رغم أن دوار الانتقال السحري لا يزال يجعل معدتي مضطربة، فقد تحسّنت حالتي كثيرًا مقارنةً بالسابق، وشعرت أنني أستطيع الخروج على الأقل.
وقبل كل شيء، سنغادر رِماللي صباح الغد متجهين إلى إيلان، لذا لا بد أن أستعيد الحجر اليوم مهما كان.
“سأجدها! حجرتي الروحي!”
[سنعثر عليها!]
“التي دفعتُ ثمنها أنا!”
[دعيني ألعقها مرة واحدة فقط!]
“مستحيل!”
***
كنتُ في قمة الحماسة حين نزلتُ إلى الطابق الأول، ولكن تلك الحماسة تبخرت فجأة حين رأيت الفرسان يقفون — أو بالأحرى يحرسون — عند مدخل النزل، ويمنعون المرور.
“صحيح… لا يمكنني الخروج وحدي.”
رغم أنني لم أكن راغبة، قررت أن أذهب للبحث عن قائد الفرسان أولًا.
وكما توقعت، وجدته جالسًا في ردهة الطابق الأول، بوضعية متعجرفة وهو يقرأ كتابًا غريبًا.
كان اسم قائد الفرسان شيئًا مثل تونيل شيءٌ ما، لكن لقبه كان طويلًا إلى درجة أنني لم أتمكن من تذكره، فلم يبقَ في ذهني سوى اسمه الأول: تونيل.
لسببٍ ما، كان تونيل يعاملني بلطف واضح مؤخرًا.
لطيف بشكل… مريب جدًا.
“السيد تونيل!”
“همم؟ ما الأمر…يا سيدتي؟”
كان عنوان الكتاب الذي يقرأه هو: “1,898 طريقة للتملق دون أن تُكتشف”.
من أين يشتري أناس مثله كتبًا كهذه يا ترى؟
حين اقتربت، ارتجفت عيناه قليلاً وهو ينظر إليّ من فوق.
كانت الابتسامة التي حاول رسمها على وجهه مصطنعة للغاية.
كان من الواضح أنه يُخفي شيئًا.
كل شيء فيه كان مريبًا: استخدامه المتكلف للغة الاحترام معي في الفترة الأخيرة، وتصرفه المتعمد كمَن يُظهر طيبته عمدًا.
نظرتُ إليه بعينين مليئتين بالريبة وتمتمت:
“أريد الخروج.”
“بالطبع! لا بد من ذلك! الطقس رائع اليوم، وسيكون من المؤسف أن تبقي في الغرفة فقط، هاهاها!”
“…هل يمكنك مناداة السير هانسن والسير فيلو من فضلك؟”
“أليس من الأفضل أن تأخذي معكِ فرسانًا آخرين؟ يمكنني أن أعيّن لكِ مَن هو أكثر كفاءة… ومن نسبٍ أرفع…؟”
ما هذا الحديث؟ نَسَب؟ ما هذا الهراء الفارغ؟
“لا أريد!”
صرختُ بصوت عالٍ وحدقتُ فيه بغضب.
كان أمرًا غريبًا… رغم أنه يحاول أن يكون لطيفًا معي، إلا أنني بدأت أكرهه أكثر.
“هانسن وفيلو!”
لأنهما طيبان، ومن السهل التلاعب بهما!
***
كانت رِماللي مدينة تجارية مشهورة تضم ميناءً كبيرًا.
نظرًا لكونها نقطة عبور رئيسية لجميع البضائع المستوردة إلى إمبراطورية إيلان
فقد كانت تعجُّ بالمشاهد النادرة والبضائع الفريدة التي لا تجدها في أي مكان آخر.
لكنني، دون أن ألتفت إلى شيء، هرعت مباشرة إلى محل مجوهرات دونهيل.
[قليلٌ من التقدم بعد. عند ذاك الزقاق، انعطفي يسارًا.]
يا لهذا الراي… لا يعمل فقط كجهاز اتصال داخلي، بل أيضًا كجهاز ملاحة!
تابعت خطواتي بنشاط في الاتجاه الذي أشار إليه طرف ذيله.
وخلفي، كان هانسن وفيلو يلاحقاني بأقصى ما يمكن من سرعة، وقد بديا مرتبكين.
رغم أنني كنت أتحدث مع راي داخليًا، إلا أنه من الخارج
كنت أبدو وكأنني أتحرك فجأة بلا سابق إنذار:
أستدير يمينًا فجأة، أو أدخل زقاقًا ضيقًا دون تنبيه، مما جعلهما يفقدان أثري من حين لآخر.
كانت رِماللي مدينة واسعة ومعقدة، ومن السهل أن يضيع المرء فيها.
لكنني، بالطبع، لستُ من سيضيع.
[ادخلي من ذاك الثقب أسفل الجدار.]
[الا يوجد طريق آخر؟]
[أنا لا أستخدم الطرق العامة، كما تعلمين… فأنا أفعى.]
[صحيح… معك حق.]
انحنيتُ بسهولة ومررتُ من فتحة صغيرة أسفل سور حجري.
بالنسبة لي، بجسدي الصغير، لم يكن الأمر صعبًا، لكن قد يكون الأمر شاقًا على رجل بالغ.
“آآاه! آنسة!”
“أرجوكِ! انتظرينا!”
كما توقعت، علق كلٌّ من هانسن وفيلو في ثقب الجدار وراحا ينادياني بلهفة… لكن لم يكن ذلك من شأني.
[من هنا! توقفي… نعم، تلك الجهة يا سيّدتي.]
“الزقاق الذي في الوسط؟”
[نعم، في الداخل تمامًا.]
بدأتُ أرى لافتة المحل بعينيّ.
<فرع دونهيل للمجوهرات – رِماللي>
رغم أن المحل يحمل الاسم نفسه، إلا أن حجمه كان مختلفًا تمامًا عن ذلك الفرع الصغير الذي بالكاد أذكر اسم المدينة التي كان فيه.
لم يكن الفرع السابق متواضعًا بالمعنى السلبي، لكن هذا…
هذا كان فخمًا وضخمًا إلى درجة لا تُقارن.
يبدو أنهم نقلوا المتجر إلى هذا الفرع الأكبر بعد أن لم يُبع شيء في المدينة الصغيرة.
“حسنًا، فلندخل إذن.”
[آه… هاااه… هااه…]
“ما هذا بحق الجحيم؟! لا تتنفس بتلك الطريقة المقززة مثل المنحرفين!”
لا تتدلَّ على خصري وأنت تتنفس كأنك خرجت من مشهد مريب!
[أعتذر يا سيدتي… الرائحة… كانت لذيذة جدًا فلم أتمالك نفسي…]
ربما بدا محل المجوهرات في عيني راي كمحل أسماك في عيني قطة.
قطبتُ حاجبي للحظة، ثم دفعت باب دونهيل للمجوهرات الزجاجي دون تردد ودخلت.
كان الداخل يعج بالمجوهرات المعروضة في كل زاوية واتجاه.
كم يوجد من الجواهر في هذا العالم!
[وااه، كم تساوي كل هذه الأشياء؟!]
[أريد أكل كل ما بين ذاك الرف وذاك!]
[تماسك.]
[عقلي بدأ يضعف يا سيّدتي!]
[ممنوع.]
كان راي شديد النهم.
رغم أن ما يشعر به ليس جوعًا بالمعنى الحرفي، بل رغبة في امتصاص المعادن، إلا أنه كان يصف الأمر دائمًا بالأكل، لذا يمكن اعتبارها شراهة من نوع ما.
تجاهلتُ راي الذي كان يلحّ عليَّ لآكل له شيئًا، وبدأت أبحث بعينيّ عن الحجر الروحي بين المعروضات.
لكن ما إن بدأت أتفحص المكان، حتى اقترب مني رجل مسلح يبدو أنه من رجال الأمن في المتجر.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 52"