بدأ آش يسعل سعلات حادة، وكأنه يختنق، فيما طُرحت إيروجي على الجدار.
رأيت جسدها ينهار مترنّحًا بلا حراك.
كنت في حالة ارتباك تام. لم أعد أحتمل أكثر.
“آدور!”
[ترررن! لقد حضرت، يا سيدتي!]
[هل استدعيتني، يا سيدتي!]
ظهر آدور برفقة راي.
“عد من حيث أتيت، آدور.”
لم تكن ثمة حاجة لآدور طالما أن راي موجود.
ولذلك، أسرعت في استدعاء عكسي له.
راي لا يستهلك المانا، وهذا كان هو الأهم الآن.
“ماذا! لا يمكنكِ طردي بهذا الش…!”
لكن لم يُتح له إكمال الاعتراض.
ربما الأرواح في عالم الأرواح يشتُمونني الآن.
“ما هذا؟ أفعى؟”
“ثعبان أبيض، أليس كذلك؟ يصلح لنقع الخمر فيه.”
حول الرجلان نظرهما إلى راي، الذي ظهر فجأة وهو يزحف على السقف.
لم يكونا يعلمان أن الكفّة على وشك أن تنقلب.
“راي، عضّهُم!”
[كشششش!]
راي الذي كان دائمًا يسمع أوامر بـ”تحمّل” و”اهدأ”، كان يقفز فرحًا حين أُطلق سراحه أخيرًا.
“حرية! راي!”
[حرية!]
“حطّمهم كلهم!”
طقطقة! طق طق.
راي وهو في قمة الحماس، بدأ ينقضّ على أقرب رجل، فقام أولًا بكسر كاحله، ثم كسر فخذه، وقبل أن يسقط الرجل من شدة الألم، قفز راي مثل سنجاب طائر نحو الآخر وأطبق عليه ليكسر ذراعه بلا رحمة.
كل ذلك حدث خلال ثوانٍ معدودة.
“أوه…”
شعرت بالغثيان، فوضعت يدي على فمي.
“آاااااه!!”
“آااااااه! أااه!”
راي لم يُعر أي اهتمام للأيدي التي حاولت منعه، بل أمسك بذراع أحد تجار العبيد وسحقها تمامًا، حتى باتت عديمة الفائدة.
طقطق.
طقطقة… طق.
بفضل راي بدأت أعتاد صوت العظام وهي تتحطّم.
“كهاااا! ههغغ… ذراعي… ذراااااااعي…!”
تاجر العبيد الذي تحطّم كتفه وذراعه انهار صارخًا، ثم بدأ يزبد من فمه قبل أن يسقط أرضًا.
كان راي، الملطّخ بالدماء من رأسه إلى ذيله، مخيفًا بعض الشيء.
جسده الأبيض الصافي، وقد تلطّخ بالدم، بدا كأنه مشهد من كابوس.
عادةً لا أترك لـراي حرية التصرف إلا عندما نواجه وحوشًا… لكن أولئك؟ لا أظن أنهم يستحقون حتى أن نُعاملهم كبشر.
ورغم ذلك، رؤية أطراف سليمة وهي تلتوي بتلك الطريقة، والعظام تتناثر والدماء تتطاير في كل اتجاه… كان مشهدًا كريهًا دفعني لإدارة وجهي بعيدًا.
“ما هذا؟! أمسِكوه! انزعوا هذا الثعبان اللعين!”
الرجل الذي كان يمسكني هو من صرخ، بدا وكأنه الرأس المدبّر بينهم.
لكن خلال تلك الثواني… كان الرجلان الآخران قد تحوّلا بالفعل إلى كُتَلٍ من اللحم والدم.
“ما هذا بحق…؟!”
في البداية، بدا أنه لم يستوعب تمامًا ما الذي يحدث بسبب مباغتة الموقف.
لكن لم يمر وقت طويل حتى أدرك أنني من يصدر جميع الأوامر، وعندها بدأ فجأة بمحاولة خنقي وهو ما زال يحيطني بذراعيه.
[سيدتي!]
لو لم يكن راي قد زحف بسرعة خاطفة وتسلق جسده حتى وصل إلى عنقه، لربما كنت في خطر حقيقي.
ربما بدا المشهد مرعبًا بالنسبة للضحية، لكنه حدث في غمضة عين.
“ما هذا الشيء؟!”
صرخ الرجل، ثم رماني بعيدًا محاولًا نزع راي المبتل بالدماء من عنقه، لكن قوة راي لم تكن شيئًا يمكن لبشر أن يواجهه.
رأيت الخوف يلمع في عينيه.
ولسببٍ ما، أسعدني ذلك.
كان قبل قليل يمرح في تعذيبنا، أما الآن فبدا كفريسة ذليلة على وشك التهامها.
التعليقات لهذا الفصل " 63"