الفصل الخامس والعشرون: حب
ما هو جي-هو بالنسبة لي؟
كان رئيسي في البداية.
شخصًا كنت أراه من بعيد معضم الأيام.
يمشي رافعًا رأسه، وكتفاه ثابتتان، بخطوات واثقة.
كان مثاليًا جدًا آنذاك لدرجة أنه بدا من الصعب الاقتراب منه.
لكن الآن، بعد أن رأيت جانبه الآخر.
بعد أن رأيت جروحه وجانبه الإنساني، لم يعد رئيسي.
أعتقد أنه صديقي، لكن الأصدقاء لا يبذلون كل هذا الجهد من أجل بعضهم البعض.
خاطرت بحياتي أو ما تبقى منها لإنقاذه.
في المقابل يفعل كل ما في وسعه للعثور على الجاني، رغم أنه لم يسمع مني كلمة واحدة خلال الأسبوعين الماضيين.
إذن، ما نحن؟ ما علاقتنا؟
بقيت أفكر وأنا أنظر إلى شروق الشمس من نافذة غرفتي.
(أتمنى أن يقول أنه افتقدني عندما نلتقي) فكرتُ لنفسي.
لأني افتقدته خلال الأسابيع الماضية…
افتقدته كثيرًا…
مع أنني كنت أراه كل يوم خلال زياراته، إلا أنني تمنيت شيئًا أكثر.
تمنيت لو نمسك أيدي بعضنا كما اعتدنا أن نفعل أحيانًا.
ببساطة افتقدت لمسته.
كان قلبي ينبض بقوة وأنا أفكر في هذا.
جي هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يجعلني أشعر بهذا.
في الحقيقة، لم أشعر بهذا من قبل.
إنه لأمر مؤسف أن أول مرة ينبض فيها قلبي لشخص ما بيأس تكون عندما أكون على بُعد خطوة من الموت.
لكن هل يمكنني حقًا أن أسمي هذا حبًا؟
وماذا عنه؟ الحب يجب أن يكون من طرفين.
لستُ أعمى، استطيع ان أرى أنه فعل كل شيء من أجلي، لكن هل كان ذلك بدافع الحب؟ أم بدافع الوحدة؟
أخذتُ نفسًا عميقًا والتفتُّ نحو الباب.
أعتقد أنني متأكدة من شعوري…
بناءً على ردة فعله، سأقرر إن كنت سأخبره بمشاعري أم لا.
هل كان ذلك لأنني كنت أفكر فيه؟ لقد زارني اليوم في وقت مبكر.
فتح الباب وجلس بجانبي.
“اليوم اشتريتُ لكي المزيد من زهور عباد الشمس…” قال بنظرة حزينة على وجهه.
وضعتُ يدي برفق على كتفيه.
“وأنا متشوقة لرؤيتها” أجبتُ بابتسامة.
أمسك بيدي فورًا بتعبير مندهش كما لو أنه لا يصدق أنني هنا أمامه.
نظر إليّ عينَي مباشرة لثانية قصيرة ثم عانقني.
لقد كان يعانقني بقوة بينما كانت أصابعه تمر عبر شعري.
كتفيه العريضان اللذان اعتدتُ رؤيتهما من بعيد يحميانني الآن.
منحاني راحةً لم أشعر بها من قبل.
(أعتقد أنه معجب بي أيضًا). نظرتُ إليه بابتسامة.
رؤية انعكاسي في عينيه والطريقة التي كان ينظر إلي بها أثناء لمس وجهي جعلتني متأكدة.
“أريد العودة إلى المنزل يا جي-هو”.
أومأ برأسه فورًا وابتسم لي.
في طريق عودتنا إلى شقته الجديدة، كان قلبي ينبض بسرعة.
كنتُ متحمسة.. محرجة.. وسعيدة جدًا.
لم أستطع الانتظار لأخبره بكل مشاعري.
واصل القيادة إلى منطقة نوون-غو حيث استأجر شقة و ضغط زر الطابق التاسع.
كان المصعد بطيئًا ورائحته كريهة. لكن جي-هو بدا فخورًا جدًا عندما فتح باب شقته الصغيرة.
بدت مساحتها ٢٥ مترًا مربعًا على الأكثر. صغيرة وضيقة، ربع مساحة الشقة التي كان يعيش فيها من قبل.
لكن من ناحية أخرى, كانت باقات زهور عباد الشمس في كل مكان. بعضها جاف وبعضها جديد.
ملاءة السرير بدت قبيحة و كانت هناك ملاحظات صفراء على الثلاجة لوصفات المعكرونة.
لقد بدا وكأنه منزل عادي، فوضوي، مليء بالعيوب وحيوي.
“أنا هنا مؤقتًا, بعد ان أتحدث إلى الرجل العجوز سأصبح مستقلًا، وبعد ذلك سأفكر في مكان أفضل”.
أعتقد أنه لم يتوقف عن الابتسام منذ أن غادرنا المستشفى.
كان متحمسًا للغاية وأراني كل ركن من أركان الشقة.
قبل أن أنتبه، كانت الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، وما زلنا لم نتحدث عن أيٍّ من الأمور المهمة.
مثل شلل النوم الذي يعاني منه…
والرجل الآخر الذي قد يكون الجاني…
وعن مشاعري…
مع أنني كان بإمكاني إخباره مباشرةً أو طرح الموضوع في اي وقت، إلا أن شيئًا واحدًا كان يمنعني.
يبدو أنني كنت مخطئة بشأن جي هو.
هو في الواقع يحبني أكثر مما كنت أعتقد.
في أي موقف آخر، كان من الممكن أن يكون هذا خبرًا رائعًا
لكن الجميع يعلم أن من يحب أكثر يتألم أكثر بعد انتهاء العلاقة.
هل يمكنني أن أفعل ذلك به وأنا لست متأكدة حتى من امكانية نجاتي؟
لا أعتقد أن قلبه سيتحمل ضربة أخرى.
(أقولها أم لا؟)
كان هذا السؤال يتردد في رأسي وأنا أشاهد جي هو نائمًا.
“أحبك” قلت ثم قبلت جبهته.
أردت أن أخرج تلك الكلمات من قلبي بينما هو نائم, بينما لا يسمعني و لن يتذكر كلماتي…
لكن عندما تراجعت قليلاً بعد القبلة نظرت وكانت عيناه مفتوحتين.
*****
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "25"