الفصل الثامن عشر: يوم الحادث
أتذكر كل تفاصيل يوم الحادث.
كيف ارتديتُ شريطي الأزرق الداكن الجالب للحظ ونظرتُ في المرآة مُعتقدةً أن اليوم سيكون جميلًا.
في ذلك اليوم كنت سأشتري أخيرًا الساعة التي اخترتها منذ فترة.
الكافتيريا قدم طبق بولجوجي (لحم مشوي متبل) الذي احبه.
كيف أعجب مديري بالنسخة النهائية لغلاف الكتاب الذي أنهاه فريقي.
كان يجب أن اعلم و أكون حذرة، فالحياة لا تُعطيك السعادة فقط.
بل عليك أن تدفع ثمنًا لكل شيء جيد يأتي في طريقك.
في حالتي، كان الثمن باهظًا جدًا.
فكرتُ وأنا أنظر إلى مفترق الطرق حيث حدث كل شيء.
حيث نظرتُ إلى إشارة المرور قبل أن تُصبح رؤيتي سوداء.
كانت حمراء.
مما يعني أن الشخص إما صدمني عمدًا أو كان ثملًا.
لكنني أتذكر أنني نظرتُ إلى كاميرا الأمن في مركز الشرطة حيث أُظهروا لوالدي. لم تبدُ طريقة قيادته للسيارة غير طبيعية. مما يعني أن الحادث كان مُتعمدًا على الأرجح.
حتى يومنا هذا، ما زلتُ أبحث في ذكرياتي القديمة والجديدة.
ولكن بغض النظر عن مقدار تفكيري في الأمر انا لم أؤذِ أحدًا قط، أو على الأقل لم أؤذِه بما يكفي لأجعله يحمل ضغينة كهذه.
بعد أن أصبحتُ شبحًا ورأيتُ أن جميع التحقيقات التي أجرتها الشرطة عديمة الفائدة، توقفتُ عن المحاولة وانتظرتُ النهاية.
لكن عندما راني جي-هو أو عندما ظننتُ أن حبيبة السابقة قد تعرف شيئًا ما كنت اشعر بالأمل.
لكن الآن عدتُ إلى نقطة البداية….
أنا متعبة حقًا…
نظرتُ حولي و رأيتُ ان الشوارع أصبحت أقل ازدحاما .
الآن بعد أن هدأت قليلاً قررت العودة إلى منزل جي-هو.
كلما اقتربتُ من منزله، كان حزني يتلاشى شيئا فشيئا.
كان شعوري في تلك اللحظة كشعور شخص عائد إلى المنزل بعد يوم عمل طويل، وهذا ما رسم ابتسامة على وجهي.
سرعان ما تلاشت تلك الابتسامة عندما سمعتُ جي-هو يصرخ على أحدهم.
“كيف تجاوزتي حاجز الأمن!!”
“ماذا تقصد؟ أنا أمك؟”
يبدو أن جي-هو لا تربطه بأمه علاقة جيدة، فكرتُ لنفسي وأنا أنظر إليهما.
“أرجوك اذهبي!”
“يا لوقاحة هذا! لن تسمح حتى لأمك بالدخول إلى منزلك. هل تعتقد أنك كنت ستعيش في مكان فاخر كهذا لولا أنا؟”
“هل عليّ أن أشكرك على تدمير حياة عائلة أخرى؟”
“لم أفعل شيئًا سيئًا، تلك المرأة كانت عاقرًا، وببساطة أعطيتك والدك الابن الذي لطالما أراده”، قالت ببرود.
“حقًا؟ إذًا لماذا لم يتزوجك بعد وفاة زوجته؟ هل تعتقدين أنني لا أعرف الحقيقة؟ لقد استغللتني ببساطة للضغط على ذلك الرجل العجوز ليعطيك المال…”
“ما زلت لا تناديه بأبي؟”
“لماذا عليّ؟ ذالك الرجل العجوز لم يرغب بي أبدًا… لقد كنت بمثابة تذكير دائم بالخطأ الوحيد الذي ارتكبه في حياته!!”
“أتسمي العيش في شقة بستة ملايين دولار بائسًا؟ عليك أن تكونَ شاكراً —-“
“اصمتي!!”
لم يبدوا وجه جي هو جيدًا، ورأيتُ أنه على وشك الإصابة بنوبة هلع، فركضتُ.
“جي هو، انظر إليّ… جي هو” واصلتُ الحديث وأنا أمسك بيده، لكنه ظل ينظر إلى والدته التي كانت تُلحّ عليه وتصرخ باستمرار.
رفعتُ يدي وغطيتُ عيني جي هو.
“أنا هنا” واصلتُ تكرار “أنا هنا الآن” وأنا أضغط على يده.
“هل تتجاهلني؟” قالت والدته بنبرة غاضبة.
لأنني كنت أمسك بيده، كان بإمكاني لمس الأشياء المادية، وأدخلت كلمة المرور.
بدا أن والدته أصيبت بالذعر عندما رأت باب الشقة يُفتح فجأة.
لأنها كانت متفاجئة، توقفت عن الكلام.
سحبت يد جي هو ودخلنا.
في تلك الليلة، أخبرني جي-هو بكل تلك الأسرار التي كان يخفيها من قبل.
******
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "18"