“لوسي!”

 

جاء الرد على الفور من الجانب الآخر أيضًا.

 

وقفت هناك سيدة كبيرة في السن ، تُدعى السيدة تريانا ، بتعبير لم تتخيله أبدًا أنها ستلتقي لوسي.

 

“أوه! إنها لوسي حقًا “.

 

بعد فحص وجه لوسي عدة مرات ، تراجعت عيناها المتجعدتان ، تقدمت السيدة تريانا إلى الأمام وأمسكت يدها. قامت لوسي أيضًا بشبك يدها بوجه سعيد.

 

وقف فيليكس وآركيل ، جاهلين بالظروف ، أمام لقاء الترحيب بين الشخصين ، وظهر على وجهيهما تعبير فارغ. أركيل ، الذي كان يراقب الاثنين ، فتح فمه أخيرًا.

 

“هل أنتما الاثنان تعرفان بعضكما ؟”

 

“بالطبع!”

 

أجابت السيدة وهي تربت على ظهر يد لوسي.

 

ثم أخذتها إلى طاولة الشاي وجلست. بدا الأمر طبيعيًا كما لو كان قد زارت مكتب آركيل عدة مرات.

 

“عاشت في ملكية ابن أخي ، بارون كونور. قبل سنوات ، سافرنا معًا. منذ ذلك الحين ، أصبحت مريضه ولم أتمكن من الاهتمام بالعمل خارج المنزل ، وانقطعت الأخبار. حتى عندما كانت صغيرة ، اعتقدت أنها ذكية ، لكنني لم أكن أعرف أنها أتت إلى شينوميوم ! “

 

السيدة ما زالت لا تستطيع إخفاء فرحتها ، كما أوضحت لـ آركيل .

 

“ثم الطفل الذي أخبرتني أن أقابله اليوم ….؟”

 

عندما سألت السيدة ، نظرت إلى آركيل ، أومأ برأسه.

 

“نعم إيفلين. كنت أتحدث عن لوسي كينان “.

 

بدت لوسي والسيدة سعداء برؤية بعضهما البعض بعد وقت طويل ، وكانا مشغولين بسؤال بعضهما البعض عن مدى جودة أدائهم ، كما لو أنهما قد نسيا تمامًا وجود فيليكس وأركيل ، اللذان كانا يقفان في الجوار.

 

تحرك أركيل على عجل ، ووضع الغلاية على المدفأة وبدأ في غلي الماء. في العادة ، كان مترددًا حتى في تنظيف أنبوب القط ، لكن لسبب ما بدا أنه يجتهد في خدمة الضيف.

 

“أحيانًا أسأل كولين عن سيدتي ، لكنه يقول إنه لا يعرف الكثير”.

 

“في ذلك الوقت ، كنت أضعف من أن أسافر ، لذلك كنت مقيدة في العاصمة. كما هو متوقع ، عمري لا يكذب. لقد مر وقت طويل منذ أن زرت الشرق وقد مر وقت طويل منذ أن تواصلت مع بارون كونور. كيف حال الجميع؟”

 

“نعم ، كل من البارون والبارونة يتمتعون بصحة جيدة.”

 

أجرت لوسي وسيدة تريانا بعض المحادثات الودية.

 

“لكن لم يكن لدي أي فكرة أنكِ كنتِ على دراية بالسيد أركيل.”

 

“لقد كنا أصدقاء منذ الطفولة.”

 

“ذهبنا إلى الأكاديمية معًا.”

 

بناءً على كلمات لوسي ، أجابت السيدة وآركيل بالتناوب. نظر فيليكس ، الذي كان يستمع بصمت إلى المحادثة ، إلى آركيل بتعبير متفاجئ. لأنه لم يتخيل أبدًا أنه سيكون لديه أصدقاء.

 

ومع ذلك ، بينما كان يراقب لفترة أطول قليلاً ، عرف آركيل ، الذي كان يعتقد أنه غريب الأطوار ، كيف يعتني بالناس ، ويبدو أن السيدة تريانا ، التي تنضح بطاقة لطيفة من وجهها المتجعد ، تتماشى معه جيدًا.

 

“…… لهذا السبب قبلت بكل سرور طلب آركيل لدعم طالب محتاج.”

 

قالت بعد أن تناولت رشفة من الشاي بحركاتها اللطيفة التي أحضرها صديقها الفظ سالم .

 

“هذه أنتِ ، لوسي ، لذلك أنا أكثر استعدادًا.”

 

“أنا ، لكن …”

 

فتحت لوسي فمها بتعبير مضطرب.

 

“في الواقع ، قبل بضعة أسابيع ، تلقيت بالفعل رعاية من شخص آخر.”

 

في ذلك الوقت ، حك أركيل ، الذي وضع الغلاية مرة أخرى ، جبهته ونظر إلى الوراء.

 

“أنا آسفة ، لقد أزعجتكِ. أنا متأكدة من أنني أخبرت السيد آركيل ، لكني أعتقد أنه لم يسمعني “.

 

“من الواضح ، إذا كان آركيل . لا بد أنه كان يتحدث ولا يستمع إلى ما يقوله الآخرون “.

 

ردت بشكل عرضي وكأنها تستطيع فهمها.

 

“إذن من يدعمكِ؟”

 

سأل أركيل.

 

“والدي ، دوق بيرج.”

 

عندما أجاب فيليكس بدلاً من ذلك ، فتح آركيل فمه قليلاً.

 

“دعم دوق بيرج؟ لم يكن هذا من شأني “.

 

تمامًا مثل أي شخص آخر ، نظر إليها آركيل مليئة بالثقة بمجرد أن سمع اسم “بيرج”.

 

“برعاية دوق بيرج ، لا داعي للقلق. لا يوجد مؤيد آخر قوي ماليًا في هذه الإمبراطورية “.

 

أومأ آركيل برأسه بتعبير راضٍ ، وكانت السيدة مشغولة بالنظر إلى وجه فيليكس وعيناها مفتوحتان على مصراعيها.

 

“ابن دوق بيرج؟ ومن بعد…….”

 

“إنه الأمير فيليكس بيرج. عامه الثالث في هذه الأكاديمية “.

 

عندما قدم آركيل فيليكس بأدب ، ردت السيدة بابتسامة ترحيبية ، وكأنها تعرفه بالفعل.

 

“أنا أيضًا على دراية بماركيزة إيفرين. حتى الآن ، في الأيام التي أكون فيها في حالة جيدة ، أذهب إلى الاجتماعات التي ينظمها الماركيزة “.

 

غالبًا ما كانت جدة فيليكس من أمه ، ماركيزة أوف إيفرين ، تعقد اجتماعات اجتماعية للنساء النبلاء. نتيجة لذلك ، عندما كان صغيرًا ، غالبًا ما كان يرى العديد من السيدات النبلاء يتجمعن في قاعة الولائم عندما كان يقيم في قصر ماركيز لفترة من الوقت.

 

“ربما قابلت الأمير عندما زرت ماركيزة إيفرين.”

 

قالت السيدة تريانا بابتسامة كريمة.

 

مواء. 

 

في تلك اللحظة ، نهض القط ، الذي كان ملتف بهدوء في زاوية المكتب ، وأطلق صرخة مسترخية. توقف الأربعة عن الكلام وأداروا رؤوسهم إلى مصدر الصوت.

 

“بروتوميلوس!”

 

اقترب آركيل على عجل وعانق القط .

 

“بروتوميلوس؟”

 

نظرت السيدة تريانا إلى المشهد بوجه لا يختلف كثيرًا عن تعبير فيليكس بعد سماع الاسم.

 

“أوه.”

 

هزت رأسها في سخط وهي تراقب آركيل وهو يحك بطنه بلطف كما لو كان لتهدئة القط.

 

“برؤية آركيل ليود وهو يعانق القط ويمسه ، لا بد أن الوقت قد حان لكي أموت. يبدو أن لديك الكثير من المودة لذلك ، هل يمكنني حقًا أن آخذه؟ “

 

عند سؤال السيدة ، عبس آركيل ورفع رأسه. تحدث بنبرة كريهة.

 

“ما الذي تتحدثين عنه؟ هل تعتقدين أنني سأكون حزينًا بدون هذه القط ؟ “

 

بعد ذلك ، التقط القطة على الفور وتوجه إلى السيدة تريانا.

 

“لا يهمني إذا تركني قط .”

 

هزت السيدة تريانا كتفيها وربت بلطف على رأس القط .

 

“نعم ، إذن. سآخذ هذه القط “.

 

“إنه بروتوميلوس.”

 

صحح آركيل الاسم ، لكن السيدة تريانا نهضت من مقعدها متجاهلة ما سمعته.

 

“يجب أن تعطيه اسمًا لطيفًا بدلاً من اسم غريب الأطوار مثل هذا.”

 

“هل سترحلين بالفعل؟”

 

بطريقة ما ، سأل آركيل بوجه حزين.

 

“سأذهب إذن.”

 

ارتدت السيدة تريانا شالًا تركته متظاهرة بأنها في عجلة من أمرها. سارعت لوسي ، التي كانت تجلس في الجهة المقابلة لها ، وساعدتها.

 

الآن بعد أن غادر القط المكتب ، لن يضطر فيليكس ولوسي لرعاية القط بعد الآن.

 

ألقى فيليكس نظرة على لوسي للخروج من هنا. أدركت لوسي تلك النظرة وأومأت برأسها بسرعة.

 

“حسنًا ، أراك لاحقًا. آركيل. “

 

بعد التحية ، غادر الثلاثة آركيل ، الذي كان له تعابير غريبة في المكتب وخرجوا إلى الردهة. في اللحظة التي أغلق فيها فيليكس الباب ، بدا أن نظرة آركيل الحزينة تتابع الفجوة.

 

غادر الثلاثة المكتب ونزلوا معًا إلى الصالة في الطابق الأول.

 

“على أي حال ، لوسي ، من الجيد رؤيتكِ مرة أخرى. أنا فخورة بأنكِ نشأتِ بشكل رائع وأنكِ أتيتِ إلى أكاديمية مرموقة “.

 

تحدثت السيدة تريانا إلى لوسي بنظرة دافئة كما لو كانت تنظر إلى حفيدتها.

 

“لقد مر وقت طويل منذ أن التقينا ، لكن من المؤسف أن نضطر إلى الانفصال قريبًا. أريد أن أدعوكِ إلى عيد الشكر القادم ، لوسي؟ “

 

سرعان ما أخبرت السيدة فيليكس أيضًا.

 

“بالطبع ، قد يأتي الأمير أيضًا”.

 

ردت لوسي بابتسامة مشرقة.

 

“أريد أن أذهب إلى منزلكِ بعد وقت طويل.”

 

فيليكس ، الذي رأى السيدة التي أحبت لوسي كثيرًا ، قبل الدعوة بسهولة. آمل أن أسمع الكثير عن طفولة لوسي من السيدة .

 

بحلول الوقت الذي وصلوا فيه إلى القاعة بهذه الدعوة.

 

فجأة ، سمعوا شخصًا يناديهم واندفع إلى أسفل الدرج.

 

“أنتظري دقيقة! أنتظري!”

 

كان آركيل. يركض بسرعة لدرجة أنه لم يظن أنه يتحرك بساقيه العجوزين وتوقف أمامهما.

 

ثم أخذ القط مباشرة من السيدة تريانا.

 

“لا يمكنكِ أخذ بروتوميلوس.”

 

قال وهو يمسك القط بشدة بيديه المرتعشتين. نظر الثلاثة إليه بعيون حائرة. لكنه أدار عينيه بنظرة اللامبالاة.

 

“بقدر ما أستطيع أن أرى ، هذا الرجل ليس لديه قوة! لا يمكنه فعل أي شيء سوى الأكل والتبرز. إيفلين ، بغض النظر عن مقدار تدريبها ، فإن هذا اللقيط لا يستطيع الإمساك بالفأر “.

 

عند سماع هذا ، انفجرت السيدة تريانا في النهاية بالضحك.

 

” آركيل ، مازلت كما كنت صغيراً؟”

 

قالت.

 

“قل لي بصراحة إذا كنت ترغب في ذلك! لم يكن لدي أي نية لأخذ هذه القط في المقام الأول “.

 

ثم أبعدت جسدها عنه دون أي ندم. أخبرت فيليكس ولوسي.

 

“إذن دعوني أرسل إليكما دعوة رسمية قريبًا.”

 

“أي دعوة؟”

 

سأل آركيل بوجه فضولي ، لكن السيدة تجاهلت ذلك برفق وغادرت القاعة بسلوكها الرشيق.

 

* * *

 

وصلت دعوة السيدة تريانا إلى السكن في اليوم التالي.

 

اكتشف فيليكس ، الذي كان يتحقق لمعرفة ما إذا كانت لوسي قد تلقت الدعوة ، أن هناك شخصًا آخر قد تلقى الدعوة إلى جانبهم. كان كولين.

 

بالطبع ، لم يكن فيليكس سعيدًا بالأخبار على الإطلاق ، لكنه لم يستطع مساعدتها لأن كولين كان حفيد السيدة تريانا. لا يسعه إلا أن ينزعج .

 

ستكون مثالية بدون هذا الطفل.

 

أصيب فيليكس بخيبة أمل كبيرة. بعد

قراءة محتويات الدعوة مرة أخرى ، شعر أكثر من ذلك.

 

ذلك لأن الدعوة لم تتضمن العشاء فحسب ، بل تضمنت أيضًا دعوة للمبيت في قصر السيدة تريانا.

 

═══∘ ° ❈ ° ∘═══

 

ترجمة : اوهانا 

 

انستا : Ohan.a505

 

الواتباد : Ohan__a505