Chapters
							Comments
														
								
							
						
						- 5 - نظام مكسور منذ 11 ساعة
 - 4 - طويل أسمر ووسيم منذ 3 أيام
 - 3 - كلير منذ 3 أيام
 - 1 - الحامي 2025-10-31
 - 1 - حلم شبه منسي 2025-10-31
 
				
					عرض المزيد				
			
		
	
اضطررتُ لتبديل نوبتي في العمل حتى أتمكن من حضور الحفلة الموسيقية. لم يكن مديري راضيًا، تمامًا كما لم يكن راضيًا عن زياراتي المتكررة إلى الطبيب “المنظمة”. في الواقع، لم يكن راضيًا عن معظم الأشياء في هذا العالم، وبدأ مزاجه الكئيب يؤثر عليّ أنا أيضًا. ربما حان الوقت لتغيير الوظيفة.
كنت أحب عملي كنادل، لأنه يمنحني قدرًا من المجهولية، ولأن المال لم يكن سيئًا أيضًا. لكن هناك دائمًا أشياء مثيرة في الخارج، خاصة لشخص لا يهتم كثيرًا بالمستقبل.
مرّ الوقت ببطء في ذلك اليوم، وبدأت أعدّ الدقائق حتى حلول المساء. الزبائن كانوا قلّة، فقصّرت وقتي بين تلميع الكؤوس والتثاؤب. كانت نادلة الكوكتيل “نيكي” تموت من الملل مثلي تمامًا. كانت في الثلاثين من عمرها، جذّابة، وتغطي ذراعيها وشوم فنية غريبة. بيننا نوع من الصداقة الهادئة في العمل، تساعدنا على تحمّل الأيام الرتيبة كهذا اليوم.
قلت لها بعد فترة:
“هاي، نيكي، هل تعتقدين أن لدي مظهر الرجل المعذّب؟”
نظرت إليّ بدهشة:
“مظهر ماذا؟”
“الرجل المعذّب. صديقة لي قالت إنني طويل، أسمر، ووسيم… وأملك مظهرًا معذّبًا.”
تدحرجت عيناها وهي تضحك.
“صديقتك تملك خيالًا واسعًا. بلا إهانة يا عزيزي، لكنك أكثر شخص ممل أعرفه.”
احتججت قائلًا:
“مهلًا، لست مملًا إلى هذه الدرجة!”
“بلى، أنت كذلك يا ماثيو.”
تنهدت مستسلمًا.
“نعم، هذا ما ظننته.”
هزّت رأسها قائلة:
“كل ما تفعله هو العمل. وعندما لا تعمل، تكون عادةً تقرأ كتابًا أو شيئًا مملًا آخر.”
ابتسمت بخفة.
“حسنًا، اعتقد انني مذنب بكوني ممل .”
ضحكت قائلة:
“لا تفهمني خطأ، عندما يكبر ابني، أتمنى أن يكون مثلك تمامًا.”
فتح الباب فجأة ودخل زبون جديد.
تابعت وهي تمسح المنضدة:
“لا بأس بالملل، لكن الأن الوقت المناسب لتفعل كل الأشياء السخيفة التي ستندم عليها لاحقًا. مثلًا عندما كنت في مثل سنك — وهو ليس ببعيد، انتبه! — فعلت كل أنواع الحماقات. مثل …”
لكنها صمتت عندما اقتربت الزبونة من البار. رفعت بصري، وكدت أسقط الكأس من يدي.
قالت المرأة — لا، الحامية — بصوت هادئ:
“مرحبًا، هل أستطيع الحصول على شراب؟”
كانت ترتدي ملابسها المعتادة غير المميزة، وبطريقة ما، بدت فاتنة رغم بساطتها. لكن رؤيتها هنا، في هذا البار البالي الذي أعمل فيه، كانت صدمة تامة.
كان الأمر خطأً على كل المستويات الممكنة.
الحامية لم تقترب مني يومًا خارج مكاتب “PA”. ذلك الجزء من حياتي كان مغلقًا ومعزولًا، ولم يكن من المفترض أن يتداخل مع أي شيء آخر. كانت هناك بروتوكولات صارمة تمنع ذلك.
تذكّرت الاختبار، والخطأ الذي ارتكبته فيه، وشعرت بقشعريرة من الذعر تمرّ في صدري.
أشارت نيكي نحو المقعد الفارغ قائلة بابتسامة:
“أكيد! ماثيو هنا سيخدمك.”
نظرت إليّ الحامية بتلك الابتسامة الباردة والخطيرة.
“مرحبًا يا ماثيو. كأس ويسكي، لو سمحت.”
عندما سمعتها تنطق اسمي، شعرت بانقباض في صدري.
قالت نيكي وهي تبتسم:
“يوم صعب؟”
أجابت الحامية:
“أكثر مما تتخيلين.”
كانت يداي متيبستين تمامًا وأنا أملأ الكأس. وضعته أمامها بحذر، أحاول ألا أُظهر ارتباكي.
نظرت حولها وقالت بنبرة فضولية:
“هل المكان دائمًا هادئ هكذا؟”
نظرت إليّ نيكي باستغراب “عادةً أبدأ الحديث مع الزبائن، لكن لساني كان معقودًا، فتولت هي المهمة عني.”
“في هذا الوقت؟ عادة يأتي بعض طلاب الجامعة ليشربوا البيرة، لكن أغلبهم مشغولون بالاختبارات الآن.”
أومأت الحامية نحوي وقالت بابتسامة خفيفة:
“وأنت يا ماثيو؟ ألا تحتاج للدراسة للاختبارات؟”
تشنج وجهي للحظة.
“أنا لا أذهب إلى الجامعة.”
ارتشفت من كأسها وقالت:
“حقًا؟ ولماذا؟”
رفعت نيكي حاجبها وغادرت بعد أن جاء عميل، تاركةً إياي وحيدًا معها.
قالت الحامية بصوت منخفض:
“يا إلهي، 016… حاول على الأقل أن لا تتصرف وكأنك صُعقت بالبرق.”
الغريب أن سماعها تناديني برقمي جعلني أهدأ قليلًا.
“بالمناسبة، اسمي كارول.”
وهكذا، استُعيد بعض النظام. استطعت أن أتنفس مجددًا — تقريبًا.
“ما الذي تفعلينه هنا؟”
كنت أحاول أن أجعل صوتي طبيعيًا، لكن الخوف تسرّب إليه رغمًا عني.
“أطلب شرابًا. وأنت؟ فعلاً تعمل في هذا المكان؟”
للحظة، رغبت أن أصدق أن الأمر مجرد صدفة. لكنه لم يكن كذلك.
هي تعرف كل شيء عني — كل تفصيلة صغيرة في حياتي، ربما أكثر مما أعرفه أنا عن نفسي.
كانت تعرف تمامًا أين أعمل… وجاءت إلى هنا عمدًا.
“نعم، أعمل هنا.”
صببت كأسًا لنفسي أيضًا، أحاول أن أبدو هادئًا قدر الإمكان.
“هل هذا بخصوص اختباري؟”
تظاهرت بالدهشة.
“اهدأ، 016. ارتفاع مستوى القدرة أمر طبيعي لمن هم في عمرك من الأشباح. أنت لا تعاني من المرض.”
“آه… المرض.”
المراحل الأخيرة منه تجعل قدرات الأشباح تتضاعف بشكل هائل. كلما ازداد جنونك، ازدادت قوتك التدميرية. لهذا كانت تلك السيارة في سياتل ممزقة.
إذن، هي لاحظت قلقي بالأمس، لكنها ظنّت أنني خائف من إصابتي بالمرض… لا من اكتشافها لسرّي.
تنفست الصعداء.
قالت وهي تنهض:
“اسمع، حصل أمر طارئ، ولابد أن أتعامل معه فورًا. لذا سأغادر المكان بعد دقيقة، 016.”
مدّت يدها إلى جيبها وأخرجت صورة.
“هل رأيت هذا الرجل من قبل؟”
نظرت إلى الصورة.
رجل وسيم، شعره قصير، عيناه زرقاوان لامعتان، وتحت شفته ندبة صغيرة تزيده جاذبية. بدا في الثلاثين من عمره، بجسد نحيل ورياضي. لم أره في حياتي.
“لا.”
تجهم وجهها قليلًا.
“متأكد؟ ربما كبر الآن.”
“لم أره من قبل. من هو؟”
صمتت لحظة، ثم أعادت الصورة إلى جيبها.
“لا يهم.”
وضعت بعض النقود على الطاولة دون أن تكمل كأسها، واستدارت لتغادر. لكنها توقفت فجأة، ونظرت إليّ — هذه المرة دون أي أثر للابتسامة.
“هل أزعجك أحد مؤخرًا؟”
رفعت حاجبيّ.
“غيرك؟ لا، كل شيء بخير.”
أومأت برأسها.
“حسنًا إذن. أراك لاحقًا.”
وبينما كانت تمشي نحو الباب، سمحت لنفسي بأن أراقبها.
الآن، بعد أن زال الخطر، لاحظت أن هناك شيئًا مختلفًا فيها.
من الصعب قراءة ملامح الحامية، لأنها دائمًا ما ترتدي قناعًا من الهدوء والسيطرة. لكني عرفتها بما يكفي لأميز التغير. اليوم، كانت مختلفة… متوترة بطريقة خفيفة، لكنها واضحة.
إلا إذا كان هذا مجرد جزء آخر من لعبتها.
—
منو تتوقعوا الشخص الي الحامية كسرت نظام استمر تلاث سنوات بس علمود تسأل عنه
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 5"