الفصل 5
“كلا،
مطلقًا! لا أبدًا!”
“لكن، لمَ تهتمّين براحة خطيبكِ السابق؟”
“….”
“هذا مزعجٌ.”
أصدر كايل صوتًا ساخرًا.
لكن إدوين لم يرتكب جريمة تستحقّ حَكم الإعدام.
صحيح أنّه خان ثقتي وتصرّف بتهوّر مع أخريات.
الخيانة فعل سيء جدًا.
لكن في عالم يقبل فيه الرجال المتزوّجون العشيقات والخيانات بلا مبالاة،
أليس قتل إدوين لهذا السبب مبالغٌ فيه؟
على أي حال، عرفتُ إدوين منذ عشر سنوات.
“لـ-ليس هذا.
كما قلتُ، قبل أن يكون خطيبي، هو ابنَ صديقَ والدي.”
إدوين رجلٌ سيء وخطيب فظيع، لكنني أريدُ إنهاء! الأمر بهدوء بفسخ الخطوبة.
هناك الكثير من الأشخاَص المرتبطين بالأمر.
“لـ-لذا أريد إنهاء الأمر بأفضل طريقة ممكنة من جانبي.
لا أريد وضع والدي في موقفٍ محرَجٍ بسببي.”
ساد الصمت للحظة.
أومأ كايل أخيرًا كأنّه اقتنع وقال: “حسنًا.”
حاولتُ إخفاء ارتباكي وأنا أراقب تعبيره، لكن كايل نهض من الأريكة التي كان يستند إليها.
كانت ساقاه طويلتين جدًا.
اضطررتُ لرفع رأسي حتى شعرتُ بألم في رقبتي لألتقي بعينيه.
“إذن، سأجد وقتًا قريبًا.”
“ماذا؟ أي وقت؟”
عندما سألتُ مائلة رأسي بدهشة من كلامه المفاجئ، انحنى كايل حتى اقترب من وجهي.
كنا قريبين جدًا، لو تحرّكتُ قليلاً، لاصطدم أنفي بأنفه.
تراجعتُ بسرعة مذهولة: “أ-أنتَ قريب جدًا…!”
للأسفِ، منعني ظهر الأريكة من التراجع أكثر.
لم يهتم، واقترب مني أكثر.
أصبحتُ رائحةُ عطرهِ الخشبي أقوى.
ارتفعت الحرارة إلى وجهي، وشعرتُ بدغدغةٍ في بطني.
تحت نظراته الحمراء الثابتة، أنزلتُ عينيّ.
لمس كايل أنفي بطرف إصبعهُ الطويلَ السميك وقال: “وقت التعارف.
ألم تطلبي ذلك؟”
* * *
غادر الرجل المخيف.
هذا الرجل المخيف هو من سأتزوّجه.
أصبح لديّ فجأة رجل وعدتُ بالزواج منهُ.
في غضون يوم من فقدان خطيبي، بل ساعات بعد إعلان فسخ الخطوبة، ظهر رجل جديد سأتزوّجه.
“آه…”
كنتُ متوترةً طوال لقائي مع كايل، والآن شعرتُ بأنّ قواي تُستنزف.
استلقيتُ على الطاولة بجسد مرتخٍ، كأنني سلايم ذائب.
“هوو…”
“يا آنسة، إذا استمررتِ هكذا، ستنهارِ الأرض.”
سمعتُ صوت إيميلي من بعيد وهي ترتّب الفراش.
لم تسأل إيميلي عما تحدّثنا عنه أنا وكايَل.
لـرُبما علمتُ السبَب عندما دخلتُ الغرفة.
كان وجهي شاحبًا.
يبدو أنّ إيميلي خمّنت من مظهري أنّ شيئًا سيئًا حدث بيني وبين كايل، أو أنني ارتكبتُ خطأً كبيرًا.
“كما توقّعتُ، حدث شيءٍ مع الدوق هارديون، أليَس كذلك؟”
جلسَت إيميلي على الكرسَي المقابل عبر الطاولة وسألت.
‘صحيح، لا يمكنني إخفاءُ الأمرِ بعدَ الآن.’
على أي حال، إيميلي صديقتي القديمة وكأخت كبرى بالنسبة لي.
إذا لم أخبرها، فمن سأخبرُ؟
أخبرتُ إيميلي بكلّ شيء.ٍ
“إذن، حدثَ هذا.”
إيميلي تبلغ من العمر 22 عامًا، أكبر مني بعامين.
هي هادئةٌ، حاسمة، ولا تتأثّر بسهولة بالعواطف، ولديها إرادة قوية.
لا ترتبكُ بسهولةٍ في أي موقف، ولا تُصغي للشائعاتِ، وفمها مغلقٌ بإحكام.
لا تخافُ حتى من الحشراتِ.
تقول إنّها لا تخافُ الأشب!اح لأنّها لا تؤمن بها أصَلاً.
لهذا أحبّ إيميلي. إنّها رائعة.
يقول والداي إنني منذ صغري أحببتُ إيميلي وتبعتَها.
على الرغم من وجود أخي جاكلين، لم نكن قريبيَن وكانت علَاقتنا متوترةً.
عاش جاكلين حياةً مخت!لفةً تمامًا عني فقط لأنّهُ ولد ذكرًا.
لم يكن لديهِ حظر تجوال أبدًا، وكان يتردّد على المناسبات الاجتماعية بحرّية، وفعلَ ما يشاءُ.
أمّا أنا، بعد بلوغي، أُخبرتُ أنّ على السيدَة الحفاظَ على سلوكها، وتمّ تقديم موعد حظَر التجوال أكثر.
”لا تقارني نفسكِ بجاكلين.
أليس لكما ظروف مختلفة؟ الحفاظ على سمعة طيّبة واجب السيدة.”
حتى في المناسبات الاجتماعية، كان يُسمح لي بالحضور فقط كمرافقة إدوين بإذن والدي.
”أليس من الأفضل الذهاب مع حامٍ؟ التفاعل مع رجال مختلفين قد يُسبّب المشاكل.
قد تتبعكِ الفضائح إذا أخطأتِ.”
حامٍ؟
ذلك “الحامي” و”المرافق” تخلّى عني وتلوّى مع امرأة في الحديقة.
مع التفكيرِ..
‘ يا للهول، من يحَمي من؟ لا أصدّقُ.’
على أي حال، مع وجودَ خطيب اسمي، لم أحلَم حتى بالحب.
بفضل والديّ اللذين يرسلان العربة قبل غروبِ الشمس، لم أتمكّن من تكوين صداقاتٍ حقيقيةٍ مع السيداتَ النبيلات.
كانت زميلاتي في الأكاديِمية الوحيدات اللواتيَ أتواصل معهنَ حتىَ الآن.
في هذه العائلة الخانقةِ والمحافظِة، كانت إيميلي الشخص الوحيد الذي يمكنني البوح له بقلبي.
صديقة موثوقة كأخت كبرى…
“الوضع خطير.
لكن إذا وعدتِ بالزواج وأخذتِ الدوق، ألا يجَبُ أن تتحمّلي المسؤولية؟”
“كنتُ مخمورةً…”
“وما قصة الـ5 سنتاتٍ؟ هذه النقود التافهة.”
شعرتُ بالألمِ.
كنتُ أجمع تلك النقود خفية لشراء هديةٍ عيد ميلاد إيميلي…
لكن إذا أخبرتها الحقيقة، سأفسد خطتي لمفاجأتها، فأبقيتُ الأمر سرًا.
“ظننتُ أنّ تكلفةَ الغرفة باهظةً…”
“ومع ذلك، تركتِ شريك الليلة وحيدًا في السرير وهربتِ؟ هذا أسوأ ما يمكن.”
“كنتُ مصدومة… ولا أتذكّر شيئا مما حدث آنذاك.
لكن المطالبة بالزواج لهذا السبب، أليس غير منطقي؟”
“قال إنّه كان أعذرَ.
يقولون إنّ بعض الرجال يحلمون بالزواج من أول شريكة.”
“كانت أول مرةٍ لي أيضًا!
على أي حال، لا يمكننَي الزواج.
لا أتذكّر حتى توقيعَ العقَد.”
“ربما توقّع أن تتصرّفي هكذا، فاحتفظ بالعقد كدليل.”
“لا، لا إطلاقًا!”
“لمَ لا تكونين صريحةً؟ قولي إنكِ لا تريديَن الزواج لأنّه ليس لديكِ مشاعر عقلانية..
كان مجرّد خطأً لليلةٍ واحدةٍ.”
“أ-إذا قلتُ ذلك، لا أظنّه سيتركني وشأني.”
“إذن، دَعينا نضع الصراحة جانبًا مؤقتًا.
لكن هناك طرقٌ أخرى.”
“لمَاذا؟”
شعرتُ بالذنب وصمتُّ.
“لمَ لا تريدَين الزواج؟”
“… لـ-لأنني خائفة.”
“من الدوق؟”
“نعم.
ماذا أفعل؟ بعد أسبوعين، سيعود والداي وجاكلين.”
“في هذه الحالة، لا يبدو أنّ هناك طريقة لتجنّب الزواج.
عائلة هارديون قوية جدًا… دفن شخصَ مثلكِ لن يكون صعبًا بالنسبة لهم.”
“… د-دفن؟”
“هناك شائعات عن جثث متراكمة في قبو قصرهم. كما تعلمين، ليس الدوق فقط، بل إنّ والديه السابقَين كانا أيضًا ذويَ طباع قاسية.”
أعلمُ.
بل رُبما أعرفُ أكثرَ من إيميلي.
الدوقةَ السابقة كانت تستحم بدماء الخادماتَ الصغيرات، والدوق اَلسابق كان يهوى تحنيط الحيوانات.
“بالتأكيدِ، هم حلفاء موثوقَون، لكنهم مخيفَون كأعداءٍ.”
“إيميلي، ليس وقتَ قولِ هذا بهدوء! قد أضطرّ للزواج منه حقًا!”
“ماذا تريدين أن تفعلي؟”
“أريد إلغاء الزواج.
لقد كسبتُ بعَض الوقت…”
“كيف؟”
“قلتُ إنني لم أعشَ قصةَ حبَ من قبلِ، وأنّ الزواج مباشرة سيكون مؤسفًا، فأعطاني مهلة شهران.”
“أليس هذا يعني أنكِ ستبدئيَن المواعدة أولاً؟”
“لـ-لكن لم يقبَل أيّ عذرٍ آخر.
كان ذلك آخر وسيلتي…”
بالنسبةِ لمدى ارتباَكي، كان ردًا سريعًا جيدًا، أليسَ كذلك؟
ترجـمةُ : رُوزيِـتا
تدَقيــقُ : مَريِــانـا
❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀_❀
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً في واتباد وقناة الملفات،
حسابي واتباد : _1Mariana1_
وستجدون إعلانات تنزيل الفصول قبل هيزو في الرابط المثبت أول التعليق ~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 5"