الفصل السادس: الانفصال
أمام عينيّ مباشرةً، انتهت للتو علاقة عمرها ثلاث سنوات .
في المسلسلات التلفزيونية، دائمًا ما تكون مشاهد الانفصال مليئة بالدموع والصراخ أو محاولة إيذاء بعضهما البعض قدر الإمكان قبل أن ينفصلا .
لكن ليس هذه المرة، فالرجل الذي طلب الانفصال بثقة قبل ثوانٍ قليلة يُبدي تعبيرًا حزينًا .
مع أنه يبدو وكأنه يحاول السيطرة على مشاعره، إلا أنني رأيت الدموع في طرف عينيه .
يبدو أن أحدًا لم يُخبره أنه ما لم يُفلت تلك الدموع من عينيه، سيظل قلبه يغلي لمدة طويلة .
هذا هو السبب تحديدًا، حتى لو عدتُ إلى جسدي بمعجزة، لا أعتقد أنني سأمتلك الشجاعة الكافية للتقدم ومحاولة تجربة الحب .
لأنني قد أ نتهي مثل هذا الرجل أمامي .
في البداية، أردتُ التوقف هنا اليوم، لكنني غيرتُ رأيي.
لديه كل الوقت للتعافي من حزنه في المستقبل، لكنني لا أملك .
لا أحد يعلم إلى متى ستبقى هذه الأجهزة جسدي حيًا .
مؤخرًا، أصبحت زياراتي للمستشفى قصيرة جدًا لأنني كنت أخشى سماع رأي الأطباء عن حالتي .
(دعونا نتابعه اليوم) قلت لنفسي .
على الأقل قد أفهم ما الذي يجعله يراني .
العمل، العمل، نصف سلطة كغداء، 15 دقيقة قيلولة على الأريكة، مشروب طاقة، والعودة إلى العمل مجددًا .
عندما كان يضع جهازه اللوحي في الحقيبة للمغادرة، رفعت رأسي وكانت الساعة 7:30 .
لا أصدق أنني في فترة من حياتي حسدته فيها على منصبه .
في النهاية، العمل هو العمل، وبغض النظر عن المنصب، هناك ثمن يجب أن تدفعه للبقاء حيث أنت .
وبالنسبة لهذا الرجل، إنه شبابه .
لا أعرف إلى أي مدى يستطيع الصمود هكذا، مُجبرًا جسده على تجاوز حدوده .
هذا ما كنت أفكر فيه وأنا في السيارة معه متجهين إلى شقته .
عندما فتح الباب أدركتُ شيئًا .
كما هو الحال في مكتبه، حتى منزله خالٍ من الحياة .
للوهلة الأولى، لا يُمكنك الجزم بأن أحدًا يسكن هنا .
يبدو أشبه ببيت ضيافة منه بمكان يعيش فيه المرء حياته اليومية .
كل شيء مُرتب …
كل شيء نظيف …
وكل شيء أبيض …
لا صور عائلية على الحائط، ولا حتى نبتة صناعية في تلك الشقة بأكملها .
الشيء الوحيد الذي كان ينتظر هذا الرجل بعد يوم طويل وشاق هو الوحدة والصمت .
ربما هذا هو السبب في تردده في ترك صديقته على الرغم من أنها خانته.
استدرتُ , و رأيت ان الرئيس التنفيذي خلع سترته وكان يسير نحو غرفة، كنتُ أعلم أنها على الأرجح غرفة الملابس، لذلك لم أتبعه .
ولكن بعد ثوانٍ قليلة سمعتُ صوتًا عاليًا .
هرعت لأرى ما حدث، ومن الصوت عرفتُ أن شيئًا ما اصطدم بالحائط أو بالأرض.
ما إن دخلتُ حتى رأيته يلهث، وكأنه رمى شيئًا على الأرض من شدة الغضب.
عندما عرفتُ ما هو فهمتُ لماذا يستطيع رؤيتي .
****
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات