الفصل 19: الآباء
الآباء هم من يوفرون لأطفالهم الاحتياجات الأساسية كالطعام والمأوى والأمان والدعم العاطفي.
لكن ماذا يحدث عندما يكتفي الوالدين بتوفير الجانب المادي فقط و تجاهل الجانب العاطفي لتربية الطفل؟
النتيجة قد تكون إما طفلاً هادئاً لكن مكسور القلب أو طفلاً متمرداً.
ومن السهل أن ارى ما أصبح عليه جي-هو.
إنها لمعجزة أن أراه ينام الليلة بعد كل ما حدث اليوم, إن مواجهة والدته وصديقته السابقة في نفس اليوم أمر مرهق عقليًا.
رؤيته يمسك بيدي بإحكام أثناء نومه أمرٌ مُحزن حقاً.
ماذا لو لم أكن هنا؟ ماذا لو لم أستمع لما كان يزعجه حتى يرتاح قلبه؟
هل كان سيعاني وحيدًا مرة أخرى؟ هل كان سيتناول أخيرًا حبوب النوم التي نصحه الطبيب بعدم استخدامها بعد الآن؟
كان قلبي يعتصر ألمًا وأنا أفكر فيما قاله لي الليلة قبل أن ينام.
كيف شعر وهو يكبر وهو يعلم أنه وُلد من علاقة غير شرعية.
وكم كان القصر الفاخر بارداً…
بعد كل شيء، لم يقبله والده في منزله إلا لأن عشيقته هددته.
أم استغلته لأخذ أموال من خلال الابتزاز.
رجل عجوز لم يكن مستعدًا أبدًا لأن يصبح أبًا، فتجاهله طوال حياته تاركًا إياه في رعاية المربيات اللواتي كنّ يتغيرن كل بضع سنوات.
لا أستطيع تخيل كم عانى خلال نشأته دون وجود شخص بالغ يعتمد عليه…
الندوب على قلبه تبدو لا نهاية لها…
الآن، بعد أن عرفت كل هذا، أستطيع أن أفهم لماذا يعيش هكذا.
يعمل بجد ليحظى بتقدير الآخرين.
ليُظهر لهم أن وجوده ثمين وأنه لا يُستغنى عنه.
لم يستطع إنهاء علاقته السابقة بثقة لأنه يخشى ألا يجد من يحبه.
يخشى العودة إلى وحدته، ربما تمسك بحبيبته السابقة حتى اللحظة الأخيرة.
وأخيرًا، لأنه يعتقد أنه لا يستحق ما لديه، لا يستطيع أن يسمح لنفسه بالاستمتاع بأي شيء.
لا يسمح لنفسه بالراحة أو شراء أغراض شخصية من مال والده.
ندوبه العاطفية عميقة لدرجة أنه لا يستطيع رؤية كل ما حققه حتى الآن.
ولا يستطيع رؤية انعكاسه الحقيقي في المرآة.
كم يبدو وسيمًا…
كم هو ذكي…
كم هو طيب…
“سأطلب منه الخروج غدًا لتحسيّن الجو”. فكرتُ لنفسي دون أن أعلم أنني الليلة سأرى أخيرًا الشبح الآخر الذي كان يتحدث عنه.
الشبح الذي عذبه طوال الشهرين أو الثلاثة الماضية.
الشبح الذي حوّل حياته إلى كابوس لا يُطاق.
الآن، رؤية شبحه الآخر تجعلني أتساءل كيف سأقاتله؟
كيف يمكنني مقاومة شيء لا أستطيع رؤيته.
******
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "19"