عدت الى الغرفة وجلست بهدوء فيها . كنت انتظر ان يأتي كلود ، لااعرف ماذا حدث في تلك اللحظة ، ولاكني وبشدة اردت ان اعتذر له
ورغم انتظاري لم يأتي كلود تلك الليلة ، ولم اره في اليوم التالي ايضا
كانت الساعة السابعة مساء
كنت اجلس على حافة النافذة دون ان اتحرك
اتأمل غروب الشمس …. ضؤها الذي كان يختفي كأنه يدفن تحت التراب ليحل محل ذاك النهار الدافئ ليل داكن وبارد .
دخلت ليلي الغرفة الكئيبة وقالت بصوت قلق
” انسة ليتي هل اجلب بعض الطعام لتأكل ؟ ”
ولكنني لم التفت وبقيت انظر من خلال النافذة
وعند جوابي الهادء اكملت كلامها بصوت قلق
” انستي انت لم تتناولي شيء اليوم . هكذا سوف تمرضين من فضلك كلي شيئا ، ارجوك . ”
احسست بالحزن بشأن ليلي التي كانت قلقة علي بصدق . ولكن لم اكن اريد ان ااكل .
لقد قضيت طوال الوقت في هذه الغرفة على عكس العادة . حتى عندما حاولت ليلي اخراجي وبدأت بأغرائي بأماكن رائعة ، لم استجب لها …. كان كل ما افكر به هو ماحدث البارحة
وحقيقة ان كلود لم يأتي الى الغرفة لاول مرة .
وعند هدوئي تنهدة ليلي وقالت بصوت ملئه الحزن
” إن اردت اي شيء نادي علي ”
خرجت ليلي واغلقت الباب لتترك خلفها مساحة فارغة وموحشة
عادت ذكريات كئيبة لتجول في بالي وتسيطر على افكاري . ولدت فتات لأبوين غير مباليان ولا يعرفان شيء عن مسؤليات الزواج وتربية الاطفال
وعندما اصبحت بالخامسة سائت العلاقة بينهما مما ادى الى الطلاق . ذهب كل منهم لحياته واشغاله غير مباليان بطفلهما
عشت لدى عمتي طوال حياتي ولم ارى والداي إلا بضع مرات في السنة كان اللقائي معهم جافا وخاليا من العواطف ….. في وقت ما كنت اتوق الى اهتمامهما ، ولكن ذالك الشغف لنيل الحب منهما دفن مع الايام حتى محي تماما
لم تكن عمتي وزوجها سيئين ابدا ،و لكن لم يعطياني ماكنت احتاجه …. لقد اشتريا لي الملابس والطعام واهتما بتعليمي . ولكن في كل مفترب طرق كنت ارى نهاية واحدة وهي وحدتي .
في كل مرة اصعد على المسرح الذي كان حلمي منذ الصغر لأعزف الكمان كانت الكراسي الممتلئة بالجمهور تبدوا فارغة بالنسبة لي . كان هدوء الفضاء وصوت الكمان الحزين والاضواء الخافتة كعزاء لي ، يخبرني ان لا احد هنا ينظر إلي بفخر ، لا احد سيستقبلني بعد انتهاء العرض ليخبرني انني احسنت صنعا .
ظننت انني إن اصبحت مشهورة سأكون سعيدة وسيكون الجمهور عائلتي ، ولن اشعر بالوحدة بعد الان ، ولكن……
هذا المسرح الذي كان يرفع اسمي ويزيد شهرتي ، كان وفي نفس الوقت يدفن روحي ويزيد وحدتي وكأنه يؤكد كم انا مثيرة للشفقة .
وهكذا عشت حتى اليوم الذي التقيته به …. لقد كانت صدفة ، لا بل كان قدرا جميلا
وللمرة الاولى لم تعد تلك الكراسي فارغة بشكل مخيف لانه كان هناك ينظر اليها ويشجعها ، ويستقبلها بحماس بعد كل عرض . كان كشمس دافئة اشرقت فجأة فوق بستان دفن تحت الثلج .
لاول مرة شعرت بطعم السعادة . كشخص لم يذق السعادة من قبل لم يكن يتوق إليها ايضا … ولكن بعد تجربتها لم تستطع الا تطالب بها بعد الان
ولكن للاسف ….
نظرت ليلي الى المنظر خلف الزجاج الابيض ،
‘ كما تشرق الشمس فجأة ، ستغيب فجأة ايضا ‘
وفي يوم فقدت سعادتها لتعود حياتها كالسابق ولكنها كانت اكثر قسوة هذه المرة …. في كل مرة كانت ليتي تتوق الى شيء تذوقته بعد جوع دام سنوات لم تستطع ليتي تقبل ان تعود كألسابق
.
.
استيقظت ليتي لتعود الى الواقع عندما غربت الشمس ليحل الظلام الدامس .
وعندها كانت لاتزال تائه ….
منذ المرة الاولى التي رأيت فيها كلود احست انه يبدوا مألوفا ، ولكنني اعتقدت ان هذا بسبب انه شخصية من رواية قرأتها .
ولكن الان لم اعد اهتم ، مجرد تخيل انه قد يتخلى عني تجعلني اشعر بالاحباط … منذ انتقالي الى هنا لم اشعر بالوحدة ، كان الجميع هنا يهتم بي وكأنني شيء ثمين . لم ارد ان افقد شيء مرة اخرى
ولكنها شعرت بالخوف … ماذا لو لم يكن كلود شخصا طيبا كما يبدوا ؟ .ماذا لو اذاها ؟ .
ماذا ستفعل حينها … كانت خائفة جدا لم تكن تستطيع الثقة بأحد ، وخصوصا بأمور مثل الحب والاهتمام
كان لديها اعتقاد تؤمن به
‘ لم يحبني والداي كيف سيحبني شخص غريب ؟ … لو كنت استحق الحب لما اهملت منذ البداية ‘
بداء التردد والشك يسيطر عليها
‘ ماذا علي ان افعل ؟ …. هل اتجاهل الامور كما كنت افعل سابقا ام علي المحاربة لاحتفظ بما املك واحصل على ما اريد ‘
وعندها سمعت ليتي صوت خطوات . استدارت ظننا منها انه كلود ولكن ….
‘ انها ليلي ‘
نظرت ليلي تتفقد المكان الكئيب ثم قالت
” انستي وقت النوم قد حان لذالك اتيت لارتب السرير ”
بدات ليلي بترتيب السرير ثم قادتني إليه بهدوء . استلقيت على السرير الذي كان دافئ عادتا ولكن اليوم بدا قاسيا جدا
وضعت رأسي على الوسادة وحاولت ابعاد افكاري
تسلل النعاس من بين جفوني ، وبدات افقد الاحساس بالعالم من حولي ، وهكذا غرقت في النوم .
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 14"