“بالطبع، إنها لكِ أيتها الصغيرة، على الأطفال أن يأكلوا جيدًا!”
“شكرًا لك! هيهي.”
مرتزقة تشابيل كانوا طيبين على غير ما توحي به ملامحهم. كلهم تقريبًا، بطريقة تبدو ساذجة.
وليس لأنهم أعطوني اللحم، أقول ذلك.
[سيدتي، أليس هذا هو الرجل الذي أجرينا عليه تجربة جعل الماء يصعد عبر أنفه؟]
شعرت بوخز ضمير بسيط من سؤال راي
[اصمت]
[بعد كل ما مر به، ومع ذلك يعطيكِ اللحم؟ لا بد أنه مجنون، أو أن الألم الذي تعرض له كان شديدًا لدرجة أصابته بفقدان جزئي للذاكرة!
دوّني هذا في سجل التجارب!]
[أصمت وإلا سأتحدث معك بلهجة أكثر قسوة؟]
[سيدتي! ماذا فعلتُ حتى تقولين ذلك؟]
[لقد أيقظت ضميري الذي كان نائمًا]
تركت راي دون رد، وبدأت أتناول قطعة اللحم.
كنت جائعة قبل كل شيء، وفوق ذلك، لم أرَ طعامًا حقيقيًا منذ مدة، لذا نسيت كل شيء عن الآداب والأصول، وأمسكت بقطعة اللحم بكلتا يديّ وبدأت ألتهمها.
الجميع كانوا يأكلون هكذا، لذلك لم يكن هناك ما يدعو للإحراج.
وأنا أدفن وجهي في اللحم، أدركت فجأة أن تشابيل وأنيليا غير موجودين.
“أوغوغاوغا؟”
فتحت فمي لأتساءل عن مكان أنيليا وتشابيل، لكن قطعة اللحم في فمي منعتني من إخراج الكلام بشكل واضح.
لكن يبدو أن كينتا، الجالس بجانبي، فهمني بطريقة ما، فأومأ برأسه وقال:
“أغاووغا، غوغا آغا.”
….. لم أفهم شيئًا على الإطلاق.
بالكاد أفهم ما قلته أنا، فكيف لي أن أفسر كلام الآخرين؟
كنت على وشك ابتلاع اللقمة من أجل أن أتكلم بشكل صحيح، وفجأة، شعرت بيد توضع على كتفي.
لم تكن يد كينتا ولا يد هالك.
من هذا الذي يربّت علي بهذا الشكل إذا..؟
“ههه، كلما نظرت إليكِ أكثر، تبدين أكثر جمالًا، ستكونين حسناء بحق.”
أنفاسه الكريهة كانت فظيعة لدرجة أنني لم أستطع حتى أن أستدير برأسي
وتقيأت اللقمة التي كنت أعضّها دون تفكير.
“فوووه.”
“أه…”
قطعة اللحم التي كنت أمضغها التصقت بوجه ذلك الرجل المزعج
لكن أكثر ما أشعرني بالقشعريرة لم يكن ذلك… بل هو نفسه.
شعور الكراهية كان أكبر من شعور الأسف.
“آااه! لااا!”
“ماذا؟”
“ماذا هناك؟”
“كينتا! هذا الرجل…!”
“مـ… ماذا؟ لم أفعل شيئًا!”
“وااااه!”
بدأت أبكي وأنا أتشبث بـ كينتا.
بالطبع، كانت دموعًا كاذبة، لكن بما أن أنيليا لم تكن هنا، لم يكن أمامي سوى التمسك بـ كينتا.
توقّف كل أفراد مرتزقة تشابيل الذين كانوا يتحدثون بمرح، وبدؤوا يحدقون نحونا.
حتى الذين كانوا يأكلون، بقوا ممسكين بطعامهم في أيديهم، يراقبون الرجل المزعج.
الرجل بدا عليه شعور كبير بالظلم.
“أنا حقًا لم أفعل شيئًا!”
“لا! لقد بدأ يلمس كتفي فجأة!”
“هذا فقط، مجرد…”
فجأة، ضرب كينتا وجه الرجل بقطعة لحم خروف ضخمة كان يحملها.
بصراحة، لم يكن هناك داعٍ لكل هذا…
لكن لا أنكر أنه كان مشهدًا مُرضيًا.
“يا ايها الوغد المنحرف! هذه الطفلة عمرها عشر سنوات فقط!”
فجأة بدأت مشاجرة عنيفة بالأيدي.
وبينما كان كينتا والرجل يتضاربان،
تحولت المشاجرة إلى شجار شامل عمّ المطعم كله.
بدأت معركة جماعية بين جماعة الرجل المزعج ومرتزقة تشابيل.
هممم… لا أظن أن هذا بسببي، أليس كذلك؟
في لحظة، بدأت كؤوس الخمر تتطاير، وانقلبت الطاولات.
الجو صار عنيفًا جدًا.
نظرت حولي بحذر، ثم انخفضت وجسدي وانسللت تحت الطاولة.
[سيدتي، تُشعلين الشجار ثم تختبئين؟]
[ليس كذلك، حسنًا؟]
أخرجت رأسي قليلًا من تحت الطاولة.
“أنتم مجرد مرتزقة جبناء لا تقبلون سوى مهام النقل!”
“وأنت، كل امرأة تراها تحاول التقرّب منها وتُطرد فورًا!”
“هل تجرؤ على قول هذا؟!”
بدأ الشجار يخرج عن السيطرة تمامًا.
يبدو أن كينتا وذلك الرجل كانت بينهما عداوة سابقة.
إذن، فهذا بالتأكيد ليس خطئي.
[سيدتي……]
[لا تقل شيئًا، مفهوم؟]
***
“آي!”
حتى والديّ لم يضرباني أبدًا!
كنت أشعر بالظلم الشديد من ضربة تشابيل، لكنني أبقيت فمي مغلقًا لأن وجهه كان مخيفًا.
“ما هذا بحق السماء! كيف لك أن تثيري المشاكل فور دخولك!”
“أنا فقط…”
“وكأن الوضع لم يكن متوترًا بما فيه الكفاية بينهما!”
“وكيف لي أن أعرف؟”
“لماذا لم تتركيهما يتعاركان في الحلبة بدلًا من المطعم؟! هل تعلمين كم ستكلفني الغرامات والأضرار؟!”
كانت عينا تشابيل تقدحان شررًا وكأن شعاعًا من الليزر سيخرج منهما،
لكن لم أكن من النوع الذي يتلقى التوبيخ بصمت.
“ه…هئ! لقد كنت خائفة فقط…أنيليا أوني! الرجل ضربني فجأة! هئ هئ هئ!”
“قائد الفريق! هذا قاسٍ جدًا منك!”
“لكن بسببها خسرنا المال…”
“ذلك الرجل كان يده طائشة منذ البداية!
تخيل كم خافت هذه الطفلة! أنا في الحقيقة أرى أن كينتا يستحق التقدير!”
غصت في حضن أنيليا وأخرجت لساني تجاه القائد من خلف ظهرها، حيث لا تصل رؤيتها، وأنا أشعر بالنصر.
أنيليا رفعت صوتها بغضب:
“قائد الفريق، أنا فعلاً خائبة الأمل بك!”
“لكن، كينتا تم القبض عليه من قِبل فرقة الأمن…”
“إذا تشاجر رجال بالغون، فهذا خطؤهم، لا ذنب لهذه الطفلة فيه!”
“هممم…”
تعرض تشابيل لتوبيخ قاسٍ من أنيليا،
وأصبح وجهه يشبه وجه كينتا حين تم سحبه من قبل الحرس.
وجه حزين وكأنه يطلب الشفقة.
لكن هذا النوع من التعبير لا يليق إلا بأطفال مثلي.
“حتى لو فعلت هذا الوجه، فلن ينفع!
عليك أن تعتذر لـ جيني حالًا!”
“ما هذا الهراء!”
“أنت تجعلني أشعر بخيبة أمل حقيقية.
قائد الفريق، إن واصلت هكذا، قد لا أوافق على تمديد عقدي.
أنا لا أحب العمل مع أشخاص لا يشاركونني قيمي.”
“… أنا آسف يا جيني. سامحيني.”
كان أسرع اعتذار سمعته في حياتي.
هممم… هل يمكن أن تكون أنيليا هي القائدة الحقيقية لمرتزقة تشابيل؟
لم أراقبهم لوقت طويل، لكن من الواضح أن كثيرًا من الرجال في الفريق يحبونها.
حتى كينتا، واضح جدًا أنه يلاحقها أينما ذهبت.
الشيء المؤكد هو أنني انضممت إلى الطرف الصحيح.
لذلك تمسكت بخصر أنيليا أكثر.
نهاية الفصل
قراءة ممتعة💗
ت. م:
*الأوغر*
مخلوق ضخم جدًا، يشبه الإنسان لكنه مشوّه أو قبيح. غالبًا ما يُصوَّر بأنه وحشي، يأكل البشر، خصوصًا في القصص الغربية. يُشبه العمالقة أو الغيلان في الأساطير، لكنه ليس ذكيًا جدًا.
البطلة كانت تأكل قطعة لحم كبيرة ومشوية، وفجأة خطر في بالها: هل كنت أبدو هكذا في عيون الأوغر؟
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب من بيلادونا، التي كانت تجلس ساكنة على السرير. وأمسك ذقنها بلمسةٍ خشنةٍ ورفع رأسها للأعلى. “كيف أجعلك تتحدّثين؟” “….” نظر إلى عينيها المرتجفتين، ركل لسانه وأرخى قبضته على ذقنها واستدار....مواصلة القراءة →
كيف ستجعل صوتي يخرج؟ “الشخص الذي أريد سماعه أكثر من غيره لا يفتح فمه.” “….” “لأن زوجتي تجلس دائمًا ساكنة.” تحرّك إسكاليون خطوةً ثقيلةً واقترب...
التعليقات لهذا الفصل " 42"