جلست ليتي على وسادة صغيرة قرب الدفيئة الزجاجية، حيث تتسلل الشمس بين الزجاج وتضيء قطرات الندى على الزهور. رائحة الورود تعبق في المكان، لكنها لم تشعر بأي راحة. ذيلها يرتجف قليلًا، وأذناها تتحرك بحذر، تراقب كل ظل وحركة. أمامها صحن صغير به قطعة حلوة، لكنها لم تكترث للأكل.
“لماذا… لا أستطيع التوقف عن التفكير في ذلك الحلم؟” همست لنفسها بصوت صغير، خافت مثل همس الريح بين الأشجار. “ذلك اليوم… ذاك اليوم الذي تحولت فيه إلى بشر… هل كان حقيقة أم مجرد حلم؟”
رفعت أنفها واستنشقت الهواء، لكن لا شيء ساعدها على الشعور بالأمان. كل ذكرى ذلك النهار كانت تثقل صدرها. ثم ظهرت صورة إيفلين في ذهنها، الأميرة التي كانت في الرواية بطلة، لكن على أرض الواقع… حضورها حيّ ومخيف، وشيء ما يجعل ليتي تتوتر أكثر من أي شيء آخر.
“ما الذي تريده إيفلين؟” همست ليتي لأنفها الصغير المهتز. “هل هو مجرد فضول؟ أم خطة سياسية؟ أم… شيء أسوأ؟”
رفعت ذيلها على نحو عصبي، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها الصغير. ثم تذكرت شيئًا غريبًا… في الحلم، كانت المرأة تشبه إيفلين تمامًا. لم ترى وجهها بوضوح، لكن الهالة والنظرات وطريقة تحركها… كل شيء كان مطابقًا.
“هذا… هذا مقرف…” همست ليتي لأنفها يرتجف، كأن شيئًا لزجًا يراقبها ويحدق فيها.
فجأة، اقتربت إيميلي، الخادمة المخلصة، ووضعت يدها على كتفها الصغير:
> “هل أنت بخير، انستي ليتي؟”
رفعت ليتي عينيها إليها وحاولت التهدئة، لكن التعبير على وجهها وفروها الخشن خذلها. رفعت ذيلها قليلًا، كانت تحاول ان تقول انها بخير لكن الحركة كانت متوترة:
وكأنها لا تثق بكلماتها نفسها.
جلست في صمت، لكن عقلها لم يهدأ، وبدأت حواراتها الداخلية:
“ماذا لو تحولت إلى بشر أمام كلود؟”
ارتجف جسمها كله، وذيلها يتلوى بخوف. “لا… لا… يجب أن أجد حلاً قبل أن يحدث ذلك… يجب أن أحمي نفسي… وكلود… وكل شيء… لن افقد ماحصلت عليه في هذه الحياة “
ولكنها نسيت ان الرياح لاتجري بما تشتهي السفن
~~~~~~
جلست ليتي على الطاولة بجانب كلود في غرفة الطعام، حيث الضوء الدافئ للشموع ينعكس على الأطباق المعدنية، والهواء معطر برائحة الطعام المطهو بعناية. كان كلود يجلس أمامها، يراقبها بعينين دافئتين، وسؤال خافت في صوته:
> “كيف كان يومكِ اليوم، ليتي؟”
همست ليتي لأنفها يهتز بخفة، محاولة التركيز على الطعام أمامها، لكنها لم تستطع تجاهل شعورها بالاهتمام الذي يملأ نبرة صوته. كانت تمضغ الطعام ببطء، وكلود اكتفى بكأس صغير من القهوة، كما اعتاد دائمًا.
لم يعجب ليتي أن كلود لا يأكل كثيرًا. كان جسده ضخما وقويا . ولكنها لم تستطع التخلض من ضيقتها وانزعاجها ، وهو متعبً ايضا من مهامه الطويلة. رفعت أذنها بحذر، ثم دفعت بواحدة من أطباقها الصغيرة، قطعة الستيك التي أحببتها كثيرًا، تجاهه.
“آسفة يا طعامي…” همست ليتي لنفسها بفروها يهتز. “لكن كلود أهم منك هذه المرة.”
دفعت الطبق بحذر أكثر، ورفعت ذيلها قليلاً من التوتر والقلق، منتظرة رد فعله.
نظر كلود إلى الطبق، ثم إلى ليتي، وعيناه تتسعان قليلاً، يبدو أنه لم يفهم مباشرة ما تحاول فعله. سألها بابتسامة خفيفة وتمهل:
> “هل تريدين مني أن أطعمكِ؟”
هزت ليتي رأسها بسرعة كان العرض مغريا ولكنها استعادة ادراكها في اللحظة الاخيرة لتخبره أن الأمر ليس كذلك، ثم أشارت إلى الطبق، ثم إلى نفسه.
ابتسم كلود، وعيناه تتلألأان بفضول ودهشة، ثم قال بصوت منخفض:
> “هل تطلبين مني أن آكل هذا؟”
هزت ليتي رأسها مرة أخرى، مؤكدة ما تريد.
ابتسم كلود ابتسامة واسعة، مداعبًا رأسها الصغير بيده الكبيرة، وقال:
> “كيف يمكنك ان تكوني بهذا اللطف؟ لكن… هل عليّ فعلاً أكله؟”
تأمل الطبق لبرهة. في داخله، فكر: “أن أتناول هديتها الأولى؟ قد يكون هذا ترفًا، يجب أن أحفظها ككنز…” لكنه عندما لمح نظرات ليتي الغاضبة، ذاك التحدي الصغير في عينيها، شعر أن الخيار الأكثر أمانًا هو أن يأكل.
بدأ كلود بتناول قطعة الستيك، ومضغها ببطء وكأنه يحاول أن يظهر طاعته لها. شعرت ليتي بالفرحة تغمرها، ذيلها يهتز برفق، وأذناها تتحركان بحذر لكنها مريحة.
“أشعر أنني السيد هنا…” همست ليتي لأنفها يهتز، فرحًا بسيطرته الصغيرة على هذا الموقف، وبحقيقة أنها استطاعت إسعاده بطريقتها.
لكن فجأة، بدأ رأسها ينبض بألم حاد، صداع غريب اجتاح عقلها الصغير. تمايلت على الطاولة، محاولًة السيطرة على الألم الذي اجتاح جسدها الصغير.
قفز كلود من مكانه فورًا، عيونُه تتسع من القلق، صوته صار متوترًا وغير واضح:
> “ليتي! ليتي! هل أنت بخير؟!”
لكن ليتي لم تستطع سماع الكلمات بوضوح، كل شيء بدأ يتلاشى حولها، والضوء صار باهتًا. ذيلها استرخى فجأة، وأذناها انخفضتا، ثم غابت تمامًا عن الوعي، تاركة كلود واقفًا مندهشًا، عاجزًا عن احتواء شعوره بالخوف، وهو يناديها مرة أخرى بصوت مكسور:
> “ليتي… أرجوكِ، استيقظي!”
لكنها لم تستجب، وغاب العالم عن عينيها الصغيرة تمامًا.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات