أدارت تاليا نظرها ورأت امرأة في منتصف العمر ذات ملامح صلبة، فاستقامت بجذعها.
ضغط باركاس على كتفيها برفق وأدار رأسه لينظر إلى المرأة.
نظرت المرأة إلى تاليا بنظرة فاحصة ثم انحنت بأدب.
“مرحبًا بعد غياب، سيدي الشاب.”
كان صوتها دافئًا، على عكس مظهرها المتجهم.
أضافت المرأة بنعومة:
“أمر الدوق الكبير بإحضار السيد الشاب إلى غرفته على الفور.”
“أخبريه أنني سآتي قريبًا.”
رد باركاس بهدوء ونظر إليها بنظرة هادئة.
“حسنًا، سأغادر الآن.”
“انتظر… ألا يجب أن أذهب معك؟”
“يمكنكِ زيارته لاحقًا، سموكِ. سأشرح له الأمر، فلا تقلقي.”
ثم غادر الغرفة دون أن يعطيها فرصة للاحتجاج.
حدقت تاليا في الباب المغلق بذهول، ثم نزلت من السرير وتمايلت نحو النافذة.
عبر النافذة الزجاجية الشفافة، رأت منظر مدينة كالمور بأكمله.
المدينة المحاطة بالأسوار، والقرى الصغيرة والكبيرة الممتدة وراءها، والمراعي الخضراء… دفعت إطار النافذة جانبًا، فهبت نسمة باردة وجفّت وجهها.
نظرت إلى السهل الذي يلامس السماء الزرقاء، ثم أدارت رأسها عندما سمعت صوتًا غريبًا يتردد من بعيد.
رأت غابة من أشجار البتولا البيضاء تتلألأ عند سفح التل.
فجأة، اجتاحتها مشاعر غامضة، لا تعرف إن كانت حماسًا أم خوفًا.
‘هنا المكان الذي سأعيش فيه من الآن فصاعدًا.’
أخذت نفسًا عميقًا.
ملأت رئتيها رائحة الريح الباردة والجافة التي كانت تنبعث خفيفًا من جسد باركاس.
في تلك اللحظة، علمت أنها ستحب هذه الأرض.
************
جلس لوكاس على كرسي وهو يتكاسل، ينقر الأرض بقدميه.
نظرت إليه أخته الصغرى، لينا، التي تصغره بسنة، بنظرة غاضبة وهي تصيح:
“إذا عوملتُ كطفلة قليلة الأدب بسببك، فستتحمل المسؤولية!”
“ألستِ بالفعل طفلة قليلة الأدب؟”
طارت وسادة محشوة بريش الإوز نحو وجهه.
كانت لينا قد قضت ساعات في تجديل شعرها الكثيف بعناية، وارتدت مجوهرات والدتها المتوفاة وثوبًا حريريًا تقليديًا لشعب الكان، وكل ذلك بنية إثارة إعجاب أخيها الأكبر.
لكنها لم تتمكن حتى من تبادل كلمة معه، ولم تحظَ بنظرة منه.
ألقت لينا كل اللوم على أخيها الأكبر بسنة.
“الأخ باركاس تلقى تعليمًا كالأمراء في العاصمة! إنه نبيل بين النبلاء، بارع في آداب القصر الإمبراطوري! كيف تتجرأ على استخدام لغة العوام أمام شخص مثله؟”
“نبيل بين النبلاء؟ هذا هراء.”
نهض لوكاس من كرسيه فجأة.
“ألم ترَ؟ كيف تجاهل الجميع الذين انتظروه لأيام دون أن يحييهم حتى؟ هل هذه هي آداب القصر؟”
“ذلك لأنك أغضبته أولاً!”
“وماذا فعلتُ لأغضبه؟”
وقف لوكاس من كرسيه وهو يزفر غضبًا.
“كل ما أردته هو رؤية وجه تلك المرأة! ألم تكوني فضولية بشأنها أيضًا؟”
“لا أهتم بوجه تلك المرأة على الإطلاق!”
ألقت لينا بالمجوهرات اليشمية التي كانت تتدلى من عنقها، ورفعت عينيها البنيتين الحادتين.
“لماذا أريد رؤية وجه تلك المرأة الوضيعة التي لطخت شرف أخي؟ من الواضح أنها تشبه أمها الوضيعة!”
“…ألم تطلبي مني ألا أتحدث كشخص قليل الأدب؟”
“قلتُ لك أن تكون حذرًا أمام الأخ باركاس!”
فكت لينا شعرها المجدول بعنف، وأضاءت عيناها ببريق.
كانت بشرتها، التي اسمرّت بسبب ركوب الخيل يوميًا منذ سن السادسة، وأطرافها الطويلة تجعلها تبدو كفتى وسيم عندما لا تتزين.
خلعت لينا معطفها المطرز الفاخر وجلست متربعة على السرير.
“اسمع جيدًا. لا تعامل تلك المرأة بقلة احترام أمام الأخ. إذا أسأتِ إليها علنًا، سيبدأ أخونا البريء بالشفقة عليها! وعندها، سنصبح نحن الأشقاء الأشرار!”
“بريء؟”
تمتم لوكاس بدهشة.
تجاهلت لينا كلامه وواصلت خطابها الطويل:
“لذا، يجب أن نضايقها بسرية تامة! إذا استفزناها قليلًا، ستركض إلى أخينا لتشكو منا. عندها، ستصبح هي المرأة الشريرة التي تتحدث بالسوء عن أشقائها الأبرياء والمحبوبين، ونصبح نحن الأشقاء المساكين!”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 76"