تمدّدت على السرير، يدي خلف رأسي، وعيني تحدّقان في السقف.
أخذت نفسًا عميقًا، ثم أغلقتهما مجددًا، كأنني أودّ أن أختبئ من نفسي.
“مجرد وهم آخر…”
فكرت .
“حلم لم يتحقق.”
لكن فجأة…
دينغ.
كان الصوت خفيفًا، معدنيًا، لكنه رنّ في أذني كصفارة إنذار.
فتحت عينيّ بسرعة.
ثم … ظهرت.
لم أكن أحلم.
أمام وجهي، في منتصف الغرفة، انبثق شعاع أزرق فاتن، لا هو بماديّ ولا وهميّ. كان متوهجًا، لكنه لا يؤذي العين.
رقيقًا، لكنه يشع بالقوة.
لم يكن وهمًا… لم يكن خيالًا.
أمامي كانت تطفو نافذة شفافة، ينبعث منها وهج ناعم يشبه نور القمر حين يعانق سطح بحيرة ساكنة.
لم أكن أصدق ما أرى.
بقيت أرمش بعيني كأنني أحاول التأكد من أنها ليست خدعة بصرية، ولكنها لم تختفِ… بل ازدادت وضوحًا.
اقتربتُ منها قليلًا، حدّقتُ فيها بفضول وتوجّس، وكأنني أقف أمام بابٍ يُفضي إلى حقيقة جديدة لم أعهدها من قبل.
كانت تشبه تمامًا النوافذ التي اعتدت رؤيتها في الأنميات والألعاب، بل إنها أجمل – أكثر واقعية، وأكثر هدوءًا، وكأنها قطعة من عالم آخر.
وبخطٍ دقيق، ظهر سطر جديد في أعلاها:
[مرحبًا بك أيها المستخدم.]
رفعتُ حاجبيّ بدهشة، وكأن النافذة تُخاطبني.
بدأت التفاصيل تظهر واحدة تلو الأخرى، وكأن النظام نفسه كان يتعرّف إليّ ويعرض بياناتي.
قرأتُ ما كُتب بعينين متسعتين، وعقلي يحاول اللحاق بكل هذا.
[> المستوى: 1]
[العمر: 20]
[الجنس: ذكر]
[> القوة: 5]
[الرشاقة: 4]
[الذكاء: 6]
[الحظ: 5]
[الحكمة: 4]
[مقدار الوعي: غير معروف]
[> المهارات: لا يوجد]
[القدرة الفريدة: القدرة على الحصول على قوة خارقة كل أسبوع]
بقيتُ أحدّق في النافذة، وكأنني أحاول امتصاص كل حرف فيها.
مررتُ بنظري على كل تفصيلة، كلمةً كلمة.
“حسنًا…”
تمتمتُ بهدوء.
“مستواي واحد، كما هو متوقع… لا يمكن أن أكون بطلاً خارقًا منذ البداية.”
“عمري عشرون، وجنسي ذكر…”
ابتسمتُ بسخرية.
“نعم، شكرًا على التذكير.”
انتقلتُ بعيني إلى الأرقام.
“القوة خمسة… الرشاقة أربعة… والذكاء ستة؟ على الأقل هناك شيء أفتخر به.” ثم نظرتُ إلى الحظ والحكمة، “خمسة وأربعة… لا بأس، يمكنني العمل على تطويرهم، أليس كذلك؟”
لكن عيني توقفت عند ذلك السطر الغريب:
> مقدار الوعي: غير معروف
قطبتُ حاجبيّ. لم أرَ شيئًا كهذا من قبل، لا في الأنميات ولا في الألعاب.
“مقدار الوعي؟” كرّرتُ الكلمة بصوت خافت.
“ما الذي يُقصد بذلك؟”
هل يعني الوعي بالذات؟
بالعالم؟
بالقوى؟
هل هو شيء خطير؟
أم مجرد عنصر مخفي؟
لم أملك أي إجابة، ولم أكن مستعدًا للغوص في ذلك الآن.
لذلك، هززتُ رأسي وتجاوزته، متابعًا القراءة.
> المهارات: لا يوجد
تنهدتُ، هذه خيبة أمل طفيفة.
كنتُ آمل أن أجد شيئًا بسيطًا… حتى لو كانت مهارة عدّ حتى عشرة بسرعة! لكن لا، لا شيء.
ثم نظرتُ إلى آخر سطر…
> القدرة الفريدة: القدرة على الحصول على قوة خارقة كل أسبوع
في البداية، قرأتها ببرود.
عقلي لم يستوعبها كما ينبغي. كررتُ بصوت منخفض:
“القدرة على الحصول على قوة خارقة… كل أسبوع؟”
لحظة.
مهلًا.
تجمّدت الكلمات في عقلي، وتوقف الزمن لثانية كاملة.
“مهلًا، ماذا؟”
جلستُ معتدلًا، وعيناي توسعتا كما لو أنني رأيتُ شهابًا يسقط أمامي.
“الحصول على قدرة خارقة… كل أسبوع؟!”
رفعتُ عيني نحو النافذة مجددًا، أعدتُ قراءة السطر الأخير، ثلاث مرات، أربع… ولم يتغير.
لم يكن حلمًا.
لم يكن خطأ.
أخذتُ نفسًا عميقًا، ثم شهقتُ بهدوء.
“هذه ليست مزحة… هذه… قدرة حقيقية!”
شعرتُ بقشعريرة تجتاح جسدي.
اختلطت مشاعري بين الدهشة والرهبة والفرح والتوتر.
في البداية ظننتُ أنني مجرد إنسان ضعيف تائه في عالم غريب، بلا مهارات، بلا مسار.
والآن… الآن أصبح لدي ما لم أحلم به حتى.
قدرة واحدة كل أسبوع… قوى خارقة… وأنا أحتفظ بها؟ بل أكتسب واحدة جديدة كل أسبوع؟
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات