“الطعام سَيَبْرُدُ. حتى لو لم يَرْغَبْ فيهِ، فَلْنَأْكُلْ أَوَّلًا.”
هَنَّتْ رَأْسَهَا جاي اين وَأَمْسَكَتْ بِالْمِلْعَقَةِ بِقُوَّةٍ.
بِالْعَكْسِ، هَذَا أَفْضَلُ. لَمْ يَكُنْ بِإِمْكَانِهَا تَأْجِيلُ لِقَاءٍ خَاصٍّ مَعَ الْمَلِكَةِ إِلَى أَبَدِ الْآَدَابِ.
قَبْلَ ذَلِكَ، يَجِبُ أَنْ تَصْبِحَ شَخْصًا غَيْرَ سَهْلِ الْمُقَاوَمَةِ. شَخْصًا لَا تَسْتَطِيعُ الْمَلِكَةُ أَنْ تَحْتَقِرَهُ بِسَهَاوَةٍ.
وَمِنْ بَيْنِ الْأَشْخَاصِ الَّذِينَ تَعْرِفُهُمْ، كَانَ أَصْعَبَهُمْ مَنْ لَا يُمْكِنُ مُقَاوَمَتُهُ هُوَ الرَّجُلُ أَمَامَ عَيْنَيْهَا، دَانْ تَايْ مُو.
فَكَّرَتْ جاي اين أَنْ تَرْفَعَ رَأْسَهَا وَتَتَعَلَّمَ مِنْهُ، وَأَعَادَتْ إِضْفَاءَ قُوَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي عَيْنَيْهَا مَرَّةً أُخْرَى.
“هَلْ تَكْرَهُ الْخُضْرَاوَاتِ؟”
“……نَعَمْ؟”
بَعْدَ مَا مَضَى وَقْتٌ قَلِيلٌ مُنْذُ اتَّخَاذِ الْقَرَارِ، نَظَرَتْ إِلَيْهِ جاي اين بِعَيْنَيْنِ مُذْهِلَتَيْنِ مُنْهَدِرَتَيْنِ.
“لَأَنَّكِ تُنَاضِلِينَهُ بِشِدَّةٍ كَأَنَّهُ عَدُوٌّ قَتَلَ وَالِدَيْكِ، حَسِبْتُ.”
“……لَيْسَ كَذَلِكَ.”
“حَسَنًا، أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ فَهَذَا مَحْظُوظٌ.”
أَرْسَلَ دَانْ تَايْ مُو إِلَى الْجَارِيَةِ ابْتِسَامَةً خَفِيفَةً كَأَنَّهَا نُكْتَةٌ.
اسْتَلَمَتْ جاي اين نَظْرَتَهُ وَأَعْرَبَتْ عَنْ إِعْجَابِهَا بِقَوْلِهَا: ‘كَيْفَ يَسْتَطِيعُ سمو الْأَمِيرِ التَّبْرِيرَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ الْمُمْتِعَةِ جِدًّا!’ وَخَدَمَتْ وَجْبَةَ الْأَكْلِ لِلِشَّخْصَيْنِ.
لِذَلِكَ يَجِبُ تَعَلُّمُ ذَلِكَ. لِسَانَ الْحَقِيقَةِ الَّذِي يُرْبِكُ الْآَخَرَ بِلاِ أَهَمِّيَّةٍ.
أَخَذَتْ جاي اين ملعقة مِنَ الْأَرْزِ بِوَجْهٍ جَادٍّ وَأَحْمَلَتْهَا إِلَى فَمِهَا. ثُمَّ اسْتَدَارَتْ عَيْنَاهَا مُدَوَّرَتَيْنِ.
“!”
لِأَنَّ طبق دَانْ تَايْ مُو كَانَتْ قَدْ فَارَغَتْ نِصْفَهَا بِالْفَوْرِ فِي تِلْكَ الْأَثْنَاءِ.
رَفَعَ رَأْسَهُ بَعْدَ أَنْ شَعَرَ بِنَظْرَةِ جاي اين. تَقَابَلَتْ عَيْنَا الشَّخْصَيْنِ.
أَنْخَفَضَتْ جاي اين رَأْسَهَا بِسُرْعَةٍ، وَابْتَلَعَتْ الملعقة بِقُوَّةٍ.
عِنْدَمَا أَمْسَكَتْ بِالْفِطْرَ بِعَصَايَا الْأَكْلِ، تَجَعَّدَ حَاجِبَا دَانْ تَايْ مُو بِوَضُوحٍ خَفِيفٍ.
“كُلِي اللَّحْمَ. لِأَنَّكِ تَأْكُلِينَ ذَلِكَ…….”
تَوَقَّفَ هُنَاكَ لِلَحْظَةٍ وَصَفَقَ بِلِسَانِهِ فِي دَاخِلِهِ.
لِأَنَّكِ تَأْكُلِينَ ذَلِكَ فَتَبْدُينَ كَمَنْ لَا يَحْصُلُ حَتَّى عَلَى حَسَاءِ الْأَرْزِ، ابْتَلَعَ الْكَلِمَاتِ الْأَخِيرَةَ. بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، أَضَافَ بِلُطْفٍ.
“لِأَنَّكِ تَأْكُلِينَ ذَلِكَ فَسَتَمْرِينَ في مرض ولَا تقومين. أَعِيدِي قُوَّتَكِ.”
كَانَتْجاي اين الَّتِي كَانَتْ تُرَاقِبُ الْمَشْهَدَ، تُعْلِمُ مَرَّةً أُخْرَى بِوَجْهٍ مُتَأَثِّرٍ: ‘كَيْفَ يَكُونُ سمو الْأَمِيرِ هَذَا اللَّطِيفَ؟
انْتَقَلَتْ عصا الْأَكْلِ الَّتِي تَوَقَّفَتْ فَوْقَ الْفِطْرَانِ إِلَى دَجَاجَةِ اللَّحْمِ الْمَوْجُودَةِ بِجَانِبِهَا.
كَأَنَّهَا كَانَتْ تَقْصِدُ أَخْذَ الْدَّجَاجَ مُنْذُ الْبِدَايَةِ، بِهُدُوءٍ تَامٍّ.
أَمْسَكَتْ بِقِطْعَةِ اللَّحْمِ الْبَيْضَاءِ وَأَحْمَلَتْهَا إِلَى فَمِهَا بِعَصَاوَا الْأَكْلِ. ثُمَّ مَضَغَتْهَا بِجِدٍّ، مَضْغًا وَمَضْغًا.
فِي الْحَقِيقَةِ، كَانَتْ تُفَضِّلُ الْخُضْرَاوَاتِ عَلَى اللَّحْمِ. لِأَنَّهَا لَمْ تُحِبْ شِدَّةَ الْشُّعُورِ بِالْبَرْدِ بَعْدَ أَكْلِ اللَّحْمِ.
لَكِنْ حَرَّكَتْ جاي اين عَصَاوَا الْأَكْلِ بِحَمَاسَةٍ كَأَنَّهَا تَسْتَمْتِعُ بِأَكْلِ اللَّحْمِ فِي كُلِّ وَجْبَةٍ.
عِنْدَمَا نَظَرَ إِلَيْهَا دَانْ تَايْ مُو، تَجَعَّدَ حَاجِبَاهُ مَرَّةً أُخْرَى بِوَضُوحٍ خَفِيفٍ.
كَمْ تَطُولُ مَضْغُهَا لِلطَّعَامِ، حَتَّى أَنَّ لَوْعَةً وَاحِدَةً مِنَ الْأَرْزِ سَتَجْعَلُ الشَّمْسَ تَغْرُبُ.
خَدَاهَا الْمُنْتَفِخَانِ يَتَحَرَّكَانِ بِلاِ تَوْقُفٍ، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ عَلَامَةٍ لِانْزِلَاقِ الطَّعَامِ.
بِالْفَوْرِ الَّذِي فَارَغَ فِيهِ قَصْعَتَهُ، وَضَعَتْ الْجَارِيَةُ قَصْعَةَ أَرْزٍ جَدِيدَةً.
وَصَلَتْ نَظْرَةُ جاي اين الْمُدَوَّرَةُ إِلَى قَصْعَةِ أَرْزِهِ ثُمَّ انْفَصَلَتْ.
أَخَذَتْ ملعقه كَبِيرَةً مِنَ الْأَرْزِ بِوَجْهٍ جَادٍّ مَرَّةً أُخْرَى وَأَحْمَلَتْهَا إِلَى فَمِهَا.
انْتَقَلَتْ عصا الْأَكْلِ الَّتِي كَانَتْ تَتَّجِهُ إِلَى الْخُضْرَاوَاتِ بِسُرْعَةٍ بَعْدَ أَنْ لَاحَظَتْ نَظْرَةَ التَّجَعُّدِ إِلَى الْبِقْفِ الْمَشْوِيِّ.
حِينَئِذٍ انْبَسَطَتْ حَوَافِ عَيْنَيْ دَانْ تَايْ مُو.
“…….”
أُجْرِيَتِ الْوَجْبَةُ فِي صَمْتٍ هَادِئٍ.
وَضَعَ دَانْ تَايْ مُو الْمِلْعَقَةَ فَقَطْ بَعْدَ أَنْ فَارَغَ ثَلَاثَ قَصَعَاتٍ مِنَ الْأَرْزِ.
هَنَّتْ جاي اين رَأْسَهَا فِي دَاخِلِهَا.
لِحَرَكَةِ جِسْمٍ كَبِيرٍ هَكَذَا، مِنَ الْمُؤَكَّدِ أَنْ يَأْكُلَ أَرْزًا أَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنِّي.
وَفِي هَذِهِ الْأَثْنَاءِ، وَضَعَتْ هِيَ أَيْضًا الْمِلْعَقَةَ بِخِفَاءٍ.
“هَلْ أَكْمَلْتِ الْأَكْلَ؟”
“نَعَمْ.”
نَظَرَ دَانْ تَايْ مُو إِلَى قَصْعَةِ أَرْزِهَا بِعَيْنَيْنِ غَيْرِ رَاضِيَتَيْنِ. كَانَ قَدْ فَارَغَ نِصْفَهَا بِالْكَادِ.
“رَغْبَةُ لِي مَقَارَنَةً بِالْإِمْبَاطُورِيَّةِ ضَعِيفَةٌ فِي الْقُوَّةِ الْوَطَنِيَّةِ، لَكِنَّهَا لَيْسَتْ فِي دَرَجَةِ السُّقُوطِ فَوْرًا.”
مَاذَا يَعْنِي هَذَا الْقَوْلُ؟ بَعْدَ تَفْكِيرٍ عَمِيقٍ، أَلْقَتْ جَايِنْ نَظْرَةً كَأَنَّهَا تَسْأَلُهُ.
ضَيَّقَ دَانْ تَايْ مُو حَوَافِ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ إِلَيْهَا.
عِنْدَمَا تَفْتَحُ عَيْنَيْهَا مُدَوَّرَتَيْنِ هَكَذَا، يَبْدُو كَأَنَّ كُرَتَيْ الْعَيْنِ سَتَتَدَحْرَجَانِ وَتَسْقُطَانِ.
لِأَنَّ وَجْهَهَا النَّحِيفَ يَحْمِلُ عَيْنَيْنِ كَبِيرَتَيْنِ بِشِدَّةٍ.
“إِذَا كَانَتْ أَمِيرَةُ تَرْثِي لِخَزَائِنِ الْعَائِلَةِ الْمَلَكِيَّةِ لِرَغْبَةِ لِي وَتَتْرُكُ الْأَرْزَ، فَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَةٌ لِذَلِكَ.”
“آهْ.”
رَمَشَتْ جاي اين عَيْنَيْهَا دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.
الْقَوْلُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ بَدَلَ الْقَوْلِ الْمُبَاشِرِ. نَعَمْ، يَجِبُ تَعَلُّمُ ذَلِكَ أَيْضًا.
حَفِظَتْ سُلُوْكَ دَانْ تَايْ مُو فِي دِمَاغِهَا بِوَضُوحٍ تَامٍّ وَهَانَّتْ رَأْسَهَا.
“أَكَلْتُ بِكَفَايَةٍ. الْبَطْنُ مَمْلُوءٌ.”
“لِذَلِكَ حَسَاءُ الْأَرْزِ،”
“نَعَمْ؟”
بِصَوْتٍ صَغِيرٍ، سَأَلَتْ جاي اين مَرَّةً أُخْرَى كَأَنَّهَا لَمْ تَسْمَعْهُ جَيِّدًا.
أَجَابَ دَانْ تَايْ مُو “لَيْسَ شَيْئًا” وَابْتَسَمَ بِرِقَّةٍ. كَأَنَّهُ زَوْجٌ حَانٍ.
قَالَ لِلْجَارِيَةِ الَّتِي تُنَظِّفُ الْمَائِدَةَ.
“أَعِدِّي الْحَلْوَى الْتِي سَتَأْكُلُهَا أَمِيرَةُ الْأَمِيرِ.”
“نَعَمْ، سَمَاوَةُ الْأَمِيرِ.”
“لَا، لَقَدْ أَكْلْتُ الْوَجْبَةَ لِلْتَّوِّ…….”
ارْتَعَبَتْ جاي اين بِوَجْهٍ مُذْهِلٍ وَرَفَضَتْ، لَكِنَّهُ لَمْ يُؤَثِّرْ فِي دَانْ تَايْ مُو.
رَفَعَ حَاجِبًا وَاحِدًا بِسُرْعَةٍ وَأَلْقَى السُّؤَالَ.
“هَلْ دَعَتْكُمْ أُمُّ لِشُرْبِ الشَّايِ؟”
“نَعَمْ.”
“وَرَفَضْت بِالْقَوْلِ إِنَّكُم مَشْغُولُة؟”
“……نَعَمْ.”
“هَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونِ الْيَوْمُ مَشْغُولة لحَدٍّ يَجْعَلُكِ تَرْفُضِينَ دَعْوَةَ أُمِّ، وَلَيْسَ جُوعَانَةً؟ إِذَا لَمْ يَرْقَ لِذَوْقِكِ طَعَامُ رَغْبَةِ لِي، فَكُلِي الْحَلْوَى عَلَى الْأَقَلْ.”
فَكَّرَتْ جاي اين أَنَّهُ يَسْتَخْدِمُ شَيْئًا مَا.
لَمْ تَكُنْ تَكْرَهُ طَعَامَ رَغْبَةِ لِي خَاصَّةً. وَلَمْ تَكُنْ تُحِبُّ الْحَلْوَى أَيْضًا. كَانَتْ بَطْنُهَا مَمْلُوءًا حَقًّا.
لَكِنْ لِحَلِّ السُّوءِ الْتِّفْهِيمِ، لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَبْدَأُ التَّبْرِيرَ.
فِي النِّهَايَةِ، أَنْخَفَضَتْ نَظْرَتُهَا بِوَجْهٍ مُسْتَسْلِمٍ.
“……نَعَمْ.”
يَبْدُو أَنَّ دَسْْنَ الْحَلْوَى الَّتِي لَا تَدْخُلُ أَسْهَلُ مِنْ ذَلِكَ.
حِينَئِذٍ اسْتَلْقَى دَانْ تَايْ مُو عَلَى الْكُرْسِيِّ بِوَجْهٍ رَاضٍ.
ثُمَّ تَجَعَّدَ حَوَافِ حَاجِبَيْهِ سِرًّا عَنْ الْجَمِيعِ.
أَمِيرَةُ الَّتِي تَتَذَمَّرُ مِنَ الْأَرْزِ. يَا إِلَهِي، لَسْتُ أَرْعَى طِفْلًا. حَقًّا تَحْتَاجُ إِلَى رِعَايَةٍ كَثِيرَةٍ.
دَوَّرَتِ الْكَلِمَاتُ الْمُتَمَتِّعَةُ الَّتِي لَا يَسْمَعُهَا أَحَدٌ عَلَى لِسَانِهِ ثُمَّ اخْتَفَتْ دُونَ أَثَرٍ.
لَوْ سَمِعَتْهَا جاي اين، لَكَانَتْ أَظْهَرَتْ وَجْهًا مُظْلِمًا تَحْتَهُ وَجْهًا ظَالِمًا جِدًّا.
***
رَفَعَتْ جاي اين رَأْسَهَا بِصَلَابَةٍ، وَأَضْفَتْ قُوَّةً كَبِيرَةً فِي عَيْنَيْهَا وَنَظَرَتْ أَمَامَهَا بِتَحَدٍّ.
شَعَرَتْ بِنَظْرَةِ الْمَلِكَةِ الْمُخْتَرِقَةِ لِخَدَّيْهَا، لَكِنَّهَا اجْتَهَدَتْ لِتَحْقِيقِ وَجْهٍ هَادِئٍ.
كَانَتْ نَاجِحَةً إِلَى حَدٍّ مَا، إِذْ قَالَتْ الْمَلِكَةُ: “نَحْنُ وَحْدَنَا، فَكُونِي مَرِيحَةً.”
لَكِنْ وَجْهَ جاي اين الْمُتَصَلِّبَ لَمْ يَنْثَنِ. لَمْ تَكُنْ تُرِيدُ أَنْ تُرَى كَشَخْصٍ سَهْلِ الْمُقَاوَمَةِ أَمَامَ الْمَلِكَةِ.
سَحَبَتْ بَاكْ هْوَا لَانْ زَوَايَا فَمِهَا بِلُطْفٍ وَقَالَتْ بِصَوْتٍ هَادِئٍ وَلَيِّنٍ.
“يَبْدُو أَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ أَعْمَالٌ مَشْغُولَةُ الْيَوْمَ. إِذْ وَجَدْتِ وَقْتًا لِشُرْبِ الشَّايِ مَعِي، كَمَا تَقُولِينَ.”
كَانَتْ تُشِيرُ إِلَى رَفْضِ جاي اين دَعْوَتَهَا فِي الْمَرَّةِ الْمَاضِيَةِ، لَكِنْ جاي اين لَمْ تَلْحَظْ ذَلِكَ.
فَكَّرَتْ أَنَّهَا تَسْأَلُ عَنْ جَدْوَلِهَا فَحَسْبُ، وَهَانَّتْ رَأْسَهَا بِلاِ أَهَمِّيَّةٍ.
“نَعَمْ. حَسَنًا، الْيَوْمُ لدي فَارِغٌ.”
“……هَكَذَا.”
ارْتَعَشَتْ زَاوِيَةُ فَمِ الْمَلِكَةِ.
إِذَا لَمْ يَكُنْ فَارِغًا، فَكَانَتْ لن تَأْتِي.
كَانَتْ تَخْطِطُ لِرَؤْيَةِ كَمْ يَوْمٍ سَتُؤَخِّرُهَا، لَكِنَّهَا رَأَتْ جاي اين قَدْ جَاءَتْ بَعْدَ يَوْمَيْنِ فَقَدْرَتْ غَضَبَهَا قَلِيلًا.
لَكِنْ يَقُولُ إِنَّهُ لِأَنَّهَا فَارِغَةٌ، لَيْسَ بِسَبَبِ وِجْهِهَا.
هَلْ تَحْتَقِرُنِي مُنْذُ الْبِدَايَةِ، أَمْ تُحَارِبُ لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الْحَقِّ؟
أَحْمَلَتْ الْمَلِكَةُ فِنْجَانَ الشَّايِ إِلَى فَمِهَا وَرَاقَبَتْ جاي اين بِتَرَكِيزٍ. إِذَا كَانَتْ حَرْبَةَ حَقٍّ، فَكَانَتْ تَثِقُ بِنَفْسِهَا أَنَّهَا لَنْ تَخْسَرَ.
لَكِنْ وَجْهَ جاي اين الَّذِي لَا يُمْكِنُ فَهْمُ فِكْرِهِ كَانَ بَارِدًا كَرِيحِ الشِّتَاءِ، وَنَظْرَتُهَا الْمُتَّجِهَةُ إِلَى الْأَمَامِ كَانَتْ عَالِيَةً كَالْبَجْعَةِ.
يَبْدُو أَنَّهُ لَيْسَ سَهْلًا كَمَا فَكَّرْتُ. بَمَا أَنَّ السَّحْبَ غَيْرُ مُنَاسِبٍ، فَلْنَحْتَرِي مَرَّةً؟
وَضَعَتْ الْمَلِكَةُ فِنْجَانَ الشَّايِ وَقَالَتْ بِصَوْتٍ مَلِيءٍ بِالْوَقَارِ.
“أَنَا فَضُولِيَّةٌ جِدًّا لِمَاذَا كَانَ الْأَمْرُ الْمُهِمُّ الَّذِي رَفَضْتِ دَعْوَتِي مِنْ أَجْلِهِ. أُنْصَحُكِ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ أَمْرًا ثَقِيلًا يَتَطَلَّبُ السُّرْعَةَ. إِلَّا إِذَا، سَأَشْعُرُ بِالْإِهَانَةِ جِدًّا.”
“…….”
لَمْ تَقُلْ جاي اين شَيْئًا. لَمْ يَكُنْ لَدَيْهَا مَا تَقُولُهُ. فِي الْأَوَّلِ، لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ أَمْرٍ مَشْغُولٍ.
كَانَتْ تَتَدْرِيبُ فَقَطْ لِئَلَّا تَبْدُو سَهْلَةَ الْمُقَاوَمَةِ أَمَامَ الْمَلِكَةِ.
لَمْ تَسْتَطِعْ قَوْلَ أَنَّهَا تَحَدَّقَتْ فِي الْمِرْآَةِ فِي غُرْفَةٍ فَارِغَةٍ وَتَحَقَقَتْ بِدَانْ تَايْ مُو.
بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ، أحْمَلَتْ جاي اين ابْتِسَامَةً خَفِيفَةً عَلَى شَفَتَيْهَا. ابْتِسَامَةُ الرَّاحَةِ الَّتِي كَانَ يَفْعَلُهَا دَانْ تَايْ مُو دَائِمًا.
كَمَا كَانَ مُتَوَقَّعًا، ارْتَعَشَ حَاجِبَا الْمَلِكَةِ.
لَا تَجِبْ وَتَبْتَسِمُ فَحَسْبُ……؟ هَلْ تَنْتَظِرُ غَضَبِي.
دَقَّتْ ظِفَارُهَا الطَّوِيلَةُ عَلَى الْمَائِدَةِ تُخْتَمِرْ تُخْتَمِرْ.
كَانَتْ مَاهِرَةً فِي حِسَابِ مصالح، لَكِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ قِرَاءَةَ فِكْرِ جاي اين أَبَدًا.
بَعْدَ صَمْتٍ قَصِيرٍ، فَتَحَتْ فَمَهَا مَرَّةً أُخْرَى. هَذِهِ الْمَرَّةِ، انْسَكَبَ صَوْتٌ لَيِّنٌ كَمُلَاعَبَةِ طِفْلٍ.
“لِأَنَّكِ وَحْدَكِ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ، كَمْ يَكُونُ قَلْبُكِ مُضْطَرِبًا. لَمْ أَدْرِكْهُ وَلَوَّمْتُكِ فَحَسْبُ. إِذَا كَانَ هُنَاكَ أَمْرٌ صَعْبٌ، قُولِي بِرَاحَةٍ. إِذَا كَانَ هُنَاكَ شَيْءٌ أَسَاعِدُكِ فِيهِ، سَأَسَاعِدُ.”
“لَيْسَ هُنَاكَ أَمْرٌ صَعْبٌ.”
“وَمَعَ ذَلِكَ، أَصِبْتِ بِالْمَرَضِ وَاسْتَرَحْتِ فِي السَّرِيرِ فَوْرَ الْوُصُولِ.”
مَاذَا كَانَ سَيَقُولُ دَانْ تَايْ مُو فِي هَذِهِ الْحَالَةِ؟
بَعْدَ تَفْكِيرٍ هَادِئٍ، أَحْمَلَتْ جاي اين ابْتِسَامَةً صَغِيرَةً عَلَى شَفَتَيْهَا.
“بَمَا أَنَّكِ لَا تَسْتَطِيعِينَ أَنْ تَمْرَضِي بِالْبَدِيلِ، فَهُوَ جَيِّدٌ.”
أَغْلَقَتْ الْمَلِكَةُ فَمَهَا أَخِيرًا. تَكَوَّنَتْ طَيَّةٌ وَاضِحَةٌ بَيْنَ حَاجِبَيْهَا.
الْمُجَازَاةُ عَنِ الْإِحْسَانِ كَانَتْ رَدًّا بَارِدًا فَحَسْبُ. كَانَتْ رَدَّةَ فِعْلٍ غَيْرَ مَأْلُوفَةٍ لَهَا.
كَانَتْ عَائِلَتُهَا الْأَصْلِيَّةُ عَائِلَةً مُؤْتَمَنَةً فِي رَغْبَةِ لِي، وَأَبُوهَا كَانَ وَاحِدًا مِنَ الثَّلَاثَةِ الْكِبَارِ، التَّايْ فُو.
عَلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، كَانَ أَخُوهَا وَأَخُوهَا الصَّغِيرُ شَخْصِيَّاتٍ يَحْتَلَّانِ مَنْصِبَيْنِ فِي الْحُكُومَةِ.
إِذَا حَسَبْنَا، فَقَلِيلٌ مَا هُنَاكَ امْرَأَةٌ تَمْلِكُ عَائِلَةً أَقْوَى مِنْهَا.
تَذَكَّرَتْ بَاكْ هْوَا لَانْ ذِكْرَى عَدَمِ زَوَاجِهَا مِنَ الْمَلِكِ لِأَنَّهَا نَاقِصَةُ عَامَيْنِ عَنِ الْبُلُوغِ وَصَفَقَتْ بِلِسَانِهَا فِي دَاخِلِهَا.
بِسَبَبِ ذَلِكَ، ذَهَبَ مَنْصِبُ الْمَلِكَةِ إِلَى أُمِّ دَانْ تَايْ مُو، وَتَذَوَّقَتْ هَزِيمَةً مُرَّةً فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ.
بَعْدَ وَفَاةِ الْمَلِكَةِ السَّابِقَةِ فَحَسْبُ اسْتَعَادَتْ مَنْصِبَهَا،
لَكِنَّهَا أَحْيَانًا تَفْكِرُ بِأَسْفٍ شَدِيدٍ فِي عَدَمِ جُلُوسِهَا عَلَى ذَلِكَ الْمَنْصِبِ مُنْذُ الْبِدَايَةِ.
لَوْ كَانَ كَذَلِكَ، لَمْ تَضْطَرَّ لِرُؤْيَةِ الْأَمِيرِ يَتَشَكَّى هَكَذَا.
بَعْدَ غَرْقِهَا فِي تَفْكِيرٍ قَصِيرٍ، رَفَعَتْ رَأْسَهَا بِبُطْءٍ. رَأَتْ أَمِيرَةَ الْأَمِيرِ لاَزِلْتُ تَرْفَعُ رَأْسَهَا بِصَلَابَةٍ.
تَجَعَّدَتْ حَاجِبَا الْمَلِكَةِ سِرًّا. حَتَّى لَوْ كَانَتْ قُوَّةً تَدْعَمُ دَانْ تَايْ مُو، فَإِنَّهَا تُظْهِرُ وَدًّا أَمَامَهَا دَائِمًا.
ذَلِكَ هُوَ قُوَّةُ السُّلْطَةِ. وَمَعَ ذَلِكَ، الْكَيْلَةُ الْمُنْشَأَةُ مِنَ الْإِمْبَاطُورِيَّةِ لَمْ تَبْتَسِمْ لَهَا بِلَطْفٍ وَاحِدَةً.
كَأَنَّ ذَلِكَ يَعْنِي أَنَّهَا تَمْلِكُ سُلْطَةً أَكْبَرَ مِنْهَا، فَانْتَفَضَتْ أَعْصَابُ الْمَلِكَةِ.
قُوَّةٌ أَكْبَرُ.
الْإِمْبَاطُورُ الْوَاقِفُ خَلْفَ أَمِيرَةِ.
حَتَّى لَوْ كَانَتْ ابْنَةَ الْإِمْبَاطُورِ، فَيَجِبُ أَلَّا تَنْسَى أَنَّ هُنَا لَيْسَ الْإِمْبَاطُورِيَّةَ بَلْ رَغْبَةُ لِي.
فَتَحَتْ الْمَلِكَةُ عَيْنَيْهَا وَقَالَتْ بِسُلْطَةٍ.
“فِي الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ، لِأَنَّ الزَّوَاجَ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ وَكُنْتِ مَرْضَى فِي السَّرِيرِ، لَمْ أُلِحَّ.”
وَجَّهَتْ نَظْرَةُ جاي اين إِلَى الْمَلِكَةِ مَعَ ذَلِكَ الصَّوْتِ الْهَادِئِ. انْقَبَضَتْ عَيْنَاهَا الْمُتَوَتِّرَتَانِ بِشِدَّةٍ.
“لَسْتِ تَفْ
كِرِينَ فِي الْجُلُوسِ عَلَى مَنْصِبِ أَمِيرَةِ دُونَ فِعْلِ شَيْءٍ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ.”
ارْتَعَشَتْ أَصَابِعُ جاي اين. وَضَعَتْ فِنْجَانَ الشَّايِ الَّذِي تَحْمِلُهُ بِطَبِيعِيَّةٍ.
وَلِئَلَّا تُكْشَفَ يَدَاهَا الْمُرْتَعِشَتَانِ، وَضَعَتْ يَدَيْهَا بِهُدُوءٍ فَوْقَ فَخِذَيْهَا.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 18"