الفصل الثاني والعشرون: حبة أخرى
ماذا لو اكتشفتَ أن لأرقك علاجًا؟
حبة صغيرة بيضاوية الشكل تُمكّنك من النوم طوال الليل.
تستيقظ بذهنٍ صافٍ وجسمٍ مسترخي.
بالتأكيد ستشعر أنك شُفيت أخيرًا.
ليس تمامًا…
في غضون أسابيع، سيُطوّر جسمك قدرةً على التحمّل.
الحبة التي كانت تُساعدك على النوم في 10 دقائق، تستغرق الآن 45 دقيقةً أو أكثر.
لإصلاح هذا، تُزيد جرعتك هذه المرة حبتين، وفجأةً تعود للنوم دون أي مشكلة.
أو هذا ما كنتَ تعتقده قبل أن تُدرك أن الدواء توقف عن العمل مرة اخرى.
مع مرور الوقت، ستستمر في زيادة الجرعة على امل الحصول علي ليلة نوم هادئة.
و لأن استخدام الحبوب المنومة لفترة طويلة يُسبب فقدان التركيز وضعف الذاكرة احيانا تخطئ في العد.
عندما تصل إلى هذه المرحلة، يجب أن تكون حذرًا للغاية،لأنك قد تنسى أنك تناولت حبةً بالفعل, وهنا اخبره طبيبه بالتوقف.
عادةً ما تُوصف حبوب النوم لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع لتجنب زيادة تحمل.
ولكن عندما توقف جي هو عن تناولها، شعر بأسوأ حال من ذي قبل.
جرّب طرقًا بديلة أخرى وصفها له طبيبه، لكنها عادةً ما تكون أبطأ وأقل فعالية.
وهنا بدأ جي هو برؤية الشبح الآخر.
“أخبرني جي هو أنه توقف عن تناول تلك الحبوب” فكرتُ وأنا أنظر إلى عبوات الحبوب الفارغة.
بدأ جسدي يرتجف وأنا أقترب منه ببطء.
كان تنفسه بطيئًا وغير منتظم بشكل مرعب.
ظللتُ ألمس وجهه في حالة ذعر، ولكن بما أن جي هو لم يكن يرتدي الساعة في يده، لم أستطع فعل أي شيء لمساعدته.
المشكلة هي أن جي هو ليس لديه من ينقذه الآن.
يعيش بمفرده…
يقود سيارته إلى العمل بمفرده…
رأيتُ مكالمتين فائتين من سكرتيرته، لكن هذا لا يعني أنها ستأتي للاطمئنان عليه.
لذا، أنا وحدي من يستطيع إنقاذه.
كانت لديّ فكرة، لكنني لم أكن أعرف إن كانت ستنجح أم لا.
لكن المحاولة أفضل من رؤيته يموت أمامي.
أحتاج إلى التركيز على مهمة واحدة، وأنجزها بأسرع ما يمكن قبل أن تُستدعى روحي إلى غرفة المستشفى.
“سأنقذك”
أحتاج فقط إلى الضغط على زر التشغيل في هاتفه خمس مرات لطلب المساعدة.
***ملاحظة: جميع الهواتف في كوريا لديها هذه الخاصية، تضغط على زر التشغيل خمس مرات ويتصل بخط الطوارئ ١١٩ ويرسل موقعك تلقائيًا دون حتى التحدث أو إرسال رسالة نصية***
واحد.
اثنان..
ثلاثة…
أربعة….
خمسة…..
أظلم كل شيء لثانية، وعندما فتحت عينيّ مجددًا، كنت في غرفة المستشفى بجانب جسدي.
تمامًا مثل المرة الأخيرة التي حاولت فيها أداء مهمة بشكل شبح، كان جسدي متجمدًا.
مع أن خوض هذه التجربة مرة أخرى كان مخيفًا للغاية، إلا أن كل ما كنت أفكر فيه هو جي هو.
هل نجح الأمر؟ هل كنت قويًة بما يكفي؟ هل وصلت المكالمة؟
لم أستطع الانتظار حتى أتمكن من الحركة مجددًا.
سأركض إليه حالما أصبح حرًة مجددًا…
لكن حتى أنا لا أعرف متى سيحدث ذلك.
في المرة الأخيرة، استغرقت روحي خمسة أيام للتعافي من مهمة كانت أسهل بكثير مما فعلته هذه المرة.
في اليوم الثالث، فُتح باب غرفتي، وهذه المرة لم يكن والدي ولا الممرضة، بل جي هو.
*****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "22"