بعد يومين، اقترب يوم الموعد.
خلال الشهر الذي ستُجرى فيه دروس كايل ليصبح عريسًا، قررتُ أن أعيش في قصره.
اليوم هو يوم انتقالي إلى هناك.
“توقّفي. كفى بكاءً، يا آنسة. حان الوقت للنزول. سيدي الدوق سيصل قريبًا.”
هَكّة.
“أريد التوقف عن البكاء، لكن الدموع لا تتوقف. إنّه أمر ظالم جدًا. هذا حقًا لم يُناقَش معي. دروس عريس فجأة!”
كنتُ أشعر بالغضب، فتوقّفت كلماتي عند كل مقطع. كان عليّ أن أكبح شعوري بالحزن بقوة.
“لا بأس. أنا أيضًا سأذهب معكِ.”
كايل شخص يكره دخول الغرباء بشدة، لكن عندما أصررتُ على أن أكون مع إيميلي، سمح لها بالحضور معي بسهولة.
بفضل ذلك، ستتبعني إيميلي في عربة مخصّصة للخدم.
“دروس العريس هذه، حقًا، ظالمة جدًا. إنّه شخص سيئ حقًا.”
“بالفعل. سيدي الدوق يبدو قليلًا ماكرًا.”
“ماذا سأفعل خلال شهر كامل؟ إذا عشنا معًا في القصر، سيكون من الصعب تجنّبه. لن أضطر لمشاركته الغرفة نفسها طوال اليوم لمدة شهر، أليس كذلك؟”
بينما كنتُ أتحدث وأشيح بشفتيّ، ربّتت إيميلي عليّ لتهدئتي.
“مستحيل. ليس إلى هذا الحد، فهو ليس شخصًا يفتقر إلى اللباقة.”
“حقًا؟ هل سيكون الأمر بخير؟”
“بالطبع. هناك أعين كثيرة تراقب. لن تكوني مضطرة لمشاركة غرفة النوم، ربما ستبقين في غرفة الضيوف أو الجناح المنفصل كما حدث سابقًا.”
“هَمْم. أتمنى أن يكون كذلك.”
ربما بسبب بكائي منذ قليل، كان صوتي أجشًّا. لستُ معتادة على البكاء هكذا، لكن بالأمس شعرتُ بظلم شديد فبكيتُ كثيرًا.
كأن السماء تكرهني إلى هذا الحد.
“وأيضًا، يا آنسة، ألا يُقال إن الأزمات قد تكون فرصًا؟ ربما هذه فرصتكِ.”
“… فرصة؟”
“نعم. ستقضين اليوم كله معه. أليس من الأسهل أن تجعليه ينفر منكِ؟”
لم تكن كلماتها خاطئة تمامًا. سحبتُ شفتيّ المنتفختين وأومأتُ برأسي.
“هَهْ. كنتُ أنوي إبقاء هذا سرًا، لكن في الحقيقة، لقد وجدتُ بالفعل عدة طرق. لذا لا تقلقي كثيرًا، وخذي الأمر براحة.”
“حقًا؟”
“حقًا.”
* * *
لقد تجمعوا لتوديعي وكان الأمرُ فوضى عارمة.
‘أنا الوحيدة الجادة هنا، أنا فقط؟’
أمي عادة لا تُظهر الكثير من المشاعر، لكن وهي تواجه كايل الآن، بدا وجهها مشرقًا جدًا.
بل إنّهما لم يلتقيا لوقت طويل. لقد رأته بالكاد قبل أيام قليلة، فلماذا تبدو سعيدة هكذا؟
ما الذي أعجب أمي في كايل؟
‘… بالتأكيد، وجهه.’
إذا نظرنا إلى اختيارها لأبي، يبدو أن أمي تهتم بالمظهر كثيرًا. ربما هذا ما جعل كايل يكسب ودها.
أما أبي وجاكلين، فبدَوْا مترددين قليلًا، لكنهما يحافظان على اللباقة ويبتسمان ابتسامة مصطنعة.
لم أرد رؤية هذا المشهد، فبقيتُ أنتظر بمفردي أمام العربة. لكن حتى هذا أزعجني، فقررتُ الصعود إلى العربة بمفردي.
لم يمضِ وقت طويل حتى صعد كايل إلى العربة.
‘جاء متأنقًا جدًا، يبدو أنّه ينوي استهدافي بوجهه مرة أخرى؟’
مجرد رؤية وجهه تجعل الجميع يبتسمون بسعادة. أما هو، فيبقى دائمًا بلا تعبير، كأن العالم لا يعنيه.
‘مزعج.’
ما إن التقى نظري بنظر كايل حتى أدرتُ رأسي بسرعة.
في كل مرة، يعطيني وعودًا رائعة، لكنه لا ينفذ منها شيئًا.
بصراحة، بعد أن أدرتُ رأسي، شعرتُ بقليل من الخوف داخلي. كما تعلمون، مثل عندما تتشاجر مع والديك وتغلق الباب بقوة أكثر مما كنتَ تنوي فتشعر بالذعر.
لذا، ألقيتُ نظرة خفية لأرى رد فعل كايل.
كان كايل ينظر إليّ بهدوء. كعادته، كان وجهه خاليًا من التعبير، لا أعرف ما يفكر فيه.
شعرتُ بالغيظ فأدرتُ رأسي مرة أخرى.
‘من أجل من أدخل هذا المعسكر الجهنمي الآن؟’
“إيفلين.”
تبعتُ صوته المنخفض وأدرتُ رأسي. كايل، الجالس قبالتي، كان ينظر إليّ كأنّه يراقب شيئًا.
ناداني لكنه لم يقل شيئًا، بل وضع ذقنه على يده. لمدة عشرين ثانية تقريبًا، ظل ينظر إليّ دون كلام.
كنتُ على وشك أن أسأله إن كان يعدّ رموشي، لكنه قال:
“إذا انتهت الدروس مبكرًا، سأرسلكِ إلى البيت.”
“… حقًا؟”
أومأ كايل برأسه بدلًا من الإجابة.
لكنني لا أثق به.
لستُ واثقة، فقد خدعني أكثر من مرة.
نظرتُ إليه بنظرة مليئة بالشك.
“لكن، بالمقابل، يجب أن تتعاوني بنشاط.”
“… حسنًا، هذا معقول.”
هل يعني هذا بجدية؟ يبدو صادقًا وهو يتحدث دون أي مزاح.
عندما أجبتُ بتردد، مدّ كايل يده اليسرى، كما يفعل عندما يرافقني.
بشكل تلقائي، أمسكتُ يده. فجأة، جذبني بقوة.
“آه، ماذا تفعل!”
فجأة، وجدتُ نفسي جالسة على ركبتيه.
احتضنني بقوة ووضع ذقنه على كتفي الأيمن.
تجمّدتُ مكاني.
“لماذا أنتِ غاضبة؟”
“….”
شعرتُ بالقشعريرة والخوف. كان هناك برودة تسري في عمودي الفقري.
صوته المنتقل عبر جسده جعل أعصابي تنتفض.
‘إذا لم أجب، سأكون في ورطة.’
“هيا، قولي.”
“….”
“بسرعة.”
بدأ كايل يضغط علي ويحثني.
“اه، توقف! لا تعانقنيَ!…”
أوقفتُ كلامي فجأة. تذكرتُ وجود السائق خلف الستار.
قبّل كايل كتفي المكشوف. تناثر نفسه على بشرتي، فارتجف جسدي.
” توقف!..”
أخفضتُ صوتي وهمستُ.
“لا أريد. سأستمر حتى تخبريني.”
همس كايل برفق وهو يهددني.
حاولتُ دفعه بيديّ، لكنه أمسكني وسحبني نحوه بقوة، ملتصقًا بي تمامًا.
“آه، توقف!”
“أش. سيسمعونكِ. عليكِ الهدوء.”
“أنتَ من بدأ!”
أمسك بي كايل بقوة.
‘يستمر في الاقتراب مني!’
استمر كايل في الضغط على كتفيّ..
“اه، توقف! لا تضغط علي أنت تخنقنيَ!”
“هذا هو الهدف.”
عضّ عنقي كأسدٍ وجدَ فريستهُ، وهو يزمجر.
(ميري : ما حددتي أي نوع من الزمجره..
معقول يقول مياو؟ 🫣)
بسبب اهتزاز العربة، عضضتُ شفتيّ بقوة حتى تذوقتُ طعم الدم.
أغمضتُ عينيّ بسبب الألم الحاد. نظر إليّ كايل وقال بصوت منخفض ومبحوح:
“عنيدة.”
✧───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────✧
ستجدون الفصول دومًا متقدمةً لهذهِ الرواية في واتباد وقناة الملفات،
حَسابي واتباد : _1Mariana1
( حسابي السابق قد حُذف)
وستجدون الروابط، لحسابي واتباد، وقناة الملفات في أول تعليق~ ❀
التعليقات لهذا الفصل " 32"