“يا إلهي! هذا كثير جدًا!”
كم عدد الأصفار؟
كان مبلغًا يجعل القلب يرتجف. توقعتُ أن يعطيني مبلغًا صغيرًا مناسبًا اسميًا، لكن هذا كان مربكًا جدًا.
لم أتعامل مع مثل هذا المبلغ في حياتي. مجرد التفكير بأن هذا المال بين يديّ جعلني أشعر بالضغط وجعل قلبي يخفق بقوة.
“هل هو غير كافٍ؟ أوه، لقد خفضته قليلًا خوفًا من أن يكون المبلغ الذي حدده سيدي الدوق مربكًا لدرجة تجعلكِ تهربين. أعتذر…”
“لا، لا! ليس ناقصًا على الإطلاق. سأكتفي بهذا المبلغ. المبلغ الكبير جدًا يجعلني أشعر بعدم الراحة.”
شطبتُ على المبلغ المخصص لميزانية الحفاظ على المظهر كدوقة مستقبلية بخطين. ثم كتبتُ مبلغًا يساوي عُشر المبلغ الأصلي.
“أليس هذا قليلًا جدًا؟”
رأى كايل أنني أعدّل المبلغ بنفسي، فأضاف تعليقًا.
“سمعتُ أنكِ عشتِ في قصر الكونت دون أن تحصلي على أي مال. وحتى مصروفكِ الشخصي كان يُصادر.”
“نـ؛نعم، صحيح.”
“إذن، فقط استخدميه. المال لديّ يكفي حتى لو أنفقتِ نفس هذا المبلغِ طوال حياتكِ.”
ومع ذلك، هذا المبلغ كبير جدًا لدرجة أنني لن أجرؤ على لمسه قبل أن أبدأ بالتبذير.
“حـ-حسنًا، سأستخدم المبلغ الذي اخترته أولًا، وإذا كان ناقصًا، سأخبركَ.”
تدخل هيوغو من الجانب كوسيط، مبتسمًا بابتسامة ودودة ومنعشة، محترمًا اختياري.
“حسنًا، يا آنسة. سأجهز كل شيء من حساب مصرفي، نقود، وشيكات، فاستخدميها براحتكِ.”
“نعم، نعم.”
* * *
عدتُ إلى الجناح الملحق.
“… لمَ لم تقبلي المبلغ كله؟”
“في تلك اللحظة، كنتُ مرتبكة جدًا… و، المبلغ كان كبيرًا جدًا.”
“هَمْ.”
“حـ-حسنًا، لنبدأ بالتبذير بجد باستخدام المبلغ الذي قبلته. عندها، سيبدأ الجميع برؤيتنا بشكل سيء.”
“جيد. أولًا، يجب أن تنفقي المال كالماء. هكذا ستبدأ آراء الخدم عنكِ بالتدهور.”
“نعم! سأنفقه بسخاء!”
صحيح. الآن، المهم هو أن أنفق المال الذي حصلتُ عليه بأكبر قدر من التبذير.
لكن كيف أنفق بشكل مبذر؟
“بالتأكيد، يجب أن أشتري فساتين أو مجوهرات، أليس كذلك؟ قال كايل إنني يمكنني الخروج كما أشاء!”
“بالتأكيد، هذا الخيار مثالي للتبذير بشكل طبيعي.
لنبدأ بزيارة محلات الأزياء على وجه السرعة.
إنفاق المال في نفس اليوم الذي حصلتِ عليه ليس فكرة سيئة.”
“حسنًا! لنستعد للخروج فورًا.”
نهضتُ بحماس. بدأت إيميلي أيضًا بالتحرك بسرعة.
“سأساعدكِ على التجهيز بسرعة…”
– طق طق.
قاطع صوت طرق مفاجئ توقف كلام إيميلي.
فتح الباب، ودخل هيوغو مع امرأة.
“واو، يا إلهي! إنها رائعة حقًا!”
ماذا؟ شعرتُ بالارتباك من المرأة التي بدأت تطلق عبارات الإعجاب حالما التقت عيناها بعينيّ. بل إنها غطّت فمها بيديها.
بدت وكأنها في حالة إثارة كبيرة.
“آه، لقد انفعلتُ دون أن أدرك. أفقد صوابي عندما أرى أشياء جميلة ولطيفة… أعتذر.”
“لا، لا بأس.”
“أقدم نفسي رسميًا. أنا مدام أنطوا، أدير دار أزياء أنطوا.”
“آه! مرحبًا. أنا إيفلين فلورنس.”
حيّيتُها ببعض الإحراج. كانت المرأة مزينة بأناقة وتألقٍ من رأسها إلى أخمص قدميها.
ولا عجب في ذلك.
هي مصممة صاعدة في العاصمة، وأكثر شعبية من معظم المصممين المخضرمين.
‘ومن بين المصممات النساء، نادرًا ما تجدها ليست في الخارج.’
وبعد أشهر قليلة، ستصبح أكثر شهرة.
مدام أنطوا، عندما رأت البطلة، جعلتها ملهمتها، وأشعلت روحها الفنية لتصبح أشهر مصممة في العاصمة.
‘فيما بعد، حظيت بلقب يدُ الحظِ التي أُرسلت كهبةٍ.’
لكن لمَ هي هنا؟
“حقًا رائعة. فجأة، شعرتُ برغبة عارمة في الإبداع.”
ربما بسبب سنوات دراستها في الخارج، كانت كلمات أنطوا ممزوجة بلمسة من لغة أجنبية.
لحسن الحظ، كنتُ قد درستُ لغة أجنبية ثانية في الأكاديمية، فتمكنتُ من فهمها دون مشكلة.
“بفضل طلب الدوق هارديون، سأكون مسؤولة عن تصميم فساتينكِ. أتطلع إلى العمل معكِ.”
لحظة، لحظة.
كنتُ على وشك الخروج لزيارة محلات الأزياء في العاصمة للتبذير، فماذا أفعل الآن؟
“إذن، يا آنسة، سأغادر الآن. إذا احتجتِ إلى شيء، استدعيني في أي وقت.”
“نعم، هيوغو. شكرًا.”
بعد تبادل التحيات مع مدام أنطوا، غادر هيوغو بسرعة. من الطبيعي ألا يبقى لرؤية تغيير الفساتين.
“هيا! بسرعة، أحضروا الحامل وقياس الشريط!”
صفقّت أنطوا، فدخلت امرأتان تبدوان مساعدتيها عبر الباب المفتوح.
كان الحامل يحمل عشرات الفساتين التجريبية بألوان متنوعة.
* * *
“يا إلهي. تتقبلين كل الألوان. كيف يمكن أن تكون بشرتكِ بيضاء وناعمة هكذا؟ هل تعتنين بها بشكل خاص؟”
“أ-أقوم فقط برعاية بسيطة للبشرة…”
“يا إلهي. لقد وُلدتِ هكذا!”
بدأت من البشرة.
“يا إلهي، انظري إلى خصركِ النحيل. هل تتبعين نظامًا غذائيًا صارمًا؟”
“لا، لا أهتم بذلك بشكل خاص. أعتقد أنني لا أكتسب وزنًا بسهولة.”
“واو، كيف هذا! أنا غيورة جدًا!”
حتى جسدي الذي لا يكتسب وزنًا.
كنتُ مشوشة من هجوم المديح من أنطوا. لم أعد أعرف كم فستانًا ارتديتُ.
“ماذا أفعل؟ إنها تناسبها جميعًا. الفساتين التي تكشف الكتفين، والفساتين ذات الياقات العالية، وأسلوب الهالتر، كلها تبدو رائعةً عليها. ما رأيكما؟”
“رائعة حقًا. لا يوجد أسلوب يمكن استبعاده. مدام، هل نصنع عشرة فساتين لكل أسلوب؟”
لحظة، أنا بحاجة إلى هذه الفساتين للتبذير.
“هـ-هذا كثير جدًا. ماذا عن ثلاثة فساتين فقط؟ يمكننا طلب المزيد لاحقًا…”
“لا، هذا غير ممكن.”
“ماذا؟ لماذا؟”
“حذّرني الدوق. طلب مني تصميم أكثر من ثلاثين فستانًا، وإذا صنعتُ أقل من ذلك، سينهي تعامله معنا.”
“ماذا؟!”
أليس هذا عقدًا غير عادل؟ هذا كثير جدًا!
“حـ-حسنًا، لنطلب ثلاثة فساتين الآن ونصنع المزيد تدريجيًا…”
“لا! لقد تلقيتُ دفعة مقدمة لثلاثين فستانًا.
أعتقد أن العقود تعتمد على الثقة.
لا يمكنني التراجع. إذا أُلغي العقد مع عائلة الدوق، ستتضرر مسيرتي بشكل كبير.”
هذا جنون.
نظرتُ إلى إيميلي. كانت تنظر إلى أنطوا ومساعدتيها بتعبير هادئ وقالت:
“العقود مهمة، أليس كذلك؟ كوني موظفة بعقد، أتفهم ذلك تمامًا. كلكم تعملون بجد.”
“ومع ذلك، العمل ممتع. لم أرَ أبدًا آنسة لطيفة ومحبوبة كهذه.”
“آنستنا بالفعل لا تُضاهى بأي شخص.”
“صحيح. لقد عملتُ في هذا المجال لخمس سنوات. درستُ في الخارج وبدأتُ من الصفر حتى وصلتُ إلى هنا.”
“يا إلهي، لقد عشتِ حياة مليئة بالجهد.”
“نعم. من خلال التعامل مع العديد من العملاء، أدركتُ أنه لا يوجد من يجمع بين المظهر والشخصية.
إذا كان الشخص جميلًا بعض الشيء، تكون شخصيته سيئة، وإذا كانت الشخصية جيدة، لا يتحرك قلبي الفني نحوهُ.”
“عملي أيضًا شاق، لكنكِ، يا مدام، تعانين كثيرًا أيضًا.”
إيميلي، الموظفة، بدت متوافقة جدًا مع أنطوا، صاحبة العمل الحر الصاعدة.
إيميلي، متى سنذهب للتبذير إذا استمر الأمر هكذا؟
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون الروابط، لحسابي واتباد، وقناة الملفات في أول تعليق~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 35"