الفصل 33: إعادة التأهيل (وجهة نظر جي-هو)
شهران إن حالفها الحظ.
هذا هو الوقت الذي ستستغرقه ناري لتعود إلى المشي أو الكلام وتناول الطعام كشخص طبيعي.
البقاء في غيبوبة لفترة طويلة ليس بالأمر الهيّن على الجسم.
أتمنى لو كان الأمر سهلاً كما يُصوَّر في الأفلام، لتعود إلى طبيعتها فور استيقاظها من النوم.
لكن هذا ليس الحال في الحياة الواقعية.
تم تركيب أنابيب التغذية لفترة طويلة، وربما يكون حلقها مجروحًا أو مصابًا بكدمات، مما يجعل من الصعب عليها حتى بلع الطعام.
لهذا السبب، عليها أن تبدأ بتناول طعام طري لفترة حتى يعتاد جسدها شيئًا فشيئًا.
دعك من المشي، حتى محاولة الوقوف على ساقيها ستستغرق شهرًا أو أكثر.
لأنها في كل مرة تقف فيها ستشعر بالدوار وعدم القدرة على موازنة وزنها.
إلى جانب مشاكلها الإدراكية، مثل ضعف الذاكرة، كانت معجزة أنها تمكنت من التحدث فور استيقاظها. سمعت أن معظم المرضى يستغرقون من 3 إلى 7 أسابيع لإجراء محادثات طويلة كأي شخص طبيعي.
ومن ناحية أخرى، قد تعاني من مشاكل نفسية و عصبية، مثل تقلبات المزاج والاكتئاب، وقد تعاني حتى من اضطرابات النوم بسبب كمية التوتر التي تمر بها خلال فترة الشفاء.
والأسوأ من هذا أنني لا أستطيع البقاء بجانبها.
كل ما استطعت فعله هو مشاهدتها وهي تعاني وهي تخطو خطوات قليلة حتى بعد 5 أسابيع.
كانت تسقط، ثم تحاول النهوض فورًا.
لأني اعرف شخصية كيم ناري، ربما تكون قلقة على والدها أكثر من قلقها على نفسها.
تريد أن تستعيد عافيتها في أسرع وقت ممكن حتى يتوقف والدها عن القلق.
لأن المستشفى لا يسمح بإدخال الزهور، كل ما استطعت فعله هو إرسال حلوى لها في علبة صغيرة مع ورقة صفراء مكتوب عليها أشياء مختلفة في كل مرة.
“لقد أبليتِ بلاءً حسنًا اليوم”
“هل لاحظتِ الزهرة الوردية التي يمكن رؤيتها من نافذة غرفتكِ؟”
“بإمكانكِ فعلها”
“كيم ناري الأقوى”
سمعتُ أنها سألت والدها والممرضات مرارًا عن المُرسِل.
“إنه من شخصٍ يتمنى لكِ الشفاء العاجل” أجابوها، لأنني لم أُرِد أن أُثقل عليها بمشاعري الآن.
كان لديها الكثير مما يُقلقها، ولم أُرِد أن أضغط عليها.
لكن كان من الصعب جدًا أن أُمسك نفسي من الركض إليها.
كانت حبيبتي كيم ناري أمامي مباشرةً.
لكن كل ما استطعتُ فعله هو مُراقبتها من بعيد.
وربما لا تتحقق تلك الأحلام التي راودتني عن احتضانها مُجددًا.
مع رحيل ذكرياتها، أصبحتُ غريبًا تمامًا.
شخصٌ قد لا تُلاحظه حتى عندما تمرّ في الشارع.
وهكذا عدنا إلى كوننا مدير وموظفة.
لكن رؤيتها مستيقظةً وسليمةً من الغيبوبة تُريحني.
أنا سعيد لأنني لن أضطر لرؤيتها راقدةً كالجثة مجددًا.
إن كان هذا هو الثمن الذي عليّ دفعه لأراها حيّةً معافاةً من جديد، فسأفعل ذلك مجددا.
وإن اضطر أحدنا أن يُعاني ويتذكر كا شيء، فأفضل أن أكون أنا لا هي.
وكما تصادف مصيرنا مرة، لعلّنا سنجد بعضنا مجددا و عندها سأُنادي اسمكِ بِحُبّ، وستُمدين يدك بابتسامةٍ لي كما كنت تفعلين دائما.
إلى أن يحين ذلك، سأبقى في الخلفية، أُراقبكِ تخطو خطواتكِ الأولى مجددًا.
إلى أن تُخرجي من المستشفى…
وإلى أن تبتسمي من جديدٍ دون خوف…
إلى ذلك الحين، سأحتفظ بذكرياتنا آمنةً…
*****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "33"