الفصل الرابع عشر: والدي
أنا وأبي كنا سيئين في الطبخ.
حاولنا التعلم مرات عديدة، لكننا دائما انتهينا بطبق غير متبل أو محترق.
كان الأمر مضحكًا في المرات القليلة الأولى التي أفسدنا فيها الطعام، لكننا لم نتحسن.
لذلك تعلمنا طبقين أو ثلاثة أطباق بإتقان، وكررناها طوال الاسبوع، بينما تناولنا باقي الوجبات إما في العمل أو خارجه.
أحد الأطباق التي تعلم والدي طهيها كان جيران-باب.
على الرغم من بساطته، إلا أنه يُعدّه بإتقان بالطريقة التي أحبها، مع الكثير من صلصة الصويا، ويرشّ الأعشاب البحرية المقلية المهروسة فوقه.
مع الكثير من كيمتشي الفجل الذي يشتريه طازجًا كل أسبوع من متجر في سوق نامدايمون.
لأنني أنسى مفاتيح المنزل كثيرًا، أحضر وعاءً على شكل قطة ووضعه على طاولة بجانب خزانة الأحذية.
كلما وجد المفاتيح مرمية في احدى اركان المنزل يضعه في الوعاء مع حلوى الليمون المفضلة لدي، وهذا يجعلني أبتسم كل صباح.
صحيح أنه بعد رحيل أمي، أصبحنا متباعدين من بعض النواحي، لكن هذا لا يعني أن رابطتنا العائلية قد انقطعت.
لا يزال هو سند لي، الشخص الذي لا أمانع الموت من أجله.
لهذا السبب أريد مساعدة جي هو بكل ما أوتيت من قوة مقابل إنقاذ والدي.
“لست مضطرة لمساعدتي في طرد الشبح الاخر، لأنني لا أستطيع مساعدتك في التحقيق في الحادث الذي ذكرته”. قالها و كأنه يشعر بالذنب.
“لا بأس”. أجبته بابتسامة.
لم يكن يعرف ماذا يقول في تلك اللحظة، وكان عليه العودة إلى عمله كالعادة، لكنه بدا غير مرتاح بعد سماع كلماتي.
لم يبدُ أن عمله سينتهي قريبًا، لذلك قررت الذهاب لرؤية والدي لفترة.
بينما كنت أسير في ردهة المستشفى، ظللت أفكر في أمي. وكم كانت الأمور ستختلف لو كانت لا تزال على قيد الحياة.
الآن، وبعد أن فكرت في الأمر، بدأ كل بؤسنا بعد وفاتها. لقد كانت حقًا نور حياتنا…
لحسن الحظ، بدا والدي وكأنه في حالة أفضل بكثير. كان مستيقظًا، حتى أنه كان يأكل بيديه.
جاء أصدقاؤه المقربون لزيارته وبقوا حتى وقت متأخر. كنت ممتنة لأنه لم يكن وحيدًا، فقد مر وقت طويل منذ أن بدا والدي حيًا هكذا، ولهذا السبب لم أرغب في تركه. حتى بعد أن غلبه النعاس، بقيت بجانبه.
تمر الأوقات بشكل مختلف بالنسبة للأشباح، ولهذا السبب أحيانًا أفقد إحساسي بالوقت.
في الوقت الذي عدتُ فيه إلى رشدي، كانت الساعة قد بلغت الخامسة صباحًا، بعدها توجهتُ إلى منزل جي هو.
عندما وصلتُ إلى منزله، كان هناك شيء غريب. كانت جميع أضواء المنزل مضاءة، وجي هو لم يكن في سريره، بل في غرفة المعيشة جالسًا على الأريكة.
عرفتُ فورًا أن هناك خطبًا ما، فأمسكتُ بيده.
“ما الخطب؟ ماذا حدث لكِ؟”
نظر في عينيّ لبرهة.
“كيم ناري، قلتِ إنكِ ستحمينني من الشبح الآخر، لكنكِ تركتني هنا وحدي”.
*******
Instagram: Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "14"