الفصل 30: الجاني
ضابط واحد، هذا ما استطاعت الشرطة تقديمه بعد أن أبلغهم جي هو عن الرجل الآخر الذي قد يكون الجاني.
سيقف الضابط بجانب غرفتي في المستشفى، وإذا أبلغ أي من الموظفين عن رؤيته، سيحاول الضابط الإمساك به.
مع أن خطة القبض على الجاني بدت ضعيفة للغاية، لم نستطع فعل أي شيء حيالها.
ليس لدينا دليل كافٍ على أنه الجاني، كما أننا لا نعرف متى سيزور المستشفى مرة أخرى.
لهذا السبب، الآن وقد رأيت بعيني مدى سهولة هروبه من الضابط، لست متفاجئة.
وحقيقة هروبه أثبتت صحة تكهناتنا بأنه الجاني.
في لحظة، ركض جي هو خلفه على الفور.
لأنني شبح، كانت لديّ مزايا أكثر من جي هو.
عندما كان هناك حشد من الناس، كنت أستطيع المرور خلالهم بسهولة. حتى لو كانت إشارة المرور حمراء كنت استطيع ان اتبعة دون اي عائق.
بعد فترة رأيت جي هو يتخلف وفي النهاية فقد اثر الجاني.
لكنني لم أكن كذلك، كنتُ خلفه مباشرةً حتى دخل سيارة الأجرة.
مع أنني كنتُ متأكدةً من أنه لا يراني، إلا أنني وضعتُ يدي على فمي خوفًا من أن يسمع أنفاسي.
طلب من سيارة الأجرة التوقف في منطقة سكنية مزدحمة.
تبعته حتى وصل إلى شقة.
أخذتُ نفسًا عميقًا قبل أن أدخل.
عندما استجمعتُ شجاعتي أخيرًا وتبعته إلى الداخل، رأيتُ قبعته وكمامته على الطاولة.
تقدمتُ خطوةً أخرى وألقيتُ نظرةً سريعةً على وجهه، فصدمتُ عندما عرفتُ أنه شخصٌ أعرفه.
كان هو الرجل الذي اعترف لي بحبه قبل عامين، وهو الذي دربته عندما انضم إلى الشركة.
كيف؟
لماذا؟
كانت هناك أسئلة كثيرة تدور في رأسي.
كيف يُمكن لرجلٍ بريء المظهر أن يفعل شيئًا فظيعًا كهذا؟
تجمدتُ في مكاني من الخوف لبضع ثوانٍ، ثم تبعته إلى الغرفة الأخرى.
فنجان قهوة كيم ناري 5/2/2023
قلم كيم ناري 7/6/2023
صورة عائلة كيم ناري 11/11/2023
كيم ناري…
خلال فترة عملي في الشركة، لاحظتُ اختفاء بعض متعلقاتي من حين لآخر، لكنني ظننتُ أنها مجرد صدفة حتى اختفت صورتي مع والدي التي وضعتها على مكتبي.
وعندها أثرتُ ضجةً بشأن اختفاء متعلقاتي.
حتى أنني أجبرتُ رئيسي على إبلاغ الموظفين الآخرين في حال أخذها أحدهم أو رآها في مكان ما.
لكنهم رفضوا طلبي بمراجعة كاميرات المراقبة و قالوا إنني أسبب مشاكل كثيرة لصورة واحدة.
لكنني الآن أعرف من اخذها.
كان المنظر مرعبًا، وشعرت بغثيان.
لكنني بعد ذلك أمعنت النظر و رأيت شريطي الأزرق الجالب للحظ الذي كنت أرتديه يوم الحادث على احدى الرفوف.
وكان دمي لا يزال عليه.
وهكذا عثرت على هوية الرجل الذي صدمني بالسيارة، وحتى على الدليل على أنه هو من فعل ذلك.
وكان ذلك ممكنًا فقط لأنني شبح.
نظرت إلى يدي، فبدا وكأن روحي تتلاشى قليلًا.
في تلك اللحظة، تذكرت ما قاله لي أحد الأشباح ذات مرة: “ربما علينا فعل شيء ما، شيء لا نستطيع فعله إلا كأشباح، وجسدنا يرفضنا بطريقة ما لمساعدتنا”.
كانت مُحقة، والآن بعد أن فعلتُ ما كان عليّ فعله، بدأت روحي تتلاشى، وربما تعود إلى جسدي.
بعد ذلك، عدتُ إلى منزل جي-هو وأخبرته عن هوية وعنوان الجاني وحتى دليل الذي عثرت عليه .
“لا بأس يا جي-هو، بمجرد أن تعود روحي إلى جسدي، يُمكننا أن نكون معًا… هذه المرة بجدية” قلتُ له وأنا أعانقه للمرة الأخيرة.
ثم بقيتُ بين ذراعيه بقية اليوم، شعرتُ أن عينيّ أصبحتا ثقيلتين. ولأول مرة منذ تسعة أشهر شعرتُ بالنعاس.
أغمضتُ عينيّ مبتسمةً، لأنني غفوتُ على صوت جي-هو.
*****
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "30"