“التأخير من اليوم الأول.”
جلست على المقعد وأنا أحك رأسي من الخلف، متأخرة تمامًا.
“آسفة، كنت مشغولة بعض الشيء اليوم…”
تظاهرت بترتيب طرف فستاني بسرعة.
كان موعد الوجبات مع كايل في السابعة صباحًا، الظهر، والسادسة مساءً، للإفطار، الغداء، والعشاء.
وكانت قاعدته أن نتناول وجبة واحدة يوميًا معًا.
اليوم، لم أتناول الإفطار أو الغداء معه، لذا كان من المفترض أن نتناول العشاء معًا، لكن…
بينما كنت أفكر في التبذير وأتجول، وصلت إلى القصر بعد الثامنة مساءً.
‘ليس عشر دقائق، بل ساعتان من التأخير.’
شعرت بالحرج الشديد.
بل إن كايل لم يمس الطعام حتى.
كانت الأطباق الشهية على الطاولة قد بردت تمامًا.
بما أنني تأخرت، قررت أن ألقي اللوم عليه بطريقة ما.
‘سأقولها بنبرة توحي بأنه أهدر الطعام.’
“لمَ لم تأكل… لقد برد كل شيء.”
كان كايل جالسًا، ذراعيه متقاطعتان، كتمثال.
كان ينظر إلي بهدوء، يرمش ببطء.
كانت نظرته الحادة محرجة بعض الشيء.
أدرت عيني وحككت رأسي من الخلف مجددًا.
فجأة، شعرت بالجوع.
‘الآن فقط أدركت أنني أكلت ثلاثة أسياخ دجاج فقط طوال اليوم.’
كنت مشغولة بالإنفاق، فلم أفكر في الأكل.
‘…يبدو شهيًا.’
أردت طعن قطعة الستيك السمينة المليئة بالعصارة.
سلطة الفواكه المنعشة تبدو مغرية، وأطباق المحار المشوي العطرية تبدو لذيذة أيضًا.
مررت لساني على شفتي خلسة وسألت:
“…ألنَ تأكل؟”
“ألا يمكنكِ إطعامي؟”
“ماذا؟”
“مثلما أطعمتكِ المرة السابقة.”
“ماذا؟ لا! لا تذكر ذلك!”
قفزت غاضبة، وصرختُ.
يمزح معي مجددًا.
تذكرت لحظة محرجة، فاحمر وجهي. أمسكت أذني المحترقتين.
“لقد أصبتُ.”
رفع يده اليسرى بهدوء.
لم أنتبه بسبب ذراعيه المتقاطعتين، لكن يده كانت مغطاة بضمادة.
“أوه، هل أصبتَ؟ كيف؟”
قفزت من كرسيي وركضت إلى الجهة الأخرى.
“آه!”
حاولت سحب كرسيه للخلف، لكنه كان ثقيلًا جدًا.
“آه!”
بذلت جهدًا، لكنه لم يتحرك.
شعر كايل بالأسف تجاهي، فسحب الكرسي بنفسه.
دفعت ذراعه، أطلب منه إظهار يده.
مد يده بهدوء.
جلست بين ساقيه وانحنيت لأفحص يده بعناية.
“هل أصبتَ بشدة؟ كيف حدث؟ هل كنت تتدرب؟”
كانت الضمادة ملفوفة بإحكام عدة طبقات، يبدو أن الجرح عميق.
“كان عليك الحذر! ماذا لو أصيبتَ يدكَ الجميلةِ!”
كانت يده طويلة وجميلة، لكنها قوية وممتلئة كـيدٓ رجلٍ بالفعلِ فقد الأوتار بارزة بشكل ملحوظ.
وضعت ذراعي على فخذه وفحصت يده بعناية. لا يمكنني فك الضمادة. ماذا أفعل؟
رفعت رأسي لأتحقق من وجهه، خشية إصابة أخرى. لحسن الحظ، لم تكن هناك جروح على وجهه.
كان ينظر إلي بعيون مستديرة، يرمش.
“لماذا تحدُق هكذا؟”
“أنتِ قاسية على شخص مصاب.”
“كان عليك الحذر من جسدك. جمالكَ لا نقص فيه، إنه ثمين جدًا.”
“هل تحبينني لأنني وسيم؟”
“…بالطبع، لكن… ماذا؟”
“ههه.”
غطى كايل فمه بيده اليمنى، كأنه يكبح ضحكة.
‘ما هذا؟’
عبست بشدة.
“لا تمزح مع من يهتم بكَ!”
صفعته على ذراعهِا بنظرةٍ غاضبةٍ.
لكن يده كانت صلبةً جدًا، فشعرت يدي بالألم بدلًا منه.
لم أرد إظهار الألم، لأنه سيشعرني بالهزيمة.
لكنه لم يطعني حتى بعد الصفعة.
لم يحاول حتى كبح ضحكته. عيناه الحادتين تقوّستا بابتسامة.
مشبوه.
“أنت لست مصابًا، أليس كذلك؟”
“أنا مصاب.”
“حقًا؟”
“حقًا.”
مهما نظرت، يبدو أنه غير مصاب.
‘حتى لو قال إنه غيّر الضمادة، لا يوجد أي أثر دم…’
“لا!”
فجأة، سحب يدي بيده السليمة.
سُجنت في حضنه بسرعة وخفة.
جلست على ركبته، كما في المرة السابقة عندما تذمرت.
“ماذا؟”
“أنا جائع.”
“…”
لا يمكنني توبيخ شخص مصاب.
كنت أشك، لكن بدون دليل، لم يكن لدي ما أقوله.
“هل أطلب طعامًا جديدًا؟”
“آه، هذا يدغدغ!”
همس في أذني. عندما تأخر ردي..
“بسرعة، ماذا أفعل؟”
“لنأكل فقط! لا يجب إهدار الطعام!”
‘هل هذا الرجل مخمور؟’
لماذا يتصرف فجأة بطريقة غير معتادة؟
صحيح أن كايل كثيرًا ما يزعجني في أي وقت ومكان، لكن اليوم يبدو…
كأنه يدللني؟
‘مخيف. الشرير يدلل؟ هل هذا منطقي؟’
فركت ذراعي المقشعرة.
‘يجب محو هذه الأفكار السيئة من رأسي…’
“لا تفكري بأمور أخرى.”
فجأة، عانقني كايل بقوة من خصريِ.
لم يتوقف عند هذا.
تنفس على رقبتي.
“يا إلهي، هل جننت؟ هذا يدغدغ!”
فرك رقبتي بأنفه، يتصرف ككلب وجد سيده.
تسببنا في فوضى. ثم…
“آه! لا تعضني!”
عض كايل عنقي. انتفضت، لكنه أمسكني بذراعيه بقوة.
كنت أكاد أختنق.
“لا، ليس هنا… توقف!”
“ماذا تقصدين بتوقف؟”
تنهد على رقبتي.
ثم بدأ يزرع قبلات خفيفة كنقرِ طائرٍ…
‘هل كان هناك إعداد يجعل الشرير منحرفًا؟’
كان هناك بالفعل، لكن يظهر بشكل مكثف جدًا.
‘لا يمكن أن أُؤكل هنا!’
“لقد جعتُ طوال اليوم!”
“…”
توقفت قبلات كايل.
“لم أكل تقريبًا من الصباح حتى الآن… كنت جائعة جدًا لكنني لم أستطع الأكل…”
تظاهرت بالبؤس، مددت كلماتي وتلعثمت.
* * *
ظننت أن طلبهُ لإطعامهِ مزحة.
لكن يبدو أن كايل كان جادًا.
“ماذا أعطيكَ بعد؟”
“قطعة لحم بقري.”
غرست القطعة بعناية ووضعتها في فمه.
مضغها بأناقة، كل شيء فيه أنيق ونبيل.
“قلت إنك ضعيف جدًا لتأكل، لكن يبدو أنك لا تزال قويًا…”
كان يحيط خصري كالأفعى. وخزته في ذراعه مشيرة إلى ذلك.
كنت خائفة من هجومه مجددًا، لكن كان علي قول ذلك.
“الأكل ضروري، لكن هذا أفعله لأنني أريد.”
“آه…”
منطق مثالي وصريح.
لم يكن لدي رد.
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون الروابط، لحسابي واتباد، وقناة الملفات في أول تعليق~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 40"