الفصل الأول:البداية
يقولون إن المقابر هي أتعس مكان في الوجود، لكنني لا أتفق معهم.
بالنسبة لي، المستشفيات تحطم الروح أكثر من أي شيء آخر.
بالنسبة لمن يقضون وقتًا كافيًا فيها، تصبح قبورًا لهم، ولكن بينما هم على قيد الحياة.
مجرد نعش خرساني أكبر من الذي يستعدون له بالفعل.
التمسك بأمل كاذب بينما يأخذ الموت جزءًا منهم كل يوم، ليس منهم فقط، بل من عائلاتهم أيضًا.
رائحة المستشفيات المعقمة، والجدران البيضاء، أكرهها جميعًا.
لكن أكثر من أي شيء آخر، أكره رؤية والدي المسن ينحف مع كل زيارة.
أكره رؤية بريق عينيه يتلاشى.
الرجل الذي كان متفائلًا جدًا في الأسابيع القليلة الأولى بعد دخولي المستشفى بعد فترة من الزمن، قد أدرك أخيرًا الواقع القاسي. لكنه لا يزال ينكره بكل ما أوتي من قوة.
أكره قول هذا، لكن أحيانًا عندما أنظر إلى ما حل بجسدي أتمنى لو متُّ في مكان الحادث.
ربما حينها لم يكن والدي ليعاني هكذا.
كل يوم في نفس الوقت بالضبط يأتي والدي لزيارتي في المستشفى، حتى قبل أن يتناول عشاءه.
يجلس بجانب سريري ويمسك بيدي ويحدثني عن يومه أو عما كنت أفعله عندما كنت طفلة.
يتحدث عن أجمل ذكرياتنا لأننا قد لا نستطيع ان نصنع المزيد منها.
“سيدي، انتهت ساعات الزيارة، من فضلك ارحل” سمعت الممرضة تقول له.
“بضع دقائق أخرى من فضلك، من يدري، قد تستيقظ الليلة وأريد أن أكون بجانبها…
ابنتي تكره الوحدة دائمًا، حتى عندما تكون في المنزل بمفردها، تُبقي التلفاز مفتوحًا في الخلفية، لأنها تكره الصمت”. قال لها وهو يُجبر نفسه على الابتسام.
“سنخبرك إذا حدث أي شيء” قالت الممرضة بشفقة.
“لكن لعلها تستيقظ اليوم أخيرًا… رأيتُ إصبعها يتحرك قليلًا إن لم أكن مخطئًا”، قال للممرضة بيأس.
“سيدي، لقد مرّت ثمانية أشهر على الحادث، أرجوك عد إلى المنزل واسترح”، قالت له وهي تغادر.
“هل مرّت ثمانية أشهر بالفعل؟” أحيانًا أفقد إحساسي بالوقت.
قبل بضعة أشهر، تعرضتُ لحادث سيارة، وانفصلت روحي عن جسدي، ولكن مهما حاولتُ العودة، رفض جسدي روحي.
لذا تُركتُ هنا وحدي كالشبح…
لا أحد يراني أو يسمعني.
لذا أتحرك بين الأحياء كالظلّ متسائلًا ما الذي أوصلني إلى هذه الحالة.
لماذا لا أستطيع العودة إلى جسدي؟
هل من سبب وراء ذلك؟
وإلى متى سيصمد جسدي الهشّ؟
ما نهاية كل هذا الانتظار؟ هل سأتمكن من العودة إلى جسدي وعيش حياة طبيعية مجددًا؟
أم أن رؤية عائلتي الوحيدة تتحطم أمام عيني قبل رحيلي النهائي هو نوع من العقاب.
لكنني حاولت دائمًا أن أعيش حياة جيدة ولم أؤذِ أحدًا أبدًا.
كنت دائمًا أعمل وأعطي بدون راحة ولم أجرب الحب حتى.
هل هكذا ستنتهي حياتي؟
كنت دائمًا مشغولة بتمضية الأيام في التحضير لمستقبل قد لا يأتي أبدًا.
*****
Instgram:Cinna.mon2025
مرحباً بالجميع، هذه سينامون
لقد عدت بقصة جديدة، ولكن هذه المرة تدور أحداثها في العصر الحديث.
آمل أن تستمتعوا بالقراءة
قد يبدو الأمر غريباً أنني استخدمت أسماء كورية، ولكن السبب هو أنني أنشرها على موقع Naver الكوري في نفس الوقت.
كما هو الحال دائمًا، لن تكون القصة طويلة جدًا، لذا آمل أن تستمتعوا بها أثناء نشرها
التعليقات لهذا الفصل "1"