الفصل 23: سأنتظرك
عندما رأيت جي هو يدخل الغرفة، انتابني شعورٌ مختلط.
سعيدة… لرؤيته حيًا.
متحمّسة… لرؤيته مجددًا.
وحزينة… لأنه سيرى هذا الجانب مني.
هيئتي على شكل شبح هو تمامًا كما كنت أبدو وأرتدي قبل الحادث.
لكنه الآن سيرى حقيقتي، أو ما حلّ بي.
خدود غائرة وعيون مجوفة بسبب فقدان الوزن.
بشرةٌ شاحبةٌ بسبب ضعف الدورة الدموية.
أطرافٌ نحيلةٌ بسبب فقدان العضلات نتيجتة لقلة الحركة.
شعرتُ بالحرج من أن يرانى هكذا.
أريده أن أتذكر في أفضل حالاتي، ليس بهذه الطريقة.
“لقد أحضرتُ لك زهورًا لكنهم لم يسمحوا لي بإحضارها”. قال وهو يجلس بجانب السرير.
” زهور عباد الشمس…مع أنني لا أعرف شيئًا عن الزهور ومعناها، إلا أنها ذكّرتني بكِ.”
توقف للحظة، ثم نظر إلى وجهي بأمعان.
مدّ يده وأمسك يدي.
“أنا آسف لدفعي لكِ بعيدًا.
أعلم… أعلم أنكِ أنتِ من أنقذتني.” قال ثم ضغط على يدي.
“أعلم أنكِ ما زلتِ غاضبة من تصرفي، لكن من فضلكِ أريني وجهكِ.”
بعد أن قال هذه الكلمات، بقي في الغرفة حتى انتهت ساعات الزيارة.
ربما يظن أنني غاضبة و ارفض رؤيته.
لكنني لا أستطيع فعل أي شيء لأنني أُعاقب حاليًا على تدخلي في عالم الأحياء.
إنه مثل معاقبة طفل تصرف بشكل سيء.
المشكلة أنني لا أعرف متى سينتهي هذا الحظر.
حتى ذلك الحين سيظن جي هو أنني تخليت عنه.
بالنسبة لشخصٍ مشغولٍ مثل جي هو، ظننتُ أنه سيزورني كلما سنحت له الفرصة في البداية، وشيئا فشيئا نذهب في طرقنا المنفصلة.
لكن مرّ أكثر من أسبوع، وما زال يزورني دون أن يغيب يومًا.
في النهاية، التقى بوالدي وأخبره أنه زميل عمل في شركتي.
في الماضي طلبتُ من جي هو ألا يُخبر والدي بوضعي أبدًا.
لأنه إذا لم ينجح شيء واضطررتُ للانتقال إلى الجانب الآخر، لا أريد أن أتخيله ينادي اسمي في غرفة فارغة، ينتظر إجابة لن تأتي أبدًا.
عانى والدي كثيرًا بسببي أنا وأمي، ولا أريد أن أجعل حياته اصعب من ما هي عليه.
وكلما زارني جي هو وحدي، أخبرني كيف ينتظر مني أن أسامحه.
كيف قرر أخيرًا أن يستمع إليّ ويعيش كشخصٍ طبيعي. أخبرني أنه انتقل من تلك الشقة إلى شقة أصغر اشتراها من المال الذي ادخره.
“لا أعرف كيف أزين الشقة، لذا أنتظر عودتك لتخبرني بما عليّ فعله.”
قالها مرةً بابتسامة حزينة على وجهه.
“سأنتظرك.” أضاف ثم نهض ليغادر.
لكن الممرضة دخلت لتفحص حالتي الحيوية كالعادة.
تبادلت التحية لأنها رأته مرات عديدة.
“أعلم أنه ليس من حقي أن أسأل، لكنني وجميع الفتيات لدينا سؤال، هل يمكنني ان أسألك؟” قالت الممرضة بأبتسامة
أومأ جي-هو برأسه في حيرة.
“لم نسأل السيد سانغ هون لأنه من المحرج أن يعرف الأب عن حياة ابنته العاطفية، ولهذا أريد أن أسألك.
هل أنت حبيب الآنسة ناري أم الشاب الذي يزورها من حين لآخر؟”
لقد صدمتني كلماتها…
حاولت بكل ما أوتيت من قوة تحريك جسدي و الصراخ بدون جدوى.
لم يكن لي حبيب في حياتي… من هو الرجل الآخر!!
******
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "23"