وقف مساعده ثيو امامه ….. لم يفهم سبب غضبه لم يكن يستطيع ان يخمن لماذا هاج سيده هكذا

وحينها تمتم كلود بصوت غاضب

– “سأعود… سأستعيد كل شيء… ثم سأعود إليكِ!”

انفجرت الدائرة بضوء هائل، تمزقت القيود، واستعاد جسده وقوته ومكانته… لكنه فقد شيئاً واحداً لا يمكن استرجاعه بسهولة.

نفسها التي تركها. لكنه كان رجلاً آخر الآن… رجلاً يحمل وعداً. بدأ يبحث عن طريقة لفتح بوابة بين العوالم. نفى السحرة الذين خانوه، استدعى حكماء السحر القديم، قلب كل الكتب الملعونة… وكل ذلك من أجلها فقط.

وفي تلك الفترة ازداد القصر كئابة كان الجو متوترا جدا لدرجة ان العديد من الموضفين قدموا استقالتهم

كان كلود يذكر اسمها دائما لدرجة ان الجميع عرف بحب سيدهم الميؤوس منه .

وفي ليالٍ كان يقف فيها على شرفته، ينظر إلى السماء ذاتها التي تراها هي في عالم آخر، كان يهمس:

– “انتظريني يا ليتي… لن أسمح أن يكون لقاؤنا مجرد صدفة عابرة.”

—

وهكذا… بدأ كل واحد منهما يعيش على ذكرى الآخر.

ليتي فقدت شغفها بالحياة، وكلود فقد راحته رغم استعادة قوته.

وعلى الرغم من أن العالمين يفصل بينهما آلاف الأميال والأسرار… إلا أن الشوق بينهما كان أقوى من السحر نفسه.

~~~~~~~~

كانت الريح تلعب بخيوط شعر ليتي المتناثرة، تحمله حول وجهها بينما وقفت هناك، تتنفس بصعوبة، غير قادرة على تصديق ما تراه عيناها.

أمامه، يقف كلود، يرتدي القلادة نفسها التي قدمتها له منذ وقت بعيد، والخاتم يتلألأ برقة تحت ضوء القمر

كان كبيرًا، مهيبًا، مختلفًا عن ذلك الشوشو الصغير الذي عرفته؛ لكن الدفء الذي ينبعث من جسده كان مألوفًا بشكل يوقف الزمن.

ارتجفت يدها، والدموع بدأت تتساقط بلا استئذان. كان قلبها يخفق بعنف، كأن كل ثانية من الانتظار الطويل قد تجمعت في لحظة واحدة.

همست بصوت ضعيف، صوتها يذوب بين نسمات الهواء الباردة:

> “شوشو…”

رغم ضعف الصوت، سمعها. ابتسم ابتسامة هادئة، ثم نطق بصوت عميق دافئ:

> “نعم… ليتي.”

توقفت عن التنفس للحظة، شعرت بأن كل شيء حولها توقف عن الحركة، وأن العالم كله أصبح مجرد صدى لهذا الصوت.

ركضت دون تفكير، بكل قوتها، حتى وقفت أمامه، واحتضنته بكل ما لديها من شوق دفين، جسده الكبير يحتضنها وكأنه كان ينتظرها طوال الوقت.

كانت يداها تتشبث به وكأنها تخاف أن يختفي مجددا، وأن كل لحظة بدون لمسته تعني سنوات من الفراغ.

منذ اللحظة الأولى شعرت بالدفء، بشيء مألوف يعود من قلب الماضي، ينساب عبر أعصابها ويعيدها إلى زمن لم تفقده بعد تمامًا.

انهارت ليتي على صدره، دموعها تتساقط بحرقة، لكنها كانت دموع الفرح والارتياح أيضًا.

همساتها تتخلل الهواء، تردد اسمه كتعويذة تحميها من الوحدة:

> “شوشو… أنا… اشتقت إليك…”

كلود وضع يده برقة على رأسها، يربت بخفة على شعرها، كأن لم يكد يصدق أنه وجدها أخيراً.

> “وأنا أيضًا… لم أتوقف عن البحث عنك… ليتي .    لقد اشتقت اليك كثير.”

قفز قلبها من مكانه، وشعرت كما لو أن كل الفراغ الذي تراكم في سنوات الوحدة والخيبة قد امتلأ دفعة واحدة.

لم يعد هناك ألم، لم يعد هناك فراغ… فقط وجوده، ونبضاته، ودفء قلادته التي تحمل وعدهما الصغير، الذي تحول الآن إلى حقيقة لا يمكن إنكارها.

انهارت ليتي بكاءً حارًا، دموعها تُغسل كل لحظة فقد، وكل صرخة صامتة قضت سنواتٍ في قلبها.

وبينما كان كلود يحتضنها، شعرت أن العالم كله عاد إلى مكانه، وأن كل شيء مفقود سابقًا لم يكن سوى استعداد لهذه اللحظة… لحظة عودتهما معًا.

~~~~~~~~