الفصل ١٢:ما اسمك؟
طق طق
كأنه لم يكن هناك وقت أنسب لإنهاء الحديث
بعد جملتي الأخيرة، بدا جي-هو عاجزًا عن الكلام.
يبدو أنه لم يتوقع هذا أبدًا.
ظللتُ أنظر إلى وجهه مباشرةً وأنا أمسك بيده.
طق طق مجددًا.
أفلت يده ببطء.
أعتقد أنه يحتاج إلى وقت لاستيعاب ما حدث.
“سيد جي-هو، آسف على المقاطعة، ولكن وفقًا لجدولنا، علينا الذهاب للتحقق من الفرع الشمالي.”
“آه، حسنًا.” أجاب وهو لا يزال يبدو مرتبكًا.
نهض وحمل حقيبة حاسوبه المحمول وسار نحو الباب.
قبل أن يفتح الباب، توقف ثم استدار.
“أنا آسف، لنتحدث لاحقًا في المنزل.”
برؤية رد فعله، أدركتُ فورًا أنه رجل طيب حقًا.
طاردته.
أزعجته.
هددته في حلمه.
لكنه يراعي مشاعري ،ربما قد يمنحني فرصة ايضا.
الرجل الذي لا يملك وقتًا لتناول الفطور.
الرجل الذي يعاني كل ليلة وحيدًا يفكر في مساعدة الآخرين في حل مشاكلهم بدلًا من مشاكله.
يذكرني بنفسي.
كيف كنت أضع عائلتي وعملي فوق كل اعتبار.
شعرت بالذنب فجأة.
في النهاية، هذا الرجل بريء، لكنني أسحبه إلى عالمي.
عالم الموتى.
عالم أشك في أن الأحياء يجب ان يتفاعلون معه.
لكن ماذا أفعل؟
كنت أعلم أن الوقت لا يزال مبكرا قبل عودته إلى المنزل، لذلك أردت زيارة المستشفى قليلًا.
لكن بدا لي شيء غريب.
رفعت رأسي، وكانت الساعة الخامسة مساءً، وهو الوقت المعتاد الذي يزورني فيه أبي دائمًا، لكنه لم يكن هناك.
(هل فقد الأمل أيضًا؟) ظللت أفكر وأنا أنظر إلى جسدي الملقى على السرير. بعد ساعة من الانتظار، اتضح أن والدي لن يأتي لزيارتي اليوم.
لكن شعرتُ بشيءٍ غريب، فقررتُ العودة إلى منزلي.
دخلتُ المنزل، ولم يكن الضوء مُضاءً.
(أليسَ في المنزل بعد؟) سألتُ نفسي.
تجوّلتُ في الغرفة، فرأيتُ ضوء غرفة والدي مُضاءً.
فجأةً انتابني شعورٌ سيء، فركضتُ نحو غرفته، و رأيته مُستلقيًا على الأرض.
شعرتُ وكأن الزمن توقف، فقد استغرقني الأمر بضع ثوانٍ لأستوعب ما حدث.
“أبي!!” صرختُ بكل قوتي.
“سيارة إسعاف، يجب ان اتصل بالإسعاف!” ظللتُ أردد وأنا أبكي وأحاول إيقاظ والدي.
بالطبع، باءت محاولاتي بالفشل، متى سأعترف؟
متى سأفهم تمامًا أن عالمي الآن مختلفٌ عن عالم الأحياء.
بينما كنتُ أبكي بلا حول ولا قوة، خطر ببالي.
الشخص الوحيد الذي يربطني بعالم الأحياء.
أحتاج للوصول إليه بأسرع ما يمكن.
فركضتُ وركضتُ حتى وصلتُ إلى منزله.
عندما وصلت، كان يشرب الماء في المطبخ.
لم أستطع الانتظار ولو لثانية، فأمسكتُ بيده على الفور.
“أرجوك ساعدني…” توسلتُ بيأس، وأنا أتشبث بذراعيه وأبكي بلا توقف.
لأنني كنتُ أبكي بشدة، لم أستطع إخباره بوضوح بما أريد، فظللتُ أقول “أبي!” “أبي في خطر” “أبي في–“.
“تماسكي” قال وهو يهز كتفيّ
.
استمررتُ بالبكاء خوفًا من أن الوقت قد فات لإنقاذ أبي.
“ما اسمك؟” كان هذا السؤال في غير محله لدرجة أنه جعلني أتوقف عن البكاء لثانية.
“ناري… كيم-ناري”
“حسنًا، الآن كيم-ناري أخبريني ماذا يمكنني أن أفعل لكِ” قال وهو ينظر في عينيّ مباشرةً.
كانت الطريقة التي ينظر إلي بها صادقة جدًا لدرجة أنني جمعت شجاعتي وأخبرته بكل شيء.
*****
Instagram:Cinna.mon2025
التعليقات لهذا الفصل "12"