Chapters
Comments
- 4 2025-08-09
- 3 2025-04-19
- 2 - سـبـبُ الانـفـصـال 2025-04-17
- 1 - مـقـدّمــة 2025-04-17
تجمَّد الحاضرون، الّذين كانوا قبل لحظاتٍ يتشوَّقون لمشاهدة إذلال “جولييت”، في أماكنهم دفعةً واحدة.
وما كسر ذلك الصّمت كان صراخ الأميرة “بريسيلا”.
“جولييت موناد!”
صرخت الأميرة “بريسيلا” بغضب، وقد احمرّ وجهها تمامًا.
“أ…أأنتِ الآن أصبحتِ مغرورةً ومتهوّرة، لأنّ الدّوق “كارلايل” يُفضّلكِ؟!”
“نعم.”
“م-ماذا؟ ماذا قلتِ؟!”
“نعم، ما قلتِه صحيحٌ تمامًا. أنا أتصرّف بتهوّرٍ، لأنّني أثق بالدّوق.”
قالتها “جولييت” بابتسامةٍ آسرة.
شحبت ملامح “بريسيلا” تمامًا.
فقد كانت هذه أوّل مرّةٍ في حياتها، وهي الّتي تربَّت كأميرة، تتعرَّض لهذا القدر من الإهانة.
“جولييت موناد! كيف تجرئين على تجاهل طيبة الآخرين والتّصرّف بهذا الغرور؟!”
صاحت “بريسيلا” والدموع في عينيها، ناسِيَةً تمامًا ما فعلته قبل لحظات.
ردّة فعل “بريسيلا” لم تكن كعادتها، هي الّتي كانت تستمتع دومًا بإذلال عشيقات “لينوكس كارلايل” بشتى الطّرق.
لكن “جولييت” لم تُبدِ أيّ تغيّرٍ في ملامحها، وردّت ببرودٍ قائلة:
“لستُ أفهم ما تقصدينه. كلّ ما فعلته هو أنّني رددتُ لكِ المعروف، يا أميرة بريسيلا.”
“هذِهِ!”
“بريسيلا”، وقد عجز لسانها عن الكلام، لم تملك سوى التّحديق في “جولييت” بغضبٍ مكتوم.
فرغم أنّ “جولييت” لم تفعل شيئًا سوى أنّها ردّت الإساءة، إلّا أنّ “بريسيلا” لم تكن معتادةً على أن تتلقّى نفس المعاملة الّتي تُنزِلها بالآخرين.
“لا كلام لدي!”
تمتمت “بريسيلا” لبعض الوقت بغضب، ثمّ لم يكن أمامها من خيارٍ سوى التّراجع.
“أ-أميرة!”
نادت عليها بعض السّيّدات اللّواتي لم يعرفن كيف يتصرّفن، وسرعنَ في اللّحاق بها.
أمّا “جولييت”، فكانت تُراقب انسحابهنّ بهدوء.
كان السّبب في تحمُّل النّاس لوقاحة “بريسيلا” كلّ هذا الوقت بسيطًا.
ففي الماضي، كانت عشيقات “لينوكس كارلايل” من طبقاتٍ وضيعة، وكنّ يختبئن في ظلّ الجانب المظلم من المجتمع الأرستقراطي.
فمن كانت تهاب مكانة “بريسيلا” لم يكن أمامها سوى الهرب إلى “الدّوق”، تبكي وتعتذر، أو أن تبتلع الإهانة بصمتٍ، خشية أن تفقد اهتمامه.
لكن “جولييت” لم تكن تنتمي إلى أيٍّ من هذين النّوعين.
‘ظننتُ أنّها ستجذبني من شعري…’
لقد كانت “جولييت” تنوي الرّدّ بالمثل، لكن المفاجأة أنّ الموقف انتهى بسهولة.
نظرت “جولييت” حولها.
الحاضرون الّذين التفّوا حولها منذ قليل تجنّبوا النّظر في عينيها، وارتبكوا عند لقائها.
“أحم!”
بدأ الضّجيج يتلاشى، وتفرّق النّاس بلا سبب.
فابتسمت لهم “جولييت” ابتسامةً عريضة، وكأنّها تسخر منهم.
في الحقيقة، كان النّاس يسخرون من عشيقات “الدّوق” لأنّ “لينوكس كارلايل” كان لا يُبالي.
لكنّ هذا يعني أيضًا، أنّه حتّى لو تصرّفت “جولييت موناد” بتهوّرٍ داخل المجتمع الأرستقراطيّ، فلن يُحرّك ذلك ساكنًا في “لينوكس”.
ومن كان يمتلك ذرة عقل، لن يجرؤ على جعل الدّوق عدوًّا له.
لكن هناك شخصًا لا يملك تلك الذّرة من العقل.
فبينما كانت “جولييت” تُغادر الكنيسة، أمسك أحدهم معصمها بقوّة في الممرّ.
“سمعتُ أنّ ذوق “لينوكس كارلايل” في النّساء وضيع. والآن فقط بدأت أفهم معنى ذلك.”
لكنّ “جولييت” نزعت يدها بقوّة، وردّت ببرود:
“لستُ أفهم ما تعنيه، أيّها الكونت كاسبر.”
إنّه “الكونت كاسبر”، خطيب الأميرة “بريسيلا”.
“ها! هل ستبدئين بالصّراخ؟”
قالها “كاسبر” وهو يقترب منها بابتسامةٍ ساخرة.
“لقد سمعتُ كلّ شيءٍ أيضًا.”
“وماذا في ذلك؟”
لم يكن في الممرّ الخارجيّ عددٌ كبيرٌ من المتفرّجين كما كان في المعبد.
وعندما أدرك “كاسبر” ذلك، خفّض صوته وهمس:
“يقولون إنّكِ تستخدمين نوعًا من السّحر، أليس كذلك؟”
لم تتمالك “جولييت” نفسها من الضّحك من شدّة السّخافة.
لقد التقطوا الشّائعات كما يحلو لهم، وبشكلٍ عشوائيّ.
“هذا ليس سرًّا بالاصل.”
تنفّست “جولييت” بهدوء.
كان من السّهل أن تتخيّل كيف انتشرت تلك الشّائعات عنها.
“هل أغويتِ الدّوق باستخدام تلك الحِيَل؟ همم؟”
حِيَلٌ سحريّة، يقول؟
فجأة، قطّبت “جولييت” حاجبيها.
فملمس أصابعه الّتي ضغطت على معصمها كان يبعث فيها شعورًا مقيتًا.
“أم أنّ لديكِ مهاراتٌ… في أمورٍ أخرى؟”
كان من السّهل قراءة الشّهوة المقزّزة في عيني “كاسبر”.
لكنّ “جولييت” لم تحمرّ، ولم تشعر بالإحراج.
لقد مرّت بتجارب مشابهة عدّة مرّات في الشّمال.
إنّها قصصٌ قديمة، لكن لا يزال هناك رجالٌ يُقدِمون على محاولاتٍ أكثر وقاحة من هذه.
لكن… ماذا حدث لأولئك الرّجال؟
خطر سؤالٌ فجأةً في ذهن “جولييت”، فأمالت رأسها بتأمّل.
“والغريب أنّني لا أذكر أنّني رأيتُ أحدًا منهم بعد ذلك…”
“كيف يكون ذلك مُمكنًا؟ الدّائرة الاجتماعيّة في الشّمال أضيق بكثير من تلك الموجودة في العاصمة!”
“أتظنّين أنّه بسبب هذا وحده، تستطيعين أن تُصبحي دوقة حقيقيّة؟”
بينما كانت “جولييت” تغفو شاردة الذّهن، ازداد “الكونت” جرأةً وثقة.
يبدو أنّه ظنّ أنّها خافت منه.
“عليكِ أن تُدرِكي مكانكِ. الدّوق “لينوكس كارلايل” ليس شخصًا يُستهان به. لو غيّر رأيه، فستكون نهايتكِ، فهمتِ؟”
‘آه، وأخيرًا كشفتَ عن وجهك الحقيقيّ.’
كانت تُردِّد جولييت في ذهنها تلك الكلمات وهي ترفع رأسها:
“أتظنّين أنّكِ تستطيعين أن تُصبحي دوقة؟”
كان ذلك غريبًا حين فكّرت فيه.
فـ”الأميرة بريسيلا” كان من السّهل فهمها؛ لأنّ رغباتها كانت واضحة ومباشرة.
أمّا هؤلاء النّاس، فلا تربطهم بها علاقةٌ شخصيّة تدفعهم للحقد، ومع ذلك كانوا يُحقِّرونها ويُثيرون المشاكل معها علنًا، بدافع الخوف من “الدّوق كارلايل”.
فـ”الدّوق” قد يكون مُخيفًا، لكن من السّهل مهاجمة امرأة لا حول لها ولا قوة.
“جبناء.” سخرت “جولييت” ببرود.
إنّهم لم يجرؤوا على انتقاد “الدّوق”، فصبُّوا غضبهم المشوَّه على هدفٍ سهل.
في الحقيقة، لم يكن من الواضح إن كانت “جولييت” أكثر ولعًا بـ”الدّوق كارلايل” من غيرها.
“ما الّذي ستفعلينه وأنتِ تُحدّقين بي هكذا؟ هل ستُسرعين إلى الدّوق وتُخبِرينه؟ ها؟” سخر “كاسبر”، وكأنّه متأكّد أنّها لن تفعل.
نظرت إليه “جولييت” وسألته بهدوء:
“كونت كاسبر، هل أنت غيور؟”
“ماذا؟!”
“لكن ما عساك تفعل؟ على حدّ علمي، الدّوق لا يُفضِّل اللون الأزرق.”
“ما معنى هذا؟!”
لم يفهم “كاسبر” كلمات “جولييت” فورًا، وظلّ يرمش بعينَيه في غباء.
“حسنًا، حتّى بدون ذلك، عليك أن تبذل مجهودًا كبيرًا فعلًا.”
نظرت إليه “جولييت” من رأسه إلى أخمص قدميه بازدراء، ثم أضافت بابتسامةٍ ماكرة.
وأخيرًا، أدرك “كاسبر” المعنى، فاحمرّ وجهه خجلًا وغيظًا.
“تبًّا! أيتها المجنونة!”
رفع “كاسبر” يده فجأة وكأنّه يوشك أن يصفع “جولييت” على وجهها، لكنّه ما لبث أن أطلق صرخة خانقة وانهار على الأرض.
“غاه!”
كان الحاضرون الذين يُراقبون من بعيد مشوَّشين، لا يدرون ما حدث للتّو.
كلّ ما رأوه أنّ “كاسبر” رفع يده بتهديدٍ نحو “جولييت موناد”، ثم في لحظة خاطفة، رفرفت فراشة زرقاء في الجوار، لم يُلاحظها كثيرون، وفي اللحظة التّالية سقط “الكونت” أرضًا وهو يتلوّى.
فرك بعض الحاضرين أعينهم غير مُصدِّقين ما رأوه.
وكانت “جولييت” أوّل من اقترب منه، إذ كانت الأقرب إليه.
“يا إلهي، كونت؟” قالت بدهشة، وارتسمت على وجهها ملامح البراءة والضعف.
وكان ذلك متوقّعًا، فهي لم تلمس “الكونت كاسبر” قط.
من الواضح لأيّ شخص أنّ “كاسبر” هو من سقط فجأة دون سببٍ واضح.
“أأنت بخير؟” قالت “جولييت” بلُطف، وهي تمدّ يدها لمساعدته.
قد تبدو هذه الإيماءة بسيطة في نظر الآخرين، لكنّها كانت كافية لإثارة الفزع في قلب “كاسبر”.
“آغ!”
“أغغغ!”
بملامح يملؤها الرّعب، حاول “كاسبر” أن يتراجع للخلف، لكنّه لم يفعل سوى أنّه جَرّ نفسه على الأرض.
اقتربت “جولييت” وكأنّها تُحاول مساعدته، لكنّها أمسكت مؤخرة عنقه بقوّة.
“كونت كاسبر…”
ثمّ همست في أذنه، بشفتيها القرمزيّتين، بصوتٍ منخفض لا يسمعه أحدٌ سواه:
“اصمت واستمع جيِّدًا… لو كنت مكانك، لحرصتُ على كلماتي.”
وفي الوقت نفسه، كانت قدم “جولييت” تضغط بخفّة على ظهر يد “كاسبر” اليُمنى، لكنّه بدا مذعورًا لدرجة أنّه لم يُلاحظ.
في الحقيقة، لم يفهم “كاسبر” ما حدث له.
كلّ ما فعله أنّه حاول تلقين هذه المرأة الوقحة درسًا.
لكن فجأة، ظهرت فراشة زرقاء ومسحت جبهته بجناحيها.
ثــمّ…
“آغغ…”
كتم “الكونت” صرخةً كادت تفلت منه، فقد أمرته قبل قليل أن يصمت.
تسبّب الخوف في ارتعاش ذقنه.
ففي اللّحظة الّتي لمست فيها الفراشة الزّرقاء جبهته، اجتاح ذهنه مشهدٌ مُرعب ومهيب، صورة كيانٍ يفوق الوصف.
“سأتجاوز هذه المرّة، لكن من يدري…” قالت “جولييت” وهي تبتسم بخفة، وكأنّها تستلذّ بنُطق شتيمته لها.
“لو انقلب الحُكم في المرّة القادمة، فقد أُلقي عليك تعويذة تجعلك تقفز من سطح في منتصف الليل.”
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات