“سيدة أريانا!”

عندما دخلت أريانا غرفة الاستقبال، وقف ثلاثة موسيقيين على عجل. لويس قائد أوركسترا لوبيز، وعازف الكمان روبن، وعازفة التشيلو لوريلاي.

“كيف تسير تدريباتكم؟”

نظرت أريانا إليهم الثلاثة وهي تجلس.

“أنا آسفة لأنني لم أكن منتبهةً مؤخرًا.”

“عن ماذا تتحدثين؟”

لوحت عازفة التشيلو لوريلاي بيدها.

“أعلم أنكِ مشغولة. والأهم من ذلك كله، أنكِ في حب عاطفي مع الدوق الأكبر.”

وبينما قالت ذلك، لمعت عيناها كما لو كانت تتوق لسماع تفاصيل قصتها مع دانتي.

“كل شيء يسير بسلاسة، لذا من فضلك ثقي بنا واتركي الأمر لنا، سيدة أريانا.”

قال قائد الأوركسترا لويس بنبرة جادة.

ابتسمت أريانا ونظرت إلى كل واحد منهم واحدًا تلو الآخر.

بدت غرفة الاستقبال الجميلة بالفعل في قصر الدوق الأكبر أكثر إشراقًا عندما جلس الثلاثة هناك. 

فكرت أريانا: “لويس وروبن ولوريلاي. كان الثلاثة منهم نجوم دار أوبرا لوبيز في حياتي الماضية. كان لويس طويل القامة، هادئ، ولكنه وسيم الوجه وله كاريزما خاصة به، بينما كان روبن فتى لطيف مثل الملاك. كانت لوريلاي تحظى بشعبية خاصة بين المعجبات لجمالها وودها. لقد عدلتُ عن مستقبل الأشخاص الثلاثة الذين كانوا متأكدين من النجاح من خلال انتزاعهم بعيدًا عن دار لوبيز بيدي. سأتحمل المسؤولية الكاملة عن أولئك الذين غيرتُ مستقبلهم. كنتُ مصممةً على منح المزيد من المجد للأعضاء الذين آمنوا بي وتبعوني.”

ابتسمت أريانا بمرح وقالت.

“أشعر بالارتياح عندما تقولون ذلك. ولكن أعتقد أن بعض الأجزاء تتطلب رأيي، أليس كذلك؟”

“في الواقع، هناك جزء من جزء الكمان أود أن أطلب تفسيركِ…!”

كانت هذه هي اللحظة التي تحدث فيها لويس بحذر. سُمع طرق مهذب.

“معذرةً، سيدة أريانا.”

“ما الأمر؟”

تحدث كبير الخدم الذي فتح الباب ودخل بشكل غير متوقع.

“عربة صاحبة السمو قادمة الآن.”

كان بإمكاني سماع روبن ولوريلاي يلهثان لالتقاط أنفاسهما.

“الأميرة!”

أومأت أريانا برأسها مع تنهد صغير عند سماع الكلمة.

لا أحد في المملكة لا يعرف مدى شدة حُمى حُبها الأعمى لدانتي.

“صاحب السمو الدوق الأكبر…”

“لا يزال بالخارج. هل يجب أن أرسل رسالة إلى سموه؟”

“ممم، لا.”

قالت أريانا وهي تقف.

“صاحبة السمو الأميرة هي التي جاءت لرؤيتي، لذلك لا أعتقد أنه من الضروري إزعاج الدوق الأكبر. أنتم الثلاثة، أنا آسفة، ولكن هل يمكنكم الانتظار حتى أرى صاحبة السمو الأميرة؟”

“بالتأكيد، سيدة أريانا.”

“بالتأكيد!”

أومأ روبن برأسه بسرعة بوجه متوتر للغاية. بدا مندهشًا جدًا من كلمة الأميرة.

نظرت أريانا إلى روبن وابتسمت باعتذار.

“والسير روبن.”

“نعم؟”

“هل يمكنكِ من فضلك الانضمام إليّ في التحدث مع صاحبة السمو الأميرة؟ من فضلك.”

“نعم، نعم؟”

فتح روبن فمه ببطء.

“لكن، لكن؟ لا أعرف شيئًا، ولستُ بارعًا في الكلام، لذا سأفسد الجو…؟”

ارتجف روبن كشجرة حور رجراج كما لو كان يظن أن أريانا تطلب منه أن يكون شريك الأميرة في الحديث.

أضافت أريانا شرحًا سريعًا.

“أوه، لا. أنا آسفة. لم أقل ذلك بوضوح. لم أُرِدكَ أن تتحدث… أردتكَ أن تعزف على الكمان.”

اتسعت عينا روبن.

الديكور الداخلي الأنيق والجميل. عازف الكمان يعزف موسيقى عذبة. المضيفة الأنيقة والجميلة. كل شيء في غرفة كبار الشخصيات كان مثاليًا.

أطلقت الأميرة كاتارينا ابتسامةً ساخرةً حادةً من خلف مروحتها.

على الرغم من الزيارة غير المتوقعة، كانت ضيافتها لا تشوبها شائبة.

ألقت كاتارينا نظرةً خاطفةً على المضيفة. وفكرت: “كانت هذه المرأة أريانا لوبيز. كانت الشخصية الرئيسية في الفضيحة التي قلبت العاصمة مؤخرًا. وعلى عكس الفضيحة الفاضحة، كانت ملامح أريانا جميلةً ورقيقةً. بمجرد النظر إلى وجهها، بدت سيدةً نبيلةً لن تتورط في مثل هذه الفضائح أبدًا.”

“مرحبًا، صاحبة السمو. إنه لشرف لي أن أقابلكِ.”

“هل أنتِ صاحبة هذا المنزل؟”

بدلًا من الإجابة، طرحت كاتارينا سؤالًا مباشرًا.

“أنتِ مجرد ضيفة، فلماذا تجلسين هناك وتتصرفين كمضيفة؟”

“كان من السخافة أن تشغل امرأة كانت خطيبة رجل آخر حتى وقت قريب، بلا خجل، المقعد الذي كان من المفترض أن تشغله مضيفة منزل الدوق الأكبر. بسببكِ، وقع دانتي في فضيحة قاتلة.”

فكرت كاتارينا: “كان وجود زير نساء وامرأة مخطوبة بالفعل أمرين مختلفين تمامًا. جلبت أريانا دانتي إلى العالم الأخير، مما أضرّ بشرفه.”

“أعلم أن هذا ليس مكاني، ولكن مُنحتُ الإذن بالتصرف كمضيفة عندما يكون صاحب السمو الدوق الأكبر بعيدًا.”

اتسعت عينا كاتارينا قليلاً. فكرت: “لن يُسلّم دانتي هذه السلطة لامرأة كان يواعدها للتو. إلا إذا كانا مخطوبين.”

“هاه، ما هذا؟ هل تقولين إنكِ قطعتِ وعدًا بالزواج؟”

أغلقت أريانا فمها بدلاً من الإجابة. كما لو كانت خجولة.

ضحكت كاتارينا بحدة على الإيماءة التي كانت أشبه بتأكيد.

“هاه…!”

نعم، كاتارينا، التي كانت قد فتحت مروحتها بالفعل، هزتها بشدة.

“أنتِ مخطوبة بالفعل؟”

فكرت كاتارينا: “متى وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ كان وجود أريانا لوبيز بمثابة صاعقة من السماء. كم كنتُ مندهشة عندما ظهرت فجأة، وغطت عباءتها، وقبّلت دانتي في نادي الجنة. انتشرت شائعات كثيرة عن وجود امرأة لدانتي، لكنه لم يُظهرها هكذا علانية من قبل.”

أرسلت كاتارينا شخصًا لرؤية أريانا على الفور، لكن دانتي ضبطها على الفور، فلم تستطع كاتارينا اتخاذ أي إجراءات لاحقة.

فكرت كاتارينا: “لكن من كان ليصدق أنه في تلك الفترة القصيرة، تطور الأمر إلى وعد بالزواج!”

فتحت أريانا فمها ببطء، ناظرة إلى كاتارينا التي صمتت للحظة من الحرج.

“أعلم أيضًا أن لديّ الكثير من العيوب. إن منصب سيدة قصرٍ فخم كهذا يليق بامرأةٍ ذات معايير وذوقٍ أعلى مني بكثير. مثل…”

غمزت أريانا لكاتارينا وأخفضت بصرها بهدوء.

“مثل جلالتكِ.”

عجزت كاتارينا للحظة عن الكلام. لم تكن تعلم أنها ستُمدح هنا فجأةً.

“هاه. راقيةٌ لهذه الدرجة؟”

مع ذلك، لم تكن الأميرة، التي سيطرت على الدائرة الاجتماعية منذ ظهورها الأول، أن لا تلاحظ هذه الحيلة.

شخرت كاتارينا، 

لكن أريانا تابعت. لمست بنظراتها الفيروزية المنعشة فستان الأميرة برفق.

“أعتذر إن كان من الوقاحة أن أسألكِ هذا، لكن الفستان الذي ترتدينه اليوم جميلٌ حقًا. أعتقد أن ذوق جلالتكِ الرفيع واضحٌ جليًا. النمط تحديدًا…”

أغلقت أريانا فمها فجأةً وعضت على شفتها السفلى بعد قول ذلك.

أكثر ما يُزعج الناس هو عندما يتوقفون عن الكلام في منتصف الجملة. 

لم تستطع كاتارينا كبح جماحها أكثر من ذلك، وحثتها على الاستمرار.

“ماذا؟ لماذا تتوقفين؟ من فضلكِ أكملي.”

“آه. ظننتُ أن التصميم جميل وراقي للغاية… أنا آسفة. هل تجرأتُ على انتقاد زي سموكِ أكثر من اللازم؟”

“ها.”

كاتارينا، التي أطلقت زفرة قصيرة، نفخت نفسها بنشاط.

كان مدح جمال الفستان أبسط المهارات الاجتماعية لكسب الود. كان من المحرج حتى وصفه بالراقي.

ومع ذلك، كان هناك شيء مميز في الفستان الذي ارتدته كاتارينا اليوم.

“فقط في حالة، لا تفكري في البحث عن فستان مماثل في متجر أزياء آخر.”

ردت كاتارينا بحدة ورفعت رأسها قليلاً.

“هذا فستاني الخاص، بالتصميم الذي رسمته بنفسي.”

“هل هذا صحيح؟”

انفتح فم أريانا قليلاً.

بدت الأميرة، المعروفة دائمًا بأخلاقها المثالية، مندهشة تمامًا من تعبيرها.

“هاه.”

شخرت كاتارينا في داخلها.

“أنتِ لستِ غافلة عن الحقيقة.”

كاتارينا حساسة للأشياء الجميلة. بل إنها أحبّت الأشياء الجميلة أيضاً إلى هذا الحد. حتى أن البعض همس بأن كاتارينا وقعت في حب دانتي بسبب مظهره… كان من السخافة أن تُحبّه امرأة تنظر فقط إلى وجهه، ولكن ربما لم يكن ذلك خطأً تماماً. 

“ظننتُ أن أسلوب الرسم مألوف، لذا جربتُ ذلك تحسبًا… كان حقًا عمل سموكِ.”

“أسلوب الرسم؟”

ارتعشت حاجبا كاتارينا.

“هل تعرفين شيئًا عن أسلوبي في الرسم؟”

“نعم؟ بالطبع.”

اتسعت عينا أريانا كما لو أنها سمعت شيئًا واضحًا.

“لقد أعجبتُ كثيرًا بالعمل الذي عرضتيه في مهرجان المؤسسة الأخير. ولدي أيضًا كتالوج سموكِ.”

“الكتالوج؟!”

ارتفع صوت كاتارينا، وقد فقدت كرامتها للحظة.

“كتالوج؟”

كان هذا عمل تخرج كاتارينا من أكاديمية إندي الملكية للفنون الجميلة. كانت كاتارينا موهوبةً تخرجت في المرتبة الثانية في قسم الفنون بأكاديمية إندي للفنون الجميلة. ومع ذلك، كان ذلك مجرد إنجاز في الأكاديمية؛ في هذه الإمبراطورية، كانت مهارات الرسم المتميزة لدى المرأة تُعامل على أنها ليست أكثر من سمة مفيدة.

ولكن من كان ليصدق أن شخصًا ما في هذه الإمبراطورية البعيدة لديه هذا الكتالوج!

“لماذا لديكِ قطعة قديمة كهذه؟! ارميها بعيدًا الآن!”