جلس كلود على مكتبه ينظر الى  المستندات امامه 

نظر إليه ثيو بحزن 

كان كلود طوال اليوم بالمكتب لم يفعل اي شيء غير العمل 

‘ منذ متى لم اره هكذا ؟ ‘ 

منذ ان جائت ليتي الى هذا القصر كان كلود افضل بكثير . لم يفرط بالعمل ، واصبح يستطيع التحكم بغضبه ، واصبح يتناول وجباته بأنتظام 

ولكن ماحدث  امس هو ماغير وضع كلود .

قال ثيو بصوت جاد ولكن ملامح الحزن واضحة في نظراته 

” سيدي اليس من الافضل ان تستريح … انت تنهك نفسك كثيرا ، وفوق هذا سوف تسافر غدا عند الفجر متى سوف تتاح لك فرصة بالراحة سيدي ” 

لم يرفع كلود نظره عن الاوراق امامه ولم  يجب حتى . تنهد ثيو بأستسلام ، وعندها طرق باب المكتب 

وعندما اعطى كلود موافقة الدخول 

فتح الباب وظهرت ليلي خلف الجانب الاخر من الباب الخشبي الكبير 

” هل حدث شيء ليلي ” 

سأل كلود بصوت قلق كان واضحا من نظرته انه كان قلقا جدا . وكان يفكر في ليتي طوال اليوم ولكنه كان يكافح كي لا يذهب إليها 

قالت ليلي 

” هي لم تأكل شيئا طوال اليوم ولم تخرج حتى …. وهي الان نائمة ، اعذرني على كلامي سيدي ولكن اظن انه كان من الافضل ان تزورها ” 

فكر كلود في زيارتها لا بل اراد رؤيتها بشدة ولكن … 

تلك النظرات الخائفة منعته 

ماذا لو كرهته ، كان يعتقد انه من الافضل ان يتركها حتى تهدء بنفسها ، ما فائدة ان تخاف منه لدرجة الهرب من لمسته ، كان ذالك مخيفا جدا  . 

قال بصوت مختنق 

” لا بأس فور ان اذهب من هنا ستهدء وتعود كالعادة ” 

شد على يده بقوة وعظ شفتيه 

كان شعور انها تشعر بالراحة في غيابه مؤلما لكن لم يكن هناك خيار اخر … ولكن مع ذالك لم يتحمل عدم رؤيتها لمدة طويلة اراد ان يودعها على الاقل 

وعندها وقف كلود واتجه خارج المكتب 

صرخ ثيو بتسائل 

” سيدي الى اين انت ذاهب ؟ ” 

ولكن كلود لم يكترث لسؤاله واغلق باب المكتب وسار في الممر المظلم متجها نحو المكان الذي تاق إليه في كل ثانية 

” ليتي !”

تلك الفتات التي اخترقت عالمه وابتسمت له ،وسحرته بنظرتها الاسرة وسوطها الحنون 

كانت كمن القى سحرا عليه هو من لم يعرف معنى المشاعر من قبل .

‘ لا، لم يكن سحرا بل لعنة ‘ 

مع ذالك هو لم يكره ذالك ابدا 

جميع المشاعر التي شعرها وهو بجانبها 

الحب ، الغيرة ، الامتنان ،الحرج ،الشوق … 

وغيرها من تلك المشاعر لم يكرهها بل احبها 

كل شيء حولها كان حلوا جدا 

كان مستعدا ليحرق هذه الامبراطورية لو ارادت ذالك 

ولكن فجأة ، طلبت منه اخذها الى العاصمة .

ذاك المكان الذي لم يوجد فيه سوى الاعداء ، والمؤامرات القذرة ، والنفاق 

كيف يأخذ ثعلبته الجميلة والحساسة الى مكان مثل هذا … وعندما تخيل ان ليتي تأذت بسبب مؤامرة ما ، لم يستطع التحكم في غضبه وثار دون ان يشعر 

لم يكن غاضبا من ليتي 

بل من نفسه لانه كان ضعيفا ولم يستطع تحقيق جميع رغباتها  ، وانانيته بالاحتفاظ بها رغم خطورة ذالك 

ولكن يبدوا ان ليتي فهمت الامر بشكل خاطئ . 

عندما عاد الى وعيه ، كانت عينها الصغيرتان ترتجف من الخوف . حاول اصلاح الامر ولكن خوفها منه منعه من الاقتراب . 

وقف كلود اما الباب التي كانت محبوبته تنام خلفه 

تجمد غير قادر على فتح الباب .

‘ ماذا لو فتحته ولم اجدها ؟ . ماذا افعل حينها ؟ ‘ 

تسلل الخوف ليوقف تدفق الدم . كاد يهرب من امام هذا الباب ولكنه استجمع مابقي من وعيه وفتح الباب بهدوء 

تسلل بخطوات هادء وبطيئة وبقلب يرتجف الى السرير الذي كان يخشى كونه فارغا 

ولكن على عكس مخاوفه كانت هناك 

كان ينام الثعلب الجميل على السرير بهدوء وراحة 

وعندما شعر كلود بالارتياح تنهد ثم جلس بهدوء على حافة السرير 

داعب فروها بلطف ثم دون ان يدري خرجت الكلمات من فمه 

” انا اسف ليتي . اسف لصراخي البارحة . اسف لانني شخص سيء . ” 

اكمل وصوته المختنق ملئ الغرفة الصامتة 

” لكن كنت خائفا ، العاصمة مكان مخيف حقا ، اعرف ان هذا تفكير اناني ولكن ، ولكن ماذا لو فقدتك . ارجوك ليتي لاتكرهيني ولاتدفعيني بعدا هكذا . عندما يحين الوقت اعدك  ، سأشرح لك كل شيء . ” 

صمت كلود قليلا  ، وكأنه يحاول تجميع الكلمات المناسبة لهذه اللحظة 

وبعد وقت من الصمت قال كلود بصوت ودود وملامح الحزن لا تزال على وجهه 

” اردت ان اودعك بشكل افضل ولكن … اظن ان هذا افضل من رؤيتك تهربين مني . حتى اعود ارجوك سامحيني لقد بلغت حدود تحملي بالفعل ” 

ثم عندما صمت امال رأسه وطبع قبلة على جبينها الناعم 

ابتسم بحزن كان يعرف انه لن يراها لمدة اسبوعين على الاقل 

كانت المدة طويلة لدرجة انه اراد ان يرمي كل شيء خلفه ويجلس بجانبها فقط .

ولكنه كان يعلم انه لايستطيع ذالك .

ان اراد ان يحميها ويحقق لها ماتريد يحتاج الى القوة . هو لا يستطيع الانسحاب ، عليه ان يصنع عالما ورديا تستطيع العيش فيه بسعادة 

ودع كلود ليتي النائمة 

وكان صوته مليئا بالشوق القاتل 

” ابقي بصحة جيدة ، ولاتتخطي وجبات الطعام ، ونام مبكرا ، واستمتعي بوقتك … واشتاقي الي . اعدك سأعود بأسرع وقت ممكن لذالك عليك ان تستقبليني وقتها … وداعا ليتي ” 

وهكذا ترك كلود هذه الكلمات وخرج من الغرفة . 

كان واثقا انه لن يرى ليتي لاسبوعين على اقل تقدير

.

.

ولكن لماذا رأها في وقت اقرب من المتوقع 

” ليتي كيف وصلتي الى هنا ؟ ” 

~~~~~~~~

مرحبا يامشاهديني الاعزاء 

اش رأيكم بالمشاهد الدرامية كيف شفتم تصوير الاحداث والسرد 

لاني مازلت مبتدأ فا احتاج لأرائكم بكل صراحة لحتى اتحسن 

وان شاء الله كانت الفصول ممتعة واستمتعتم 

ومع السلامة للفصول الجاية