003
كانت الحرارة الخفيفة والبرد المتدفق في يده، أمورًا جعلتني أشعر بشيء غريب على الفور.
لكن بما أنها خياري الوحيد للوصول إلى قلعة الدوق بأمان، حاولت إنكار هذا الشعور الغريب.
الفرصة التي حدثت اليوم لن تتكرر مجددًا. رغم أنه سيكون كذبًا إن قلت إنني لم أكن خائفة.
كان دوق أنايس مشهورًا بسُمعته السيئة. لا أظن أنني سأكون دائمًا بأمان بعد دخولي القلعة. حتى لو كنت محسنةً له، فحياتي مسؤوليتي وحدي.
عليّ أن أعيش بمفردي بين أناسٍ يكرهون البشر ويقطنون القلعة.
ولكن، إن أفلتُّ يده التي كانت تمسك بيدي هكذا، فكل شيء سيعود ليصبح كما في القصة الأصلية، وسأنتهي نهاية بائسة.
من أجل مستقبل سعيد مع أخي، عليّ أن أتبعه في هذه اللحظة. وعندما أنهيت تنظيم أفكاري، أجبته بسعادة:
“حسنًا!”
رافقني بأدب. وعندما خرجت من المنزل ممسكة بيده، رأيت عربة تنتظرنا مسبقًا.
في تلك اللحظة، بدا أن الدوق قد جهّز كل شيء بمجرد أن استيقظ.
منذ متى استيقظ هذا الرجل…؟
“اركبي، آستيل.”
سلوك أنيق ونبيل يتناغم مع كل ملامحه الباردة وحركاته الصارمة.
أومأت برأسي وصعدت إلى العربة. ومع ذلك، نظرت إليه بطرف عيني بتفحصٍ دقيق.
حتى في القصة الأصلية، كان دوق أنايس يعيش في الظل دون أن يشعر به أحد، وكان رجلاً لا يُتوقع أن يرتبط يومًا بفتاة عادية مثلي.
كان دوق أنايس، وحيدًا، يبدو كرجلٍ مصنوعٍ من الجليد.
أدرت رأسي لأنظر إلى نافذة العربة. شعرت أنني لست على ما يرام، لكني كنت محظوظة أنني لم أنسَ قفل باب منزلي قبل أن أركب.
❅
“دوق أنايس.”
عندما نظرت من نافذة العربة، رأيت العشرات من الأبراج المدببة. وكانت قمة القلعة مغطاة بالثلوج، ولهذا السبب سُميت بـ”قلعة الشتاء”.
قلعة الشتاء كانت حصنًا طبيعيًا فريد الشكل بطبيعته.
وفي الوقت ذاته، كانت مركز الإقليم الشمالي الذي يسكنه المُتغيّرو الشكل. لكن السبب الأكبر لشهرة دوق أنايس كان يرجع إلى الدوق الحالي.
من هو هذا الدوق الحالي الذي يعيش في القلعة؟
قاتل الوحوش ووحش الحروب، رجلٌ يزلزل القارة بأكملها خارج حدود الإمبراطورية، ونبيلٌ متعجرف لا يجرؤ حتى الإمبراطور على الاقتراب منه بسهولة.
ومع ذلك، لا أحد يعرف أصله أو من أين جاء.
ظهر فجأة في أحد الأيام، وانضم إلى عائلة دوقات أنايس السابقة.
وهناك أمرٌ آخر. على الرغم من كونه وحش الوحوش، لم يكن أحد يعرف عرقه أو اسمه الحقيقي، فكان يُطلق عليه ببساطة “الدوق” أو “دوق أنايس”.
رجلٌ يقضي على الوحوش دفعةً واحدة، ويقتل كل ما لا يعجبه دون تردد…
أعتقد أنه شخصٌ مليء بالرعب بكل أنواعه.
“سلوكياته أفضل مما كنت أظن، لكنني ما زلت غير واثقة. فقد لُقّب بالوحش الخطر، لذا يجب أن أكون حذرة للغاية.”
لا بد أن هناك سببًا وراء إرسال أولئك الذين دمروا عائلة فييتري إلى قلعة دوق أنايس الخطرة.
ولا يمكن استبعاد احتمال أن يكون دوق أنايس هو الخصم النهائي. لكن الآن، عليّ أن أتأقلم تمامًا معه وأراقبه عن كثب.
بينما كنت أنظر من النافذة، أدرت رأسي ونظرت إلى وجهه المنحوت كأنه تمثال.
كان وجهًا وسيماً بشكلٍ غير معتاد، لكنه باردٌ خالٍ من أي مشاعر.
حتى وأنا أحدق به هكذا، بدا وكأنه غير مهتم بأي أحد…
“آستيل.”
…ظننت ذلك، لكنني كنت مخطئة. يبدو أنني كنت أحدق به باهتمامٍ زائد.
“هاها!”، مسحت جبيني على عجل وضحكت.
“لأنك وسيم جدًا، يا دوق. لم أستطع التوقف عن التحديق في وجهك.”
“يبدو أنك تحبين وجهي.”
ظننتها مزحة ونظرت إليه بحذر.
لكن وجهه ظل خاليًا من التعبير كنسمة ريحٍ باردة. بدا وكأنه يقول لي ببساطة: “لماذا تحدقين بي؟”
“شخص لا يمكن السيطرة عليه، لا، بل وحش…” ومع ذلك، عندما أفكر في الأمر، يبدو أنه يعاملني بلطف كمحسِنةٍ له.
بل إنه أخرج قطعة حلوى من معطفه وقدمها لي. وكأنه حضّرها مسبقًا…
“استرخي.”
“…آه!”
كفأرٍ خائف، تناولت الحلوى بحذر، وضعتها في جيبي دون أن آكلها.
“آستيل، ابقي يقظة! لا تتركي حذرك!”
لكنه تابع بنبرة هادئة، “سيكون من الأفضل أن تأكليها.”
“…”
هل لاحظ حذري؟ لكن تعبيره ظل غامضًا ويصعب فهمه.
“ستعرفين أمرًا مدهشًا قريبًا.”
“…م-ماذا؟”
حتى مع سؤالي، لم يُجب. بل نظر بعيدًا. ومع ذلك، ظل أنيقًا بشكلٍ يثير الإعجاب.
لكن، ما هو ذلك المفاجئ الذي يتحدث عنه؟ كان عقلي مليئًا بالأسئلة.
ربما لأن قلعة الدوق جميلة جدًا؟ أم بسبب التمييز الذي يُمارسه المُتغيّرو الشكل ضد البشر؟
لكنني كنت قد شعرت بذلك واستعددت له جيدًا بعد عملي في مركز العلاج لأكثر من ثلاث سنوات.
درست محتوى القصة الأصلية بدقة، تعلمت تقنيات العلاج، ثم دخلت الشمال.
طوال ثلاث سنوات، عملت في مركزٍ علاجي، وبذلت جهدًا شديدًا كأنني أقطع عظامي، وجمعت المعلومات عن المُتغيّري الشكل في أوقات فراغي.
لذا، لن أتفاجأ عندما أدخل إلى قلعة الدوق.
“لا تقلق. صحيح أنني لم أخض حرب جبال من قبل، لكنني مررت بكل شيء آخر!”، قلت بثقة.
في النهاية، يمكنني التأكيد على أنني سأكون قادرة على المساعدة إن حصل أي شيء.
بعد كل ما مررت به، أصبحت روحي قوية كروح جدة، أم أن انتظاري كان بطول صبر رجل عجوز؟
(ملاحظة: تقصد آستيل أنها خاضت الكثير من التجارب والعلاجات، فأصبحت حكيمة ومتمرسة.)
“أحقًا تقولين هذا؟”، سأل الدوق.
“نعم، بالتأكيد!”، أجبته بحيوية.
تأملني مجددًا. كان هناك دفء غريب في نظرته.
“أشعر بالفضول تجاه حالتك الآن.”
“…ماذا؟”
“قد تكونين مصابة بحمى.”، قال وهو يلمس يدي.
رغم أنها كانت لمسة خفيفة، إلا أن الألم الخفيف في صدري هدأ، وبدأت حرارة جسدي الخفيفة تنخفض تدريجيًا بفعل دفء يده.
بصفتي معالجة، كان حدسي يخبرني أن هذا ليس أمرًا جيدًا.
“ستشعرين بالراحة قريبًا.”
فوجئت وفتحت فمي قليلًا.
وبخلاف دهشتي، أمال رأسه كمن لاحظ شيئًا، ثم وضع حلوى في فمي المفتوح.
“قلت لك استرخي.”
…ظننت أن الحلوى التي يحملها الدوق ستكون مرة الطعم.
لكنها كانت بطعم الفراولة…؟
ولم تمر سوى لحظاتٍ على الحلوى في فمي، حتى رأيت الدوق يبتسم برضا وهو يراقبني أبتلعها.
وبمجرد أن سحب يده، أغمضت عيناي بإحكام. وفي اللحظة التي أغلقت فيها جفوني، غبت في النوم كما لو أنني أغمي عليّ.
❅
“هل يُعقل هذا؟”
تفاجأت كثيرًا من الجدية التي كنت عليها سابقًا، وفغرت فمي من الصدمة.
كنت أتوقع أن يناقش الدوق المكافأة فور وصولنا إلى قلعة الدوق.
ولكن، ما حدث هو أن دوق أنايس أيقظني من نومي، وعندما لاحظ الإرهاق، أقعدني باستقامة واستدعى كبير أطباء القلعة.
وهذه كانت النتيجة…
“هناك، هناك خَتْم!”
الختم كان نوعًا من “السحر القديم” الذي وُجد منذ زمن بين المُتغيّري الشكل.
وكان اسمه الكامل “ختم الرفيق”.
كانت أعراض الختم تتراوح من حمى خفيفة إلى نوبات قلبية، لذا كان من الصعب تشخيصه في الحالات العشوائية.
لكن ما كان مؤكدًا هو أنه عادةً لا يظهر إلا عند التلامس بين اليد واليد، ومن النادر جدًا أن يظهر بين بشريٍّ ومُتغيّر شكل.
عادةً ما يتم أداء طقوس قسم الحب الأبدي بموافقة الطرفين باستخدام السحر.
لكن هذا الطقس قد اختفى تقريبًا في الآونة الأخيرة.
وبالطبع، عندما أسترجع ما قرأته سابقًا من كتب الطب، كانت هناك حالات نادرة يظهر فيها الختم فجأة دون سبب واضح، كما حدث معنا الآن.
“ما يهم الآن هو تأثير ختم الرفيق عليّ.”
بغض النظر عن كيفية حدوثه، وبمجرد أن يُنقش…
يصبح الطرفان “رفيقي قدر” طوال فترة الختم. ولا يقتصر الأمر على مشاركة الألم، بل عندما يموت أحدهما، يموت الآخر أيضًا.
بمعنى آخر، في علاقة الختم، يصبح كل طرف نقطة ضعف قاتلة للطرف الآخر.
“لقد تفاجأتُ أنا أيضًا.”
قال الدوق بتعبير لم يحمل أي دهشة.
“كيف تقول إنك متفاجئ، في حين أن ملامحك لا توحي بأي ذهول على الإطلاق؟”
وبمجرد أن انتهى من كلماته، تجمّد الجو في مكتبة دوق أنايس القديمة.
قال طبيب الدوق، الذي كان جالسًا أمامي وأمام دوق أنايس، بوجهٍ عابس:
“التشخيص المحدد هو: ختم مؤقت غير معروف السبب.”
ختم مؤقت؟ كيف هذا؟ لم نقم بأي طقس معًا!
“آه، هذا جنون تمامًا…”
ما الذي يجري بحق السماء؟ كان الطبيب ينظر إليّ بعينين متسعتين من الذهول…
***
تـــرجــمــــــة: ســـاتوريــــا… ♡
التليجرا : https://t.me/gu_novel
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
في مشكلة حالياً في الموقع تتعلق بأرشفة الفصول الجديدة بعد نشرها، وراح يتم حلها قريباً إن شاء الله.
وكإجراء احتياطي نرجو منكم الاحتفاظ بنسخة من الفصل بعد نشره على الأقل لمدة يومين أو ثلاثة أيام، لو صار أي خلل مفاجئ.
كما نوصي بمراجعة الفصل المنشور خلال هذه الفترة للتأكد من ظهوره بشكل سليم، ومن عدم حدوث أي خلل تقني أو أرشفة خاطئة.
نعتذر عن الإزعاج، وشكراً على صبركم وتعاونكم الدائم
— إدارة الموقع Hizo Manga
التعليقات لهذا الفصل " 3"