***

[سيدتي، سيدتي!]

استمر شيء ما في ضرب وجهي لفترة طويلة.

هذا مؤلم قليلًا؟

رفعت حاجبي وضيقت عيني عندما أدركت أنه ذيل راي.

أي نوع من الأرواح في هذا العالم يوقظ سيدته النائمة بهذه الطريقة؟

أمسكت سريعًا بالذيل الذي كان يرفرف أمامي وألقيته بعيدًا.

“يا لك من وقح، همم…. “

بعد أن اصطدم بالجدار، نظرت بارتياح إلى راي الذي كان يسقط من على الحائط، ودفنت نفسي اسفل البطانية مرة أخرى.

أحتاج إلى النوم أكثر.

بما أننا كنا سننتقل إلى المدينة التالية في فترة ما بعد الظهر، لم أكن أعرف متى سأتمكن من النوم في السرير مرة أخرى.

[سيدتي! لقد قلتِ أنكِ ستمارسين تدريب المانا من الفجر بدءًا من اليوم؟ لقد طلبتِ مني أن أوقظكِ!]

“من؟ أنا؟”

[نعم! أنتِ لن تفعلي ذلك؟]

أعتقد أنني قلت ذلك بالأمس قبل ذهابي إلى السرير لأنني شعرت بالتحفيز لبعض الوقت…

لأنه صحيح أنني أعاني من نقص مزمن في المانا.

في النهاية فتحت عيني ونهضت من السرير.

ولأن الوقت كان مبكرًا جدًا، لم يكن هناك ماء غسيل جاهز.

فركت عيني بخشونة وفتحت النافذة لكي أطرد شعوري المستمر بالنعاس.

عندما لامس هواء الصباح البارد خدي، صحوت ببطء.

كان مشهد سماء الصباح الباكر التي لا تزال تحمل وهجًا مزرقًا، مشهدًا غير مألوف بالنسبة لي انا التي غالبًا ما تنام في الصباح.

“هااااه”

أخذت نفسا عميقًا من الهواء البارد حتى وصل إلى رئتي.

يقال أن تدريب المانا من الأفضل أن يتم عند الفجر لأن المانا في الفجر هي أنقى مانا.

نظرًا لأنني أنام كثيرًا، فقد قمت دائمًا بتدريب المانا في وقت متأخر من الصباح.

حتى الآن لم يكن لدي أي نية لتغيير هذا السلوك، لكن مؤخرًا، عندما شعرت بنقص شديد في القوة وعدم كفاءتي، لم يكن لدي خيار سوى إجراء تغيير.

حسنًا، لقد اهتز قراري منذ اليوم الأول.

“التدريب أمر صعب، لا أريد أن أصبح أقوى بشكل خاص…”

[لكنكِ لا تحبين أن تكوني ضعيفة، أليس كذلك؟]

“هذه هي المشكلة، أن كوني ضعيفة يجرح كبريائي”

في النهاية، كان كبريائي دائمًا هو المحفز الوحيد لي.

لقد تغلب كسلي على كبريائي في معظم الأشياء، ولكن عندما تكرر الأمر، لم يكن لدي خيار سوى أن أضع كسلي جانبًا لبعض الوقت.

أغلقت النافذة وجلست في وضع مريح بينما النافذة خلف ظهري..

معظم الناس يجلسون متربعين، لكن في حالتي مددت ساقي مباشرة أمامي، ووضعت كلتا يداي على فخذاي وأغمضت عيناي.

بعد ذلك هدأت نفسي وركزت على تدفق المانا من حولي.

كانت المانا دائمًا بجانبي

بالنسبة لي دائمًا ما شعرت بأن المانا تشبه البحر الأزرق.

كان تدفق المانا الذي يتدفق دائمًا بهدوء حولي خشنًا أحيانًا، وناعمًا أحيانًا ، ورائع قليلاً.

عندما ركزت شعرت وكأنني اجلس في أعماق المحيط.

ربما لهذا السبب أحببت آندين بشكل خاص…

آندين روح الماء، أعطتني بطريقة ما شعورًا بأنها كانت مثل المانا نفسها.

“وااه”

المانا لديها طبيعة بأنها تريد أن تكون حرة، والمانا تُقاد بإرادة أقوى.

شيئًا فشيئًا، قمت بسحب المانا التي شعرت بها تجاهي.

في مرحلة ما، بدأت الطاقة الباردة التي كانت تحوم حول بشرتي تتدفق إلى جسدي شيئًا فشيئًا ثم تمر خلال جسدي بأكمله.

انتشرت المانا في جسدي وفقًا لرغبتي.

في اللحظة التي اعتقدت فيها أن المانا قد تم ترويضها إلى حد ما بإرادتي، قمت بتوجيه المانا من اجل أفراغ مكان في جسدي.

تمردت المانا الموجودة في الأصل والمانا الجديدة ضد بعضهما البعض.

لقد ارتدا كما لو أنهما لا يريدان الامتزاج.

كان تجميعهما معًا هو الجزء الأكثر صعوبة في تدريب المانا.

في هذه اللحظة، كنت أتعرق بالتأكيد.

تم دمج جزء صغير فقط من المانا التي احضرتها حديثًا مع المانا الأصلية، وتدفق الباقي خارج جسمي.

لم أستطع التمسك بها.

في الوقت نفسه، تدفق العرق من جسدي كالمطر.

كان تدريب المانا مهمة مرهقة للغاية، لذلك يتم إجراؤه عادةً في بداية اليوم.

لن يكون ذو فاعلية كبيرة عندما تفعله في المساء أو في الليل في الوقت الذي تكون فيه متعبًا.

“راي، كم من الوقت استغرقت؟”

[حوالي 30 دقيقة]

“آه، لا يمكنني جعلها اقل من ذلك”

غالبًا ما يستخدم الأشخاص الذين يمكن تسميتهم بالخبراء المانا لساعات، ولكن بالنسبة لطفلة مثلي، كان ذلك كثيرًا جدًا.

ولم يعد لدي أي قوة عقلية أو جسدية.

وقفت وأنا أمسح العرق عن وجهي بكفي، ثم فتحت النافذة مرة أخرى.

عندما بردت الريح الباردة عرقي، شعرت بالانتعاش.

من المؤكد أنه بدا وكأن لدي مانا أكثر قليلاً من المعتاد.

حسنًا، الفرق دقيق كحبة الرمل.

[الشمس تشرق]

“همم، إنها جميلة”

وبينما كنت أتكئ على النافذة وأشاهد شروق الشمس، أدركت أن التدريب في الصباح الباكر ليس فكرة سيئة للغاية.

بينما كنت أنظر إلى الخارج في حالة ذهول، حرك راي رأسه الثعبان.

لقد كانت إشارة مألوفة

[شخص ما قادم]

هناك شخص واحد فقط سيأتي في هذه الساعة

وكما خمنت، استدرت ورأيت خادمة بشعرها البني المغطى بمنديل تدخل غرفتي بهدوء.

بدت طويلة بما يكفي لتكون فتاة، لكنها أصغر من أن تكون سيدة.

أعتقد أنها في الخامسة عشرة من عمرها تقريبًا.

“أوه، أنتِ مستيقظة”

تصرفت الخادمة التي كانت تضع ماء الغسيل بجوار الباب بطريقة غريبة للحظة، ربما لأنها لم تكن تعلم أنني مستيقظة.

في هذا العالم، لم تكن السباكة جيدة بما يكفي لكي تحتوي كل غرفة على حمام، لذلك تم احضار معظم المياه اللازمة للغسيل بهذه الطريقة.

إذا كنت ترغب في غسل جسمك بالكامل، فقط اطلب حوض استحمام.

أو اذهب للخارج واذهب إلى النهر.

“أحتاج إلى حوض استحمام بدلاً من ماء الغسيل، هل يمكنكِ احضاره لي الآن؟”

“بالتأكيد”

“لست بحاجة إلى أي ماء”

شعرت بعدم الارتياح في جسدي الذي جف عرقه، ورفرفت ياقة البيجامة التي كنت أرتديها.

كان الاستحمام في الصباح من إحدى الأشياء التي أفضلها في روتيني اليومي.

“عفوا، ولكن هل أسأت الفهم؟ أنتِ تريدين حوض الاستحمام فقط…؟”

“هذا صحيح، سوف اعتني بأمر الماء بنفسي”

إنها هواية صغيرة بالنسبة لي أن استدعي آندين لتملأني بالماء.

إنه أيضًا امتياز لا يمكن أن يتمتع به إلا مستخدمي روح الماء.

غادرت الخادمة ورأسها للأسفل غير قادرة على محو تعبيرها الغريب، وعادت بعد ذلك بوقت قصير مع حوض الاستحمام الذي يحمله صبي يبدو أنه في نفس عمرها تقريبًا.

كان حوض الاستحمام خشبيًا وكان نظيفًا وجافًا.

أعجبني حوض الاستحمام، فأومأت برأسي لكي يخرجوا، لكن الخادمة ترددت لسبب ما.

“أم… هل أنتِ متأكدة من أنكِ لا تحتاجين إلى الماء؟”

“اجل”

“إذا كيف ستغتسلين…؟”

“آندين!”

لا تستطيع أن تفهم ذلك، لذلك ليس هناك ما يمكنني القيام به.

ليس لدي خيار سوى إظهار آندين اللطيفة خاصتي لبعض الوقت!

[نعم سيدتي، هل استدعيتني؟]

عند ندائي، ظهرت آندين الجميلة دومًا، مما أدى إلى خلق فقاعات في الهواء.

“هل يمكنكِ ملء هذا بالماء؟ لا تجعليه باردًا جدًا”

من أجل بناء رابطة مع الأرواح، كان من الأفضل قضاء الوقت معًا كثيرًا.

أن علاقة الثقة مهمة، لكن المودة تجاه بعضنا البعض ضرورية أيضًا، وبعد كل شيء، ليس هناك تدريب افضل من التطبيق الواقعي كاستدعائها للاقتراب من بعضنا.

بدأت آندين بملء حوض الاستحمام بالماء، مثلما اعتادت على فعل ذلك.

عندما رفعت يديها الصغيرتين وحركتهما من الأسفل إلى الأعلى، ارتفع الماء في حوض الاستحمام بسرعة، مما أدى إلى ظهور بخار غائم.

كمية المانا المستهلكة كانت حوالي 5% من إجمالي المانا؟

لم يكن ذلك كثيرًا.

كان هناك شيء واحد مؤكد:

استهلك راي كمية كبيرة من المانا بشكل غير عادي.

“يا إلهي إنها رائعة، هل هي جنية؟”

“لا، إنها روح، هل هذه هي المرة الأولى التي ترين فيها روح؟”

“نعم! إنها جميلة، هناك مخلوقات مذهلة كهذه!”

“همم، طفلتي جميلة نوعًا ما”

إن إعجاب الخادمة جعلني أشعر بالراحة، وكأنني سمعت مديح لي.

ولكي نكون منصفين، فإن آندين ليست مخلوق حي، ولكن سيكون من الصعب على الناس العاديين التمييز بين الأرواح وبين المخلوقات الأخرى.

***

خلعت بيجامتي بسرعة وجلست في حوض الاستحمام كما اعتدت.

على عكس أحواض الاستحمام في الأكاديمية، التي كانت صغيرة الحجم للأطفال، لقد كان كبيرًا، لكن ذلك جعلني أكثر ارتياحًا.

بينما كنت أغمر نفسي حتى رقبتي في الماء، جلست آندين على حافة حوض الاستحمام ونظرت إلي.

على الرغم من أنها شخصية صغيرة، إلا أنني أستطيع أن أقول أنها كانت تبتسم.

“اتعلمين يا آندين؟ لماذا لا تحركي هذه المياه قليلاً وتحولينها إلى شكل قلب؟”

[نعم]

اندفعت حفنة من الماء من حوض الاستحمام طائرة إلى الهواء وسرعان ما أصبحت على شكل قلب.

“هذه المرة على شكل نجمة”

[نجمة]

“شكل القمر!”

[قمر]

لقد أعطيت آندين جولة سخية من التصفيق لأنها كانت جيدة جدًا في ذلك.

كما هو متوقع، فإن التعامل مع المياه أسرع بكثير من استدعاء المياه، بل يتطلب مانا أقل بمقدار عُشر.

“وهذا يعني أنه أثناء القتال سيكون تحريك المياه القريبة أكثر كفاءة بدلاً من استدعاء المياه للهجوم…”

غمست رأسي في الماء ثم أخرجته.

“وهذا يعني أننا إذا قمنا بالقتال على الشاطئ أو النهر، ستكون لدي ميزة!”

كم مرة سيحدث ذلك؟

يبدو أن روح الريح هي الأكثر كفاءة في هذا الصدد، لأن الريح موجودة في كل مكان.

روح الأرض ستكون مشابهة ايضًا.

لكن روح النار هي الأكثر ضررًا.

“بوه”

لقد ابتكرت طريقة للتعامل مع الأرواح بشكل أكثر كفاءة.

مثل السحرة، لم يكن الروحانييون من النوع الذين يشاركون نتائج أبحاثهم بسهولة، لذلك تحتوي الكتب السحرية على معلومات سيئة فقط.

إنها أساسية جدًا، من قد لا يعرف ذلك؟

أتساءل عما إذا كانت الأشياء التي أريدها موجودة فقط في الكتب.

عادة ما يتعلم الروحانيون كل شيء بأنفسهم.

لقد كان من النادر جدًا أن يكون لديهم معلم خاص مثلي.

في المقام الأول، كانت الأرواح شيئًا لا تملك أمامها خيار سوى الاكتفاء الذاتي.

لأنهم ليسوا كائنات يمكن تفسيرها بالكامل من خلال النظريات.

“آندين، هذه المرة على شكل سهم”

[مثل هذا؟]

“أجل، نعم هكذا، عمل جيد آندين خاصتي”

اللعب بسلام مع آندين بهذه الطريقة… لا، أنا كنت أتدرب معها.

[تسك]

هل هذا الرجل نقر على لسانه الآن؟

هذا الثعبان….. لا هذه الروح!

ذلك الرجل، إنه يقلد ما يفعله الناس.

“ماذا؟ هل أنت غير راضِ راي؟”

[نعم. مُطْلَقاً، انا لا أتحمل مشاهدتكما تتصرفان هكذا لأنكما مزعجتان كثيرًا]

“ها أنت تغار مرة أخرى”

[لكن السيدة تُميز بيننا وبشكل صريح للغاية! إذا كان ذلك أنا من الواضح أنكِ…]

“بشكل صريح؟”

[يا، اصنعي من الماء قلبًا، مهلا، نجمة، قمر. ولكنكِ توبخينني دائمًا هكذا: لا يمكنك حتى فعل ذلك أيها الأحمق! لقد فعلتي هذا وبوضوح.]

هل قلدتني للتو؟

لقد كان تقليد معقول ومشابهًا لي تمامًا.

اعتقد أن راي يريد أن يتم الإشادة به ايضا، لذلك صفقت له.

“هل فهمتِ؟ راي ذكي لذا الآن صفقي بيديكِ أيضًا يا آندين”

[تصفيق]

تلاعبت آندين بالماء وشكلته على شكل يديها وقامت بالتصفيق مقلدةً إياي وقام الشكل بالتصفيق ايضا تباعًا لها.

يبدو أن راي اصبح أكثر غضبًا بسبب ذلك.

[توقفا! لا تسخرا مني!]

“هيهي، راي يشعر بالغيرة من آندين”

[آغغغ……]

“هل تحبينني يا آندين؟ هل تحبين راي؟”

[سيدتي!]

[أنا لا أحبك أيضًا!]

على الرغم من أنني اضايقه، إلا أنني أحب راي تمامًا.

إنه روح عديم الفائدة وغير فعال ويستهلك الكثير من المانا، لكنني ما زلت أشعر بالسوء حياله.

أتساءل عما إذا اصبحنا كالعائلة الآن.

شعرت بتحسن عندما اسندت ذقني على طرف حوض الاستحمام وابتسمت بينما أنظر إلى راي الذي كان عابسًا.

نعم، أفضل ما في كوني روحانية هو أنني لست وحيدة دائمًا.

كانت القدرة على إظهار جانبي القوي كل يوم هي أحد العوامل التي جعلتني أقوى.

نهاية الفصل

قراءة ممتعة💗