في غرفة كانت قد طليت بظلام مربك
حيث كان المكان هادء ….. وكان فيه العديد من الرجال الواقفون في وسط الغرفة المعتمة
كان الرجال يرتدون عبائات سوداء واقفون يحيطون برجال يرتدون عبائات بيضاء يرسمون شكل دائريا على الارض الباردة
كانت دائرة استدعاء …..
لوحظ رجل ذو شعر اسود مبعثر وعيون حمراء حادة ووجه جامد ينظر الى الدائرة التي كانت ترسم بوجه بارد
ورغم كثرة الرجال بالغرفة الباردة إلا انه كان الصمت يحيط المكان كأن شيطان كان يشرف على العمل كان الهواء ثقيل يصعب عملية التنفس
فجأة تراجع الرجال ذو العبائات البيضاء عن النقش الدائري
وفور تراجعهم انحنى الرجال ذو العبائات السوداء وبدأو يرددون كلاما غير مفهوم
فجأة اضاءة الدائرة بضوء ذهبي لينير الغرفة المظلمة ولكن لم يكن ذالك إلا لحظة حتى اختفى الضوء
وفي لحظة اختفاء الضوء ظهر ثعلب بفروا زهري فاتح يطفوا في الهواء
وبينما اختفى الضوء الذهبي ….. حل محلها لمعة في عيني الرجل الذي كان يراقب من بعيد
ركض بسرعة نحو الثعلب الذي كان على وشك السقوط بعد انطفاء الدائرة السحرية
امسك بالثعلي الصغير الذي كان يبدوا كنملة صغيرة بين ذراعي الرجل الكبير
مالت عيون الرجل بحنان
وابتسمة ابتسامة دافئ وكأن الوجه الجامد والبارد قبل لحظات كان كذبة
اقشعرت ابدان الرجال الذين رأو تلك الابتسامة
ولكن لا احد كان له الجرء على فتح فمه
استدار الرجل واتجه خارج الغرفة المظلمة استطاع بقية الرجال التنفس اخيرا بعد ان خرج
مشى الرجل بخطوات سريعة وهو يحمل الثعلب كمن يحمل كنزا دفينا
قال الرجل بصوت عذب وهادئ
” لقد التقينا اخيرا ”
سمع صوت خطواته بالردهة الباردة والموحشة
~~~~~~~~~~
” اه ماهذا ؟ ”
انا واثقة من انني ذهبت للنوم ولكن لماذا المكان مظلم
لماذا اشعر بالدوار والثقل في جسدي
” انا لا افهم …. ارجو . ارجوك اي احد ساعدني ”
.
.
.
.
.
” هاااا هل كان كابوس …. هاا؟”
وعندما فتحت عيني شعرت بثقل بجسدي تماما كما شعرت به في ذالك الحلم
‘ هذا غريب’
ولكن عندما استقرت عيناي لمحت امامي جدارا غريبا
لم يكن جدار شقتي المتواضعة بل كان فخما وجميلا
رفعت رأسي ورأيت تصميم الغرفة الغريب
كان تماما كما في الروايات الخيالية ! .
صرخت داخلي بفرح
كنت سعيدة لااهتم اين انا او بجسد من طالما ان المال يحيط بي فانا سعيدة
ولكن وكأن هذا العالم يسخر مني
عندما حاولت النهوض لقد استوعبت اخيرا
كنت اقف على اربعة اقدام !
‘ كلا .. ماهذا ولماذا لدي فروا ‘
وبينما كنت اشتكي بداخلي لم يخرج مني إلا صوت غريب
‘ انتظر ماذا انا ….. انا حتى لست قطة ‘
قفزت من السرير متوجهة الى المرأة الكبيرة
ولكن يالسخرية القدر
‘ انت تمزح صحيح ؟ ‘
لم اكن اعرف كيف امشي حتى
انتظر على الاقل اليس علي ان اتذكر الاشياء الطبيعية مثل كيفية المشي
ولماذا تجسدت في جسد حيوان من الاساس
انا انسان !
ولكن لم يخرج منها إلا انين مضحك وكأن كلماتها محيت
شعرت بالحرج من ان غضبي كان مجرد انين ضعيف وبدات اسحف حتى وصلت الى المرأت امامي
واخيرا تمكنت من معرفت ما هيئت هذا الجسد
لقد كنت ثعلبا بفراء زهري فاتح وعينان كبيرتان وورديتان كالجوهرة وانف صغير مدبب واذنان طويلتان مثلثتات وفرو ناعم كثيف
كنت ظريفة جدا
اندهشت من جمال هذا الثعلب لقد كان اجمل مخلوق رأيته بحياتي
ولكن …..
نظرت الى الغرفة من حولي
كانت هذه الغرفة لنبيل حقا …. كنت سأفترض ان هذا الثعلب حيوان اليف ولكن ….
لم يكن هناك اي متعلقات للثعالب بالمكان
مثل الالعاب او سرير او اي شيء وكذالك كانت الغرفة مليئة باشياء الزجاجية التي قد تسقط وتنكسر
ولم يكن هناك اي فرو متساقط من المكان والغرفة كانت مرتبة تماما وايضا ….
اعادت نظرها الى المراة التي امامها
لم يكن هناك طوق حول العنق
كل تلك الاشياء تدل على انه لم يكن هناك ثعلب في هذه الغرفة ابدا من قبل
نظرت ليتيليا حول الغرفة كان الباب موصد بأحكام ومن المستحيل ان تستطيع فتحه بهذا الجسد
ثم حولت نظرها الى نافذة مفتوحة
‘ هذه هي ! ‘
حاولت ليتيليا المشي حتى النافذة كان الامر صعبا ولكن كان عليها ان تحاول
لم يكن هناك وقت للتفكير كيف وصل هذا الثعلب الى هنا ولكن ماكان واضحا هو ان عليها الخروج قبل ان يراها احد
ربما تكون نوعا من الثعالب النادرة وايضا لايبدو فروها رخيص الثمن ابدا ….. لم تستطع المخاطرة والبقاء هنا
بدات تمشي باقدام مرتجفة وكأنها طفل صغير تعلم المشي توا ….. ولكن لان لديها خبرة بالمشي كانسان كان التعلم سريعا
وصلت الى النافذة حاولت القفز لتصل الى النمضدة ولاكن في كل مرة كانت تسقط فيها
‘ لا علي الخروج لا اريد الموت هنا ‘
كان مخيبا للامال انها لم تولد كإنسان
وبدل هذا ولدت كحيوان وهي حتى لاتستطيع المشي …. كان كل شيء مخيبا للامال
ولكن هذا لا يعني ان تستسلم وتموت فقط لابد ان هناك طريقة لتصبح انسان لذالك عليها ان تخرج من هنا وتعيش
لمعت عيناها بتصميم
قفزت وفي لحظة اخرجت مخالبها الصغيرة
وغرستهم بالمنضدة تحت النافذة
‘ لقد نجحت ! ‘
تسلت المنضدة وصعدت فوقها اخيرا لقد كان انجازا فعلا
شعرت ليتيليا بالفرح والفخر لقد كان هذا رائعا
وبعدها بحركة خفيفة قفزت الى حافة النافذة المفتوحة
وعند وصولها الى المكان النشود شعرت بنسيم هواء كان كمن يرحب ويبارك لها على نجاحها
ابتسمت ليتيليا بفخر
ونظرت الى الهدف التالي كان هناك شجرة قريبة قد مدت اغصانها نحو النافذة
كان عليها ان تقفز الى تلك الاغصان إن اخطات فسوف …
نظرت الى الارض البعيدة
هزت رأسها لم ترد ان تتخيل ماذا سيحدث إذا سقطت
اغمضت عينيها وقفزت بكل رشاقة
‘ اكاد اصل ‘
ولكن قبل وصولها الغصن المطلوب كانت تهوى للاسفل فعلا
‘ كلا . كلا هل هذه النهاية …. لقد بدات قصتي توا فهل ستنتهي فعلا هذا ليس عدلا كلا ‘
وفجأة بينما كان الدموع تتسلل الى عينيها الخائفتين
احاط بها شيء دافء
كان كخيوط ذات لون احمر غامق
رفعتها تلك الخيوط ذات اللون الدموي حتى وصلت بها الى النافذة
وهنا استقبلتها ايد كبيرة
عانقتها تلك الايدي بود وبدات تمسح الدموع المنهمرة من عينيها
وفي لحظة اثناء صدمتها ايقضها صوت هادى وحلو كالعسل
” هل استمتعت بالعبة القفز هذه ؟ ”
نظرت ليتيليا الى الاعلى ورأت وجه الرجل الذي كان يضمها
كان ذو شعر اسود كالليل وعينان كالزمرد الاحمر
وانف حاد وشفتان بلون الكرز
كان جميلا بشكل يخطف الانفاس
وعند رؤيته توقفت دموعها المتسربة وكأن خوفها سابقا كان كذبة لسبب ما احست بالالفة ناحيته لم تشعر بالخوف بل بشوق غريب
‘ لماذا اشعر بهذه المشاعر …. انا واثقة من اننا لم نلتقي من قبل …. اعني يستحيل ان انسى وجها كهذا ‘
قطع كلود سلسلت افكارها بكلامه
” لم اغب عن الغرفة إلا ساعة واحدة فقط لاراك تحاولين القفز من النافذة …. يبدوا ان ثعلبتي مساكسة قليلا ”
انحنت عينيه بأبتسامة لطيفة
شعرت ليتيليا بحرارة في وجهها عندما رأت ابتسامته
احست انها لم تعد ترغب بالبقاء بين يديه كان الامر محرجا جدا
بدات بالتحرك يمينا ويسارا ولكن يديه الكبيرتان كانتا تحكمان القبض عليها
وعندما لم ينفع الامر استسلمت وغطت وجهها بذيلها حتى لاتراه
وعندما فعلت ذالك سمعت صوت ضحك قادم من الاعلى
“بفف”
هل تضحك ايها الوغد
لقد كانت غاضبة جدا
لسبب ما احست انها تريد ان تضربه
التعليقات لهذا الفصل " 1"