كان الظلام يلفّ المكان من كل جانب، ولا يدخل سوى خيط ضعيف من الضوء عبر نافذة صغيرة بالكاد تُرى.
حتى تلك النافذة كانت مغلقة بقضبان حديدية كثيفة.
تنهدتُ ببطء.
على ما يبدو، لقد وقعتُ فعلًا في قبضة أحد تجّار العبيد الذين سمعت عنهم كثيرًا.
بما أنهم اختطفوا طفلين، فالأمر واضح ولا يحتاج إلى تفسير.
‘كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟’
كل ما أردتُه هو إلقاء نظرة على سوق الوحوش، لا أن أشارك في سوق العبيد…
وبالطبع، ليس كـ بضاعة معروضة!
… يا لهذا العالم المجنون!
لقد فقد صوابه، أليس كذلك؟! كيف يمكن أن يكون بهذا القدر من الخطورة؟!
أأأااه!
فجأة، انفجرتُ في نوبة من الغضب العارم، وبدأت أتدحرج على الأرض بجنون.
لم أعد أستطيع كتم الغيظ الذي انفجر داخلي.
‘كم مرة حدث هذا لي؟! كدتُ أُقتل على يد سرب النحل! وكنتُ على وشك أن يُلتهمني وحش لمجرد أنني ذهبت لقضاء الحاجة في الجبل! ثم ذهبتُ لأستمتع بالمهرجان… فاختُطفتُ على يد تجّار العبيد! هل يعقل هذا؟!’
ما بال هذا العالم قاسٍ إلى هذا الحد؟!
كنت أظن أن ما حدث لي حتى الآن كافٍ، وأن الأسوأ قد مرّ… لكن يبدو أن ذلك لم يكن سوى غرورٍ ساذج.
كنت أتنفس بغضب، وفجأة شعرت بالألم ينبض في موضع الضربة على رأسي.
يبدو أن الدم اندفع إلى الأعلى من شدة الغضب.
لم أتصوّر أنني سأعيش لأتعرّض للضرب على رأسي هكذا.
لكن قبل أي شيء، كان عليّ أن أفهم وضعي أولًا.
بدأت أحرّك لساني ببطء، حتى تخلّصت من قطعة القماش البشعة التي كانت محشورة بإهمال في فمي.
كان فكيّ يؤلمانني بشدة من فرط الضغط عليهما.
“إيروجي؟”
كنت قلقة عليها، هل هي بخير؟ هل خُطفت معي أم…؟
ناديتُها بصوت منخفض، لكن لم يأتِ أي رد. ازداد قلقي.
“إيروجي! أين أنتِ؟”
رفعت صوتي قليلًا، وحينها سُمعت حركة خفيفة، خشخشة ما، في طرفٍ من أطراف الظلام.
كان هناك شخص آخر غيري، بلا شك.
لكنني لم أستطع أن أراه، لذا لم أكن متأكدة إن كانت إيروجي فعلًا.
حدّقت بعينيّ، محاوِلة أن أميّز أي ظل أو ملامح… لكن المكان كان مظلمًا للغاية.
وفجأة، سمعْتُ صوتًا.
كان صوت طفل صغير، يحمل نبرة خافتة:
“إنها هناك، في الجهة القريبة منكِ…”
من صوته، بدا أنه في مثل عمري تقريبًا.
“أقصد الفتاة التي خُطفت معكِ.”
“حقًا؟ وهل أنت أيضًا خُطفت؟”
“…………..”
سألتُ وأنا أحدّق في الاتجاه الذي صدر منه صوته، لكن لم يصلني منه أي جواب.
حسنًا… من الطبيعي ألا يكون في مزاج للحديث بعد أن اختُطف.
ركّزت اهتمامي على إيجاد إيروجي، وبدأت أتحسس ما حولي.
كانت الأرض باردة وخشنة، وتعلّق بيدي غبار كثيف كريه، كأن المكان لم يُنظَّف منذ زمن.
ربما كنا في قبو أو سرداب.
فقد كان الصوت يرنّ في الهواء من حولي، والظلام هنا كثيف للغاية.
“وجدتُها”
لم تمضِ لحظات حتى شعرت بأطراف أصابعي تلامس قماشًا مألوف الملمس.
نعم، لم يكن هناك شك… هذا حرير فخم، تمامًا مثل الذي كانت إيروجي ترتديه.
تحسّستُ قليلاً، فوجدتُ شعرًا مضفورًا بشريطتين، وبينهما أزهار صغيرة… هذا أسلوبها في تسريحة الشعر.
كانت هي، بلا ريب.
“أمممم……”
بدا أنها بدأت تستعيد وعيها، ربما بسبب لمستي. أحسستُ بجسدها يتحرك قليلًا.
أسرعتُ وهززتها برفق.
“إيروجي؟ استيقظي! إيروجي!”
“آه…”
هززتها بقوة، لكنها لم تُصدر سوى أنين ضعيف، ثم عاد جسدها للارتخاء من جديد.
لا يمكنني الهرب أو التفكير في حل ما لم أُوقظها أولًا…
لكن كيف؟ بدأتُ أفكر، أحاول تشغيل رأسي.
إن أردت النجاة، فعليّ أن أهدأ وأرتّب أفكاري بعقلانية.
‘هُووف، لنهدأ. كما يقول المثل: حتى لو قُدمت كقربان في عرين تنين، إن حافظتَ على رباطة جأشك… يمكن أن تنجو…’
…ومن يصدّق هذا الهراء؟!
آآآآااه!!!
الهدوء؟ إلى الجحيم به! هذا الوضع قذر إلى أبعد حد!
ومن بعد هذا كله… هل تتعجبون من أن طباعي فاسدة؟!
أنا أيضًا كنت أريد أن أظل روحًا بريئة، لا تعرف شيئًا عن قسوة هذا العالم اللعين!
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 59"