نهضت ليتي من السرير عندما بدأت الشمس تتسلق السماء… كان الوقت فجرًا. نزلت من السرير بهدوء ومشت بخطوات غير مسموعة لتتجنب أي شيء قد يعيق خطتها.
قفزت إلى الطاولة وصعدت فوقها، ولكن هذه المرة لم تحتج إلى الكثير من الوقت لتصبح فوقها.
«هذا لأنني أصبحت أعرف كيف أتحكم بجسدي جيدًا».
نظرت إلى النافذة أمامها.
كانت النافذة مغلقة بإحكام، ولكن ليتي لم تكن غبية لتجهل كيفية فتحها. وقفت على قدميها تستند بجسدها على مقبض النافذة محاولةً فتحه، وبعد عدة محاولات فتحت النافذة ليدخل الهواء البارد إلى الغرفة الدافئة.
ارتعشت ليتي عند التغير المفاجئ في درجة الحرارة، ولكنها استعادت تركيزها على الفور.
كان عليها التركيز لأن حياتها ستصبح على المحك بعد قليل.
ألقت ليتي نظراتها على غصن الشجرة الممتد نحو النافذة. تذكرت ذاك اليوم الذي أخفقت فيه وكادت تموت.
«هل عليّ البحث عن طريقة أخرى؟»
وعندما كادت تتراجع فجأة…
«كلا، ليس لدي وقت، عليّ أن أسرع».
هزت ليتي رأسها لإبعاد فكرة الاستسلام، ونظرت بعزم إلى الغصن.
«أنا أستطيع فعلها!»
رددت تلك الكلمات في نفسها ثم انحنت، واستجمعت قوتها في قدميها وقفزت بأقصى ما تستطيع.
«فعلتها!»
هذا بسبب تدريبي المستمر استطعت فعلها.
صعدت ليتي على غصن الشجرة بأمان، نظرت نحو النافذة بفخر شديد.
«والآن علينا النزول».
بدأت ليتي بالقفز نحو غصون الشجرة للتقرب من الأرض.
«هذا الغصن الأخير، ومع ذلك ما زالت الأرض بعيدة».
كانت المسافة كبيرة لتستطيع النزول بأمان. فكرت ليتي بما عليها فعله، ولكن لم يكن لديها الوقت الكثير.
«أرجو أن تملك الثعالب نفس قدرة القطط على السقوط بأمان».
قفزت ليتي من الشجرة باتجاه الأرض.
ولحسن الحظ كان العشب طريًا مما خفف صدمة السقوط كثيرًا.
عندما لمست قدماها الأرض شعرت ليتي بألم بسيط.
نظرت إلى قدمها لتحاول معرفة ما يجري.
«إنها كدمة!»
ومن حسن حظها لم يكن هناك جرح أو كسر أو التواء، لقد كانت مجرد كدمة بسيطة، ولكن هذا لا يعني أنها لا تؤلم إطلاقًا.
كانت الأرض ما تزال مبللة من ندى الليل، والهواء البارد يلامس وجهها مثل يدٍ حنون.
في الأفق، كان الفجر يمدّ أصابعه الذهبية فوق سماءٍ ورديّة، يبدّد ظلال الليل مثل ساحرٍ ماهر يزيل عباءته. الغيوم الخفيفة تفتحت كأزهار نائمة، وامتزج الأزرق الباهت بالبرتقالي الفاتح، حتى بدت السماء لوحةً تُرسم في تلك اللحظة أمام عينيها.
أغمضت ليتي عينيها، تتنفس رائحة التراب المبلل والنباتات الطرية. لم يكن هذا مجرد صباحٍ جديد بالنسبة لها، بل بداية عهدٍ جديد، وكأن السماء تكتب لها رسالة سرية بالألوان: كل شيء ممكن، فقط ابدئي.
فتحت عينيها، ابتسمت، بدأت بالركض بسرعة غير مبالية بإصابتها.
كانت تشعر بشعور جيد.
اليوم ستصحح ما أخطأت به.
…
قبل بضع ساعات من الآن…
كانت ليتي تغط في نوم عميق.
حينها راودها حلم عن الماضي، عن حياتها البائسة، ووحدتها بعد فقدان شوشو.
كان حلمًا مزعجًا جدًا، ومخيفًا، ليعود اليأس يحتل قلبها.
ولكن في تلك الغرفة المظلمة، حيث كانت ليتي متكورة على نفسها وهي تبكي، وتلوم نفسها لفقدان شوشو…
فجأة… شعرت بشيء دافئ يداعب رأسها.
كانت يدًا… تلك اليد الكبيرة التي احتضنتها دائمًا.
تلك اللمسة الرقيقة التي كانت تريحها.
صاحب تلك اليد كان…
وعندها استيقظت ليتي من نومها.
ولكن تلك اللمسة الدافئة ما زالت موجودة.
ما كانت تعتقده حلمًا ومن نسج خيالها، كان في الواقع حقيقة.
وعندما حاولت التحرك لتخبره أنها مستيقظة وتعتذر له عما حدث سابقًا، فجأة سمعت صوته المخنوق مما جعلها تتجمد في مكانها.
“أنا آسف ليتي. آسف لصراخي البارحة. آسف لأنني شخص سيئ”.
كان صوته كصوت شخص يملؤه الندم.
لم يكن هذا اعتذارًا بل كما لو كان يتوسل بيأس.
جاء صوته ليكمل ما كان يقوله:
“لكن كنت خائفًا، العاصمة مكان مخيف حقًا، أعرف أن هذا تفكير أناني ولكن… ولكن ماذا لو فقدتك. أرجوك ليتي لا تكرهيني ولا تدفعيني بعيدًا هكذا. عندما يحين الوقت أعدك، سأشرح لك كل شيء”.
لم تستطع ليتي الكلام، لم تعتقد أنه سيعتذر. فهي من أخطأت بحقه.
لقد كانت تظن أنه غاضب منها لذلك لم يزرها طيلة هذا الوقت.
«هل كان خائفًا عليّ؟»
أحست بشعور غريب.
لم تفهم ولكن شعرت أن زهرة قد أزهرت في إحدى زوايا قلبها المقفر لتمنح المكان رائحة عبقة.
“ابقي بصحة جيدة، ولا تتخطي وجبات الطعام، ونامي مبكرًا، واستمتعي بوقتك… واشتاقي إلي. أعدك سأعود بأسرع وقت ممكن لذلك عليك أن تستقبليني وقتها… وداعًا ليتي”.
وهكذا خرج كلود تاركًا خلفه ثعلبة لم تستطع التحرك من شدة صدمتها.
لم تكن مصدومة من كلامه، بل مما يحدث بها الآن.
شعرت بحرارة غريبة على رأسها، وتحديدًا حيث كان كلود يداعبها.
كان قلبها ينبض بجنون وكأنه على وشك الانفجار.
كانت المشاعر الجديدة التي اجتاحتها فجأة تكاد تصيبها بالجنون.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 16"