٌ من الرسائل متراكمة. معظمها على الأرجح دعوات.
لكن إيرين لن تقول شيئًا كهذا لمجرّد دعوة ….. وبينما كانت تفكّر في هذا، لفت انتباهها ظرفٌ بتصميمٍ مألوف.
“العائلة الإمبراطورية؟”
عقدت أوفيليا حاجبيها. لم ترغب في فتحه حقًا. لم ترغب في ذلك، لكنها لم تستطع منع نفسها.
فتحت الظرف بحرصٍ وقرأت محتواه.
[تعالي إلى العائلة الإمبراطورية حالما تصلين إلى العاصمة.]
كان خط كاليان بوضوح.
ما زال وقحًا كعادته.
“آه.”
حكّت أوفيليا رأسها وتنهّدت.
“ألا يمكننا التظاهر بأنني لم أرها ونذهب غدًا؟”
“طلب مني أن أريكِ هذه الرسالة تحسّبًا لقولكِ شيئًا كهذا.”
أخرجت إيرين الرسالة من جيبها.
[سيكون هناك غرامةٌ عن كلّ يومٍ تتأخريم.
ملاحظة: بالمناسبة، الغرامات باهظةٌ جدًا بموجب القانون الإمبراطوري.]
“سأذهب، سأذهب.”
إنه أمرٌ مزعجٌ للغاية.
ألقت أوفيليا الرسالة في سلّة المهملات بلا مبالاة.
“أعتني جيدًا بآينيل. سأعود قريبًا.”
لمعت عينا إيرين وهي تقول ذلك.
“أجل. أرجوكِ، أرجوكِ خذي وقتكِ!”
نظرت أوفيليا إلى إيرين، التي كانت تُودّعها بفتور، وفكّرت في نفسها.
أعتقد أنني سأضطرّ لاستبدال الخادمة المسؤولة عن آينيل عندما يكبر لتكون إيرين.
لقد انقلبت الأدوار الآن، حقًا.
***
لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن زرتُ قصر ولي العهد.
لا يزال المنظر جميلًا، والنسيم منعش، والزهور عطرة. لم يتغيّر شيء. حتى الحرّاس الذين يحرسون قصر ولي العهد.
اقتربت أوفيليا ببطءٍ من المدخل بينما اعترض طريقها حارس.
“أرِيني الدعـ …”
ارتجف، ثم تراجع بسرعة.
“يُسمَح للدوقة بالدخول.”
ابتسمت أوفيليا بسخرية. ولما رأت أنهم سمحوا لها بالدخول فورًا، ربما كان هناك أمرٌ ما؟ سألت بفضول.
“هل طلب منكَ سموّه أن تسمح لي بالدخول؟”
“…لا. لم يقل شيئًا كهذا.”
همم؟ أمالت أوفيليا رأسها.
“لكن لماذا تعدني أدخل هكذا؟”
لم يُجِب الحارس، بل نظر بعيدًا بتردّد.
عندها فقط تذكّرت أوفيليا أن هذا الحارس قد تعرّض للضرب على يد سيلفستر من قبل. يبدو أن الضربة كانت مؤلمةً بعض الشيء.
“آه. أنتَ خائفٌ من زوجي.”
عبس الحارس قليلًا وهزّ رأسه.
“قطعًا لا.”
“لا؟”
“نعم. بالطبع، صاحب السعادة الدوق مخيف، ولكن أكثر من ذلك …”
تحدّث بصوتٍ خافت.
“أنا خائفٌ من الدوقة.”
أنا؟
رمشت أوفيليا.
“ماذا فعلتُ لك…؟”
بدلًا من الإجابة، حدّق الحارس في أطراف أصابع أوفيليا.
آه.
السحر الأسود.
عند التفكير في الأمر، يعلم الناس أنني استخدمتُ السحر الأسود لإخضاع الناس وحتى هزيمة الوحوش.
لقد فعلتُ شيئًا، أليس كذلك؟
لعقت أوفيليا شفتيها وابتسمت بابتسامةً قسرية.
“لا تقلق، لا أنوي إثارة المشاكل في القصر.”
رمقها الحارس بنظرة عدم ثقة، لكنه لم يقل شيئًا وقاد أوفيليا إلى غرفة الاستقبال.
وصلت أوفيليا إلى غرفة الاستقبال، وضبطت تنورتها وجلست على الأريكة.
‘بالتفكير في الأمر الآن ….’
تغيّر الجو في غرفة الاستقبال كثيرًا.
ربما أصبح الجو أكثر إسرافًا منذ أن غادرت فلور.
لا. للدقة …
‘مبالغٌ فيه.’
إذا كان الأمر مع فلور بسيطًا إلى درجةٍ لا تطاق، فهو الآن مبالغٌ فيه لدرجةٍ غير معقولةٍ تجعلكَ تتساءل ‘كيف يُمكن لولي العهد أن يكون غير مبالٍ إلى هذا الحد؟
نقرت أوفيليا بلسانها.
في تلك اللحظة، فُتِح الباب.
“لقد مرّ وقتٌ طويلٌ لم أركِ فيه.”
ثم دخل ولي العهد، كاليان. رفعت أوفيليا رأسها قليلاً وأومأت برأسها سريعًا.
“أجل. أرسل لي أحدهم فجأةً رسالةً يطلب مني زيارته فور عودتي من الإجازة. لم أستطع حتى الراحة جيدًا واضطررتُ للحضور بسرعة.”
“لقد كانت إجازةً طويلة.”
أجاب كاليان بلا مبالاة، وهو يجلس أمام أوفيليا.
“إذا طالت، فسيكون من الصعب العودة إلى الصفوف الأمامية.”
“لكنكِ لا تعملين.”
“بالضبط، هذا ما أقوله.”
انحنى كاليان إلى الأمام، وعيناه تلمعان كما لو كان ينتظر.
“في هذا السياق، لديّ اقتراحٌ لكِ.”
بطريقةٍ ما، غمرها شعورٌ بالقلق.
تراجعت أوفيليا غريزيًا، لكن كاليان تشبّث بها.
“هل ترغبين بالعمل معي؟”
ابتسمت أوفيليا، وارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ عريضة.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات