وهكذا انتهى بليتي الآن مختبئة خلف النباتات تنظر إلى الموكب الذي كان يستعد للذهاب إلى العاصمة.
نظرت ليتي إلى الموكب، كان هناك عشرون فارسًا تقريبًا وخمسة خدم، بالإضافة إلى كلود ومساعده، وعربة محملة بالأغراض اللازمة للسفر، وعربة للخدم، وعربة لكلود.
درست ليتي المكان وبدأت برسم خطة التحرك.
أولًا كان عليها أن تقرر أين تختبئ.
وثانيًا كيف ستحصل على الطعام والشراب دون أن يعلم أحد.
كانت الرحلة إلى العاصمة تستغرق ثلاثة أيام.
بالطبع هناك طريقة للوصول بشكل أسرع وهي بوابة النقل السحرية، ولكن تلك البوابة تنقل إلى داخل القصر الإمبراطوري فورًا، وكلود كان يكره أن يدخل القصر إلا إذا كان الأمر ضروريًا.
أي أنه فضل مسيرة ثلاثة أيام على ذلك.
وحسب تفاصيل الرواية،
كان كلود يكره الجلوس بالعربة المخصصة له، بل كان يتنقل على متن حصانه، ولكنه يجلب العربة لخداع أعين الإمبراطور لا أكثر ولا أقل.
لذلك كانت العربة الأكثر أمانًا والتي لن يدخلها أحد طوال الرحلة هي عربة كلود!.
وهكذا اتخذت ليتي قرارها، وفي لحظة
كانت ليتي قد دخلت العربة بالفعل.
«هممم، كم أنا بارعة وذكية».
مدحت ليتي نفسها ورفعت أنفها بفخر وبدأت بمغازلة نفسها ومدح ذكائها.
ثم عندما سمعت الأصوات في الخارج تذكرت أن عليها الاختباء كي لا يراها أحد.
اختبأت تحت مقعد الجلوس، ولحسن الحظ كان المكان كبيرًا جدًا على عكس المتوقع.
«والآن كل ما عليّ هو الجلوس براحة لمدة ثلاثة أيام».
وهذا ما كانت تظنه ليتي…
…
جلست ليتي وهي تشعر بعدم الراحة والغثيان.
كان الطريق وعِرًا جدًا مما تسبب في اهتزاز العربة كثيرًا، حتى إنها اصطدمت عدة مرات بسبب الاهتزاز المستمر.
ورغم كل هذا لم تكن المشكلة في الطريق أبدًا.
كانت المشكلة الحقيقية في…
«لماذا يركب العربة الآن بالذات؟»
وعلى عكس توقعاتي.
جلس كلود في العربة قائلًا إن لديه بعض الأمور العاجلة لمعالجتها.
«لا أعلم إن كانت المشكلة بي أم بحظي».
ولكن بالفعل شعرت أنني وصلت حدودي.
لقد مرت ثلاث ساعات منذ انطلقنا فقط ولكنني بدأت أشعر بالغثيان والدوار، وكان رأسي يؤلمني بالفعل.
بدأت أدعو أن يخرج كلود، لأنني لن أستطيع الصمود لساعة أخرى أبدًا.
وعندما كنت أشتكي في نفسي
فجأة ضربت عجلة العربة بقوة أكبر من السابق مما تسبب في فقداني لتوازني.
قفزت العربة قليلًا لأقفز أنا معها وأصطدم بالمقعد بقوة محدثةً صوتًا عاليًا نوعًا ما.
«هل سمعه!!»
ورغم الألم الذي اجتاحني امتنعت عن الصراخ.
حبست أنفاسي، وأتوسل في نفسي أن كلود لم يسمع شيئًا.
ولكن فجأة امتدت يد كبيرة لتسحبني بقسوة من تحت المقعد. وعندما استقرت نظرتي أخيرًا التقت عيناي بكلود الذي كانت ملامح الصدمة بادية على وجهه بوضوح.
لم يتحرك كلود، ولم يقل شيئًا أيضًا. كان فقط ينظر بعدم تصديق كطفل رأى شبحًا أمامه.
ولكن على عكس العادة كانت لمسته تؤلمني جدًا بسبب جسدي الذي امتلأ بالكدمات.
بدأت أتلون بين يديه من الألم وأصدر صوتًا متألمًا وحزينًا، سقطت الدموع من عينيّ الكبيرتين لتبلل فروي الناعم.
وعندها استعاد كلود وعيه أخيرًا.
“ليتي!!”
قال بصوت منخفض غير مسموع.
نظر كلود إلى ما بين يديه وحينها فهم أنها كانت غير مرتاحة. وضعها على حضنه، وعندها استطاعت ليتي الشعور بالراحة أخيرًا.
بدأ كلود وبشكل غريب العبث في فروي، ثم فجأة تجمد دون حراك لبضع ثوانٍ.
«ماذا يفعل؟»
رفعت رأسي ونظرت إلى وجهه لمحاولة فهم ما يحدث. ولكن وجهه كان متجمدًا وكان ينظر إلي بنظرة قاتمة. صاح كلود بينما كنت أحاول فهم ما يحدث:
“أوقف العربة. أوقف العربة حالًا”.
وعند صراخه توقفت العربة بسرعة مما جعلها تهتز بقوة، ولكنني لم أتزحزح قيد نملة، وهذا كان بسبب أن كلود كان يمسكني جيدًا.
فجأة سمع صوت فتح باب العربة. دخل ثيو بوجه مصدوم.
“ماذا حدث سي…؟”
أوقف ثيو كلامه قبل أن يكمله حتى عندما التقت أعيننا معًا.
كانت الصدمة واضحة على وجهه ولكن قبل أن يسأل عن ما يحدث وكيف وصلت إلى هنا
صرخ كلود بصوت عالٍ مرة أخرى:
“الطبيب. أحضر الطبيب، ليتي مصابة!!”
شهق ثيو عند كلمات كلود
وشحب وجهه ثم قال بصوت خائف:
“ماذا نفعل؟ ليس هنا أحد يفهم بالطب”.
“إذا عليك أن تجد طبيبًا الآن”.
وعند أوامر كلود الصارمة أصبحت تعابير ثيو جدية ثم أومأ بعزم:
“سأجلب لك طبيبًا بأقل من ساعة. آنستي اصبري أكثر قليلًا من فضلك”.
كنت أشاهد ما يحدث وأنا غير قادرة على التصديق.
«هل جنّ جنونهما، لماذا يتصرفان وكأنني أحتضر. إنها مجرد خدوش ستشفى بعد يوم».
وعندما كنت لا أزال أحاول أن أفهم خرج ثيو مسرعًا من العربة.
«ألا يجب عليّ أن أوقفهم؟»
ولكن بعد أن فكرت قليلًا، لن يستطيع ثيو إيجاد طبيب على أي حال لذلك لا بأس.
كنت مقتنعة بذلك،
ولكن كل آمالي تحطمت.
~~~~~
عاد ثيو بعد نصف ساعة فقط من مغادرته قائلًا إنه وجد طبيبًا.
«كيف استطاع؟»
لم أكن أفهم أي شيء اليوم لذلك قررت الاستسلام وحسب. دخل رجل كبير في السن إلى العربة الفاخرة. تفحص المكان بعينيه ثم تكلم:
“أين هو المريض سيدي؟”
وعند سؤال الطبيب أشار كلود إليّ بأصابعه.
وعندها تذكرت أمرًا:
هذا طبيب يعالج البشر لكنني ثعلب!!
أحسست برغبة كبيرة بالضحك على غباء ثيو،
لم يكن هناك طبيب يفتخر بنفسه يرضى أن يعالج حيوانًا بدل بشري. ولكني قررت أن أؤجل فرحي عندما يعترف الطبيب بذلك.
فحصني الطبيب بعينيه ثم قال بصوت ساخر:
“سيدي أنا لا أعالج الحيوا…”
ولكن ولسبب ما قبل أن يكمل الكلمات التي كنت متشوقة لسماعها أغلق فمه وبدأ يتصبب عرقًا ثم قال بصوت مرتجف:
“م… من فضلك، هلا وضعتها على المقعد لأفحصها”.
ردًا على طلبه قال كلود بصوت جاف:
“كلا ستفحصها هكذا”.
“أ… أجل بالطبع. بالطبع سأفعل”.
اقترب الطبيب وبدأ بفحصي بهدوء.
«انتظر ماذا تفعل. هل أنت أحمق، أم أن جنونهما قد انتقل إليك أيضًا؟»
لم أستطع أن أفهم ما يحدث هنا.
وبعد أن انتهى الطبيب من فحصي سأله كلود:
“كيف حالتها؟”
“لا تقلق يا سيدي، بضعة أيام ولن تبقى أي جروح أبدًا. سأعطيك مرهمًا لتضعه على الجرح وستكون بخير”.
وعندها رمقه كلود بنظرة حادة وقال:
“أرجو أنك عالجتها جيدًا”.
“ل… لا تقلق سيدي… أنا لدي خبرة في معالجة الحيوانات… و… والثعالب خاصةً”.
“اخرج”.
“حا… حاضر!”
هرب الطبيب فور سماع الأمر الصريح، وكأنه يهرب من وحش سيأكله.
شعرت بالغضب.
«هذا الطبيب الدجال… إنه كاذب، أيها المخادع هل أغراك كلود بالمال. ماذا عن فخرك كطبيب للبشر».
وبينما كنت مستاءة
أحسست بنظرة كلود من فوقي، فرفعت رأسي والتقت أعيننا فورًا.
كانت النظرة التي في عينيه غير قابلة للقراءة.
وبعد بضع ثوانٍ أزاح كلود نظرته ثم قال لثيو:
“ثيو أخبرهم أن يحضروا بعض الطعام، وأن يهيئوا المكان، سنبيت هنا اليوم”.
“أمرك سيدي”.
خرج ثيو لتنفيذ أوامر سيده وأغلق باب العربة.
وهكذا بقيت أنا وكلود.
«نحن وحدنا».
وعند هذه الفكرة شعرت بالتوتر.
الآن بعد أن أدركت مشاعري أصبحت حساسة جدًا.
وبينما كنت أحاول تهدئة دقات قلبي، هدم كلود جميع محاولاتي بتهدئة نفسي عندما قال كلماته التالية بصوت بارد:
“لا أصدق أنك خرجت من القصر بدون علمي. كيف عليّ معاقبتكِ؟ … هممم أجيبي يا ثعلبتي المشاكسة”.
ابتسم كلود بخبث.
أردت الاحتجاج.
«هذا ليس عدلًا».
—
اكتشفت انه كان اكو اخطاء إملائية كثيرة بالفصول السابقة ، وانا اعتذر عنها . ان شاء الله اراجع الفصول جيدا قبل تنزيلها لتجنب الاخطاء
ودمتم بخير الى الفصول القادمة 🥰🫡
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 17"