الفصل السادس عشر: سأبقى بجانبك
“هل علينا شراء بعض البقالة اليوم؟”.
أومأ برأسه موافقًا.
بعد أن استيقظ جي-هو، لم يغضب لأنني لم أوقظه. في الواقع، لم يسأل حتى.
بعد أن نظر إلى الساعة، فهم كل شيء.
استحمّ ثم جلس على الأريكة ومدّ يده.
كانت الساعة في يده، أي أنه أرادني أن أمسك يده مجددًا.
أمسكت بيده فورًا كما لو كان ذلك طبيعيًا.
كان يضع منشفته على رأسه، ولم أستطع رؤية وجهه بوضوح، لكنني عرفت أنه ربما فعل ذلك عمدًا.
ربما يشعر بالحرج من كونه محتاجًا لشخص اخر لهذه الدرجة.
يمكنني أن أتخيل أن تعبيره مزيج من الشعور بالخجل والخوف.
أردتُ كسر الصمت، فاقترحتُ عليه الخروج لشراء بعض البقالة، فلم يكن لديه في ثلاجته سوى الماء ومشروب الطاقة.
قررنا السير إلى السوبر ماركت لأنه كان قريبًا.
(أسعاره مرتفعة جدًا) تمتمتُ في نفسي.
لأنها منطقة أثرياء، معظم المنتجات مستوردة أو ماركات لا أراها عادةً في بقالتي.
كنتُ أسير في السوبر ماركت وأجره خلفي.
كان هذا الرجل الطويل الكئيب يتبعني ممسكًا بيدي كطفل تائه.
اشتريتُ له بعض الأصناف للفطور والكثير والكثير من المعكرونة، فأنا سيئة جدًا في الطبخ، وأنا متأكدة أن جي هو لا يجيد حتى طهي الأرز.
لكنني لم أُرِد أن نعود إلى منزله بعد.
بالنظر إليه، استطيع أن أقول بسهولة إنه لم يعد إلى حالته الطبيعية بعد.
إلى جانب ذلك، إذا أردتُ أن أسأله المزيد عن الشبح الآخر، فالأفضل ألا نكون في المكان الذي شهد كل شيء.
“ما رأيكِ بتناول غداءكِ في الخارج اليوم؟”.
لأنه لم يكن وقت الغداء، كان المطعم فارغًا، وجلسنا في الساحة الخارجية.
أحضروا الطعام، لم يكن يبدو جيدًا بصراحة، لكنه بدأ يأكل دون أن ينطق بكلمة.
“هل يمكنكَ إخباري كيف يبدو ذلك الشبح الآخر؟” سألته أخيرًا السؤال الذي كنتُ أنتظره منذ الليلة الماضية.
توقف للحظة ووضع ملعقته جانبًا.
بدا غير مرتاح، لكنه أجبر نفسه على الكلام. “أشعر بثقلٍ على صدري …عندما أفتح عينيّ، أراها تحدق بي مباشرةً…
ليس لديها عيون، بل ثقب أسود…
لأنها لا تستطيع الرؤية، تُقرّب وجهها مني باستمرار…
يبدأ قلبي بالخفقان بجنون، وأريد الهرب، لكن…”
“لكن ماذا؟”
“لا أستطيع تحريك إصبع واحد… لا أستطيع فتح فمي لأصرخ…
كما لو أن عقلي يأمر جسدي بالتحرك، لكن مهما حاولت، لا يفعل…
أستطيع تحريك عينيّ من اليمين إلى اليسار، لكن لا أستطيع إغلاقهما…
لذلك أبقى هكذا بينما تنظر إليّ بتلك العيون الميتة… لا أعرف كم من الوقت بالضبط، لكن حالما أستعيد قدرتي على تحريك جسدي، تكون قد رحلت.”
وصفه للشبح الآخر جعلني أشعر بالقشعريرة.
صحيح أنني رأيت بعض الأشباح المشوهة من قبل، لكن معظمها أرواحٌ انتقامية.
المشكلة أنها ليست شائعة، وما لم تكن سيئ الحظ حقًا، فإن احتمالية مواجهة أحد تلك الوحوش نادرة جدًا.
“لا تقلق، سأحميك من الآن فصاعدًا” قلت له وأنا أتظاهر بالابتسام.
بصراحة، ليس لديّ أدنى فكرة، لكن كل ما عليّ فعله هو مراقبة جي-هو، وسوف أكتشف الباقي عندما أراها.
“هل تُخططين للبقاء معي طوال الوقت من الآن فصاعدًا؟” أجاب امسك ملعقته ليأكل مجددًا.
“نعم”.
أقسم بأنه عندما سمع إجابتي. رأيت ابتسامة خفيفة على وجهه.
صحيح أنني خائفة من الشبح الآخر، لكن يبدو أن مصيرنا مرتبط ببعضنا البعض.
لذا في الوقت الحالي، لن أذهب إلى أي مكان، وسأبقى بجانب جي-هو.
في ذلك الوقت، لم أكن أعلم أن قراري سيقود جي-هو إلى التعلق بي إلى هذا الحد…
كان يجب أن أرى العلامات وأهرب منه…
******
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "16"