“جاكلين؟”
“إيفلين…، أختي؟”
“أنتَ ذاهب إلى أين؟”
حين كنتُ أمرّ عند البوابة الرئيسية للقصر، كان جاكلين يسير متثاقلًا من بعيد.
“أهرب. أختي، عُدّي إلى منزلكِ فقط.”
“تهرب؟ ……لكن هذا منزلي، إلى أين سأذهب!”
زممتُ أسناني ودستُ الأرض بغضب.
جاكلين، الذي كان يلمّ شعره المبلل بالعرق، تنهد وقال:
“شجار بين والديّ. أمي غاضبة. فقط سأذهب إلى بيت زوجك.”
“أي زوج؟ لم نتزوج بعد!”
“ولماذا منذ قليل تكرر كلمة أختي، أختي؟ تبدو مصطنعة.”
“زوجكِ يريد أن تُنادى هكذا.”
“قلت لك، ليس زوجً بعد.”
“على أي حال، أختي عـدّي للمنزل. وإيميلي أنت أيضًا. لا تتورطي بلا داعٍ.”
خاطب جاكلين إيميلي التي كانت بجانبي أيضًا، محذرًا.
أنا لم أرفض. ففي مثل هذه المواقف، سبق أن تورطت أمام والديّ عدة مرات بلا داعٍ.
“إلى أين ستذهب؟”
“إلى حيث تأخذني قدماي.”
ثم اختفى جاكلين كنسيم الريح.
“إيميلي، اليوم يبدو أن علينا العودة فقط، أليس كذلك؟”
“نعم. جئنا لهذه الزيارة ونودّ لو بقيت أطول قليلًا.”
* * *
كان مخططي أن أستريح هذا الأسبوع في المنزل، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، ولم أتمكن من ذلك.
كما أنني لم أرغب بالذهاب مباشرةً إلى قصر هارديون.
لذلك، ذهبت أنا وإيميلي إلى البنك لصرف بعض الأموال من حسابنا.
بعد الانتهاء، تجولنا مرة أخرى في الساحة.
لدي منزل، لكن لا أستطيع العودة إليه.
‘أشعر ببعض الحزن.’
لا يمكنني السير بلا هدف، فقررت التوقف قليلًا عند المقهى الذي اشتريت منه الماكرون سابقًا.
لقد تجاوز وقت الغداء وشعرت بالجوع.
اخترت كعكة فراولة مليئة بالفراولة الطازجة.
“إيميلي، ماذا تريدين أن تأكلي؟”
“سآخذ هذه، الشوكولاتة.”
إيميلي اختارت كعكة الشوكولاتة المغطاة بالشوكولاتة الطازجة.
نظرًا لأننا بحاجة إلى مساحة خاصة، دفعنا مبلغًا إضافيًا وجلسنا في غرفة شاي منفصلة.
كانت الغرفة مبنية من الزجاج بالكامل، لذلك يمكننا رؤية الخارج بوضوح.
بدأنا بأكل الكعك بسرعة، ثم ناقشنا خططنا القادمة.
“ماذا سنشتري اليوم؟”
“حقًا، لا أعرف. لا أعرفُ خيارًا جيدًا”
“على أي حال، لا يوجد مكان نذهب إليه، سنقضي الوقت ثم نعود. حصلنا على إذن بالخروج قليلًا، لكنه مؤسف.”
“لا تحزني كثيرًا، آنسة. ستأتي فرصة أخرى.”
“صحيح. بما أننا هنا، لننفق المال.”
فكرت فيما يمكن إنفاقه، ثم خطر لي شيء جيد.
“إيميلي، الخدم لا يمكنهم أكل هذه الحلويات كثيرًا، أليس كذلك؟”
“صحيح. للحصول على الحلويات المشهورة، يجب أن يدفعوا راتب أسبوع كامل تقريبًا.”
“إذن اليوم سنأخذ لهم بعضًا سرًا؟ ونطلب أن يكون سرًا؟ على أي حال، سيظهر المبلغ الذي أنفقناه لكايل فقط.”
“جميل. نستخدم مال خطيبنا المستقبلي للبذخ، ونظهر لهم أيضًا أننا ننفق لهم.”
“ممتاز.”
استدعيت النادلة واشتريت ثلاثين صندوقًا من الماكرون.
في حال نفد المخزون، سيكون الأمر محرجًا.
في قصر دوقات العاصمة، لم يكن عدد الخدم كبيرًا مقارنةً بحجم القصر.
حسب معرفتي، هناك حوالي ثلاثين خادمًا وخادمة.
“ضعوا كل صندوق بشكل جميل، سأحمله عند الخروج لاحقًا.”
“حسنًا. وهذا قسيمة شكر مخصصة لعملاء VIP.”
“أوه.”
“لقد اشتريت كمية كبيرة في المرة السابقة أيضًا. وبما أنكم اشترَيتُم اليوم، أصبحتم مؤهلين لعملاء VIP.”
كانت بطاقة ذهبية، نصف كف اليد تقريبًا، تتلألأ.
طريقة استخدام القسيمة بسيطة، 10% من المبلغ الذي تم شراؤه يُضاف للقسيمة، ويمكن استخدامه كالنقد.
“حسنًا. يجب أن أقدمها للسيدة ماري.”
“لماذا اخترتِ السيدة ماري من بين الجميع؟”
بدت إيميلي فضولية.
السيدة ماري تحب الحلويات.
بالتحديد، كان ابنها يحب الحلويات.
كانت السيدة ماري تربي ابنها وحدها، ولم تتمكن من قضائه وقتًا كثيرًا معه لأنها كانت تعمل كمربية لكايل.
كانت تضطر لإعطاء أولوية لكايل.
لذلك، كانت تشتري له الحلويات المفضلة كهدية وتعطيه وقتًا لتناولها معه.
كانت تلك الأوقات ثمينة للغاية بالنسبة لها
لم أستطع أن أكشف لإيميلي كل التفاصيل، خوفًا من أن يُساء فهمي كشخص يقرأ يوميات الآخرين.
فأخبرتها ببساطة أنني سمعت السبب من كايل.
“حسنًا، إذن السيدة ماري هي الأنسب.”
“صحيح. هذه القسيمة بسيطة، لكنها ستجمع نقاطًا كثيرة إذا أنفقنا مال كايل ببذخ… أليس هذا رائعًا؟”
“بالتأكيد. ستسعد جدًا بذلك.”
فكرة ممتازة. كانت السيدة ماري تهتم بكايل، وتتركُ ابنها وحده كثيرًا أحيانًا.
سأستخدم مال كاييل للبذخ، لتجميع أكبر قدر من النقاط، ثم ستستفيد هي وابنها منها.
‘رائع جدًا!’
“حسنًا، لنذهب الآن…”
فجأة، وضعت النادلة على طاولتنا كعكتين كاملتين، نفس نوع الكعك الذي تناولناه قبل قليل: فراولة وشوكولاتة.
“……أنا لم أطلب هذا.”
“السيدة هناك تريد أن تهديكِ إياه.”
كانت الغرفة خاصة، لا يمكن رؤيتنا من الخارج، ونحن لا نرى الخارج أيضًا.
“……أين؟”
سألت النادلة بعد أن نظرت حولي، ثم همست بسرية:
“هناك سيدة ترغب بلقائكم شخصيًا.”
“ماذا؟ أنا؟”
“نعم، هل ألديكِ بعض الوقت الآن؟”
“بالطبع، لدي وقت.”
“الرجاء الانتظار قليلًا.”
اختفت النادلة بسرعة، تاركة إيانا مذهولين.
“آنسة، أليست هذه اللحظة غريبة قليلًا؟ السيدة هناك هي من اشترت لكِ.”
“فعلاً.”
بينما كانت إيميلي تحلل الموقف، عادت النادلة ومعها سيدة أنيقة جدًا ترتدي ثوبًا أسود فاخر وقبعة واسعة بحواف ذهبية.
كانت تمشي بخطوات متزنة، وظهرها مستقيم، وطريقة جلوسها تعكس نبالة فطرية.
“سعيدةٌ بمقابلتكِ.”
صوتها كان أنيقًا وعميقًا قليلًا، شفافًا وواضحًا.
جلست السيدة أمامنا، ووضعت ساقًا فوق الأخرى برشاقة.
“إيفلين فلورنس. هل هذا اسمك الصحيح؟”
“آه… نعم. كيف تعرفينه؟”
خلعت السيدة قبعتها، وكان شعرها الأشقر كالفضة يتلألأ كأمواج البحر.
وتحت ذلك، كانت عيناها حمراء واضحة وشفافة، مع رموش كثيفة تزيد من وضوحها.
لحظة… هل أعرف هذا الوجه؟
“أنت، تلك أمام دور الأيتام… أليست أنتِ؟
المنقذة؟”
“……ماذا؟ مالذي تقولينهُ يا أختي؟”
يبدو أنها ليست أختًا، رغم أنها شابة، لكنها في أوائل الثلاثينيات، لذلك ناديتها أختي عن غير قصد.
“آه… إذا أزعجكِ مناداتكِ بأختي، أعتذر. لم أرَ شخصًا جميلًا هكذا من قبل… لذا قلتها بلا قصد.”
“……أوه أوه أوه!”
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون الروابط، لحسابي واتباد، وقناة الملفات في أول تعليق~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 44"