الفصل 34: وردة (وجهة نظر جي-هو)
مرّ شهر منذ عودة كيم ناري إلى عملها.
تصل أبكر من أي فرد في فريقها.
تعمل بجدّ لدرجة أن قسمها ليس لديه اية أعمال متراكمة، أعتقد أنها افتقدت الذهاب إلى العمل حقًا.
بعد الحادث، أصبحت شخصًا مرحًا يضحك كثيرًا.
بدأ الجميع يلاحظ جمالها وروعتها.
ناري ليست الوحيدة التي تغيرت.
أحاول أيضًا أن أُولي اهتمامًا أكبر لمن حولي.
لذا، إذا رأيت تقريرًا سيئًا الآن، لا أطالب بالتغيير فحسب، بل أُعطيهم ملاحظات حول ما ينقص التقرير، لأنهم بشر قبل أن يكونوا موظفين.
أحاول أيضًا أن أكون حاضرًا في عشاء الشركة مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا لأُحسّن تواصلي مع موظفي، وفي الوقت نفسه لأرى ناري.
ناري الجميلة…
ناري الذكية…
ناري…
ناري…
ظللتُ أردد في رأسي وأنا أشاهدها تتحدث مع زملائها وتبتسم.
رؤيتها من بعيد لا تُهدئ قلبي، بل تُشعله أكثر…
إنها في متناول يدي، لكنني لا أستطيع لمسها.
المشكلة هي أنه في كل مرة أراها، تعجز شفتاي عن الكلام.
في الوقت الحالي، كل ما أستطيع فعله هو مشاهدتها من بعيد.
لهذا السبب أعتبر نفسي محظوظاَ إذا التقينا صدفة في العمل, مثل اليوم.
“مساء الخير أيها المدير التنفيذي” قالت إحدى الموظفات بعد عودتها مع زملائها من استراحة الغداء.
نظرتُ، وكانت ناري في مجموعتهم ، بدت متوترة بينما تنحني باحترام .
ففي النهاية، لا أحد يحب رؤية مديره التنفيذي أثناء وقت راحته.
تجمدتُ كعادتي، أنظر إليها دون أن أنطق الكلمات التي أُحضرها في رأسي كل ليلة.
المشكلة أنني لا أستطيع أن أسحبها جانبًا يومًا ما وأقول لها إننا كنا عشاقًا عندما كانت شبحاً.
ليس لدي أي دليل على كلامي، وسأبدو كشخص مجنون.
حتى لو قلت لها أشياءً شخصية أخبرتني بها فقط، ستظن أنني مجرد مُلاحق.
بالكاد تعافت من الحادث الأخير الذي تسبب به مُلاحق مُتملك، ولا أريد إخافتها.
لذا أنتظر اللحظة المناسبة لأقترب منها.
لكن خطتي فشلت…
“لقد أمسكتُ بك” سمعت ناري تتحدث من الخلف.
“الآن استدر، أريد أن أرى من هذا الشخص الذي يضع وردة على مكتبي كل صباح قبل وصولي” قالت وهي تقترب أكثر فأكثر.
“الرئيس التنفيذي” قالت بتعبير مفاجيء عندما استدرت و رأت وجهي.
“أنا آسف إن كنتُ قد سببتُ لكي الإزعاج، السبب هو —-“
“هل انت معجب بي؟” قالت وهي تُقاطعني في منتصف الجملة.
“نعم”
الاعتراف الذي كنتُ أخطط له طوال هذا الوقت قد انتهى بكارثة.
أتمنى لو أستطيع البدء من جديد، ولكن من أين يُمكنني حتى البدء بإصلاح هذا؟و من تعبير وجهها، أدركتُ أنها لم تكن سعيدة بهذا الوضع أيضًا.
“أرجوكي امنحيني فرصة” قلتُ بنبرة منخفضة وأنا أنظر إلى الأرض لأنني كنتُ خائفاً من التعبير الذي ستُبديه.
“أنا آسفة، أحتاج إلى وقت للتفكير… لم أكن في علاقة من قبل، لذا لا أعرف كيف تسير هذة الأمور، ولكن البدء برئيسي التنفيذي هو مبالغ فيه بعض الشيء ” من نبرتها، بدت مُحبطة.
رأيتُ الموظفين الآخرين يتوافدون إلى المكتب، فاقتربتُ منها قليلًا “سأنتظر ردكِ” قلت لها ثم غادرتُ الغرفة.
بعد ذلك، ذهبتُ إلى مكتبي وطلبتُ من سكرتيرتي عدم السماح لأحدٍ بالدخول لفترة.
جلستُ على الأرض وظهري مُستندٌ على الباب.
شعرتُ بخيبة أملٍ من نفسي.
أردتُ ترك انطباعٍ جيدٍ لديها، لكن كل ما فعلتُه هو جعلها تشعرُ بعدم الارتياح.
كان ذهني مشغولًا طوال اليوم، ولم أستطع التركيز على أي شيء.
أما ناري، فلم تُجبني رغم مرور ثلاثة أيام على اعترافي غير المُفاجيء.
وقبل أن أنتبه، كان يوم الخميس، وعشاءٌ آخر للشركة.
طوال العشاء، ظللتُ أُحدّق بها، لكنها لم تُحاول النظر إلى جانبي.
رأيتُها تنهض لتذهب إلى مكانٍ ما، ففكّرتُ في اللحاق بها.
مع أنني تبعتها فورًا، لم أرَها في أي مكان رغم بحثي حولي.
بمحض الصدفة، صدمتني امرأة لأنها كانت ثملة جدًا، فأمسكتها قبل أن أسقط.
“الرئيس التنفيذي؟ ظننتُ أنك معجب بي!” سمعت ناري تنظر إليّ بنظرة جارحة.
أساءت فهم الموقف وبدأت بالهرب…
******
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "34"