3
وصلت عربةُ الدّوق، الّتي كانت “جولييت” تستقلّها، سريعًا إلى المعبد العظيم في العاصمة.
رغم أنّ الوقت كان في الصّباح الباكر، كانت هناك صفوفٌ طويلةٌ من العربات الملوّنة مصطفّةً أمام المعبد.
فاليوم كان آخر أيّام السّنة، وهو كذلك اليوم الّذي يجني فيه المعبد أكبرَ قدرٍ من التّبرّعات.
نزلت جولييت من العربة عمدًا على بُعد مسافةٍ من المعبد.
قالت للسّائق:
“سأعود قريبًا.”
لم يتعرّف الكثيرون على “جولييت”، خاصّةً أنّها كانت تسير وحدها من دون وصيفة.
ولهذا، تمكّنت من زيارة المعبد بحرّيّةٍ تامّة.
كان من عادة النّاس أن يكتبوا أُمنيةً على ورقةٍ ويُرفقوها بتبرّعٍ ماليّ، فيقوم المعبد بإشعال شمعةٍ باسم العائلة.
وكلّما زادت قيمة التبرّع، ازدادت حجم الشمعة وجمالها وتعدُّد ألوانها.
كانت حيلةً سطحيّة، لكنّها فعّالة، إذ جعلت النّبلاء الّذين يتمنّون الحظّ يُخرِجون المال من محافظهم بسخاء
ويبدو أنّ كثيرًا من الناس قد كتبوا أمانيَهم للعام الجديد بالفعل، إذ كانت الشموعُ تملأُ المكان حول المذبح.
وبسبب تلك الأضواء، بدا أنّ تمثالَ الملك المصنوعِ من الرّخام الأبيض تحت القُبّة يبدو وكأنّه مُحاطٌ بهالةٍ من النّور.
لكن عندما أخرجت “جولييت” محفظتها المليئة بالنّقود الذّهبيّة، أدركت فجأة أنّها لم تُفكّر بعد في أمنيتها.
‘أيُّ أمنيةٍ عليَّ أن أطلب؟’
كانت تُحدّق في تمثالِ الملك بشرودٍ، عندما سمعت همساتٍ خلفها:
“أليست تلك الفتاة؟”
“هل هي؟ عشيقة دوق كارلايل؟”
لم تحتج “جولييت” إلى الالتفات كي تعرفَ عن مَن يتحدّثون، فقد شعرت بنظراتهم الّتي تخترقُ ظهرها.
“لينوكس كارلايل” كان لا يُبالي مطلقًا بالمجتمع،
لكنّ نبلاء الإمبراطوريّة كانوا يُبدون اهتمامًا كبيرًا به.
شابّ أعزب، دوق الشّمال، ثريّ وقويّ.
كان يظهر في العاصمة مرّة واحدة فقط كلّ عام،
وذلك لحضور حفل رأس نهاية العام في القصر الملكي.
كان دائمًا يحضر ذلك الحفل برفقة امرأةٍ جميلةٍ مختلفة كلّ عام.
لم تكن علاقاته تدوم أكثر من ثلاثة أشهر، ومع ذلك، كانت أولئك النساء يُعرفن بأنّهن عشيقاتُ دوق كارلايل.
ولطالما نالت عشيقاتُ الدّوق الكثيرَ من اهتمامِ الناس.
وساهم ذوقه الغريب وسلوكه اللامبالي في إثارة المزيد من الفضول.
فعشيقاته كنّ جميلاتٍ بلا شك، لكنّ معظمهنّ من طبقةٍ اجتماعيّةٍ متدنّية، وأحيانًا من دون تعليمٍ يُذكَر.
لذلك، كنّ فريسةً سهلةً لثرثرةِ النّبلاء وسخريتهم.
كانوا يقولون:
“ما أفظع ذوقه!”
“كم هي ساذجةٌ هذه الفتاة الجديدة!”
كانوا يسخرون من ذوقه الوضيع، ومن سذاجة الفتيات الّلاتي يرافقنه.
لكنّ أكثر المواضيع إثارةً للثرثرة كانت شيئًا آخر:
ماذا يحدث لعشيقات الدّوق بعد أن يهجرهنّ؟
“أليست تلك الآنسة موناد؟”
“كما توقّعنا تمامًا…”
بمجرّد أن أعطت “جولييت” قطعةً ذهبيّةً للكاهن الشّابّ، وطلبت إشعال شمعة،
بدأ النّاس يتجمّعون حولها، يلقون التّحيّات، ويسألونها:
“الآنسة موناد، متى وصلتم إلى العاصمة؟”
“كيف حال الدّوق؟”
“لقد أرسلت إليكِ دعوةً لحفلة شاي قبل أيّام، لا أعلم إن وصلتكِ.”
“سأكون حزينة إن واصلتِ الرّفض بهذه الطّريقة.”
أخذت “جولييت” نفسًا عميقًا، ثم التفتت إليهم مبتسمةً وقالت:
“أنا مشغولةٌ قليلًا. أشكر دعوتكم، لكنّني أعتذر عن قبولها.”
كانت تبتسم، لكنّ لهجتها كانت واضحةً في رسم الحدود.
‘إنّهم أناسٌ بلا معنى.’
كانت “جولييت” تعرف تمامًا ما يقولونه عنها في غيابها:
“يالها من فتاةٍ مثيرةٍ للشّفقة…”
“هل تعتقد حقًّا أنّها ستُصبح دوقة؟”
حين ظهرت “جولييت موناد” للمرّة الأولى برفقة دوق “كارلايل”، صُدم الجميع.
فـ”جولييت” كانت الابنة الوحيدة لعائلة “موناد”،
عائلةٍ من طبقة الكونت، ذات تاريخٍ قديمٍ كمؤسّسين للأمبراطوريّة.
ورغم أنّ العائلة لم يبقَ لها سوى الاسم، فمكانة “جولييت” كانت أعلى بكثيرٍ من عشيقات الدّوق السّابقات.
بل وكانت تختلف عنهنّ كذلك في الشّكل، فقد كانت جميلةً، نعم، لكنّ جمالها كان رقيقًا هادئًا، أشبه بلوحةٍ مرسومةٍ بريشة فنّان.
أولئك الّذين يعرفون ذوقَ دوق “كارلايل” أصابتهم الحيرة.
كان الكونت “موناد” وزوجته أناسًا محترمين، وابنتهما “جولييت” كانت بعيدةً عن الشّائعات.
فماذا عن “لينوكس كارلايل”؟
ذلك الرّجل الّذي كان محطّ كلّ الشّائعات؟
“هل تغيّر ذوقُ الدّوق أخيرًا؟”
“ما الّذي ينوي فعله هذه المرّة؟”
لكنّهم لم يستغرقوا وقتًا طويلًا قبل أن يعودوا إلى الثرثرة من جديد.
لكن رغم تغيّر الموضوع، إلّا أنّ الواقع لم يتغيّر.
منذ أن أمسكت “جولييت” بيد الدّوق، كان مصيرها قد رُسم.
فكلّما ارتفعت المكانه، كان السقوط أكثرَ إيلامًا.
وهكذا أصبحت “جولييت موناد” هدفًا سهلًا لثرثرة المجتمع.
“يالها من فتاةٍ حالمة، غارقةٍ في الوهم…”
حتى وفاة والديها، الكونت والكونتيسة، تحوّلت إلى موضوعٍ للسّخرية تحت غطاء الشّفقة.
راحت الرّهانات تُقام حول المدّة الّتي سيستغرقها “الدّوق” ليتخلّى عن “جولييت موناد”.
ضحكوا على “الكونتيسة السّاذجة”، وتوقّعوا سقوطها القريب.
لكن… مرّ شهرٌ، ثمّ آخر…
ورغم تغيّر الفصول وتعاقب الأعوام، لم تأتِ الأخبار الّتي توقّعوها.
جولييت موناد لا تزالُ في الشّمال، ولا تزالُ عشيقة الدّوق.
شعر الجميع بخيبة أمل.
بالطّبع، لم يُصدّق أحدٌ أنّ الدّوق قد يكون عاشقًا بها حقًّا.
فهو وريث الأسرة الدّوقيّة الوحيدة الّتي لا تنتمي إلى الدّم الإمبراطوري.
ولكي تكون المرأة سيّدة لتلك الأسرة، كان لا بدّ أن تكون من عائلةٍ أرفع من “موناد”.
لكنّ “كارلايل” لم يُغيّر من سلوكه معها. كان يتعامل معها كما كان يتعامل مع عشيقاته السّابقات.
ولو أنّه أخذها على محمل الجدّ، لكان منحها مكانةً رسميّة، بدل أن يُبقي فتاةً نبيلة في سنّ الزّواج بلا لقبٍ أو صفة.
لكنّ النّاس الّذين لم يكونوا راضين عن “جولييت” بدأوا الآن يُعبّرون عن ازدرائهم لها بسخريةٍ ووقاحة.
“أتعلمون؟ الكونتيسة تملك موهبةً سحريّة.”
“كيف تكون بهذه السّطحيّة؟”
“ربّما تظاهرت بأنّها مهذّبة، وهكذا كسبت وُدّ الدّوق.”
لم يظنّ أحدٌ أنّها ستُصبح “دوقة الشّمال”.
و”جولييت” كانت تُوافقهم الرّأي.
فعلى عكس أوهام الكثيرين، لم تكن “جولييت” تعتقد يومًا أنّها ستتزوّج بـ”لينوكس كارلايل”. فهي، أكثر من يعرف حقيقته.
كانت تعلم جيّدًا، أنّه في اللّحظة الّتي يُصبح وجودها غير ضروري، فإنّه سيتخلّى عنها دون تردّد.
“يا إلهي، من هذه؟!”
فجأة، ساد الهمس والضّجيج عند مدخل المعبد، وظهرت امرأةٌ تتقدّم مجموعة من النّاس بخطًى واثقة.
وبوجهٍ مفعمٍ بالحيويّة، حيّت “جولييت” قائلة:
“مرّ وقتٌ طويل، آنسة جولييت.”
كانت الأميرة “بريسيلا”.
شعرت “جولييت” بعداءٍ واضحٍ في نبرة صوتها،
لكنّها مُتظاهرةً بعدم ملاحظة شيء.
كانت “الأميرة بريسيلا”، ابنةُ أخ الإمبراطور.
ولأنّ العائلة الإمبراطوريّة لم يكن فيها فتيات، فقد كانت هي المدلّلة لدى الإمبراطور، ومِن ثمّ نالت لقب “أميرة” في المجتمع الأرستقراطيّ.
لكنّ شهرتها لم تقتصر على ذلك، بل كانت أوّل فتاةٍ ترقص مع “لينوكس كارلايل” في أول حفلٍ إمبراطوري حضره قبل عشر سنوات.
‘كم كان ذلك مبكّرًا!’
ففي ذلك الحين، لم تكن “بريسيلا” قد تجاوزت الخامسة عشرة من عمرها.
ومنذ ذلك اليوم، وقعت في حبّ الدّوق الّذي يكبرها بأربع سنوات، وبدأت تُلحّ على الإمبراطور مرارًا وتكرارًا،
طالبةً منه أن يُرسل عرض زواجٍ إلى “كارلايل”.
أربك هذا الطّلب الإمبراطور لبعض الوقت،
فزواج “لينوكس كارلايل” من ابنة أخيه كان يعني توسيع نفوذ الدّوقيّة الشّماليّة الّتي كانت تُشكّل تهديدًا بالفعل.
لكن، في الوقت نفسه، رفض الطّلب علنًا كان ليُعدّ إهانةً للعائلة الإمبراطوريّة.
وفي نهاية المطاف، وبسبب إصرار “بريسيلا”،
انتشرت شائعاتٌ بأنّ عرض الزّواج قُدِّم باسم العائلة الملكيّة.
ثمّ قالت “جولييت” بابتسامةٍ هادئة:
“أعلم أنّني تأخّرت، لكنّني أُبارك لكِ على خطوبتكِ، أيتها الأميرة.”
فأجابت “بريسيلا” بسخرية:
“لا بأس. بما أنّكِ تعيشين في منطقةٍ ريفيّة، فمن الطّبيعي أن تصلكِ الأخبار متأخرة.”
كلماتها كانت مليئةً بالأشواك، لكن “جولييت” لم تُظهر سوى ابتسامةٍ باهتة. فكلّ شيءٍ له حدّ، حتّى اللّباقة الزّائفة.
فمنذ نصف عام، كانت “بريسيلا” قد خُطبت إلى “الكونت كاسبر”، أحد أقارب العائلة الإمبراطوريّة.
نظرت “جولييت” إلى الشّاب الواقف بجانب “بريسيلا”، الّذي كان يُحدّق بها علنًا وكأنّه يُقيّمها. ومن خلال تعابير وجهه المليئة بالازدراء وثيابه الفاخرة، فقد عرفت أنّه “الكونت كاسبر”.
ليس خيارًا سيّئًا للأميرة بريسيلا.
فـ”كاسبر” هو الابن المُتبنّى لـ”الماركيز غينيس”، وسيَرِث لقب الماركيز بعد وفاة والده
و”الماركيز غينيس” كان من كبار النّبلاء الّذين يحكمون جنوب الإمبراطوريّة.
ثمّ قالت الأميرة بابتسامةٍ مصطنعة:
“على كلّ حال، لا بأس. بما أنّنا التقينا بهذه الطّريقة، فلماذا لا نتمنَّ أمنيةً معًا؟”
فجأةً، أمسكت “بريسيلا” يد “جولييت”، ثم شبكت ذراعيهما واقتادتها إلى المذبح بإصرار، وكأنّهما صديقتان قديمتان.
“لم نرَ بعضنا منذ وقتٍ طويل، لذا أُريد أن أشعل شمعةً من أجل الآنسة موناد!”
وبتعبيرٍ ودودٍ على وجهها، أخرجت “بريسيلا” قطعةً ذهبيّة.
طَنين!~
سقطت القطعة الذّهبيّة من يدها على الأرض.
“يا إلهي!”
كان من الواضح أنّها أسقطتها عمدًا.
ثمّ قالت متصنّعةً الحرج:
“عذرًا، لقد انزلقت من يدي. جولييت، هل يمكنكِ أن تلتقطيها من أجلي؟”
وأثناء حديثها، وضعت قدمها برفقٍ فوق القطعة الذّهبيّة.
“لا بأس، أليس كذلك يا جولييت؟ فنحن صديقتان!”
عندها فقط، أدرك الحاضرون ما تنوي “بريسيلا” فعله، فـانفجر بعضهم ضاحكًا، مترقّبين كيف ستتصرّف “جولييت”.
نظرت “جولييت” إلى قدم “بريسيلا” الّتي تسحق بها القطعة الذّهبيّة.
كانت هذه إحدى حِيَل “بريسيلا” القديمة: طريقةٌ لإذلال عشيقات “الدّوق” في العلن، تجبرهنّ على الرّكوع والتّصرّف كما تريد.
لكنّ “جولييت” لم تَحمَرَّ خجلًا، ولم تُصَبْ بالارتباك.
على ما يبدو، فقد نسيت “بريسيلا” تمامًا من تكون “جولييت موناد”.
رغم أنّ عائلة “موناد” لم تعُد في أوج مجدها،
إلّا أنّها واحدةٌ من العائلات الّتي ساهمت في تأسيس الإمبراطوريّة.
وعلى الرّغم من أنّ “جولييت” عاشت في الشّمال طوال السّنوات الماضية، فقد نشأت في العاصمة، وكانت معتادةً على مثل هذه التّفاهات.
الجميع أرادوا أن يروها مُحرجةً ومهزومةً، لكن حتّى لو أنّها اختارت الشّخص الخاطئ في الماضي، فهي لم تكن حمقاء.
بدلًا من أن تحمرّ خجلًا، ابتسمت “جولييت” بهدوء.
“جولييت” لم تكن فتاةً ساذجة وقعت في الحبّ وعلّقت آمالها على رجلٍ واحد.
‘لستُ ساذجةً إلى درجة أن أبكي بسبب شيءٍ كهذا.’
والأهمّ من ذلك، أنّ “جولييت موناد” كانت في مزاجٍ سيّئٍ هذا اليوم.
“ما الّذي تفعلينه؟ هيا، التقطيها يا جولييت!”
ألحّت “بريسيلا” مجدّدًا.
في العادة، وبما أنّ “جولييت” لا تحبّ المتاعب، لكانت تجاهلت الموقف ببساطة.
لكن عندما نظرت إلى الأميرة ورأت بريق الخبث في عينيها، اكتفت بابتسامةٍ هادئة وقالت:
“لديّ فكرةٌ أفضل، يا أميرة.”
“فكرةٌ أفضل؟”
عندها فقط، ارتسمت علامات الحيرة على وجه “بريسيلا”.
طَنين~ طَنين~ طَنين!~
بصوتٍ رنّانٍ بهيج، سقطت عشرات القطع الذّهبيّة من يد “جولييت” على الأرض.
اتّسعت عينا “بريسيلا” صدمةً.
أمّا “جولييت”، فلم تُبالِ، بل رمت كلّ ما في حوزتها من ذهبٍ على الأرض، ثم قالت:
“لقد نسيتُ أن أُقدّم لكِ هديّة التّهنئة.”
“ماذا تفعلين؟ ما هذا بحقّ…”
ضحكت “جولييت” بخفّة، ثمّ تابعت:
“مُباركٌ لكِ على خطوبتكِ، يا أميرة.”
ثمّ أعادت كلمات “بريسيلا” إليها بنفس النّبرة:
“أوه، يداي تنزلقان بسهولةٍ هذه الأيّام… لكنّنا صديقتان، أليس كذلك؟ لن تغضبي من هذا، صحيح؟”
وفـي تـلـك الـلّحـظـة، سـاد صـمـتٌ تــامّ داخـل الـمـعـبـد.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 3 2025-04-19
- 2 - سـبـبُ الانـفـصـال 2025-04-17
- 1 - مـقـدّمــة 2025-04-17
التعليقات لهذا الفصل " 3"