“نَعَمْ.”
ضَيَّقَ دَانْ تَايْ مُو عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ إِلَى جاي اين. كَانَتْ هِيَ قَدْ أَقَامَتْ ظَهْرَهَا بِصَلَابَةٍ وَأَصْبَحَتْ تُوَاجِهُهُ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.
أَظْهَرَ ابْتِسَامَةً خَفِيفَةً عَلَى شَفَتَيْهِ وَأَلْقَى سُؤَالًا بِرَاحَةٍ.
“لَقَدْ أَمْضَيتي وَقْتًا مُرِيحًا جِدًّا مَعَ حَمَاتكِ. نَعَمْ، مَاذَا قُلْتُمَا بِهَذِهِ الْبَهْجَةِ دُونِي؟”
وَمَعَ ذَلِكَ، لَمْ يَتَوَقَّعْ أَنْ تُجِيبَ جاي اين بِالْحَقِيقَةِ كَمَا هِيَ.
فَإِنَّهَا لَازَالَتْ تَزِنُ بَيْنَ دَانْ تَايْ مُو وَالْمَلِكَةِ، وَتُقَدِّرُ مَنْ يُفِيدُهَا أَكْثَرَ.
لَنْ تَخْتَارَ الْعَدُوَّ وَالْحَلِيفَ إِلَّا بَعْدَ أَنْ تَحْسُبَ الْحَدْسَةَ الْأَخِيرَةَ.
كَانَتِ الْخِيَارَاتُ فِي يَدِ جاي اين، وَلَنْ تَصْدُرَ عَنْهَا خِيَارٌ يَضُرُّ بِهَا.
“قَالَتْ إِنَّهَا سَتَكُونُ عَائِلَةً لِي.”
“عَائِلَةٌ؟”
مَعَ الْجَوَابِ الَّذِي يَحْمِلُ ضَحِكَةً خَفِيفَةً، اخْتَفَتِ الْضَّحِكَةُ مِنْ حَوَافِ عَيْنَيْ دَانْ تَايْ مُو.
مِنْ ذَلِكَ وَحْدَهُ، أَصْبَحَ وَجْهُهُ الْحَانِيْ بَارِدًا فِي لَحْظَةٍ. كَأَنَّهُ شَخْصٌ آخَرُ.
عَائِلَةٌ.
سَأَلَ بِوَجْهٍ خَالٍ مِنَ الْتَّعْبِيرِ وَصَوْتٍ خَشِينٍ. كَانَ الصَّوْتُ قَدْ انْخَفَضَ حَرَارَتُهُ فَجْأَةً.
“فَمَاذَا قُلْتِ؟”
“قُلْتُ إِنَّ الْعَائِلَةَ لَيْسَتْ حَاجَةً أَكْثَرَ.”
نَظَرَ دَانْ تَايْ مُو إِلَيْهَا وَهُوَ يَجَعِّدُ حَاجِبَيْهِ خَفِيفًا.
كَأَنَّهُ يَحْسُبُ إِنْ كَانَ ذَلِكَ حَقًّا أَمْ كَذِبًا. ثُمَّ رَأَى السُّخْرِيَّةَ عَلَى شَفَتَيْهَا فَتَجَعَّدَ حَوَافِ حَاجِبَيْهِ.
أَكْمَلَتْ جاي اين بِهُدُوءٍ كَأَنَّهَا تَرْوِي قِصَّةَ غَيْرِهَا.
“إِنْ كَانَتِ الْعَائِلَةُ أَسْوَأَ مِنَ الْغَرِيبِ، فَلِمَاذَا أَزِيدُ مِنْهَا. إِنَّهَا تُسَارِعُ إِلَى الْمَوْتِ فَحَسْبُ.”
لَمْ يَبْدُ كَذِبًا. لِأَنَّهَا رَأَتْ عَلَى وَجْهِهَا نَفْسَ الْتَّعْبِيرِ الَّذِي يُشْعِرُ بِالنَّفْرَةِ مِنْ قِيْدِ الْعَائِلَةِ، وَإِنْ لَمْ تَدْرِ السَّبَبَ.
“إِذًا، مَاذَا لَوْ أَمْسَكْتِ بِيَدِي؟”
“!”
مَعَ الْاقْتِرَاحِ الْفَجْائيِّ، فَتَحَتْ جاي اين عَيْنَيْهَا كَبِيرَتَيْنِ.
تِشْ.
صَفَقَ دَانْ تَايْ مُو بِلِسَانِهِ فِي دَاخِلِهِ.
لَمْ يَكُنْ يَقْصِدُ قَوْلَ ذَلِكَ. لَمْ يَفْكِرْ فِيهِ، وَخَرَجَ الْكَلَامُ أَوَّلًا.
يَحْدُثُ ذَلِكَ أَحْيَانًا.
هُوَ الَّذِي يَفْتَحُ فَمَهُ بِحَذَرٍ بَعْدَ إِنْجَازِ الْحِسَابَاتِ فِي رَأْسِهِ، لَكِنْ مَعَ جاي اين يَلْقِي الْكَلَامَ فَجْأَةً.
فِي يَوْمِ الْعُرْسِ، عِنْدَمَا قَالَ لَا تَتَوَقَّعِي الْحُبَّ، كَانَ كَذَلِكَ.
فِي الْأَوَّلِ، كَانَ يَخْطِطُ لِمُلَاعَبَتِهَا بِكَلِمَاتٍ حُلْوَةٍ وَلَيِّنَةٍ. لِأَنَّ ذَلِكَ أَرْفَهُ لِاسْتِخْدَامِهَا.
لَكِنْ أَمَامَ جاي اين، خَرَجَتْ نَفْسُهُ الْحَقِيقِيَّةُ دُونَ تَوَقُّعٍ.
تِشْ.
صَفَقَ دَانْ تَايْ مُو بِلِسَانِهِ فِي دَاخِلِهِ مَرَّةً أُخْرَى. كَانَ الْمَاءُ قَدْ سَكَبَ بِالْفَوْرِ. وَبِالطَّبِيعِيِّ، كَانَ الْتَّصْرِيفُ مَسْؤُولِيَّتَهُ كَامِلَةً.
أَضَافَ الْكَلِمَاتِ الْأَخِيرَةَ بِطَبِيعِيَّةٍ كَأَنَّهَا مُخْطَطَةٌ.
“إِذَا كُنْتِ تَزِينِينَ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَلِكَةِ، فَأَنَا أَقُولُ إِنَّنِي أَفْضَلُ. قَدْ يَبْدُ اخْتِيَارُ الْمَلِكَةِ مُفِيدًا لِلْبَارِحَةِ، لَكِنْ تَذَكَّرِي أَنَّهَا شَمْسٌ غَارِبَةٌ وَأَنَا شَمْسٌ طَالِعَةٌ.”
لَمْ يَكُنْ يُرِيدُ إِظْهَارَ عَدَاوَتِهِ لِلْمَلِكَةِ أَمَامَ جاي اين بِكَامِلِهَا، لَكِنَّهُ كَشَفَ نَفْسَهُ دُونَ أَنْ يَدْرِيَ.
فِي هَذِهِ الْمَرْحَلَةِ، شَكَّ فِي أَنَّهَا أَعْطَتْهُ دَوَاءَ الْحَقِيقَةِ الْأَسْطُورِيَّ.
ثُمَّ أَدْرَكَ كَمْ كَانَ فِكْرُهُ سَخِيفًا فَصَفَقَ بِلِسَانِهِ مَرَّةً أُخْرَى. لَمْ يَسِرْ شَيْءٌ كَمَا يُرِيدُ.
“…….”
نَظَرَتْ جاي اين إِلَيْهِ بِصَمْتٍ.
عَلَى وَجْهِ الرَّجُلِ الَّذِي سَمَّى نَفْسَهُ ‘شَمْسًا طَالِعَةً’ بِفَمِهِ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَدْنَى تَرَدُّدٍ أَوْ خَجْلٍ.
كَانَ يَرْتَدِي الْثِّقَةَ كَدِرْعٍ، وَيَنْظُرُ إِلَيْهَا بِفَخْرٍ. أَلْقَى عَلَيْهَا الْفُرْصَةَ كَأَنَّهُ يُبْذِلُ عَلَيْهَا عَطْفًا.
كَانَ ذَلِكَ دَانْ تَايْ مُو بِالْفَعْلِ.
عِنْدَمَا لَمْ تَقُلْ جاي اين شَيْئًا، رَفَعَ حَاجِبًا وَاحِدًا خَفِيفًا. أَصْبَحَ الْإِقْنَاعُ أَكْثَرَ تَفْصِيلًا.
“إِذَا حَسَبْنَا، أَلَسْتُ أَقْرَبَ إِلَى الْعَائِلَةِ مِنَ الْمَلِكَةِ؟ الْمَلِكَةُ حَمَاةٌ، وَأَنَا زَوْجٌ.”
“…….”
“سَأَكُونُ بَطْلًا لَيْسَ سَيِّئًا لِلزَّوْجَةِ.”
كَانَ يَتَحَدَّثُ أَكْثَرَ مِنْ عَادَتِهِ، لَكِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ التَّوَقُّفَ. وَلَمْ يَدْرِ لِمَاذَا يَتَوَسَّلُ خِيَارَهَا.
نَظَرَ دَانْ تَايْ مُو إِلَيْهَا بِعَيْنَيْنِ مُتَوَتِّرَتَيْنِ. وَعِنْدَمَا لَمْ يَرْجِعْ رَدٌّ، أَخَذَ خُطْوَاتِهِ الْمُتَوَقِّفَةَ مَرَّةً أُخْرَى.
انْبَثَقَتْ حَرَارَةُ الْمَدْفَأَةِ الْمُشْعَلَةِ فِي الْغُرْفَةِ.
كَانَتِ الْهَوَاءُ فِي غُرْفَةِ النَّوْمِ حَارًّا جِدًّا لَهُ، لَكِنَّهَا رُبَّمَا دَقِيقَةٌ لِجَايِنْ.
اسْتَلْقَى عَلَى السَّرِيرِ وَوَضَعَ ذِرَاعَهُ الْيُمْنَى عَلَى جَبْهَتِهِ. عِنْدَمَا أَغْلَقَ عَيْنَيْهِ، سَمِعَ صَوْتَ الْقُمَاشِ بَعْدَ وَقْتٍ قَلِيلٍ.
سَرْسَرْ.
كَانَتِ الْحَرَكَةُ الْحَاذِقَةُ شَبِيهَةً بِهَا.
لَمْ يَتَحَرَّكْ دَانْ تَايْ مُو مِنْ وَضْعِيَّتِهِ. امْتَدَّتِ الْحَرَكَةُ الْبَطِيئَةُ إِلَى جَانِبِهِ.
أَطْفَأَتْ بَعْضَ الْفَانُوسَاتِ، فَبَدَأَتْ جاي اين تَتَحَرَّكُ مَرَّةً أُخْرَى. أَصْبَحَتِ الْعَتْمَةُ أَسْوَدَ أَكْثَرَ.
ثُمَّ اسْتَلْقَتْ عَلَى السَّرِيرِ بِهُدُوءٍ. سَحَبَتِ الْغِطَاءَ بِقُوَّةٍ خَفِيفَةٍ وَغَطَّتْ نَفْسَهَا.
انْقَبَضَتْ عَضَلَاتُ دَانْ تَايْ مُو غَرِيزِيًّا. لِأَنَّ الْجَسَدَ يَرْتَدُّ أَوَّلًا عِنْدَ إِحْسَاسِهِ بِحَضْرَةِ غَيْرِهِ.
عِنْدَمَا أَطْلَقَ نَفَسًا بِصَمْتٍ وَحَافَظَ عَلَى اسْتِرْخَائِهِ بِوَعْيٍ.
“سَأَفْعَلُ.”
انْطَلَقَ صَوْتٌ خَفِيضٌ مِنَ الْجَانِبِ. لِلْحَظَةِ، ظَنَّ أَنَّهُ وَهْمٌ. لِأَنَّ صَوْتَهَا كَانَ خَفِيفًا كَالزَّفِيرِ.
سَأَفْعَلُ؟ مَاذَا؟
بَعْدَ تَفْكِيرٍ عَمِيقٍ، أَدْرَكَ دَانْ تَايْ مُو أَنَّهُ رَدٌّ عَلَى سُؤَالِهِ الْأَخِيرِ.
―إِذًا، مَاذَا لَوْ أَمْسَكْتِ بِيَدِي؟
―سَأَفْعَلُ.
هَلْ هِيَ جَادَّةٌ؟
نَظَرَ دَانْ تَايْ مُو إِلَى السَّقْفِ الْمُغْرَقِ فِي الْعَتْمَةِ وَأَخَذَ نَفَسًا هَادِئًا.
لِأَنَّهُ عَاشَ حَيَاةً قَاسِيَةً جِدًّا، لَمْ يَسْتَطِعْ الْتَّصْدِيقُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ لِحَقِيقَتِهَا. أَظْهَرَتْ عَيْنَاهُ ضَوْءًا مُفْهُومًا.
لَكِنْ جاي اين كَانَتْ جَادَّةً. إِذَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْهَا أَنْ تَمْسِكَ بِيَدِ شَخْصٍ وَاحِدٍ، فَهِيَ يَدُ دَانْ تَايْ مُو بِالطَّبِيعِيِّ.
فَإِنَّ جاي اين يَجِبُ أَنْ تَحْمِيَهُ مِنْ مَخْلَبَاتِ الْمَلِكَةِ.
كَانَ دَانْ تَايْ مُو قِطْعَةَ اللَّعِبَةِ الْكَبِيرَةِ لِإِكْمَالِ انْتِقَامِهَا، وَسَتَجْعَلُهُ يَجْلِسُ عَلَى الْعَرْشِ بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ.
لِذَلِكَ سَتَجْعَلُهُ يَقْطَعُ رَأْسَ الْإِمْبَاطُورِ بِيَدِهِ بِالْتَّأْكِيدِ.
نَظَرَتْ جاي اين إِلَى الْعَتْمَةِ بِنَظْرَةٍ بَارِدَةٍ ثُمَّ أَغْلَقَتْ عَيْنَيْهَا بِبُطْءٍ.
بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ.
بِالْتَّأْكِيدِ.
أَغْفَتْ وَهِيَ تُتْلِي تِلْكَ الْكَلِمَاتِ كَالْقَسَمِ.
اسْتَرْخَتْ شَعْرَاتُهَا الْمُنْتَفِضَةُ، وَانْخَفَضَ الْتَّوَتُّرُ تَدْرِيجِيًّا.
وَفِي لَحْظَةٍ مَا، غَفَتْ نَوْمًا عَمِيقًا.
عَكْسَ مَا ظَنَّتْ أَنَّهَا لَنْ تَنَامَ بِرَاحَةٍ بِجَانِبِ الرَّجُلِ، انْجُرَّتْ جاي اين إِلَى الْحُلْمِ فِي لَحْظَةٍ.
عِنْدَمَا سَمِعَ نَفَسَهَا الْمُنْتَظِمَ، أَنْزَلَ دَانْ تَايْ مُو ذِرَاعَهُ مِنْ جَبْهَتِهِ بِحَذَرٍ.
وَجَّهَ نَظْرَتَهُ إِلَى كَتِفَيْهَا الْمُدَوَّرَيْنِ.
“…….”
كَانَ اللَّيْلُ هَادِئًا كَشِتَاءِ الْبَرَدِ الشَّدِيدِ، وَالْعَتْمَةُ سَوْدَاءَ كَالْقَبْرِ.
طَلَبَ دَانْ تَايْ مُو نَوْمًا لَا يَأْتِي وَأَزَالَ الْقُوَّةَ مِنْ جَسَدِهِ تَدْرِيجِيًّا.
لَنْ يَنَامَ نَوْمًا عَمِيقًا، لَكِنَّ الْجِسْمَ سَيَسْتَعِيدُ قُوَّتَهُ بِرَاحَةٍ قَصِيرَةٍ.
***
نَظَرَتْ جاي اين إِلَى طبق أَرْزِهَا بِعَيْنَيْنِ جَادَّتَيْنِ بِشِدَّةٍ.
كَانَتْ أَكْبَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ طبق الْبَلَدِ الَّتِي كَانَتْ تَسْتَخْدِمُهَا فِي الْإِمْبَاطُورِيَّةِ. كَانَتْ مَمْلُوءَةً بِالْأَرْزِ الْأَبْيَضِ.
أَخَذَتْ ملعقة كَبِيرَةً وَحْمَلَتْهَا إِلَى فَمِهَا. ثُمَّ مَضَغَتْهَا ببطء، مَضْغًا وَمَضْغًا.
“……؟”
تَوَقَّفَ دَانْ تَايْ مُو، الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ بِرَاحَةٍ وَلَكِنْ بِسُرْعَةٍ ضِعْفِ جاي اين، عَنْ حَرَكَةِ الْمِلْعَقَةِ فَجْأَةً.
وَجَّهَ نَظْرَتَهُ إِلَيْهَا. كَأَنَّ شَكْلَهَا الْمُخْتَلِفَ عَنِ الْعَادَةِ غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ.
كَانَتْ تَحْشُو فَمَيْهَا بِالطَّعَامِ كَسِنْدَانَةٍ طَمَّاعَةٍ وَتَمْضُغُ بِجِدٍّ.
ذَهَبَتْ عصا الْأَكْلِ إِلَى اللَّحْمِ بَدَلَ الْخُضْرَوَاتِ، وَحَرَكَتْ الْمِلْعَقَةَ بِلاِ تَوْقُفٍ.
رَفَعَ دَانْ تَايْ مُو حَاجِبًا وَاحِدًا خَفِيفًا.
كَأَنَّهُ يَحْسُبُ مَا الْتِغَيْرُ فِي مَزَاجِهَا الَّذِي جَعَلَهَا تَأْكُلُ بِعَدَدِ نُكْتَةِ عَيْنِ فَرْخٍ وَتَقُولُ إِنَّ بَطْنَهَا مَمْلُوءٌ.
وَمَعَ ذَلِكَ، أَفْضَلُ مِائَةَ مَرَّةٍ وَأَلْفَ مَرَّةٍ مِنَ الْتَّقْتِيبِ.
أَمْكَنَ دَانْ تَايْ مُو طبقه الْفَارِغَ. وَضَعَتِ الْجَارِيَةُ طبق أَرْزٍ جَدِيدَةً تَدُخَّنُ أَمَامَهُ.
وَجْهٌ مُنْتَفِخٌ بِاللَّحْمِ أَفْضَلُ مِنْ وَجْهٍ يَبْدُو كَمَنْ لَا يَحْصُلُ عَلَى حَسَاءِ الْأَرْزِ.
“…….”
بِجُهْدٍ.
وَاصَلَتْ جاي اين أَكْلَهَا وَهِيَ تُحَدِّقُ فِي قَصْعَتِهَا كَأَنَّهَا تُنَاضِلُ عَدُوًّا قَتَلَ وَالِدَيْهَا.
فَارَغَتْ نِصْفَ الْقَصْعَةِ بِالْفَوْرِ. كَانَ بَطْنُهَا مَمْلُوءًا مُنْذُ زَمَنٍ.
وَمَعَ ذَلِكَ، أَخَذَتْ ملعقة أُخْرَى مَمْلُوءَةً إِلَى فَمِهَا. بَدَا وَجْهُهَا شَاحِبًا، لَكِنَّهَا لَمْ تَتَوَقَّفْ.
أَحْمَلَ دَانْ تَايْ مُو قِطْعَةَ لَحْمٍ إِلَى فَمِهِ ثُمَّ قَالَ بِسَعَادَةٍ.
“الْيَوْمَ تَأْكُلِينَ جَيِّدًا. يَبْدُ أَنَّكِ تَتَكَيْفِينَ أَخِيرًا مَعَ طَعَامِ رَغْبَةِ لِي.”
“……نَعَمْ.”
بِمَا أَنَّ الطَّعَامَ وَصَلَ إِلَى حَلْقِهَا، أَجَابَتْ جاي اين بِصُعُوبَةٍ.
حَرَكَتْ حَلْقُهَا بِبُطْءٍ. انْزَلَقَ الطَّعَامُ الْمَمْلَوءُ فِي فَمِهَا، وَانْخَفَضَتْ خَدَاهَا الْمُنْتَفِخَتَانِ.
كَأَنَّهَا كَانَتْ تَنْتَظِرُ، أَخَذَتْ جاي اين لملعقة أُخْرَى. هَذِهِ الْمَرَّةِ أَكَلَتْهَا مَعَ لَحْمِ الْبَانْدَانْ الَّذِي أَخَذَهُ دَانْ تَايْ مُو لِلْتَّوْ.
هَاهْ، هَاهْ.
أَصْبَحَ نَفَسُهَا أَسْرَعَ تَدْرِيجِيًّا. لَمْ تَدْرِ أَنَّ أَكْلَ الْأَرْزِ وَحْدَهُ سَيَكُونُ شَاقًّا هَكَذَا.
أَكْلُ طَعَامٍ لَا يَنْزِلِقُ عَذَابٌ.
أَزْفَرَتْ جاي اين زَفِيرَةً كَبِيرَةً وَهِيَ تُدْخِلُ طَعَامًا بِجُهْدٍ إِلَى بَطْنِهَا الَّذِي لَا مَجَالَ فِيهِ أَكْثَرَ.
فَارَغَتِ الْقَصْعَةُ الْكَبِيرَةُ أَخِيرًا. وَضَعَتْ الْمِلْعَقَةَ الَّتِي تَحْمِلُهَا.
“……أَكَلْتُ، جَيِّدًا.”
“نَعَمْ. سَأُحْضِرُ مَاءَ الْأَرْزِ الْحُلْوَ.”
نَظَرَ دَانْ تَايْ مُو إِلَى طبقها الْفَارِغ بِعَيْنَيْنِ رَاضِيَتَيْنِ.
ابْتَسَمَتِ الْجَارِيَاتُ أَيْضًا للطبق الْفَارِغ النَّظِيف بِسَعَادَةٍ.
وَنَظَرَتْ جاي اين إِلَى الْهَوَاءِ بِعَيْنَيْنِ مُفْهُومَتَيْنِ كَأَنَّهَا تَنْتَظِرُ شَيْئًا.
***
“أُوُوبْ.”
“هَلْ، هَلْ أَنْتِ بِخَيْرٍ، سَمَاوَةُ أَمِيرَةِ الْأَمِيرِ.”
دَارَتِ الْجَارِيَاتُ حَوْلَ وَجْهِ جاي اين الشَّاحِبِ بِوَجْهٍ مُقْلَقٍ وَرَفَعْنَ أَقْدَامَهُنَّ بِعَجَلَةٍ.
حَرَّكَتْ جاي اين يَدَهَا كَأَنَّهَا بِخَيْرٍ.
“لَا تَقْلَقْنَ. بِسَبَبِ أَكْلِ وَجْبَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْعَادَةِ، بَدَا أَنَّنِي أَصِبْتُ بِالْبَرْدِ.”
“لَوْ لَمْ نَفْعَلْ، سَنَدْعُو الطَّبِيبَ!”
“لَا، لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِذَلِكَ…….”
حَاوَلَتْ جاي اين مَنْعَهَا بِعَجَلَةٍ، لَكِنَّ الْجَارِيَةَ ذَاتَ الْجُلْبَابِ الْوَرْدِيِّ اخْتَفَتْ بِسُرْعَةٍ.
الْجَارِيَاتُ الْبَاقِيَاتُ رَأَيْنَ وَجْهَ جاي اين يَتَحَوَّلُ مِنَ الشَّوْهَادِ إِلَى السَّوَادِ فَقُلْنَ “مَا نَفْعَلُ” وَضَرْبْنَ عَلَى ظَهْرِهَا.
“أَنَا حَقًّا بِخَيْرٍ.”
رَفَضَتْ جاي اين أَيْدِيَهُنَّ مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلِقَ الْبَرْدُ، لَكِنَّ الْجَارِيَاتِ لَمْ يَتْفَرَّقْنَ بِسُهُولَةٍ.
إِذًا لَا فَائِدَةَ مِنْ أَكْلِ الْأَرْزِ بِجُهْدٍ.
كَانَتْ جاي اين تَخْطِطُ لِلسَّقُوطِ كَالْمَبْتَلًى وَالْتَّأْوِيهِ. لِأَنَّهَا سَتَرَى الْمُسْتَقْبَلَ إِذًا.
لَكِنْ فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ.
“مَاذَا أَصَابَ الْزَّوْجَةَ؟”
فُتِحَتِ الْبَابُ وَدَخَلَ دَانْ تَايْ مُو. تَقَابَلَتْ عَيْنَا جَايِنْ الَّتِي دَوَّرَتْ رَأْسَهَا بِبُطْءٍ مَعَ عَيْنَيْهِ.
“…….”
“……أُوُوبْ.”
سَدَّتْ جاي اين فَمَهَا بِعَجَلَةٍ.
لَا، عِنْدَ رُؤْيَةِ وَجْهِ الشَّخْصِ.
تَجَعَّدَ حَاجِبَا دَانْ تَايْ مُو خَفِيفًا ثُمَّ تَذَكَّرَ أَنَّهَا مَرِيضَةٌ فَحَرَّكَ خُطْوَاتِهِ بِبُطْءٍ.
فِي بِضْعِ سَاعَاتٍ، تَجَعَّدَ حَ
اجِبَاهُ عِنْدَ رُؤْيَةِ وَجْهِ جاي اين الْمُتْعَبِ.
“مَاذَا هَذَا.”
عِنْدَمَا بَدَا أَنَّهُ سَيَقُولُ شَيْئًا، نَظَرَ إِلَى السَّقْفِ لِلْحَظَةٍ وَأَطْلَقَ نَفَسًا بِبُطْءٍ.
فِي اللَّحْظَةِ الْتَّالِيَةِ، سَأَلَ دَانْ تَايْ مُو بِلَهْجَةٍ أَلْيَنَ بِكَثِيرٍ.
“مَاهَذَا الْأَمْرُ.”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 20"