ابْتَسَمَتِ الْمَلِكَةُ ابْتِسَامَةً غَنِيَّةً مُلْتَوِيَةً عِنْدَمَا تَقَابَلَتْ عَيْنَاهَا مَعَهَا. لَكِنْ لِلْحُظْلَةِ، لَمْ يَبْدُ لَهَا كَابْتِسَامَةٍ.
كَانَ ذَلِكَ شَبِيهًا بِدَانْ تَايْ مُو. لِذَلِكَ، يَبْدُو أَنَّ جاي اين يَجِبُ أَنْ تَتَعَلَّمَ ذَلِكَ أَيْضًا.
الْعَيْنَانِ لَا تَبْتَسِمَانِ، وَالْفَمُ فَقَطْ يَبْتَسِمُ.
“دَوْرُ أَمِيرَةِ الْأَكْبَرُ هُوَ إِنْجَابُ الْوَرَثَةِ، لَكِنْ.”
عِنْدَ سَمَاعِ قَوْلِ الْمَلِكَةِ، سَحَبَتْ جاي اين زَاوِيَةَ فَمِهَا خَفِيفًا. مُحَدِثَةً نَفْسَ الْمَا فَعَلَتْهُ الْمَلِكَةُ لِلْتَّوْ.
عِنْدَ رُؤْيَةِ شَكْلِهَا حَيْثُ الْعَيْنَانِ لَا تَبْتَسِمَانِ وَالشَّفَتَانِ فَقَطْ تَبْتَسِمَانِ، تَجَعَّدَتْ حَاجِبَا بَاكْ هْوَا لَانْ مَرَّةً أُخْرَى.
سَمِعَتْ خَبَرَ انْتِمَاءِ زَوْجَيْ الْأَمِيرِ. وَفِي الْحَالِ، انْتَشَرَ الشَّائِعَةُ سِرًّا أَنَّ لَيْلَتَهُمَا الْمَاضِيَةِ لَمْ يَحْدُثْ فِيهَا شَيْءٌ.
مِنْ نَاحِيَةٍ، كَانَ أَمْرًا مَحْظُوظًا، وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، كَانَ أَمْرًا مَأْسفًا عَلَيْهِ.
الْمَحْظُوظِيَّةُ كَانَتْ مِنْ رَاحَةِ الْبَالِ لِأَنَّ الْشَّخْصَيْنِ لَمْ يَتَقَارَبَا جَسَدِيًّا، وَالْمَأْسُوفِيَّةُ كَانَتْ مِنْ سُخْطٍ لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُؤَدِّ إِلَى تَعَارُضٍ بَيْنَ الْزَوْجَيْنِ.
إِذَا وَجَدَ وَرَثَةٌ بَيْنَ الْشَّخْصَيْنِ حَقًّا.
“…….”
عَرْشُ الْمَلِكِ لِابْنِي. حَتَّى لَوْ كَانَ عَائِلَةً صَغِيرَةً، لَا يُمْكِنُ إِبْقَاؤُهَا كَعَائِقٍ.
نَظَرَتِ الْمَلِكَةُ إِلَى جاي اين بِعَيْنَيْنِ حَادَّتَيْنِ كَالْسَّيْفِ، ثُمَّ كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ، أَكْمَلَتْ بِرَاحَةٍ.
“لَيْسَ ذَلِكَ وَحْدَهُ. أَمِيرَةُ الْأَمِيرِ يَجِبُ أَنْ تُرَاعِيَ إِدَارَةَ الْقَصْرِ الدَّاخِلِيَّةَ. هُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ يَجِبُ لَقَاؤُهُمْ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْحِكَايَاتِ الَّتِي يَجِبُ اسْتِمَاعُهَا. لَيْسَ مَنْصِبًا سَهْلًا كَمَا يَبْدُو. وَلَيْسَ مَنْصِبًا لِلْلَّهْوِ وَالْأَكْلِ. سَيَكُونُ مُخْتَلِفًا عَمَّا كَانَ عِنْدَمَا كُنْتِ أَمِيرَةً إِمْبَاطُورِيَّةً.”
كَانَتِ الْمَلِكَةُ تَفْكِرُ فِي إِدْخَالِ شَخْصٍ لَهَا سِرًّا إِلَى قِصْرِ جاي اين.
فِي الْأَوَّلِ، كَانَ يَجِبُ تَوْزِيعُ أَشْخَاصٍ فِي الْقَصْرِ الْفَارِغِ، لَكِنْ فِي الْمَرْحَلَةِ الْأَخِيرَةِ، قَامَ دَانْ تَايْ مُو بِتَغْيِيرِ الْأَشْخَاصِ فَطُرِدَ جَمِيعُ أَشْخَاصِهَا.
ثَعْلَبٌ مِثْلُ ذَلِكَ.
عِنْدَ تَذَكُّرِ دَانْ تَايْ مُو صَفَقَتْ بِلِسَانِهَا، ثُمَّ سَحَبَتْ زَاوِيَةَ فَمِهَا الْحَمْرَاءَ وَابْتَسَمَتْ ابْتِسَامَةَ الْفَائِزِ.
كَانَتْ هُنَاكَ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ وَكَثِيرَةٌ لِإِدْخَالِ جَارِيَةٍ.
فِي تِلْكَ الْلَّحْظَةِ، فَتَحَتْ جاي اين عَيْنَيْهَا خَفِيفًا كَبِيرَتَيْنِ كَأَنَّهَا سَمِعَتْ كَلَامًا غَيْرَ مُتَوَقَّعٍ.
“أَلَيْسَ يَجِبُ أَنْ أَكُونَ كَالْمَيِّتَةِ؟”
“……كَالْمَيِّتَةِ، هَلْ قُلْتِ؟”
سَأَلَتِ الْمَلِكَةُ الْمُغْرَقَةُ فِي فِكْرٍ آخَرَ بِتَأْخِيرِ نَبْضَةٍ وَاحِدَةٍ. انْطَلَقَتْ نَظْرَةُ الشَّكِّ نَحْوَهَا مُتَأَخِّرَةً.
أَكْمَلَتْ جاي اين بِهُدُوءٍ.
“مَهْمَا قَالَ الْآخَرُونَ، أَنَا ابْنَةُ إِمْبَاطُورِ الْإِمْبَاطُورِيَّةِ، وَأَنَا فِي رَغْبَةِ لِي كَحَجَرٍ دَحْرَجَ مِنَ السَّمَاءِ. لِذَلِكَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ أَخْفِضَ رَأْسِي وَأَكُونَ كَالْمَيِّتَةِ.”
“هَهْهَهَ. كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ.”
كَانَ ضَحِكُ الْمَلِكَةِ غَرِيبًا بِشَكْلٍ مَا. اصْطَدَمَ صَوْتُ الضَّحِكِ الْفَارِغُ بِالْجَدَارِ الْمُقَابِلِ وَاخْتَفَى دُونَ أَثَرٍ.
كَأَنَّهَا طُعِنَتْ فِي الصَّمِيمِ، أَخَذَتِ الْمَلِكَةُ نَفَسًا قَصِيرًا ثُمَّ فَتَحَتْ فَمَهَا بِلَهْجَةٍ هَادِئَةٍ.
“هَلْ نَسِيتِ أَنَّ زَوَاجَ أَمِيرَةِ الْأَمِيرِ وَالْأَمِيرِ هُوَ لِأَجْلِ السَّلامِ بَيْنَ الْبَلْدَيْنِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ تَقُولِينَ كُونِي كَالْمَيِّتَةِ. لَا أَدْرِي مَا يَفْكِرُهُ الْآخَرُونَ، لَكِنْ أَنَا أَدْعَمُ أَمِيرَةَ الْأَمِيرِ. لِذَلِكَ، إِذَا كَانَ هُنَاكَ أَمْرٌ صَعْبٌ، فَابْحَثِي عَنِّي فِي أَيِّ وَقْتٍ.”
“شُكْرًا لِكَلِمَاتِكِ فَحَسْبُ.”
“لَيْسَ كَلَامًا فَحَسْبُ، فَاعْتَبِرِينِي عَائِلَةً وَتَعَامَلِي مَعِي بِرَاحَةٍ. هُنَا لَيْسَ هُنَاكَ عَائِلَةٌ لأَمِيرَةِ الْأَمِيرِ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ.”
عَائِلَةٌ.
فَجْأَةً، تَرَسَّبَ سُخْرِيَّةٌ مُرَّةٌ عَلَى شَفَتَيْ جاي اين.
لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ عَائِلَةٌ فِي هَذَا الْمَكَانِ وَلَا فِي أَيِّ مَكَانٍ فِي الْعَالَمِ. أُمُّهَا مَاتَتْ، وَأَبُوهَا كَانَ أَسْوَأَ مِنَ الْغَيْرِ.
وَمَعَ ذَلِكَ، الْآنَ تَقُولُ الْمَلِكَةُ إِنَّهَا سَتَكُونُ عَائِلَةً لَهَا. هِيَ الَّتِي تُرْسِلُ قَاتِلِينَ لِقَتْلِ ابْنِهَا.
مُجَرَّدُ سَمَاعِ كَلِمَةِ عَائِلَةٍ يَجْعَلُ أَسْنَانَهَا تَرْتَجِفُ. عَائِلَةٌ مِثْلُ ذَلِكَ أَفْضَلُ أَلَّا تَكُونَ.
لِذَلِكَ أَجَابَتْ جاي اين وَهِيَ تَسْحَبُ شَفَتَهَا الْيُسْرَى مُشْوِهَةً.
“الْعَائِلَةُ كَافِيَةٌ بِالْفَعْلِ.”
“آهْ، حَقًّا. سَمَاوَةُ الْإِمْبَاطُورِ يَقِفُ بِقُوَّةٍ خَلْفَ أَمِيرَةِ الْأَمِيرِ، لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ. لَكِنْ لَا تَنْسَيْ أَنَّنَا الْآنَ عَائِلَةٌ وَاحِدَةٌ.”
“نَعَمْ. سَأَفْعَلُ.”
أَنْخَفَضَتْ جاي اين نَظْرَتَهَا وَأَمْسَكَتْ فِنْجَانَ الشَّايِ بِيَدِهَا. تَوَقَّفَتْ وَهِيَ تُحَاوِلُ إِحْمَالَهُ إِلَى فَمِهَا.
ثُمَّ ضَحِكَتْ سَرًّا مَرَّةً أُخْرَى. شَايٌ أَعْطَتْهُ الْعَائِلَةُ وَلَا تَسْتَطِيعُ شُرْبَهُ بِرَاحَةٍ.
مُضْحِكٌ، مُضْحِكٌ جِدًّا.
وَضَعَتْ جاي اين فِنْجَانَ الشَّايِ الَّذِي تَحْمِلُهُ دُونَ أَنْ تَلْمِسَهُ بِفَمِهَا.
انْسَحَبَتْ نَظْرَةُ الْمَلِكَةِ إِلَى فِنْجَانِ شَايِهَا لِلْحَظَةٍ ثُمَّ انْتَشَرَتْ. كَأَنَّهَا فَهِمَتْ مَا تُفَكِّرُ فِيهِ.
بَعْدَ ذَلِكَ، لَمْ تَدْرِ كَيْفَ مَضَى الْوَقْتُ. عِنْدَمَا ظَنَّتْ جاي اين أَنَّ الْوَقْتَ مُنَاسِبًا، قَامَتْ مِنْ مَكَانِهَا.
لَمْ تُمْسِكْ بِهَا الْمَلِكَةُ أَكْثَرَ. بَلْ نَظَرَتْ إِلَى ظَهْرِ جاي اين بِعَيْنَيْنِ مَلِيْئَتَيْنِ بِالْأَفْكَارِ فَحَسْبُ.
مَنْ يَدْعَمُهُ حَقًّا. وَمَا هُوَ الْعَوْصِفَةُ الَّتِي سَيَجْلِبُهَا ذَلِكَ، وَهِيَ تَحْسُبُ.
***
“يَا إِلَهِي، مَنْ هَذَا؟”
عِنْدَمَا كَانَتْ جاي اين تَخْرُجُ لِلْتَّوْ مِنَ الْقَصْرِ الْمَلِكِيِّ، رَأَتِ الشَّخْصَ الْمُقْبِلَ وَأَبْطَأَتْ خُطْوَاتِهَا بِبُطْءٍ.
تَوَقَّفَتِ الْجَارِيَاتُ الَّتِي كَانَتْنَ يَتْبَعْنَهَا مِنْ خَلْفِهَا فِي الْمَكَانِ نَفْسِهِ.
كَانَتْ أُخْتُ دَانْ تَايْ مُو الصَّغِيرَةُ، وَابْنَةُ الْمَلِكَةِ، أَمِيرَةُ سُوْ هَايْ، وَاقِفَةً بِبَعْضِ الْخُطْوَاتِ أَمَامَهَا.
“مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ.”
قَدَّمَتْ جاي اين سَلَامًا هَادِئًا لَهَا. ثُمَّ تَوَقَّفَتْ نَظْرَتُهَا عَلَى الْمَرْأَةِ الْوَاقِفَةِ بِجَانِبِ أَمِيرَةِ سُوْ هَايْ.
كَانَتِ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ بِحَدِّ يُعْمِي الْعَيْنَ تَنْظُرُ إِلَيْهَا.
تَقَابَلَتْ نَظْرَتَا الشَّخْصَيْنِ. فَقَدَتْ جاي اين وَعْيَهَا لِلْحَظَةِ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.
كَانَ مُخْتَلِفًا عَنْ بَهَجَةِ الْمَلِكَةِ. مِنْ نَهَايَةِ النَّظْرَةِ، مِنْ خُطْوَاتِهَا، يُحَسُّ بِرَوْنَقٍ وَكَرَامَةٍ لَا يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهُمَا.
مِنْ نَظْرَةٍ وَاحِدَةٍ، يَبْدُو أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ عَائِلَةٍ عَادِيَّةٍ.
فِي تِلْكَ الْلَّحْظَةِ، أَلْقَتْ أَمِيرَةُ سُوْ هَايْ بِصَوْتٍ حَادٍّ مُتَكَبِّرٍ.
“شَخْصٌ مَشْغُولٌ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعُ شُرْبَ فِنْجَانِ شَايٍ يَأْتِي إِلَى هُنَا. يَبْدُو أَنَّ الْيَوْمَ فَارِغٌ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟”
“نَعَمْ.”
“!”
دَانْ سُوْ أُنْ، الَّتِي كَانَتْ تَنْتَظِرُ عُذْرًا مِنْ جاي اين، فَتَحَتْ عَيْنَيْهَا بِغَضَبٍ شَدِيدٍ أَخِيرًا. أَصْبَحَ صَوْتُهَا حَادًّا كَالْمِسْمَارِ.
“أَمِيرَةُ الْأَمِيرِ لَهَا أَنْفٌ يَخْرُقُ السَّمَاءَ. أُمِّي سَتَتَجَاهَلُهُ رُبَّمَا، لَكِنْ أَنَا لَنْ أَتَجَاهَلَهُ. تَذَكَّرِي ذَلِكَ.”
أَدْرَكَتْ جاي اين غَرِيزِيًّا أَنَّهَا لَا يَجِبُ أَنْ تَبْدُو سَهْلَةَ الْمُقَاوَمَةِ أَمَامَ أَمِيرَةِ سُوْ هَايْ.
لَمْ تَكُنْ مِنَ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ يُبْذِلُونَ الْعَفْوَ لِلْأَضْعَفِ مِنْهُمْ. خَاصَّةً لِلْأَشْخَاصِ الَّذِينَ لَا يَرْضَوْنَهَا.
رَفَعَتْ جاي اين ذَقْنَهَا خَفِيفًا. وَمُحَدِثَةً الْمَلِكَةَ الَّتِي رَأَتْهَا لِلْتَّوْ، نَظَرَتْ إِلَى أَمِيرَةِ سُوْ هَايْ مِنْ أَعْلَى بِوَجْهٍ مُلْتَزِمٍ بِالسُّلْطَةِ.
“حَسَنًا. هَلْ انْتَهَى كَلَامُكِ؟ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ، فَسَأَذْهَبُ أَوَّلًا.”
بَعْدَ هَذَا الْقَوْلِ، أَخَذَتْ جاي اين خُطْوَاتِهَا الْمُتَوَقِّفَةَ مَرَّةً أُخْرَى.
“هَذَا، هَذَا…….”
حَرَّكَتْ أَمِيرَةُ سُوْ هَايْ شَفَتَيْهَا كَأَنَّهَا سَتَقُولُ شَيْئًا، ثُمَّ رَفَعَتْ أَنْفَهَا بِصَوْتٍ عَالٍ “هَمْفْ.”
ثُمَّ صَبَّتْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْوَاقِفَةِ بِجَانِبِهَا كَشَكْوَى.
“لَوْ كَانَ الأَمْرُ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ، لَكُنْتِ أَنْتِ أَمِيرَةَ الْأَمِيرِ. لَوْ كَانَ كَذَلِكَ، لَمْ نَرَ أَمِيرَةَ الْأَمِيرِ ذَاتَ الأَنْفِ الْمُنْتَفِخِ، وَلَكَانَ أَخِي يُحِبُّكِ أَكْثَرَ بِالْتَّأْكِيدِ.”
“لَا تَقُولِي ذَلِكَ، يَا أَمِيرَةُ سُوْ هَايْ. الْآخَرُونَ يَسْمَعُونَ.”
“لِيَسْمَعُوا!”
فَجْأَةً، تَوَقَّفَتْ جاي اين خُطْوَاتِهَا. وَأَدْرَجَتْ ظَهْرَهَا بِبُطْءٍ.
دَخَلَتْ فِي مَجْمُوعَتِهَا ظَهْرُ الْمَرْأَةِ الْمَاشِيَةِ وَهِيَ تُحَرِّكُ تَنُورَتَهَا الصَّفْرَاءَ.
الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَتْ تُلَاعِبُ أَمِيرَةَ سُوْ هَايْ بِابْتِسَامَةٍ حَانِيَةٍ دَوَّرَتْ رَأْسَهَا فَجْأَةً. تَقَابَلَتْ نَظْرَتَا الشَّخْصَيْنِ فِي الْهَوَاءِ مَرَّةً أُخْرَى.
“…….”
سَحَبَتْ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ كَالْصُّورَةِ زَاوِيَةَ فَمِهَا خَفِيفًا. كَأَنَّ الرَّبِيعَ قَدْ جَاءَ، أَضْاءَتْ الْمُحِيطُ بِبَهَجَةٍ.
نَظَرَتْ جاي اين إِلَى ذَلِكَ الْمَشْهَدِ بِوَجْهٍ خَالٍ مِنَ الْتَّعْبِيرِ بِتَرَكِيزٍ. حَتَّى اخْتَفَتْ الْمَرْأَةُ عَلَى الْمَمْرِ الْخَارِجِيِّ بَعْدَ دُوْرِ ظَهْرِهَا.
بَعْدَ ذَلِكَ فَقَطْ، أَخَذَتْ جاي اين خُطْوَاتِهَا الْمُتَوَقِّفَةَ.
الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ أَمِيرَةَ الْأَمِيرِ عَلَى حَسَبِ الْعَادَةِ.
لِلْحُظْلَةِ مَا، الْتَصَقَتْ تِلْكَ الْكَلِمَةُ بِأُذُنَيْهَا وَلَمْ تَفَارِقْهُمَا لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. أَظْهَرَتْ زَاوِيَا عَيْنَيْ جاي اين عَلَامَةَ حُزْنٍ خَفِيفَةٍ.
***
“أَشْعِلُوا الْمَدْفَأَةَ أَكْثَرَ. يَبْدُو أَنَّ لَيْلَتَهَا الْمَاضِيَةَ كَانَتْ بَارِدَةً لأَمِيرَةِ الْأَمِيرِ.”
عِنْدَ قَوْلِ دَانْ تَايْ مُو، أَجَابَتِ الْجَارِيَاتُ “نَعَمْ.” وَحَرَكْنَ بِجِدٍّ مَخَافَةَ أَنْ يَغْضَبَ الْأَمِيرُ.
وَلَيْسَ كَذِبًا، كَانَتْ هُنَاكَ شَائِعَةٌ أَنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ جَارِيَاتٍ جَدِيدَاتٍ لِلْقَصْرِ الْفَارِغِ. لِذَلِكَ لَا يُقْبَلُ الْخَطْأُ.
تَجَعَّدَتْ حَاجِبَا جاي اين بِوَجْهٍ مُحْرَجٍ فِي دَاخِلِهَا. ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى دَانْ تَايْ مُو خَفِيفًا مِنْ زَاوِيَةِ عَيْنِهَا.
يَبْدُو أَنَّهَا يَجِبُ أَنْ تَنَامَ مَعَهُ اللَّيْلَةَ أَيْضًا.
لَمْ تَكُنْ نَوْمَةً مُرِيحَةً جِدًّا.
لَمْ يَلْمِسِ الرَّجُلُ إِصْبَعَ جاي اين وَاحِدًا، لَكِنْ لِلْحُظْلَةِ مَا، يَبْدُو أَنَّ الْهَوَاءَ يَتَقَبَّضُ بِشِدَّةٍ مِنْ صَوْتِ نَفَسِهِ خَلْفَهَا.
عِنْدَمَا يَتَحَرَّكُ، تَشْعُرُ بِأَنَّ شَعْرَاتِهَا تَنْتَفِضُ. عِنْدَمَا يَقْتَرِبُ بَيْنَهُمَا، يَنْخَفِضُ قَلْبُهَا بِصَوْتٍ عَالٍ دَائِمًا.
أَحْضَنَتْ جاي اين جَسَدَهَا وَأَسْكَتَتْ نَفَسَهَا بِصَمْتٍ. كَأَنَّهَا تَخَافُ أَنْ يَغْيِرَ رَأْيَهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ وَيَفُكَّ رِبْطَةَ ثَوْبِهَا.
لَكِنْ مَهْمَا انْتَظَرَتْ، لَمْ يَتَحَرَّكْ دَانْ تَايْ مُو. بَلْ أَصْبَحَ صَوْتُ نَفَسِهِ خَلْفَهَا أَهْدَأَ تَدْرِيجِيًّا.
ثُمَّ فِي لَحْظَةٍ مَا، غَفَتْ لِلْحَظَةِ. وَعِنْدَمَا فَتَحَتْ عَيْنَيْهَا، كَانَ الصَّبَاحُ.
كَيْفَ أُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ الْإِحْسَاسِ؟ كَانَ شَبِيهًا بِالْفَارِغِيَّةِ، وَشَبِيهًا بِالْحَرَجِ.
رُبَّمَا كَانَ أَقْرَبَ إِلَى الْمَحْظُوظِيَّةِ قَلِيلًا. رَاحَةُ الْبَالِ مِنْ أَلَّا تُظْهِرَ ظَهْرَهَا الْمُشْوِهَ لِلرَّجُلِ.
خَاطَبَ دَانْ تَايْ مُو جَايِنْ الْمُغْرَقَةَ فِي أَفْكَارِهَا.
“مَا هَذَا الْوَجْهُ؟ هَلْ لَيْسَ النَّوْمُ مَعِي يُرْضِيكِ، أَمْ.”
تَوَقَّفَ هُنَاكَ لِلْحَظَةِ وَأَلْقَى نَظْرَةً حَانِيَةً.
أَرْعَدَتْ جاي اين ظَهْرَهَا دُونَ أَنْ تَدْرِيَ. أَثْنَاءَ غَرْقِهَا فِي فِكْرٍ آخَرَ، اخْتَفَتِ الْجَارِيَاتُ بِالْفَوْرِ.
لَيْسَ هُنَاكَ مَنْ يَرَى، فَلِمَاذَا تُحْفِظُ ذَلِكَ النَّظْرَ؟
رَمَشَتْ جاي اين عَيْنَيْهَا بِوَجْهٍ مُحْذَرٍ كَالْقِطَّةِ الْبَرِّيَّةِ الطَّوِيلَةِ.
دَوَّرَ دَانْ تَايْ مُو رَأْسَهُ بِوَجْهٍ انْخَفَضَتْ بُخَارُهُ وَأَضَافَ بِلاِ أَهَمِّيَّةٍ.
“أَمْ حَزِينَةٌ لِأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَحْدُثْ.”
“…….”
عِنْدَمَا كَانَ دَانْ تَايْ مُو يَمْشِي نَحْوَ السَّرِيرِ وَهُوَ يَلْقِي كَلَامًا فَارِغًا، تَوَقَّفَ فَجْأَةً.
كَانَ يَتَوَقَّعُ رَدًّا حَادًّا فَوْرًا، لَكِنْ لَمْ يَرْجِعْ أَيُّ رَدٍّ.
نَظَرَ خَلْفَهُ دُونَ تَفْكِيرٍ وَتَوَقَّفَ نَفَسُهُ مَرَّةً أُخْرَى. ضَاقَتْ عَيْنَاهُ الْزَّيْتِيَّتَانِ كَالْخَيْطِ.
كَانَتْ جاي اين تُحَدِّقُ فِي الْهَوَاءِ بِعَيْنَيْنِ مَلِيْئَتَيْنِ بِالْقُوَّةِ. وَجْهُهَا الْخَالِيُ مِنَ الْتَّعْبِيرِ كَانَ بَارِدًا كَالْجَلِيدِ.
لَكِنْ لِمَاذَا.
سَأَلَ دَانْ تَايْ مُو بِصَوْتٍ مُشْكِكٍ.
“هَلْ أَحبَطَتْكِ حَقًّا غَيَابُ أَيِّ شَيْءٍ؟”
“لَيْسَ كَذَلِكَ.”
أَجَابَتْ جاي اين بِبَارَدَةٍ. كَأَنَّهَا تَقُولُ لَا تَقُلْ سَخَافَاتٍ.
لَكِنْ لِمَاذَا يَبْدُ عَيْنَا جَايِنْ مُذْهِلَتَيْنِ؟ كَأَنَّهَا طُعِنَتْ فِي الصَّمِيمِ.
“هَمْمْ.”
بَعْدَ صَمْتٍ قَصِيرٍ، قَالَ دَانْ تَايْ مُو كَمُجَرَّبٍ.
“فِي رَأْيِي، يَبْدُو أَنَّهُ كَذَلِكَ.”
“……لَيْسَ خَيْرًا أَبَدًا.”
رُبَّمَا بِسَبَبِ الْهَمِّ، يَبْدُو أَنَّ صَوْتَهَا ارْتَعَشَ. إِذَا ضَغَطَ قَلِيلًا أَكْثَرَ، رُبَّمَا يَنْكَسِرُ وَجْهُهَا الْمُصْطَنَعُ كَالْقِنَاعِ.
لَكِنْ قَرَّرَ دَانْ تَايْ مُو الْتَّوَقُّفَ هُنَاكَ. لِأَنَّهُ لِلْحُظْلَةِ مَا، لَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ مُرْتَاحًا كَمُعَذِّبٍ لِحَيْوَانٍ صَغِيرٍ.
ابْنَةُ إِمْبَاطُورِ الْإِمْبَاطُورِيَّةِ.
مَنْ يَرَاهَا يَقُولُ إِنَّهَا لَيْسَتْ حَيْوَانًا صَغِيرًا بَلْ مُصْطَادًا. إِذَا اخْتَارَ ا
لْأَضْعَفَ بَيْنَهُمَا، فَهُوَ دَانْ تَايْ مُو بِالْتَّأْكِيدِ.
لَكِنْ مَنْ يَرْحَمُ مَنْ، يَا إِلَهِي.
صَفَقَ دَانْ تَايْ مُو بِلِسَانِهِ فِي دَاخِلِهِ وَمَشَى نَحْوَ السَّرِيرِ وَسَأَلَ بِلَطْفٍ.
“قُلْتِ إِنَّكِ الْتِقَيْتِ بِأُمِّي الْيَوْمَ.”
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 19"