الفصل الحادي والعشرون: الأمل
الأمل قوة دافعة تُعيننا على المضي قدمًا في أصعب الظروف.
مريضٌ لديه أملٌ بغدٍ أفضل.
طالبٌ يأمل في اجتياز الامتحان رغم دراسته لنصف المواد فقط.
شخصٌ وحيدٌ يُعلق آماله للمرة الأخيرة.
ربما لهذا السبب جي هو غاضبٌ مني الآن.
لأني أعطيته أملًا كاذبًا…
“سأقبض على الشبح الآخر”
“سأبقى معك طوال الوقت”
“لن تُواجه الشبح وحدك مجددًا”
ليتني لم أعده بشيءٍ لم أكن متأكدة من قدرتي على الوفاء به.
أعطيته كلمتي ثم نقضتها، كما فعل كل شخصٍ اخر قابله في حياته.
لهذا السبب، كما قال جي هو، أنا مجرد (كاذبة)، فكرتُ في نفسي وأنا أنظر حولي.
هل كانت الشقة بهذا الكآبة من قبل؟
ولماذا أشعر بهذا الثقل في قلبي؟
كان هذا المكان منزلي طوال الأسبوع الماضي، والآن عدت كشبحٍ تائه.
ألقيتُ نظرةً أخيرة على الشقة قبل أن أخرج.
“من الجيد أن الأشباح لاتستطيع ترك أي أثرٍ في عالم الأحياء” فكرتُ وأنا أعضّ شفتي السفلى لأمنع نفسي من البكاء.
(لا تبكي يا كيم ناري، لا تستحقين البكاء بعد ما فعلتِ).
لكن دموعي خانتني مجددًا.
اخر مرة بكيت بهذه الحرقة كان في جنازة امي.
و الآن أبكي وكأنني فقدتها مجدداً.
هل كان جي هو ثمينًا إلى هذه الدرجة بالنسبة لي؟
لكن لم يمضِ سوى أيامٍ قليلة؟ هل يمكن لشخصٍ ما أن يُحدث كل هذا التأثير العميق في وقتٍ قصيرٍ كهذا؟
فكرتُ وأنا أضع يدي على قلبي لأنه كان يؤلم بشدة.
ظننتُ أن كوني شبحًا على الأقل سيُعفيني من هذه المشاعر، لكن ها انا هنا الآن أبكي على مفترق طرق.
هل أعبر الشارع أم أبقى على هذا الجانب؟
كنت غارقة في افكاري
بعد ذالك عدتُ الى المستشفى و جلست بجانب جسدي.
جلستُ أنظر إلى الساعة، وكانت الخامسة مساءً.
(عادةً ما يزورني والدي في هذا الوقت). فكرتُ بينما كنت أنظر الى الباب.
لكنه لم يُفتح…
والدي مريضٌ أيضًا، ولهذا السبب لا يستطيع المجيء. أقنعتُ نفسي…
يتم إطعام الميت عبر الأنبوب مرةً واحدةً يوميًا، ويتم التنظيف وفحص العلامات الحيوية ثلاث مراتٍ يوميًا.
أعرف ذلك لأنني أحصيتها، وما زالت كما هي بعد كل تلك الأشهر.
بصرف النظر عن تلك المرات الأربع وزيارة والدي، يبقى باب غرفتي مغلقًا لساعات.
أنا لا أختلف عن نبتة لسان الثعبان التي وضعها والدي بجانب نافذة غرفتي.
يمكنك ان تحب نبتة، تهتم بها و تسقيها، ولكن مهما فعلتَ من أجلها، تبقى في مكانها.
ومهما كان مقدار الحب الذي تُعطيه له، فإنها لا تستطيع الرد.
لأن النباتات مختلفة عن البشر…
و انا مختلفة الآن….
كيف تحملت هذه الوحدة طيلة الأشهر الماضية؟
ظللتُ أنظر إلى الساعة طوال الليل حتى أشرقت الشمس.
كانت الليلة طويلة، لكن كان هناك شيء واحد، اسم واحد يُردد مرارًا وتكرارًا في ذهني.
“جي-هو”
“ماذا سيقول إذا رآني مرة أخرى؟ هل سيطردني؟ لا، جي-هو ليس كذلك”
“لكن ماذا لو لم يُرد رؤيتي؟ ماذا لو لم يرتدِ الساعة؟ كنتُ محظوظة في المرة الأخيرة وتحدثتُ إليه في حلمه، لكن الأمر ليس بهذه السهولة”
“لكن جي-هو طيب…أنا متأكدة من أنه سيقبلني مرة أخرى” فكرتُ بأنانية.
نهضتُ لأخرج من الباب، ولكن اتى والدي لزيارتي فجأة.
يبدو أنه غيّر موعد زيارته.
“أريد رؤية جي هو” ظللت أقول لنفسي.
مع أن والدي كان هنا، إلا أنني ما زلت أرغب في المغادرة.
أريد الذهاب إلى حيث جي هو…
لذلك مررت بجانب والدي و خرجت الى صالة المستشفى.
كانت خطواتي تزداد سرعة.
اثناء دخولي شقة جي-هو كنت أتخيل كل السيناريوهات الممكنة و كيف ستكون ردة فعله.
فقط لأراه نائمًا في سريره.
لكن هناك خطب ما، إنها التاسعة صباحًا في يوم عمل، وما زال نائمًا؟
نظرت الى جانب السرير و رأيت شريطا لحبوب النوم.
ولكن الشريط كان خاليا…
*****
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "21"