「إذا كانَ هُناكَ شيء تُريدينَ قوله، فقوليه فحسب.」
「أنا أشعرُ بالملل و الإحباط.」
تحوّلَ نظره، الذي كانَ مدفونًا في الوثائق طوالَ الوقت، أخيرًا إلى كانارين. كانت تتحدث و كأنها انتظرت منهُ أن يُبادرَ أولًا، مما جعلها تبدو و كأنها تحملت الأمر بصبرٍ طويل.
وضعَ يوليف قلمهُ جانبًا. أما كانارين، التي كانت تدورُ حوله مثلُ نحلةٍ تبحثُ عن العسل، فقد أسندت وجهها إلى الطاولة.
「لم تتحرك مُنذُ أكثرَ من ساعة. ماذا تفعل؟ تستمتع بِكُل شيءٍ بمفردك؟」
مُنذُ اليوم الذي تحدثَ فيه يوليف معها بلُغة الهويرا، أصبحَ صوتُ كانارين أكثرَ انفتاحًا. كانَ واضحًا أنها فتحت قلبها له.
كُلما سنحت لهُ فرصة للراحة، كانَ يستمع إلى ثرثرتها، و كأنهُ يشعرُ بالأسف على ما تحمّلتهُ من كبت طوالَ ذلكَ الوقت.
أو رُبما، على العكس، كانت تُثرثرُ هكذا لتخفيف إحساسها بالإحباط المُتراكم.
「أنا أعمل.」
عندما كانَ يوليف يتحدثُ إلى كانارين، كانَ يتعمدُ استخدام لُغة الهويرا. كانَ ذلكَ ليمنحها و لو قليلًا من الإحساس بالاستقرار.
و كانَ كذبًا أن يقول إنهُ لا يستطيعُ سوى نطق العبارات البسيطة فـمهاراته في لُغة الهويرا كانت مُتقنة للغاية.
「إذن، أُريدُ أن أعمل أيضًا.」
「لن يكونَ مُمتعًا.」
「إنهُ أفضل من البقاء بلا شيء أفعله!」
「حسنًا. اجلسي هُناك.」
أمسكت كانارين بكرسي و جلست عليه بحماس. قامَ يوليف بتقليب بعض الأوراق على مكتبه، ثُمَّ اختارَ واحدة مُناسبة و سلّمها إليها.
لكن بـِمُجرد أن رأت كانارين الصفحة، حيثُ كانت الحروف السوداء تملأُ الورقة البيضاء بكثافة، أصابها الذعر. تجاهلَ يوليف نظرةَ الرعب على وجهها و تظاهرَ بعدم ملاحظتها، ثُمَّ قالَ بهدوء:
「أردتِ العمل، صحيح؟ إذن، تفضلي.」
「لكن… هل يُمكِنُكَ إعطائي شيئًا آخر من فضلك؟」
「هذهِ الورقة تحتوي على أقل عدد مِنَ الكلمات.」
「كاذب! يوليف كاذب.」
ضربت كانارين الطاولة بكلتا يديها و انتصبت غاضبة، زفرَ يوليف تنهيدةً طويلة.
وضعت كانارين يدها على ذقنها بإحباط، ثُمَّ أمسكت الورقة التي كانَ يقرأُها بيدها الأُخرى وراحت تُلوّح بها في الهواء.
لكن، للأسف، كانَ ما قالهُ يوليف صحيحًا. مُقارنةً بالوثائق التي أمامه، كانت الورقة التي أعطاها لها تحوي الكثير من الفراغات التي يُمكِنُها حتّى الرسم عليها إن أرادت.
تأملَ يوليف تعابير وجهها، و في عينيه لمعت ابتسامة خفيفة.
「هل ترغبينَ في تبديلها بورقتي؟」
「لا، لا! سأُكمل بـهذهِ. تُعجِبُني هذه.」
عدّلَ يوليف نظارته بهدوء، ثُمَّ عادَ للتركيز على وثائقه مُجددًا.
التقطت كانارين قلمها على مضض، لكنها لم تكُن واثقة من قُدرتها على قراءة الحروف بمهارة. علاوةً على ذلك، لم تكُن مُرتاحةً لفكرة الخربشة على هذهِ الأوراق بالقلم كما يفعلُ يوليف.
بالرغمِ من أنها تولّت بعض مهام والدتها في بعض الأحيان، إلا أن ذلك كان مُمكنًا فقط لأنها كانت أعمالًا تخصُ قريتها، و التي تعرفها جيدًا. أما شؤون دوقية يوليف، فلم يكُن بإمكانها التعاملُ معها بمُفردها.
في النهاية، وضعت كانارين قلمها جانبًا، ثُمَّ انهارت على الطاولة احتجاجًا. تناثرَ شعرها المُبعثر فوقَ سطح الطاولة، و كأنهُ سُحُبٌ بيضاء مُتموجة.
من خلالِ نظارته، وصلت عينا يوليف إلى أطراف خصلات شعرها.
كانَ شعرها طويلًا للغاية و سميكًا، و أطرافهُ باهِتة تمامًا، بيضاء كريش الطيور.
بحركة هادئِة و محسوبة، رفعَ يوليف خصلةً من شعر كانارين بيده، ثم قال:
「ماذا لو لامسَ الأرض؟」
「أريد أن أربطهُ أو أجدّله، لكن لا يوجد شيء مُناسب. هل يجِبُ أن أقصهُ فحسب؟ يوليف، هل سبقَ لك أن قصصت الشعر من قبل؟」
رفعَ يوليف حاجبهُ قليلًا قبلَ أن يردّ بهدوء:
「أليسَ من المؤسف قصّه؟」
「سينمو مُجددًا. آه، و أحتاجُ أيضًا إلى تقليمِ ريش جناحي…」
تمتمت كانارين بينما كانت مُستلقية على الطاولة، و كأنها تتحدثُ إلى نفسها أكثر مما كانت تتحدثُ إليه.
في تلكَ اللحظة، خطرت في ذهن يوليف صورة جناحيها، اللذين كانا يتلألآن كالشمس في سماء الليل.
لا بُدَّ أنهُ أمرٌ مُحبِط أن تكونَ لها أجنحة قوية و ضخمة، و معَ ذلك لا تستطيعُ الطيران بحرية.
كانَ من الطبيعي أن يبقى هوَ حبيس مكتبه أو مُختبره لساعاتٍ طويلة، لكنهُ أدركَ أن الأمرَ بالنسبةِ لها مُختلف تمامًا.
تنهدَ بصمت، ثُمَّ وضعَ قلمه جانبًا و نزع نظارته.
「هل ترغبين في التجول في الحديقة؟」
「لكن ألم تقُل أنكَ تعمل؟」
「يبدو أنَّ ضجر و إحباط شخصٍ ما قد بدأَ بالانتشار.」
「لنذهب الآن!」
「انتظري. لا يُمكِنُكِ الخروج هكذا فحسب.」
كانت كانارين على وشك الركض نحوَ الباب بحماسة، لكنَ يوليف أمسكَ بها بلُطف، مانِـعًا إياها من المُغادرة بهذهِ السهولة.
كانت ترتدي فستانًا رقيقًا و بسيطًا، أقربُ ما يكون إلى ثوب النوم، و هذا ما أزعجه. فقد كانت بشرتُها الشاحِبة و الرقيقة مكشوفةً أكثرَ مما ينبغي.
لم تصل الملابس التي طلبها مساعده بعد، و مِن غير المُرجح أن ترتدي شيئًا من فساتين القصر الإمبراطوري، لأنها ترفضُ تمامًا ارتداءَ أي شيء كانَ يخص ديلتينوس.
فتحَ يوليف باب الخزانة، و التي لم تكُن تحتوي إلا على ملابس رجالية قاتمة. بعدَ لحظة من التفكير، سحبَ عباءته و أحاطَ بها كانارين، مُحاولًا تغطية جسدها قدرَ الإمكان.
「أريد أن أرى البحيرة في الفناء الخلفي.」
كانَ في صوت كانارين فرحٌ لا يوصف. كم سيكونُ رائعًا لو تمكنت من التحدث معَ يوليف بلُغة الهويرا بجانبِ تلك البحيرة، التي تُشبه البحيرة القريبة من قريتها؟ مُجرّد تخيل ذلك كانَ مُمتعًا للغاية.
لكنَ يوليف لم يُجب، إذ كانَ مُنشغِلًا بإصلاح العباءة. لم تستطِع كانارين الانتظار، فتحدثت مُجددًا بنبرة مُتحمسة.
「البحيرة التي أخبرني يوليف عنها، إنها بحيرة اصطناعية!」
عندها فقط، أومأَ يوليف برأسه.
مُبتهجة، تقدمت كانارين و فتحت الباب. و بينما كانَ ينظرُ إلى خصلات شعرها الطويلة المُتدلية، خطرت فكرة في ذِهن يوليف.
فتحَ درج مكتبه.
「يوليف؟ هل أنتَ مشغول جدًا؟ إن كانَ الأمرُ كذلك، فلا بأس إن لم تذهب معي」
「لحظة واحدة فقط.」
أخرجَ يوليف شيئًا من الدرج و وضعهُ في جيبه، ثُمَّ تبعَ كانارين التي خرجت بخطوات خفيفة و كأنها ترقص.
***
كانَ القصر المُنفصل فخمًا، و بالمقارنة معَ القصر الرئيسي القاحل، كانَ أكثرَ إشراقًا و رُقيًّا.
عندَ التجول حوله، تُبهرك جدرانه من الرخام الأبيض النقي و الزخارف الذهبية، التي حُفظت بسحرٍ خاص لمنعها من التلاشي. و عندَ الوصول إلى الجهة الخلفية من المُلحق، تمتدُ بحيرة صغيرة اصطناعية، حُفِرت و مُلِئت بالماء، تُحيطُ بها أزهار نادرة لا تذبل أبدًا.
في الطرف الخلفي من البحيرة، يُمكن للزوار من هُناك رؤية القصر الإمبراطوري كاملًا بنظرة واحدة. نظرًا لقُربه من القصر المُنفصل، و وجود العديد من الأمور المُمتعة حوله، فقد كانَ مُفضل لدى الإمبراطورة، محظيات الإمبراطور، و أفراد البلاط على مر الأجيال.
「الطقسُ رائعٌ اليوم!」
「أرى ذلك.」
لم تكُن كانارين مُتحمسة فحسب، بل كانت في قمة حماسها.
لطالما شعرت و كأنها ستموت تحتَ ذلك السقف الخانق، لذا حينَ رفعت رأسها و نظرت إلى السماء حيثُ تألقت الشمس ساطِعة، شهقت بانبهار.
قبلَ بضعة أيام، حينَ سارت معَ يوليف تحتَ سماء الليل، راودها نفس الشعور، لكن أجواء السماء في النهار و الليل كانت مُختلفة تمامًا.
الرياحُ القادمة من جميع الاتجاهات، عبق الزهور الذي تحمله النسائم، الصوت الخافت للمياه الجارية… كانت كُل هذهِ الأشياء من حولها تُشعِرُها بالحب و الانتماء.
「هذهِ أولُ مرّة مُنذُ لقائي بيوليف أرى فيها هذا الكم من الأزهار المُتفتحة. ما رأيك أنت، يوليف؟」
「هممم.」
「ماذا؟ في الواقع، أنتَ لا تتذكرِ ذلكَ اليوم، أليسَ كذلك؟」
اختلطت ابتسامتهُ الخفيفة بصوتٍ فيه شكوى. سُرعانَ ما فقدت كانارين اهتمامها بيوليف، و انشغلت بالنظر إلى السماء. كانت خديها الوردية المائِلة إلى الحُمرة تبدو ناعمةً و حُلوةً كـفاكهة الخوخ.
‘كيفَ لي أن أنسى اليوم الذي قابلتُكِ فيه؟’
تداخلت ذكرياتُه عن ذلكَ اليوم معَ صورة كانارين و هيَ تمشي و تهمسُ بصوتٍ خافت.
***
(فلاش باك)
مرَّ النسيُم الرطب المُبلل على وجهه. استفاقَ يوليف من أفكاره و ألقى نظرةَ حوله.
قبَل أن يُدرك، كانَ قد خرجَ من القصر الإمبراطوري و وقف على شاطئ البحيرة في الحديقة. تنهدَ داخليًا.
هُنا، مُجددًا.
لقد أصبحت لديه عادة غريبة في الآونة الأخيرة. كُلما تشتتَ انتباهه قليلاً في القصر الإمبراطوري، كانَ يميلُ إلى السير نحوَ شاطئ بحيرة جديدة لم يكُن يعرِفُ عنها شيئًا.
لو كانت مكانُه المُفضل، لـكانَ قد اعتقدَ ذلك، لكنهُ كانَ عكسَ ذلك تمامًا.
كانَ يوليف يكرهُ البحيرات. بالأحرى، كانَ يكرهُ الماء. و لأنهُ كانَ يكرهُ الماء، كانَ يكرهُ البحر و بالتالي كانَ يكرهُ البحيرات. لم يكُن يُحب حتّى النافورات.
كانَ يجِبُ عليه أن ينتهي من التقرير في أقربِ وقتٍ مُمكن و يعود إلى أراضيه. بسبب كثرة ظهوره في المناسبات، تراكمَ العمل بشكلٍ هائِل.
بعدَ أن توصلَ إلى هذهِ الخُلاصة، ابتعدَ يوليف عن البحيرة.
“واو!”
كانت تلك نبرةُ صوتٍ ساطِعة و واضحة. و كانَ لها قوة غريبة تجعلُ أي شخصٍ يشعرُ بالفضول لمعرفة صاحب الصوت.
توجهَ رأسُ يوليف نحوَ الصوت بشكلٍ طبيعيّ.
كانت امرأة ترتدي فستانًا بسيطًا و لكنه مُرتب، تبحثُ في أرجاء الحديقة بشكلٍ محموم. كانَ شعرها يتمايلُ و كأنهُ مزيجٌ مِن الذهب المُذاب. و على الرغم من أنها لم تكُن ترتدي أية أقراطٍ أو قلادة أو حتّى خاتم، كانت المرأة تلمعُ بشكلٍ رائع. بدا أنها مليئة بالحياة و الجمال.
“جميلة؟”
كانَ مِنَ الواضح أن عقلهُ قد اختلَّ عندما دخلَ في هياجٍ سحري في منطقة باردة. تبدّل وجهُ يوليف إلى تجاعيد قاسية، و ظهرت عليه ملامُح العنف.
كانَ يُعرفُ عنه أنهُ لا يُظهر أي اهتمام بالنساء على الإطلاق. حاولَ العديد جذبَ انتباهه، لكن ذلكَ لم يكُن يُحققُ مُبتغاهم، و عادةً ما كانوا يتراجعون. في البداية، لم يشعر بأي شيء أو يتحرك أمام أي امرأة. كانوا مُجرّدَ غُرباء يعبرونَ في طريقه.
لا بُدَّ أن هذا مُجرّدَ وهم. و هوَ ما فكرَ فيه يوليف، بينما أدارَ نظرهُ نحوَ المرأة مرّةً أُخرى، ليشعرُ بذبذبةٍ غريبةٍ في قلبه.
كانت المرأة تنظرُ إلى البحيرة بوجهٍ عابس.
هل كانَ ذلك بسببِ تغيير تعبيره؟ اختفت تلكَ الحيوية التي كانت تعمُها. بدا و كأنها حزينة، كما لو أنها تفتقِدُ شيئًا. أو رُبما كانت تشعرُ بالاستياء تجاه شخصٍ ما.
بدت و كأنها فتاةٌ شابةٌ، لا بُدَّ أنها قد بلغت العشرينَ للتو.
كانَ يوليف، الذي لا يتمتعُ بحساسية مُفرِطة، يعبّر عن تعبير مُعقد على وجهه، كانَ من الصعب فهمه من النظرة الأولى.
و معَ ذلك، كانَ يشعرُ برغبةٍ في الاقتراب قليلًا لرؤيتها بشكلٍ أفضل.
تفاعلَ جسده بِصدق. تحركَ كما لو أنهُ كانَ ينتظرها مُنذُ وقتٍ طويل. اقتربَ منها و يدهُ على صدره. شعرَ يوليف ببعض الحيرة لرؤية جسدهُ يتحركُ بشكلٍ غريزي، و كأنهُ خارِج عن سيطرته.
كانت الخادمه التي جاءت معَ المرأة تحملُ نبرةً باردة و تعبيرًا على وجهها، و كأنها لم تحاول حتّى إخفاءَ كراهيتها تجاه المرأة. رغمَ ذلك، كانت المرأة تتحدثُ بلُطفٍ و حذر معَ خادمتها.
شعرَ يوليف بغضبٍ مُفاجئ، من هيَ هذهِ المرأة حتّى أن خادماتها يتصرفن بلا مُبالاة؟
لم يُدرك يوليف ما فعلهُ إلا عندما شعرَ بنظرات المرأة و الخادمه عليه.
تنهدَ يوليف بصوتٍ هادئ و طويل.
“أ-أعتذرُ يا دوق روبيوس. أنا آسفة لأنني لم أكُن أعلمُ أنكَ كُنتَ تستريحُ هُنا، أسفة جدًا.”
تلعثمت الخادمه في ذعر من الوضع المُفاجئ. لماذا كانَ الدوق، و ليسَ الإمبراطورة، يتجول في هذا المكان؟
سواء انحنت سريعًا أم لا، لم تستطِع كانارين أن ترفعَ عينيها عن يوليف الذي كانَ يقِفُ أمامها.
لم يكُن يكفي أن يُقال إنهُ وسيمٌ فقط. كانت عيناهُ البنفسجيتان الدقيقتان مزيجًا من لونٍ عميقٍ و بارد، مما خلقَ جوًا فريدًا من نوعه. أنفهُ الطويل و النحيف و فكهُ البارز كانا يُشبهان تمثالًا كاملًا. أما الزي الرسمي الذي كانَ يرتديه بنمطٍ غيرِ مُبالغٍ فيه، فقد أبرزَ جسدهُ القوي بشكلٍ أكثرَ وضوحًا.
كانارين، التي نشأت بين قبيلة الهويرا الجميلة و لكنها هشة بعضَ الشيء، كانت مذهولة.
كيفَ يُمكِنُ لشخصٍ أن يكونَ بهذا الجمال المُفرط و معَ ذلك يتسم بهذهِ القوة الطاغية؟
كانَ الجو حولهُ مُختلفًا لدرجة أن كانارين لم تكُن تُدرِكُ أنهُ يُشبهُ ديلتينوس تمامًا.
( كلما ترجمت فصل من ذي الرواية استغرب اكثر من النبذة، يعني يوليف لا بطل مهووس و لا قاسي سوو ما اعرف ليش النبذة مطلعته سيء!)
التعليقات على الفصل "12"
التعليقات