الفصل 30: النهاية (وجهة نظر جي-هو)
مثل مغناطيس متشابه الأقطاب، كلما حاولت الاقتراب منها، كلما ابتعدت.
يبدو أن لا شيء يسير كما أريد، وكل فعل أقوم به يزيد الأمر سوءًا…
ركضتُ خلفها بأقصى سرعة ممكنة دون تردد.
كانت تركض نحو مفترق الطرق دون أن تلاحظ السيارات السريعة.
فركضتُ وكأن حياتي تتوقف على ذلك، وأبعدتها عن الشارع ما إن وصلت يدي إليها.
شعرتُ وكأن قلبي سينفجر و احتضنتها بقوة.
“أنا آسفة!” قالت بعد أن أصلحت شعرها ونظرت إليّ.
“يا إلهي، أرجوك اهدأ!” قالت بتعبير قلق لأن انفاسي كانت متقطعة.
أرحتُ رأسي على كتفها و حاولت ان اهدأ.
لأنني كنت لا أزال أرتجف من فرط خوفي من فقدانها، لم تكن بشرتي تبدو جيدة، فأصرت على اصطحابي إلى المنزل.
عندما فتحت باب شقتي، كانت تبدو خائبة الأمل.
“يبدو مملًا بعض الشيء، أليس كذلك؟” قلت لها وأنا ذاهب إلى المطبخ لأحضر لها كوبًا من الماء.
“لن اكذب، الشقة تحتاج إلى بعض التعديل” قالت مازحةً.
“أنتظر أحدًا ليساعدني في تزيينها” قلت وأنا أمسك كوب الماء بقوة. “حسنًا، سأطلب لكِ سيارة أجرة” ثم اخرجت هاتفي من جيبي.
لكنها كانت تنظر إليّ شيء اخر كما لو أنها لا تسمع ما أقول.
“أنتِ من كنتَ ترسل لي تلك الملاحظات باستمرار عندما كنت في المستشفى” قالت وهي تراقب الملاحظات الصفراء على الثلاجة.
التقطت إحداها ونظرت إليّ. “خط جميل جدًا، لا بد أنه من شخص أنيق. كنت أقول دائمًا عندما كنت أقرأ الملاحظات في المستشفى”
“لماذا؟ لماذا أنتَ مهتم بي لهذه الدرجة؟” قالت بتعبير حزين ومرتبك على وجهها.
“لولاكِ لما كنتُ هنا.”
“لماذا؟! تقول هذا ونحن لم نلتقِ من قبل، ولماذا اشعر انك مألوف؟” قالت بنبرةٍ عاليةٍ بدت أقرب إلى البكاء.
“لأن بيننا صلةٌ خاصة.”
“ماذا تقصد؟”
ظننتُ أن الوقت مناسبٌ، فذهبتُ إلى غرفتي وأحضرتُ ساعة والدها وأعدتها إليها.
“لماذا هذه الساعة هنا؟”
“هذا ما يجب ان تكتشفيه”
بعد أن رأت ناري الساعة، لم تكن خائفةً أو غاضبةً، بل كانت مرتبكةً، وكأنها فهمت أن هناك شيئًا ما ناقص، شكرتني فقط وذهبت إلى المنزل.
وفي اليوم التالي، أخذت إجازةً.
كنتُ سأمنحها المزيد من الوقت، لكنني كنتُ أعرف أنها ربما غارقةٌ في أفكارها الآن، لذلك ذهبت إلى منزلها في عطلة نهاية الأسبوع.
فتح والدها الباب مبتسمًا ورحب بي.
“من الطارق يا ابي؟” رأيت ناري تخرج من غرفتها و هي ترتدي البيجاما ووجهها بدون مكياج.
شعرت بالخجل وعادت إلى غرفتها فورًا.
“سأحضر شيئًا للشرب” قال والدها وغادر إلى المطبخ.
“هل تريدين الذهاب في موعد معي؟” سألتها وأنا واقف خلف باب غرفتها.
“إلى أين؟”
“حسنًا، لدي قائمة بالأماكن، مع أنني لا أعرف إن كان بإمكاننا زيارتها جميعًا في يوم واحد، لكننا سنحاول”.
صمتت لثانية ثم قالت “أعطني ٢٠ دقيقة … لا ٣٠ دقيقة لأستعد”.
عندما سمعتها تقول ذلك، امتلأ قلبي بالفرح ، لأنها لم ترفضني فورًا، بل أعطتني فرصة.
حوض الاسماك، نزهة على ضفاف نهر هان ، حديقة سيول النباتية, حديقة لوت وورلد, جدول تشيونغييتشونغ. أخذتها إلى أماكننا المفضلة.
ظلت صامتة طوال الرحلة، واختتمنا موعدنا في برج سيول. ما إن وصلنا إلى القمة حتى تقدمت نحو النافذة الأمامية و ضلت تنظر حولها.
“لقد كنت هنا معك من قبل، أليس كذلك؟” قالت لي بتعبير حزين.
“أجل، أليس المنظر جميلًا يا ناري؟” سألتها مبتسمًا وأنا أمسك بيدها.
“أجل، وبمجرد أن ننزل إلى هنا، سنصبح جزءًا من هذا المنظر الجميل.” قالت والدموع في عينيها.
وعرفت فورًا أنها تذكرت أخيرًا.
“هل يُسمح لي بتقبيلك؟” قلت وأنا أمسح دموعها برفق لأنها لم تتوقف.
“مع أن غروب الشمس كان سيجعل المنظر أجمل، سأسمح لك بذلك.” أجابت بابتسامة.
ثم قبلتها…
كانت هذه القبلة مختلفة عن تلك التي كانت بيننا من قبل.
لأنه كما قالت، الآن وقد عادت روحها إلى جسدها، نحن معًا حقًا.
*النهاية*
*****
فقرة سؤال و جواب
س1: لماذا كتبتُ هذه القصة؟
لقد مررتُ بتجربة “شلل النوم” مرةً واحدةً في حياتي قبل بضع سنوات، وكان الأمر مرعبًا كما ذكرت في القصة، ولكنه في الوقت نفسه كان غريبًا، وقد ألهمني لكتابة عنه.
س2: “ما هي أصعب شخصية كتبتها، ولماذا؟
كانت شخصية جي هو الأصعب في الكتابة، ليس بسبب معاناته من صدمة نفسية، بل لأنه كان أول شخص طيب القلب وإيجابي أكتبه. لو قرأ أحدكم أعمالي الأخرى، لعرفتم أنني لا أحب الشخصيات اللطيفة دائمًا والتي لا تخطئ أبدًا، لأن هذا ليس حال الناس في الحياة الواقعية.
س3:ما الذي يجعل هذه القصة مختلفة عن أعمالي الأخرى؟
عادةً ما أحب أجواء العصر الفيكتوري، لأنه لنكن صريحين، أي نوع من الغموض يمكنني خلقه في عالمنا المعاصر يمكن حله ببساطة باستخدام كاميرات المراقبة أو تسجيل محادثة على الهاتف.
لست ضد هذا النوع من الكتابة، أريد فقط أن يكون الغموض اكثر تأثيراً.
س4:عملي القادم؟
سأعود إلى قصص العصر الفيكتوري التي تحتوي على خيال وسحر وعناصر أحبها في الكتابة.
هذه القصة، كانت فرصة لاختبار ما إذا كانت كتابة القصص المعاصرة ستحظى بشعبية أكبر، و من الواضح ان الاجابة هي لا…للأسف، لديها اسوء أداءً من حيث عدد المشاهدة، رغم كل جهدي.
س5:متى سيكون عملي القادم؟
لأن أكبر مسابقة نافير للروايات على الأبواب، عليّ أن أكرّس كل وقتي لها.
إنه مشروع كبير. يجب أن تكون القصة طويلة، والغلاف من تصميم أحد الرسامات العربيات التي التقيت بها.
إذا رغب احدكم بمعرفة الاخبار عن أعمالي او التحدث معي تابعوني على إنستغرام.
بعد انتهاء المسابقة، سأنشر العمل باللغة العربية أيضًا، ولكن طوال مدة المسابقة، يجب أن يكون حصريًا للموقع الكوري (هذه احدى الشروط).
تمنوا لي التوفيق و اراكم في اعمالي التالية
مع حبي:سينامون
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "35"
للامانة من بعد الفصل الماضي ما كنت متطمنة للخاتمة جد رواياتك حلوة و بتجنن بس الخاتمة دايما مخيبة للامال بحس بدك بس تختمي عشان ما تكون طويلة ف بتخربي الأحداث بس هاي لأ كان الوضع سليم خلافا للساحرة الخضراء او الزوجة الثانية الي كانت النهايات فعليا بدهم اكثر حيث كانو مخيبات للامل مع انه كتاباتك جد روعة و بتستحق القراءة و مشوقة بس اتمنى انه عادي طولي القصة كتابتك حلوة بس لا تختمي خاتمة زي الي خلصت افكاره انت مبدعة جد و كتاباتك متابعتها اول باول و ان شاء الله اكون من اول متابعات روايتك الجديدة تبعت المسابقة بس تريثي و تأملي يس تكتبي النهايات اختاه